العودة سوالف للجميع > سـوالـف الجمـيــــــــع > سـوالــف إســلامــيـة > سُكَّانُ القِمَمِ
المشاركة في الموضوع
USAMA LADEN USAMA LADEN غير متصل    
منع من الكتابة  
المشاركات: 995
#1  
سُكَّانُ القِمَمِ
سُكَّانُ القِمَمِ


في الأرض قمم شامخة، وفي السماء نسور تحلق، وتزاحم النجوم، وفي المقابل نرى من يزحف في بطون الأودية, أو يدفن رأسه في التراب كالنعام.. واذا نظرت في الحياة، فسترى قيمًا عالية، وأخلاقا رفيعة، وفى المقابل، ترى سفاسف دنيئة، وقيمًا وضيعة، والناس كالطيور، منهم من يحلق هنا وهناك، ومنهم من يلتصق بهذه، أو تلك،

قال ابن الجوزى رحمه الله : وتلمح سير الكاملين في العلم والعمل، ولا تقنع بالدون، فقد قال الشاعر:

ولم أر في عيوب الناس شيئًا كنقص القادرين على التمام

فمن هم سكان القمم؟هل هم بشر كسائر البشر؟ أم يعيشون على كوكب آخر؟

إن سكان القمم أناس مثلنا، يعيشون على هذه الأرض بأجسامهم، لكن هممهم وعزائمهم تحلق في السماء.

سكان القمم لا يرضون لأنفسهم من كل شيء إلا أحسنه، ومن كل أمر إلا أتمه وأجمله، وقد قيل قديمًا:'قدر الرجل على قدر همته'. فمن كان عالي الهمة؛ كان عالي القدر..فبادر ولا يقعد بك العجز عن المكرمات، حاول أن تكون من سكان القمم، وابذل في تحصيله كل غال ورخيص، ولا تدخر في ذلك أي نفيس.

لكل مُجِدٍّ مكافأة تليق بمقامه:

فمن جدَّ في العلم؛ كوفئ باحتياج الناس إليه.. ومن جدَّ في بذل المعروف كوفىء بثناء الناس عليه.. ومن كان همّه ما يأكله.. كان قيمته ما يخرجه، فأين طلاب المعالي؟ أين أصحاب الهمم العوالى ؟ أين من يحب الله صنيعهم ويبارك مسيرهم؟ لا يسأل الكثير إلا من كان عقله يفكر بالكثير..ولا يطلب العظيم إلا من كانت نفسه تسمو لكل عظيم،

إذا غامرت في شرف مروم فلا تقنع بما دون النجوم

فطعم الموت في أمر حقير كطعم الموت في أمر عظيم

إن حياتك مغامرة كبيرة، وان لحظات عمرك مباراة خطيرة:

فإياك أن تخرج منها خاسرًا، قبل أن تبنى لك بيتًا في الجنة..عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ الْيَوْمَ صَائِمًا] قَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَا قَالَ: [فَمَنْ تَبِعَ مِنْكُمْ الْيَوْمَ جَنَازَةً] قَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَا قَالَ: [فَمَنْ أَطْعَمَ مِنْكُمْ الْيَوْمَ مِسْكِينًا] قَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَا قَالَ: [فَمَنْ عَادَ مِنْكُمْ الْيَوْمَ مَرِيضًا] قَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [مَا اجْتَمَعْنَ فِي امْرِئٍ إِلَّا دَخَلَ الْجَنَّةَ]رواه مسلم.

قال تعالى:{ سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ[21]}[سورة الحديد] .

إن المكارم لا تحصــل بالمنى لكن لها بالتضحيـات سبيلا

فلكم سما للمجد مــن أجدادنا بطل أقام على السمـو دليلا

فسل المعالي عن شجاعـة خالد وسل المعارك هل رأتـه ذليلا

وسل الحضارة إن رأيت بهائها عمن أنار لهديها القنديــلا

وسل المكارم والمعالي هل رأت من بعدهم في ذا الزمان مثيلا

هذى المكارم عندهم كبدايــة لسلــوك درب ما يزال طويلا

في الأرض مجدهم ولكن قلبهـم لجنة الفـردوس رام رحيلا
وخذ المكارم لا تخف أعبائهــا المكـــارم لا يكون ثقيلا

روى أن أعرابيًا سال أناسًا من أهل البصرة:من سيد القوم في بلدكم؟ فقالوا: الحسن أي البصري، فقال بم سادهم؟

قالوا: احتاج الناس إلى علمه، واستغنى هو عن دنياهم .

