|
ضيف
|
|
المشاركات: n/a
|
#1
|
حصار صلاح الدين للقدس في واحد من اعظم افلام هولييود
يشاهد الامريكيون في اكثر من ثلاثة الاف دار عرض سينمائية عملاقة فيلم "مملكة الجنة" الذي يصور معركة حطين ثم حصار صلاح الدين للقدس واقتحامها ....
اخرج الفيلم المخرج العالمي ريدلي سكوت وابدع في نقل معركة حطين بتفاصيل مهولة ... ورسم معركة القدس بكاميراته بأسلوب يقشعر له الابدان .... ابراج ومنجنيقات صلاح الدين العملاقة التي دكت اسوار القدس تجعل المشاهد ينط على كرسيه ويسأل من حوله : هل يعقل ان تكون لصلاح الدين ابن القرن الثاني عشر تقنيات عسكرية لا تتوفر الان لجنرالات العرب .
ومع ذلك فبطل فيلم "مملكة الجنة" ليس صلاح الدين الايوبي وانما الامير الفرنسي باليان ... هذا الامير هو الذي قاد حرب الدفاع عن القدس واستبسل فيها مع انه كان مقتنعا بعدم عدالتها وكان معاديا للجرائم التي ارتكبها حاكم قلعة الكرك بحق العرب والمسلمين والتي ادت الى ثورة صلاح الدين .... لكن شخصية صلاح الدين فرضت نفسها على السيناريو ... وجاء المخرج بممثل سوري مغمور اسمه غسان مسعود ليجسد شخصية صلاح الدين فأبدع وكان مقنعا جدا لو لم يلصق له المخرج الممثل خالد النبوي الذي ملأ الارض نباحا قبل عرض الفيلم فاذا به يقوم بدور ثانوي لا يصلح له وكان احدى سقطات الفيلم.
المخرج العالمي ريدلي سكوت كان عادلا في تصوير فضاعة الحرب وتجاوزات الصليبيين الذين اتخذوا من الدين انذاك شعارا لتحقيق مكاسب سياسية ومالية ... وكان تصوير المخرج لشخصية امير الكرك بديعا ولعل هذا هو السبب في ان عتاة العنصرية في بريطانيا قالوا – بعد مشاهدتهم للفيلم – انه " سيئ للغاية "
وملخص الفيلم ان الامير الفرنسي الشاب باليان الذي فقد امه في الحروب الصليبية يقرر مرافقة ابيه الى القدس رغم عدم قناعته بالحروب الصليبية .... وفي القدس يجد باليان نفسه بعد موت الملك الصليبي مسئولا عن حماية المدينة بعد دحر الصليبيين في معركة حطين ... وسيلتقط المشاهد انفاسه وهو يشاهد وقائع حصار صلاح الدين للقدس بابراجه الخشبية العملاقة ومنجنيقاته الهائلة التي دك بها ابراج القدس ليل نهار .... ثم يتوصل الطرفان الى اتفاق ان يخرج باليان من القدس سلميا وان يسلمها لصلاح الدين .... وفي الدقائق الخمس الاخيرة من الفيلم يمر ملك انجلترا ريتشارد قلب الاسد بالامير باليان ويخبره انه متوجه لاسترداد القدس من صلاح الدين .... وينتهي الفيلم بعبارة تقول ان ريتشارد قاتل صلاح الدين ثلاث سنوات لم يتمكن خلالها من استرداد القدس .... واضطر هو ايضا الى توقيع اتفاق بالانسحاب من فلسطين .
الذي لا يعرفه كثيرون ان مشاهد المعارك صورت في المغرب وقد ادى 25 الف جندي وشرطي مغربي دور الكومبارس في الجيوش المتحاربة وقد وفرهم ملك المغرب للمخرج مجانا وهذه نقطة تحسب لصالح المغاربة اذ لولاهم لما تمكن المخرج من تصوير هذه المعارك بهذه البراعة والضخامة كما ان طبيعة المغرب الساحرة وفرت للمخرج اجواء طبيعية مشابهة لفلسطين .... بما في ذلك مدينة القدس التي تبدو وكأنها نقلت من فلسطين الى المغرب .
الفيلم يتضمن الكثير من العبارات العربية وان كانت اللهجة تبدو مغربية .... كما ان صورة العربي والمسلم لم تكن رديئة كما عودتنا هولييود في افلامها .... كان هناك تركيز على قيم العرب والمسلمين وهذه نقطة تحسب لصالح كاتب السيناريو وليم مانهان وهو بالمناسبة يهودي والشيء الوحيد الي اعتبره نقصا في قصة الفيلم هو عدم الاشارة الى ان صلاح الدين لم يكن عربيا وانما هو كردي وان وزير مالية صلاح الدين الذي مول الحرب لم يكن عربيا وانما هو تركي ورئيس اركان صلاح الدين الذي ادار المعارك بمهارة لم يكن عربيا او مسلما وانما هو مسيحي قبطي ... وجيش صلاح الدين كان في معظمه من المصريين لان جيوش امراء الشام كانت مشغولة انذاك بمعارك اهلية فيما بينها ومنهم من قاتل مع الصليبيين ايضا .
تحية للمخرج العالمي ريدلي سكوت وتحية لكاتب السيناريو .... وبوسة مثقلة بالهموم للممثل السوري العملاق غسان مسعود الذي اثبت ان في سوريا مواهب فنية غير التي نراها في مسلسلات الهرج والمرج ... والفانتازيا .
|
|
01-06-2005 , 10:34 PM
|
الرد مع إقتباس
|