السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته 
أخي الكريم 
جاء في موضوعك الكريم 
(وقبل أن ابدأ الرد أحببت أن أبين أمورا مهمة وقواعد أصيلة ينبنى عليها فهم أحكام الشريعة:
وهي ان قاعدة الشريعة تقوم أساسا على تحصيل المصالح وتكثيرها ودرء المفاسد و تقليلها فأذا تزاحمت المصالح قدمت أعظم المصلحتين وتركت أدناهما وإذا تزاحمت المفاسد درئت أعظم المفسدتين باحتمال أدناهماوعليه فإن بعض الأحكام الشرعية تختلف باختلاف الأزمنه والأمكنة....)
بما أن صاحب الرد على الشبهة صاحب الكتاب أو المقال يحب الإختصار فأنا أختصر له كلامه كله 
بأن القاعدة الشرعية تقول درء المفاسد أولى من جلب المصالح 
و جلب المصالح  عادة ما يكثر ظهروه في النوع الثاني من القتال و هو جهاد الطلب  
أما جهاد دفع الصائل فهو درءا للمفاسد لأنه شرع عند تعرض أية بقعة من بقاع الأرض الإسلامية إلى الإعتداء من الكفار و فيه شرع الجهاد دون إذن أو إستئذان فللإبن أن يجاهد دون إذن والديه و كذلك الزوجة أيضا ....
و من هنا فدفع المفاسد من قتل النفس و إغتصاب الأرض و إنتهاك الأعراض و نهب الأموال و الفتنة في الدين ......ليست من المصالح لأنها من أعظم المفاسد التي علينا ان ندرأها عن ديار المسلمين 
أما ما جاء في المقال 
(وعز الأسلام وضعفه خصوصا ما يتعلق بالكفار وقتالهم ومهادنتهم و عدم اعتبار هذا يترتب عليه ضرر عظيم ومشقة غير محتمله فلا يمكن أن نلزم المسلمين وهم في حالة الضعف والذلة ما يلزمهم في حال القوة و المنعة و على ذلك دل الكتاب والسنة والإجماع والنظر الصحيح .
فإن المسلمين لما كانوا في حال ضعف وقلة عدد أمرهم الله عز وجل بالصبر على أذى المشركين وأهل الكتاب كما كانوا في مكة وأول مقدمهم المدينة .)
يا أخي الكريم هذا الكلام لا ينطبق لا واقعيا و لا عقليا و لا نقليا و لا تاريخيا مع احترامي الشديد 
فقد عطلت سنة الجهاد بنقلك هذا  و كأنك تعتبرنا في العهد المكي عندما لم يشرع الجهاد بعد
و لو كنا كذلك لسقطت الكثير من الشعائر و الشرائع أيضا لأنها لم لم تنزل إلا في العهد المدني 
و بالنسبة للعدد فعدد أمة المليار لا شك أكثر و لكن كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله و العدد لم يكن مقياسا للمسلمين في يوم ما 
و أعطني معركة واحدة فقط في السيرة كان المسلمون فيها أكثر عددا من عدد عدوهم أو أكثر عدة و عتادا ؟
في كل الفتوحات و المعارك كان العدو أقوى و أكثر عدة و سلاح 
و لكن النصر كان للمسلمين
المعركة التي فرح فيها المسلمون بكثرة عددهم إنهزموا فيها و هي معركة حنين(.. إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغني عنكم من الله شيئا ....)
لقد أمرنا بالإعداد بقدر الإستطاعة و لكن النصر يبقى بيد الله عز و جل و قوة الإيمان هي القوة الحقيقية التي تجلب الإنتصار 
و أما إستدلالتك عما قاله إبن تيمية رحمه الله فمع إحترامي فهي في غير محلها و فيه خلط كمن أخلط الملح بالسكر 

فلم تكن دولة الإسلام عندها قائمة فأما الآن فللمسلمين ديار و دينهم كامل و لا ينتظروا لا لتشريع جديد و لا لوحي جديد .....
و ما عليهم إلا إتباع شرع الله و سنة نبيه ففيهما النجاة 
و جزاكم الله خيرا