سكان القمم أبعد ما يكونون عن زخارف هذه الدنيا وبهرجها:

الهم الأكبر لسكان القمم هم الآخرة، أما الدنيا فقد استصغروا متاعها، واحتقروا نتائجها، وترفعوا عن الاستباق فيها، فتحرروا من قيودها وهمومها، يقول الحسن رحمه الله:'من نافسك في دينك فنافسه، ومن نافسك في دنياك فألقها في نحره' .

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [مَنْ كَانَتْ الْآخِرَةُ هَمَّهُ جَعَلَ اللَّهُ غِنَاهُ فِي قَلْبِهِ وَجَمَعَ لَهُ شَمْلَهُ وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِيَ رَاغِمَةٌ وَمَنْ كَانَتْ الدُّنْيَا هَمَّهُ جَعَلَ اللَّهُ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ وَفَرَّقَ عَلَيْهِ شَمْلَهُ وَلَمْ يَأْتِهِ مِنْ الدُّنْيَا إِلَّا مَا قُدِّرَ لَهُ]رواه الترمذي.

إنه وعيد لمن كانت الدنيا أكبر همه، فهو مقبل عليها بكليته، يجمع حطامها في نهم لا ينقضي، منشغل بذلك عن الآخرة، فمن كانت هذه حاله: عوقب بشتات القلب، فلا يزال لاهثًا وراء المال والمناصب والشهوات، يعب منها لكنه لا يشبع، بل يطلب المزيد، غافلًا عن أنه لا يأتيه إلا ما كتب الله له من الرزق، وأن حاله هذا هو عين الفقر، حيث لا تنتهي حاجته، ولا يحصل له الرضا بما جمع من المال، وهذا معنى: [جَعَلَ اللَّهُ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ] .

وفى المقابل حال الرجل الصالح الذي جعل الآخرة همه: فهو في سعى دائم لتحصيل الحسنات، والوصول إلى مرضاة الله، مع حسن توكله على الله، فهذا يجمع الله له أمره، ويرزقه القناعة، وغنى النفس، ويبارك له في ماله، وصحته وأولاده..وهذا هو الغنى الحقيقي.. يقول ابن الجوزى رحمه الله:' يا هذا حب الدنيا أقتل السم، وشرورها أكثر من النمل' .

وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [وَاللَّهِ مَا الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا مِثْلُ مَا يَجْعَلُ أَحَدُكُمْ إِصْبَعَهُ فِي الْيَمِّ فَلْيَنْظُرْ بِمَ تَرْجِعُ] رواه مسلم. وعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ بِالسُّوقِ دَاخِلًا مِنْ بَعْضِ الْعَالِيَةِ وَالنَّاسُ كَنَفَتَهُ فَمَرَّ بِجَدْيٍ أَسَكَّ مَيِّتٍ فَتَنَاوَلَهُ فَأَخَذَ بِأُذُنِهِ ثُمَّ قَالَ: [أَيُّكُمْ يُحِبُّ أَنَّ هَذَا لَهُ بِدِرْهَمٍ] فَقَالُوا مَا نُحِبُّ أَنَّهُ لَنَا بِشَيْءٍ وَمَا نَصْنَعُ بِهِ قَالَ: [أَتُحِبُّونَ أَنَّهُ لَكُمْ] قَالُوا وَاللَّهِ لَوْ كَانَ حَيًّا كَانَ عَيْبًا فِيهِ لِأَنَّهُ أَسَكُّ فَكَيْفَ وَهُوَ مَيِّتٌ فَقَالَ: [فَوَاللَّهِ لَلدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ مِنْ هَذَا عَلَيْكُمْ] رواه مسلم.

ونلاحظ في هذه الأحاديث: تحقير شأن الدنيا بجانب شأن الآخرة، فنعيم الدنيا قليل زائل، يشوبه الكدر، إذا سر فيها المرء أمر ساءته أمور، أما نعيم الآخرة، فنعيم كله لا نكد فيه ولا أحزان.

وقد كان صلى الله عليه وسلم القدوة في نظرته إلى الدنيا: فلم يركن إليها ولا تعلق بها، بل كان شأنه فيها كشأن الراكب المسافر الذي استظل في طريقه تحت ظل شجرة ثم قام يواصل سيره، فالدنيا أشبه بتلك الاستراحة العارضة، وكما أن المسافر ليس له هم إلا الوصول إلى غايته، وهى منتهى سفره، فكذلك العاقل الموفق في الدنيا، لا يتعلق بدنيا عارضة زائلة, منشغلًا عن النعيم الخالد في الآخرة

فلو كانت الدنيا جزاء لمحسن إذن لم يكن فيها معاش لظالم

لقد جاع فيها الأنبياء كرامـة وقد شبعت فيها بطون البهائم

الأمة الإسلامية تواجه اليوم عدوًا شرسًا، كشر عن أنيابه، وأظهر ما كان مستورًا في فؤاده:

هذا العدو لا يمكن أن يواجه بأناس ذوى همم ضعيفة، تعلقوا بدنياهم.. لا يكسر هذا العدو إلا سكان القمم، لكم أضر بناغياب الزهد عن حياتنا، فالزهد في الدنيا، من أهم مقومات الصراع بين المسلمين وأعدائهم، ومواجهة المكائد والمؤامرات التي يتعرضون لها الآن.

