لعلي أشرت من قبل أن هذه السلسلة ( من أعجب ما قرأت ) .. يندرج فيها وتحتها :
من أجمل ما قرأت .. من أبدع ما قرأت .. ونحو هذا ،، مما أحسب أن القارئ قد ينتفع به ..

وهذا المقال يستحق أن يكون ضمن هذه السلسلة ...
التي أرجو أن ترى الضوء قريبا على موقعنا الجديد ، بإذن الله ..
وهذا المقال بالذات اسوقه ليكون رسالة إلى كثيرين ممن يكتبون معنا ، أو في منتديات أخرى ..

فلنقرأ بتأنٍ ، ولنتفكر فيما نقرأ ..!
= =
تحت عنوان : ( المنتديات الإلكترونية ) .. كتبت الأخت الفاضلة ...

عالم جديد مبهر يلجه الشباب والفتيات لأغراض متعددة،
فهو بحق فضاء واسع يحلّق فيه المرء بحرية، ومساحة شاسعة للتعبير ،
والتعارف والتعلم والتعليم.

نجد في المنتديات فئات متباينة من البشر كما نجد أنواعا متعددة للمنتديات ،
فمنها الجاد ، ومنها المتخصص في علم بعينه، ومنها الترفيهي،
ومنها المتخصص في الحوارات أو في التعارف أو في مجال فني خاص.

المنتديات وسيلة عصرية للتعارف واللقاء ، هي نافذة على العالم نراه في هذا العالم المكتوب،
إنها أداة راقية للتعبير ومجال عملي للتواصل، وأسلوب حضاري للحوار ومناقشة قضايا
الحياة والتعرف إلى تجارب الآخرين فيها

يعجبني شخصياً أن المنتديات تساعد المرء على الكتابة، وتدربه على الصبر،
وتمنحه فرصة التعلم الذاتي والتعرف إلى تجارب الآخرين،
كما تهبه فرصة قيمة في التواصل المثمر مع أنواع مختلفة من البشر.
مساحة الكتابة التي تمنحها المنتديات للمشاركين فيها تشوبها شائبة تسيء للغتنا وللخط العربي المميز،

فإن هذه الفرصة الكبيرة جديرة بأن تشجع المشاركين على إتقان اللغة والتدرب على الكتابة
وتحسين مستوى القراءة والتواصل الكتابي،
لكن ما ألاحظه هو بروز لغة جديدة مكتوبة في هذه المنتديات وهي اللهجات العامية
التي يكتبونها بالحرف العربي، حيث تصدم أعيننا كلمات جديدة كتبت
كما يلفظها أصحابها بلهجتهم العامية.

وخطر هذه الحالة يبرز في ظاهرتين..
الأولى منهما :
انقطاع التواصل بين المشاركين الذين تختلف لهجاتهم باختلاف أقطارهم
فيختلف فهمهم لهذه اللهجات التي يقرؤونها، مما يؤدي إلى الانفصال بين القارئ والمقروء،
ويعمق الفجوات بين رواد المنتديات ، مع أن المفترض أن العكس هو الذي يحدث
بأن يكون لهذه المنتديات دور إيجابي فعال ، في تقوية الصلات بين العرب
والتقريب بين أفكارهم ومعارفهم وخبراتهم مهما اختلفت بلدانهم.

والاتجاه الثاني : يتحدد في الإساءة إلى لغتنا الجميلة (اللغة العربية)
حين نشوهها بهذه الكلمات الجديدة العجيبة التي يصعب على كثيرين قراءتها
حتى لو كانت بلهجاتهم التي ينطقون بها لأنها جديدة في رسم حروفها
ولم يسبق أن رأيناها مكتوبة، مثال: أيّي دحين هملّي هأولك!
من استطاع أن يقرأ الكلمات كلها مع فهمها من القراءة الأولى؟

الإيجابية التي لمستها في هذا العمل هي :
أن هؤلاء الكاتبين بلهجاتهم ، عندهم استعداد كبير للكتابة بالعربية وإتقانها. !!

دفعني لهذا القول ما ألاحظه مما يكتبون لأنهم يستطيعون اختراع كلمات جديدة
لم يضمها قاموس ولم تُسطر على ورق، ولم ترها أعينهم من قبل، !!
فهم يعتمدون على أسلوبهم في لفظ الكلمة ويكتبونها كما ينطقون.

فإلى هؤلاء جميعا أقول بكل محبة ومودة:
إن لغتنا العربية من أجمل اللغات وأيسرها، وإن كلماتها سهلة جدا فهي تُكتب كما تلفظ
باستثناء كلمات قليلة يمكن أن نحفظ شكلها فنعرفها،
وأنتم تعرفون كيف تكتبون كلمات جديدة لم تروها مكتوبة ،،
فلماذا لا تستغلون هذه المقدرة في زيادة تعلم لغتكم الجميلة
التي اختارها الله عز وجل لتكون لغة قرآنه الكريم
الذي هو رسالته الخاتمة للبشرية كلها وفيها دستور الله وقوانينه للأرض إلى قيام الساعة،
فكيف نسمح لأنفسنا أن نشوه هذا الجمال الفريد لهذه اللغة الغراء وهذا الخط العربي
الذي يبهر العقول ويخلب القلوب بما يتميز به من جمال ومرونة
لا يمكن أن يتوفرا في أي خط غيره؟
- -
ودمتم سالمين غانمين ..!