أحبتي الكرام، السلام عليكم ورحمة الله تحية وصفها الرب جل وعلا بأنها تحية مباركة طيبة،
وأصلي على خاتم الأنبياء وأفضل المرسلين..
لقد افتقدكم جدّا، كيف لا وأنتم بالقلب لكم المكانة المرموقة، والجانب الأكبر من الهوى "الانترنتي"..
كلما مرت الأيام أتأكد من شموخ هذا المنتدى الراسخ، شموخه ليس بعدد المواضيع أو عدد الأعضاء، وإنما بتقارب الأعضاء، حبّ المشرفين للكتّاب، تواصلهم الأخويّ معهم، ولذلك قلما أجد فرصة للتواصل وإعادة تدفق المياه في شراييني، إلا وسطرت ردا أو طرحت موضوعا، على أنّ كمية ما أطرحه خلال السنين القليلة الماضية يعد ضئيلا جدا، ولا يفي بما لـمنتدى سوالف من حقّ علينا جميعا، خصوصا أنا ومن في جيلي من الأعضاء القدماء الذي شهدوا ازدهار هذا المنتدى في فترة عام ألفين وواحد ميلادية وما بعدها، حيث كانت للانترنت ومنتدياتها "شنّة ورنّة" في الأوساط الشبابية العربية، فكانت هذه المنتديات وعاء لثلة من الأطروحات القيّمة، والكتابات الرائعة، والإبداعات الثريّة، ورغم ما يشوب بعض المنتديات من دخَنٍ، إلا أن سوالف ظلّ ساميا شامخا فوق دنايا عمّت بلاويها وطمّت في عدّة منتديات أخرى مغمورة، وهذا من فضل الله عزّ وجل..
لن أبالغ إن كررت ما ربما أكون ذكرته قبلُ، من أنّ لسوالف فضلا شخصيّا في أسلوبي الأدبي فمن غير سوالف كان له أن يحتضن مقالات أيام الصبا وبواكير الشباب التي ما كنت أجد لها متنفسا إلا في بساتين سوالف، فتارة أنتقد، وتارة يثنى عليّ، وتارات أجد الملاحظات المتفحصة، والردود المتزنة، فأجدُ الفائدة، وأتبادل الرؤى مع أعضاء من مختلف التوجهات والانتماءات، وإن كان معظمهم –تقريبا- يدينون الله بدين الإسلام..
إنني أستحضر الآنَ في الذاكرةِ عدة مواقف ورؤى لي، تغيرت جذريا أو تبدلت جزئيا بعد دخولي الجامعة وتغير نظرتي للحياة، وتطور إدراكي للواقع، ولكم تعلو وجهي ابتسامة حين أتصفح بعض ردودي أيام كنت طالبا بالثانوية العامة، وأشاهد الفرق بين قناعاتي اليومَ وأنا أنتظر التخرج من الجامعة الصيف القادم (صيف2006م) بإذن الله..
لقد مرت الأيام، وسوالف لا يزال منتدى رائدا، عظيما بحبه وعطاءه، لقد كانت لي مواقف عدّة مع الإدارة، ولكم أضحك حين أتذكر موقفي مع ذلك المشرف الذي شهرت به بعد أن عرفت أنّه شيعي ورفضت وجوده بالإشراف وأوقفت فترة، ثم عدت مجددا، ودارت الأيام وأدركت حقا ما كان يقال عن رعونة الشباب وحماستهم الزائدة، وحمدا للّه أنّ طاقم الإشراف كان متفهما للأمور، بل تطورت العلاقات إلى أن بادر الأخ عزيز2000 المستشار "تقول ديوان ملكي هذا مهوب منتدى انترنت

" ، أقول بادر أخونا عزيز (مدير قناة سوالف المشفرة [فاكر يا عزيز

] بمنح اشتراك لصديق كنت أعطيته اشتراكي حين أدركت قلة دخولي الانترنت، فما كان من عزيز وفقه الله إلا أن أعطى ذلك الأخ اشتراكا جديدا مؤثرا بقاء اشتراكي في حوزتي، يالله، كمْ هو النبل مؤثر في النفوس حقّا، جزاك الله خيرا عزيز2000..
لعل الإجازة الصيفية تكون حافزا لمزيد من العودة القويّة لي بإذن الله وقوّته، على الأقل ستكون الانقطاعات أقل بكثير من السابق، وأنا واثق من أنّي سأجد في الأعضاء الجدد نفس حيوية وتميز الرعيل الأول، الذين أوجه إليهم بدوري الحديث طالبا منهم الالتفات للبيت الانترنتي الأول: سوالف..
أخيرا، ذكرت لكم في مطلع المقال أنّ أشياء عديدة تغيّرت فيّ، وصراحة فأعرف أنكم ستتألمون مما سأكتبه حاليا، لكن الرجوع للحق فضيلة، والصبر على لوم البشر أفضل من الصبر على نار سقر، أحبتي، لقد كذبت عليكم ، نعم!!! لقد كذبتُ حين ادّعيت أنّي أدعى جمال أو أنّي كنت طالبا أدرس في مصر، والحقيقة أنّـني ممن يعيشون فوق أرض الحرمين وتظللوا بسماءها الصافية، وأنا الآن والحمد للّه أواصل دراسة الهندسة بإحدى الجامعات المرموقة في مصر وأستعد لحزم حقائبي للعودة لأرض الوطن بعد انتهاء الامتحانات..
قد يختلف معي كثيرون، وقد يهاجمني آخرون، وقد يقول قائل ما الذي يجبرك على الاعتراف، فأنت شخصية هلاميّة قل ما شئت واكتب ما شئت فمعظم أعضاء المنتديات يفبركون قصصهم وشخصياتهم، فأقول له يا هذا لقد أحببت إرضاء ربّي أولا ونفسي ثانيا، و"شعب" سوالف ثالثا ورابعا، فأنا ككاتب يجب علي أن أكون صريحا مع القراء، ومع الأعضاء، ومع الزوّار، خصوصا وقد أكرموني طوال هذه السنين الماضية بتحمّلهم العناء في قراءة مواضيع يكتبها معتوهون أمثالي

..
أخيرا، لكم جميعا: لقد أرضيتُ ضميري، وبحت بما يجول في نفسي، وأنا عازم على العودة مجددا لحضن سوالف الدافئ، وأقول لمن ينوي مهاجمتي: "اللي ما يذوق العنب حامض عنه يقول" ووالله إن الصدق مع النفس والناس وقبل ذلك مع الله ، لهوَ ألذّ من العنب وأجمل من المروج الخضراء.
وَ:
دمتم بألف خير وعافية سالمين آمنين.
سؤال الاستفتاء
ما رأيك في صراحة كاتب هذا الموضوع في اعترافه بكذبه سابقا في بياناته؟