وإن من الغفلة القاتلة أن يظن المسلمون أن عدوهم غافل عنهم، فضلًا عن أن يتوهموا أنه صديق لهم، إن عدونا لا يرضى لنا عودة إلى ديننا تبعث فينا الحياة والقوة، وتفتح أعيننا على مصالحنا، فهل نفيق الآن ونزهد في الترف والراحة، التي لا تثمر إلا الخنوع والضعف، ونعمل لنرد عن الأمة غائلة العدو، ونقطع أطماعه فينا، أم نبقى في ترفنا وترهلنا حتى تأكلنا الذئاب؟!

من أشد ما تصاب به أمة من الأمم أن يكون أفرادها ذووا همم ضعيفة، وعزائم واهنة، وتطلعات قاصرة، يرى أحدهم نفسه قزمًا أمام المتغيرات الكبيرة، والتحولات التاريخية، فلا يفكر في التغيير، ولا البدء في مشاريع مستقبلية. ومن هذا وضعه، كيف يرجى له الشفاء، إذا كان اعتقاده أنه لا يشفى، ذلك أنه أسير تربية ذليلة، لم يقم يومًا بعمل مستقل، أو بعمل تعاوني كبير، لم يتدرب يومًا على القيادة، فإذا فاجأه أمر تقوقع وانزوى؛ لأنه لا يملك الخبرة لإدارته.

إن أرض الله واسعة لمن يريد الانطلاق، ولمن يريد تأسيس أعمال كبيرة، والطاقات متوافرة، ولكنها بحاجة إلى عزمة أكيدة، وثقة بوعد الله، ولقد بعث الله موسى عليه السلام، ليخرج قومه من الذل والاستعباد، إلى التمكين في الأرض، والاسترواح بشرع الله، ولكن نفوسهم كانت ضعيفة صغيرة، لا تستطيع حمل هذا العمل العظيم، وذلك لما ألفوه من العبودية لفرعون وملأه، فتصاغرت نفوسهم، وهانت عليهم، حتى لم يعودوا يرون أنها جديرة بمرتبة الاستخلاف في الأرض.. لابد أن ينعتق الفرد المسلم من مثل هذه الأجواء التي تقيده وتشعره بضآلته، لابد أن يقتنع الفرد المسلم، بأن عنده طاقات وقدرات، يستطيع بها القيام بأعمال كبيرة، إن معالي الأمور لا يبلغها إلا أصحاب الهمم العالية، والعزائم القوية، فالجنة محفوفة بالمكاره، قال ابن القيم رحمه الله :'علو الهمة لا تقف دون الله تعالى، ولا تتعوض عنه بشيء سواه، ولا ترضى بغيره بدلًا منه، وأعلى الناس همة وارفعهم قدرًا من لذته في معرفة الله ومحبته والشوق إلى لقاءه' . قال الله تعالى:{ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ[58]}[سورة يونس].

كان الأعرابي يأتي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأله حفنة من شعير قائلًا: يا محمد أعطني من مال الله فإنه ليس مالك، ولا مال أبيك.. هذه همة، بينما همة ربيعة بن كعب، همة فوق الشمس.. قَالَ رَبِيعَةُ بْنُ كَعْبٍ الْأَسْلَمِيُّ: كُنْتُ أَبِيتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَتَيْتُهُ بِوَضُوئِهِ وَحَاجَتِهِ فَقَالَ لِي: [سَلْ] فَقُلْتُ أَسْأَلُكَ مُرَافَقَتَكَ فِي الْجَنَّةِ قَالَ: [أَوْ غَيْرَ ذَلِكَ] قُلْتُ هُوَ ذَاكَ قَالَ: [ فَأَعِنِّي عَلَى نَفْسِكَ بِكَثْرَةِ السُّجُودِ] رواه مسلم. أين كانت تحلق همة ربيعة؟ كانت تحلق في سماء رفيعة، وقمم شاهقة، وكما قال الإمام ابن القيم رحمه الله:' فلله در الهمم .. ما أعجب شأنها! وأشد تفاوتها.. فهمة متعلقة بالعرش، وهمة هائمة حول الأنتان والحش!' .

