السبيل- خاص
الشهادة التالية رواها ل" السبيل" طالب أردني يدرس في العراق , وهو متدين ومحل ثقة كبيرة وكان يومي الأربعاء والخميس 9و10 /4/2003 في منطقة الأعظمية وشهد بالتفصيل الأحداث من حيث ظهور الرئيس العراقي صدام حسين ظهر الأربعاء , ومعركة الأعظمية حامية الوطيس (يوم الخميس) بين القوات الأمريكية وعدد من المتطوعين العرب وأهل المنطقة . وفيما يلي رواية الشاهد كما وردت على لسانه :
" في ظهر يوم الأربعاء 9/4 وعند صلاة الظهر بالتحديد كنت متوجها لصلاة الظهر في مسجد أبي حنيفة النعمان , حيث ظهر الرئيس العراقي صدام حسين على جسر الأئمة القريب جدا من المسجد ومعه سكرتيره الشخصي عبد حمود وولده قصي في سيارة BMW بيضاء , والتف حوله المواطنون يهتفون له , صليت الظهر في المسجد وخرجت وكان لا يزال موجودا , اقتربت من المكان وكنت على بعد مترين فقط من صدام الذي كان واقفا على سيارة أل(BMW) , سأله أحد المواطنين في الأربعينات من العمر ويلبس دشداشة : "سيدي الريس شنو اللي صار بينا ؟" فأجابه صدام على سمع أذني :" انتظروا فد يومين , وتشوفون المفاجأة شنو اللي راح يصير بينا" ثم أقسم صدام أن يحتفل بعيد ميلاده في بغداد .
وقبل صلاة فجر يوم الخميس 10/4 خرجت من قصر الضيافة في العظمية عدد من السيارات من نوع "نيسان" لون أبيض , وذلك في الساعة الرابعة فجرا تقريبا كما ذكر من هم بجوار قصر الضيافة , وقبل صلاة الفجر بربع ساعة تقريبا سمعنا صوت قصف واطلاق نار كثيف من جهة حي الصليخ , في منطقة الأعظمية حيث كان يوجد عدد من المتطوعين العرب يتراوح عددهم بين 60-70 متطوعا موزعين في مسجدين من مساجد المنطقة "مسجد العزيز الموجود قرب قصر الضيافة ", ومسجد النعمان القريب من جامع أبي حنيفة" .
ثم تفاجأنا بدخول المدرعات الأمريكية من جهة حي المنصور وجهة ميدان عنتر , وتصدى لها المقاومون الموزعون في طرفي الأعظمية , ونتيجة انسحاب فدائيي صدام الذي تم بصورة منظمة من جوار جامع أبي حنيفة فقد سيطرت القوات الأمريكية عليه مباشرة .
أصبحت المقاومة ضارية , فالقوات الأمريكية لا تعرف من أين يطلق عليها النار ؟ فهي بين جبهتين اثنتين , المقاومين القريبين من قصر الضيافة , والمقاومين القريبين من جامع الإمام أبي حنيفة .
في البداية شاهدت تدمير ثلاث مدرعات أمريكية قادة من جهة ميدان عنتر , ولم تستطيع المدرعات أن تتجاوز هذا الشارع العام لضراوة المقاومة , ولكن عندما فتحت منطقة الجامع وانسحب فدائيو صدام منها , ولقلة عدد المقاومين, قامت المدرعات بالدخول إلى منطقة ساحة المسجد وقامت بالتمركز فيها وتوالت المدرعات بالدخول إلى تلك المنطقة , ثم انسحب عدد كبير من المتطوعين إلى الحي القديم من الأعظمية إلى منطقة الشيوخ ,وكانت هناك المقاومة , قام أحد العراقيين بالتصدي ورفع صوته قائلا : أنا الأمير هنا , ومن يريد أن يعمل وحده ليذهب إلى جبهة أخرى , وأخذ بتنظيم المتطوعين والعراقيين كما يجب , وتوزيع العتاد كذلك عليهم , وقامت العائلات العراقية في الأعظمية بتزويد المتطوعين بالماء والشراب وشيء قليل من الطعام والعتاد مع الدعاء .
لم تستطع القوات الأمريكية التصدي للمقاومين , فقامت بوضع أربعة قناصة على ساعة المسجد باعتبارها أعلى منصة في الأعظمية , ثم أحضرت طائرتي أباتشي , وطائرة لرمي القنابل العنقودية , وطائرة مرتفعة جدا تصور مناطق المتطوعين لضربها , وطائرة مقاتلة , ودارت المعركة وبدأ إطلاق النار والقذائف من كل جانب .
وكانت نتيجة معركة الأعظمية خسارة الأمريكان سبع مدرعات مدمرة بكاملها بمن فيها رأيتها بنفسي , إضافة إلى مدرعة ثامنة هرب منها الجنود إلى حي السفينة التابع لمنطقة الأعظمية , وكن التغطية الجوية اضطرت المتطوعين إلى الاختباء في البيوت , وأيضا لقلة العتاد الذي كان بحوزتهم , واستمرت المعركة من الخامسة فجرا إلى الساعة الواحدة ظهرا , وأسفرت عن سقوط 37 شهيدا من بينهم 17 متطوعا عربيا دفنوا في حديقة خلف جامع الإمام أبي حنيفة


ملاحظات ومشاهدات
- ذكر لي أحد المتطوعين العرب في الأعظمية أن تعدادهم كان تقريبا (730) متطوعا في الجنوب , ولكن عند انسحابهم إلى بغداد وفي منطقة الديوانية قامت ميليشيات عراقية محلية باعتراض طريقهم , وبعد أن أخذوا منهم الأمان وألقوا أسلحتهم , قامت هذه الميليشيات بالغدر بهم وقتلهم ولم ينج منهم سوى (60) متطوعا شاركوا فيما بعد بمعركة الأعظمية يوم الخميس 10/4 .
- قسم من المتطوعين العرب الذين انسحبوا من الجنوب إلى منطقة الزيونة في بغداد . قامت ميليشيات محلية كالسابقة بقتل(117) منهم من أصل (120) غالبيتهم من سوريا , ولم ينج منهم إلا ثلاثة فلسطينيون قام أهل حي السفينة في الأعظمية بإيوائهم ومداواة جراحهم ز
- شباب الأخوان المسلمون كان لهم حضور قوي في مناطق بغداد في الحفاظ على الأمن والاستقرار , وذلك بشهادة أهالي الأعظمية حيث قاموا بضبط المنطقة حتى أن كل مستشفيات بغداد نهبت إلا مستشفى النعمان في الأعظمية .
- أهالي منطقة الأعظمية انتخبوا الشيخ وليد الأعظمي رئيسا للمجلس البلدي للمنطقة .
[B]