سكان القمم جِدُّ في السلوك, نشاط في العمل, لا يعرفون التراخي والكسل: ومن سنن الحياة أن الدنيا لا تعطى حصادها، إلا لمن يزرعها, ولا جناها إلا لمن يغرسها، سكان القمم لا ينغمسون في الترف وكثرة المباح، قال ابن القيم رحمه الله:' قال لي شيخ الإسلام قدس الله روحه في شيء من المباح: هذا ينافى المراتب العالية، وان لم يكن تركه شرطًا في النجاة, فالعارف يترك كثيرًا من المباح برزخًا بين الحلال والحرام' .

سكان القمم سباقون إلى الخيرات، مبادرون إلى القربات, لا يفرغ من خير إلا بدأ بخير بعده: لا ينفض يده من عمل إلا وضعها في عمل آخر، يفيد نفسه وينفع أمته، قال أحد السلف:'إذا هممت بخير، فبادر هواك لا يغلبك، وإذا هممت بِشَرٍّ، فَسَوِّفْ هواك لعلك تظفر' .

سكان القمم يتعبون لبلوغ المعالي, ويقاسون المشقة للصعود في درجات الكمال: لكنه تعب يعقبه فرح، ونعيم لا شقاء بعده، يقول ابن القيم رحمه الله:'وقد أجمع عقلاء كل أمة، على أن النعيم لا يدرك بالنعيم، وأن من آثر الراحة، فاتته الراحة، وأن بحسب ركوب الأهوال، واحتمال المشاق، تكون الفرحة واللذة، فلا فرحة لمن لا هَمَّ له، ولا لذة لمن لا صبر له, ولا نعيم لمن لا شقاء له، ولا راحة لمن لا تعب له، بل إذا تعب العبد قليلًا، استراح طويلًا، إنما تخلق اللذة والراحة والنعيم، في دار السلام، وأما في هذه الدار فكلا' .

القمم يسكنها العباد والزهاد، والمجاهدون، والعلماء والدعاة وطلاب العلم: شمر لسكنى القمم السابقون من أنبياء الله، وأصحابهم، ومن سار على نهجهم، إن السكنى في القمم هي الحياة التي من حرمها؛ فهو في جملة الأموات، والنور الساطع الذي يسترشد به الغرباء في بحار ظلمات الدنيا، وهى الشفاء الذي من فقده؛ فقد أصابته جميع الأسقام، وبها تكون اللذة التي من لم يظفر بها فعيشه كله هموم وآلام، إذا هممت فبادر، وان عزمت فثابر، واعلم أن لا يدرك المفاخر من رضي بالصف الآخر، يا طالبا للدعة أخطأت الطريق، علة الراحة التعب، إذا لم تكن أسدًا في العزم، ولا غزالًا في السبق، فلا تتثعلب, من خاف ركوب الأهوال، بقي عن إدراك الآمال, من وجد الله، فماذا فقد, ومن فقد الله فماذا وجد

متى صح الود منك فالكل هين وكل الذي فوق التراب تراب

إذا اطَّلَعَ الخبير على الضمير، فلم يجد في الضمير غير الخبير..جعل فيه سراجًا منيرًا.

سكان القمم في كل وقت يقل عددهم، لكن يجل قدرهم: حتى إذا ماتوا فهم أحياء، فكم من أناس موتى، تحيا القلوب بذكرهم, وأناس أحياء تموت، القلوب برؤيتهم،

قال ابن القيم:

تفنى عظام الصب بعد مماته وأشواقه وقف عليه محرم
وقال الفاروق عمر رضي الله عنه:' لا تصغرن همتك، فإني لم أر أقعد بالرجل، من سقوط همته', وقد قيل:'المرء حيث يجعل نفسه، إن رفعها ارتفعت..وان قصر بها اتضعت'. قال ابن الجو زى:'قال الكلب للأسد يوما: يا سيد السباع، غير اسمي فإنه قبيح، فقال له : أنت خائن لا يصلح لك غير هذا الاسم, قال جربني, فأعطاه قطعة لحم، وقال له: احفظ هذه إلى الغد وأنا أغير اسمك..أخذ الكلب قطعة اللحم، وبعد زمن جعل الكلب ينظر إلى اللحم ويصبر, فلما غلبته نفسه قال : وأي شيء في اسمي، وما كلب إلا اسم حسن، وأكل اللحم. يقول ابن الجوزى: وهكذا خسيس الهمة، القنوع بأقل المنازل، المختار لعاجل الهوى، على آجل الفضائل، فالله الله في حريق الهوى إذا ثار فانظر كيف تطفئه'. المشكلة هي قناعة الشخص بالمستوى الذي هو فيه، فإذا اقتنع بذلك، فاعلم أن هذه هي أول خطوة في الانحدار.

سكان القمم من أكثر الناس تعرضا للفتن والبلاء: عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ النَّاسِ أَشَدُّ بَلَاءً قَالَ: [الْأَنْبِيَاءُ ثُمَّ الْأَمْثَلُ فَالْأَمْثَلُ] رواه الترمذي وابن ماجة وأحمد. قال المناوى رحمه الله -معلقًا على هذا الحديث-:' ومن ظن أن شدة البلاء هوان بالعبد؛ فقد ذهب لُبُّهُ، وعمى قلبه, فقد ابتلى من الأكابر مالا يحصى, ألا ترى إلى ذبح نبي الله يحي بن زكريا، وقتل الخلفاء الثلاثة, والحسين، وابن الزبير، وابن جبير, وقد ضرب أبو حنيفة، وحبس ومات بالسجن, وجرد مالك وضرب بالسياط، وجذبت يده حتى انخلعت من كتفه, وضرب الإمام أحمد حتى أغمى عليه, وقطع من لحمه وهو حي، وأمر بصلب سفيان فاختفى, ومات البويطى مسجونًا في قيوده, ونفى البخاري من بلده ' .

كذا المعالي إذا ما رمت تدركها فاعبر إليها على جسر من التعب

إن الجنة غالية، لكنها محفوفة بالمكاره, ومن رام السعادة، تصدى لعبور جسر المشقة بالجد والاجتهاد .

USAMA LADEN غير متصل قديم 03-04-2004 , 12:15 AM    الرد مع إقتباس
USAMA LADEN USAMA LADEN غير متصل    
منع من الكتابة  
المشاركات: 995
#2  

نماذج ممن سكنوا القمم:

فهذا عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: يقول عنه شقيق بن عبد الله : مرض عبد الله بن مسعود، فعدناه، فجعل يبكى، فعوتب فقال:' إني لا أبكى لأجل المرض، وإنما أبكى أنه أصابني على حال فترة، ولم يصبني في حال اجتهاد، فإنه يكتب للعبد من الأجر إذا مرض، ما كان يكتب له قبل أن يمرض، فمنعه منه المرض'.. والإمام الطبري جلس أربعين سنة..وهو يكتب كل يوم أربعين ورقة في التأليف.

وابن الأثير ألف كتبه الرائعة، كـ'جامع الأصول'، و'النهاية في غريب الحديث'، بسبب أنه مقعد. وابن القيم كتب 'زاد المعاد' وهو مسافر، والقرطبى شرح 'صحيح مسلم' وهو على ظهر سفينة، وشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، جل فتاويه كتبها وهو في السجن, وابن الجوزى يتحدث عن نفسه ويقول:'نظرت إلى علو الهمة فرأيتها عجبًا، وذلك أنني أروم نيل كل العلوم، وهذا أمر يعجز العمر عن بعضه..وأروم نهاية العمل بالعلم، مع مطالعة التصانيف وإفادة الخلق، وأروم الغنى عن الخلق، والاشتغال بالعلم مانع من الكسب، وها أنا ذا احفظ أنفاسي من أن يضيع منها نفس في غير فائدة '.

وهذا عبد الله بن المبارك، نور مرو وجمالها, يقول عنه محمد بن أعين، وكان صاحبه في أسفاره:' كان ذات ليلة ونحن في غزاة الروم، ذهب ليضع رأسه ليريني أنه ينام، فقمت أنا برمحي في يدي قبضت عليه ووضعت رأسي على الرمح كأني أنام كذلك, قال فظن أنى قد نمت، فقام فأخذ في صلاته، فلم يزل كذلك حتى طلع الفجر وأنا أرمقه, فلما طلع الفجر أيقظني وظن أنى نائم، فقال يا محمد, فقلت: إنى لم أنم قال، فلما سمعها منى ما رأيته بعد ذلك يكلمني، ولا ينبسط إلى في شيء من غزاته كلها كأنه لم يعجبه ذلك منى لما فطنت له العمل، فلم أزل أعرفها فيه حتى مات، ولم أر رجلًا أسر بالخير منه'.

وكان على بن الحسين يحمل جراب الخبز على ظهره بالليل ويتصدق به، ويقول:'إن صدقة السر تطفئ غضب الرب'. قال عمرو بن ثابت:' لما مات على بن الحسين فغسلوه جعلوا ينظرون إلى آثار سواد بظهره فقالوا: ما هذا، فقيل: كان يحمل جراب الدقيق ليلًا على ظهره، فيعطيه فقراء أهل المدينة' .

هذا الذي تعرف البطحاء وطأته والبيت يعرفه والحل والحرم

إذا رأته قريش قال قائلهــا إلى مكارم هذا ينتهي الكـرم

وداود ابن أبى هند صام أربعين سنة، لا يعلم به أهله ولا أحد من الناس, وكان خبازًا فيحمل معه طعامه من عند أهله، فيتصدق به في الطريق ويرجع عشيًا فيفطر معهم, فيظن أهل السوق أنه قد أكل في البيت، ويظن أهله أنه قد أكل في السوق .

ينقسم الناس في سكنى القمم إلى أقسام:

1- فمن الناس من يطلب المعالي بلسانه، وليس له همة في الوصول إليها، فهذا متمن مغرور,

2- ومن الناس من لا يطلب إلا سفا سف الأمور وهم فريقان:

أ- فريق ذو همة في تحصيل تلك الدنايا, فتجده السباق إلى أماكن اللهو، ومغاني الغواني.

ب- وفريق لا همَّ له, فهو معدود من سقط المتاع, وموته وحياته سواء, لا يفتقد إذا غاب، ولا يسأل إذا حضر.

3- ومن الناس من تسمو مطالبه إلى ما يحبه الله ورسوله, وله همة عظيمة في تحصيل مطالبه وأهدافه.

وبين هذه الأقسام مراتب كثيرة متفاوتة.

ونرى اليوم من تفاوت الهمم أمرًا عجبًا:فإذا استثنى الناظر في أحوال الناس، أمر العامة، واستثناؤهم واجب، لأنه قد ماتت هممهم، وقعدت بهم عن تحصيل معالي الأمور, واطلع على أحوال الخاصة، من الشباب والدعاة وطلاب العلم، سيصاب بالدهشة لما يراه من فتور الهمة:

فمنهم من إذا قرأ ساعة في اليوم، ظن أنه أتى بما لم يأت به الأوائل.

ومنهم من تتغلب عليه زوجه وعيال فيقطع عامة وقته في مرضاتهم.

ومنهم من اقتصر في تحصيل العلم، على سماع بعض الأشرطة، وحضور بعض المحاضرات.

ومنهم من غلب عليه الركون إلى الدنيا، والتمتع بمباحاتها, تمتعًا يفضى به إلى نسيان المعالي العلية.

وهكذا يندر أن تجد إنسانا استطاع أن يسكن القمم، وان يعلو بهمته، ويجمع شمله ويقصر من الاعتذارات والشكايات, فتصبح حياته مثلًا أعلى يحتذي به, ولكن القليل هم الذين يستثمرون هممهم حق الاستثمار, ويحاولون أن يرتقوا بأنفسهم حق الارتقاء.

إن تحقيق كثير من الأمور، مما يعده الناس خيالًا لا يتحقق, يستطيع سكان القمم بتوفيق الله لهم أولا، وبهمتهم ثانيا, إنجاز الكثير من الأعمال التي يستعظم بعضها من قعدت به همته وظنها خيالًا, وأعظم مثال على هذا سيرة النبي صلى الله عليه وسلم؛ إذ المعروف عند أهل التواريخ أن بناء الأمم يحتاج إلى أجيال لتحقيقه, لكنه عليه الصلاة والسلام استطاع بناء خير أمة أخرجت للناس في أقل من ربع قرن من الزمان, واستطاعت هذه الأمة أن تنير بالإسلام غالب الأجزاء المعروفة آنذاك, وجهاده عليه الصلاة والسلام وعمله وهمته العالية في بناء الأمة أمر معروف.

والصديق رضي الله عنه استطاع في أقل من سنتين أن يخرج من دائرة حصار المرتدين, ولم يمت رضي الله عنه إلا وجيوشه تحاصر أعظم إمبراطوريتين في ذلك الوقت, هذا وقد نهاه كبار الصحابة عن حرب المرتدين، وظنوا أنه لا يستطيع أن يقوم في وجه العرب كلهم, ولكن همته العالية أبت عليه ذلك، واستطاع أن ينجز ما ظنه الناس خيالًا لا ينجز .

سكان القمم يعتمد عليهم، وتناط بهم الأمور الصعبة، وهذا أمر مشاهد معروف, سكان القمم أحدهم يكون بمثابة فريق من الدعاة, يرفع الله به الدعوة درجات, وقد قيل: ذو الهمة وإن حط نفسه تأبى إلا العلو, كالشعلة من النار يخبيها صاحبها وتأبى إلا ارتفاعًا.

سكان القمم قدوة في مجتمعهم, ينظر إلى حاله القاعدون وأنصاف الكسالى والفاترون, فيقتدون بهمته، ويرون ما كانوا يظنونه أمرًا مسطورًا في الكتب القديمة, قد انتهى وعدم من دنيا الناس, يجدونه واقعًا في حياتهم, فيظل هذا الشخص رمزًا للناس ومحل ضرب أمثالهم .

أظنك تريد بعد هذا أن تكون من سكان القمم, إن الارتقاء بالنفس أمر مطلوب, ويتأكد هذا عند عقلاء الناس ودعاتهم ومصلحيهم, و أظنك منهم, وهذه جملة أمور تساعدهم على ذلك :

أولا : المجاهدة: فبدونها لا يتحقق شيء, قال تعالى:{ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ[69]}[سورة العنكبوت]. من لم يباشر حر الهجير في طلب المجد, لم يَقِل في ظل الشرف, خلق الإنسان في نصب وكبد, هناك من يكدح في سبيل نزوة وشهوة, والعظيم يكدح في سبيل عقيدة ودعوة, وليس للعابد مستراح إلا تحت ظل شجرة طوبى

قــف بالديـار فهذه آثارهــم تبكى الأحبــة حسرة وتشوقا

كم قد وقفت بها أســائل مخبرا عن أهلها أو صادقا أو مشفقا
فأجابني داعي الهوى في رسمها من تهــوى فعــز الملتقى
ثانيًا: الدعاء الصادق والالتجاء إلى الله: فهو المسئول سبحانه أن يقوى إرادتنا, ويعلى همتنا.

ثالثًا: اعتراف الشخص بقصور همته, وأنه لابد أن يطورها ويعلو بها: وهذا أمر أولى، ثم لابد أن يعتقد أنه قادر على أن يكون من سكان القمم

رابعًا: قراءة سير سلف هذه الأمة, أهل الاجتهاد ممن سكنوا القمم: إنها خير وسيلة لإشعال العزائم, وإثارة الروح الوثابة, والتسامي إلى معالي الأمور, إن أخبار العلماء العاملين, والنبهاء الصالحين, تغرس الفضائل في النفوس، وتدفعها إلى تحمل الشدائد والمكاره في سبيل الغايات النبيلة، والمقاصد الجليلة, وتبعثها إلى التأسي بذوي التضحيات والعزمات, وقد قيل قديمًا:' الحكايات جند من جنود الله عز وجل يثبت الله بها قلوب أوليائه'.

خامسًا : مصاحبة بعض من سكن القمم: والنظر في أحواله, وما هو عليه, فهذا من أعظم البواعث على علو الهمة, لأن البشر قد جبلوا على الغيرة والتنافس، ومزاحمة بعضهم بعضا, وحب المجاراة في طبائع البشر أمر لا ينكر, فاتخذ من سكان القمم أعوانًا, واخلط نفسك مع الأبرار, وطهرها من الفجار, واجتنب الصغار الأخطار، فالمرء يعرف بقرينه, فاصحب من يحملك في سيرك إلى الله، لا من تحمله, من يعظك بلحظه قبل أن يعظك بلفظه.

سادسًا: مراجعة جدول أعمالك اليومي ومراعاة الأولويات: الأهم ثم المهم, وهذا أمر مفيد في باب تطوير الهمة, إذ كلما كان ذلك الجدول بعيدًا عن الرتابة والملل, كان أجدى في معالجة الهمة .

سابعًا : التنافس والتنازع بين الشخص وهمته: فعلى مريد تطوير همته أن يضيف أعباء وأعمالًا يومية لنفسه لم تكن موجودة في برنامج حياته السابق، بحيث يحدث نوعًا من التحدي في داخل نفسه بإنجاز ما تحمله من أعمال جديدة, ويجب أن تكون هذه الإضافة مدروسة بعناية وإحكام حتى لا يصاب الشخص بالإحباط واليأس .

ثامنًا : العزم على الكمالات: فمن استوى عنده العلم والجهل, أو كان قانعًا بحاله وما هو عليه, فكيف تكون له همة أصلًا, قال الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز رحمه الله:'إن لي نفسا تواقة, وإنها لم تعط من الدنيا شيئًا إلا تاقت إلى ما هو أفضل منه, فلما أعطيت ما لا أفضل منه في الدنيا, تاقت إلى ما هو أفضل منه- يعنى: الجنة-' .

تاسعًا : التحول عن البيئة المثبطة: إن الماء يفسد بقربه من الجيف, وكذا الهواء, فكيف بأنفاس العصاة ! ألا تنظر إلى فعل المعصية بآبار ثمود بعد آلاف السنين لما مر عليها الصحابة، وأرادوا أن يستسقوا منها منعهم الرسول صلى الله عليه وسلم, وأمرهم أن يلقوا بعجينهم إلى النواضح.

عاشرًا: واقع المسلمين المر: في تاريخ الأمم كبوات وعثرات وآلام, إلا أن الأمة الحية تنهض من كبوتها، وتتجاوز آلامها, بل تكون هذه الآلام باعثًا لها على الكفاح حتى النصر, وفى تاريخ الأمة صعود وهبوط, ضعف الرجال في فترات تاريخية ثم أنجبت الأمة رجالًا غيروا مسار التاريخ, والحاضر الماثل أمامنا اليوم يدل على مولد الكثيرين الذين يستعدون لحمل راية الإسلام, وتغيير مسار التاريخ من جديد, إن الأحداث الجسام التي تمر بها الأمة, تبعث الهمة وتوقظ العزائم, هذا تاريخ الإسلام يحكى أن حالات الضعف والتردي وتسلط الأعداء, تحرك الأمة لكي تسترد التفكير السليم, والعمل الجاد الذي ترد به المعتدى, وتستعيد به عزها ومجدها, في مثل هذه الأحداث تنجب الأمة أبطالاً مجاهدين، وعلماء عاملين, قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [لَا يَزَالُ اللَّهُ يَغْرِسُ فِي هَذَا الدِّينِ غَرْسًا يَسْتَعْمِلُهُمْ فِي طَاعَتِهِ] رواه ابن ماجة.

الحادي عشر : الابتعاد عن كل ما من شأنه الهبوط بالهمة وتضييعها: من له رغبة مفي أن يكون من سكان القمم, فليختر لنفسه مجالًا يبدع فيه، ويكون عطاؤه من خلاله, فمن وجد من نفسه انصرافًا للعلم وتحصيله؛ فليقبل عليه, ومن وجد منها ميلًا للأعمال الخيرية والإغاثة، فليشارك إخوانه.

فـ إياك إياك أن تكون ممن قال فيهم يحي بن معاذ الرازي رحمه الله:'عمل لسراب, قلب من التقوى خراب, وذنوب بعدد الرمل والتراب, ثم تطمع في الكواعب الأتراب, هيهات أنت سكران بغير شراب, ما أكملك لو بادرت أملك, ما أجلَّكَ لو بادرت أَجَلَكَ, ما أقواك لو خالفت هواك, يا هذا لقد أعظمت المهر وأسأت الخطبة' .

وأخيرًا:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [مَنْ خَافَ أَدْلَجَ وَمَنْ أَدْلَجَ بَلَغَ الْمَنْزِلَ أَلَا إِنَّ سِلْعَةَ اللَّهِ غَالِيَةٌ أَلَا إِنَّ سِلْعَةَ اللَّهِ الْجَنَّةُ]رواه الترمذي .

يا سلعة الله لســت رخيصــة بل أنت غالية على الكسـلان

يا سلعة الرحمـــن ليس ينالها فــي الألف إلا واحد لا اثنان

يا سلعة الرحمـن ماذا كفؤهــا إلا أولوا التقــوى مع الإيمان

يا سلعة الرحمن سوقك كاســد الأراذل تفلــة الحيــــوان

يا سلعة الرحمـن أين المشترى فلقد عرضـــت بأيسر الأثمان

يا سلعة الرحمن هل من خاطب فالمهــر قبل الموت ذو امكان

يا سلعة الرحمن كيـف يصـبر الخطــاب عنك وهم ذوو إيمان

يا سلعة الرحمــ،ن لولا أنهـا حجبــت بكل مكاره الإنســان

ما كــان عنها قط من متخلف وتعطلــــت دار الجزاء الثاني

لكنها حجبــت بكل كريهــة ليصـــد عنها المبطل المتوانى

وتنالهـا الهمـم التي تسمـو إلـى العــلا بمشيئة الرحمـن

اتعب ليوم معادك الأدنى تجـد راحـــاته يوم المعاد الثانــي

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .

من محاضرة:' سُكَّانُ القِمَمِ' للشيخ ناصر الأحمد

USAMA LADEN غير متصل قديم 03-04-2004 , 12:19 AM    الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


[عرض نسخة للطّباعة عرض نسخة للطّباعة | ارسل هذه الصفحة لصديق ارسل هذه الصفحة لصديق]

الانتقال السريع
   قوانين المشاركة :
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة لا بإمكانك إضافة مرفقات لا بإمكانك تعديل مشاركاتك
كود في بي vB متاح الإبتسامات متاح كود [IMG] متاح كود HTML متاح



لمراسلتنا - شبكة سوالف - الأرشيف

Powered by: vBulletin
Copyright © Jelsoft Enterprises Limited 2000.