العودة سوالف للجميع > سوالف شخصيه وثقافيه ادبيه > قـسم المسابقات والثقافة > تخليداً لذكرى : محجوب بن عبيد طه
المشاركة في الموضوع
أبو نايف أبو نايف غير متصل    
عضو شرف  
المشاركات: 4,124
#1  
تخليداً لذكرى : محجوب بن عبيد طه
قال ريتشارد فاينمن مقوله مشهوره سمعها عن رذر فورد " الفيزياء هي العلم وماعداها جمع طوابع "

فالفيزياء بدون مجاملة هي العلم ، وهي التي تعقد من اجلها المؤتمرات والندوات العلمية لتحديد افاق المستقبل ومصير الفكر الانساني وهي البنية الاساسية لكل العلوم الهندسية والطبية وغيرها من وسائل التكنولوجيا

في عام 1985 التقى البريفسور محجوب بقطبي الفيزياء النظرية الحائزين على جائزة نوبل وهما ريتشارد فاينمن ، وستيفن واينبرغ ، عندما كان يقضي اجازته بسدني باستراليا ولحسن حظه ان تم ذلك اللقاء بدون سابق موعد لكل الاطراف في احد الشواطىء الجميلة ونوقش خلال اللقاء مسأله عميقه في فلسفة الفيزياء (( الحد الفاصل بين العالم المرئي وغير المرئي - ))

حقاً لقد اجتمع اركان مثلث الفيزياء النظريه المرعب بهؤلاء الثلاثه الذين يمثلون زبدة العقول على هذه الارض والذين يمتلكون من القدرات العقلية ما يعجز عنه الوصف والخيال ويشهد بذلك لهم تاريخ الفكر الفيزيائي بدون ادني شك

شاهدنا في الموضوع ، استاذي ومعلمي الاكبر للفيزياء النظرية " محجوب " رحمه الله

يحق لنا ان نلقبه بفيلسوف الفيزياء النظرية بكل معنى للكلمة ، هنالك حكمه تقول " ما كل من قرأ الكتاب فهيم " بالنسبه لقدراته العقلية فحدث ولاحرج وخاصة في مجال حساب التكامل والمعادلات التفاضلية المعقدة ، بالاضافة الى عقله الفيزيائي الواعي بهندسة الفيزياء الكونية فتارة تجده فيزيائي وتارة تجده رياضي تطبيقي ، فسبحان الله واهب النعم لعباده ،اولي العقل والنهى كان يفكر في قضية الجاذبية الكمومية بطريقة فاينمن عندما ابتكر الالكتروديناميك ، حيث كانا متشابهين من ناحية الاعتماد على الذات في تحليل النظريات الفيزيائيه كان شديد التواضع وهذه حقاً صفة العلماء ، وكان بسيط المظهر ، طيب القلب ، نقي النفس ، كان يحترم الرأي الاخر ، ويحب الجدل البناء ، في الواقع لانستطيع مهما كتبنا ان نوفيه حقه بهذه السطور والكلمات ، فهورجل علم ، يقرن العلم بالايمان ، وفلسفته العلمية ذات طابع يحمل التقوى في طياتها ، رحمه الله واسكنه فسيح جناته ، واسأل المولى أن يجمعني به في جنات النعيم

*نهجه الفلسفي في الفيزياء :

وجهت اليه سؤال عن ماهية فلسفته في الفيزياء ..؟

فكانت اجابته طويله نسبياً ، :

*اولاً ؛ القوانين التجريبية (( إن القوانين التي تشمل اما على اشياء يمكن رصدها بشكل مباشر عن طريق الحواس ، او هي تلك التي يمكن قياسها بوسائل تقنية بسيطة نسبياً ويطلق احياناً على مثل هذه القوانين اسم تعميمات تجريبية ، لانها تبدأ من ملاحظات وقياسات وتنتهي الى تعميم النتائج ، وهي لاتشتمل فقط على القوانين الكمية البسيطة ، وانما على ايضاً على قوانين كمية نتجت عن قياسات بسيطة كالقوانين المتعلقة بضغط وحجم ودرجة حرارة الغازات وايضاً قانون اوم الخاص بفروق الجهد والمقاومة وشدة التيار فهو مثال مالوف آخر عن ذلك 0 يجري العالم ببساطة قياسات متكررة ، فإن وجدت انتظامات معينة عبر عن ذلك في قانون وهذه هي القواني التجريبية 0 تستخدم هذه القوانين لتفسير وقائع ملاحظة للتنبؤ بحوادث يمكن ملاحظتها في المستقبل 0

* ثانياً ؛ القوانين النظرية وهي مايطلق عليه اصطلاحاً قوانين مجردة او افتراضية ، واعتقد ان مصطلح " أفتراضي " غير مناسب ، لانه قد يوحي بالتمييز بين نمطي القوانين يعتمد على الدرجة التي تم بها إثبات هذه القوانين بيد ان القانون التجريبي ذاته ، ماهو إلا إفتراضي غير نهائي تم إثباته فقط بدرجة منخفضه ومع ذلك يظل قانوناً تجريبياً0

إذن لاينبغي التمييز بين قانون نظري وآخر تجريبي ، بدعوى أن الاول غير مؤسس جيداً ، ولكن على اساس انه يشمل حدوداً من نوع مختلف، أي على حدود لاتشير الى مرصودات ، حتى ولو تبني الفيزيائي المعنى الواسع الذي يشتمل على مايمكن رصده ، فهي قوانين تتعلق بكيانات معينة كالجزيئات ، الذرات ، الالكترونات والبروتونات والمجالات الكهرومغناطيسة واشياء اخرى لايمكن قياسها بوسائل بسيطة ومباشرة فإذا كان ثمه مجال سكوني ( static) لابعاد واسعة ، بحيث لايتغير من نقطة الى آخرى ، إذن لا طلق عليه الفيزيائي اسم المجال المرصود وذلك لامكانية قياسه بادوات بسيطة ، اما اذا كان المجال يتغير من نقطة الى اخرى في مسافات صغيرة جداً ، او بسرعات عاليةً جداً في الزمن ، كأن يتغير بلايين المرات كل ثانية ، وبحيث لايمكن قياسه بشكل مباشر وبوسائل تقنية بسيطة ، فلا يمكن عندئذ أن يطلق عليه الفيزيائي اسم المرصود ويميز الفيزيائي احياناً بين المرصود وغير المرصود بهذه الطريقة ، اذا ظل المقدار على ماهو عليه في المسافات او الفواصل الزمنية الكبيرة بشكل كاف ، بحيث يمكن قياسه بأدوات مباشرة ، إذن لأطلقناعلى هذا المقدار اسم " الحادث الاكبر " Macro event أما إذا تغير المقدار في فواصل زمانية او مكانية شدية الصغر بحيث لايمكن قياسه بأدوات بسيطة لكان ذلك هو الحادث " الاصغر " إذن العملية الصغرى Micro process هي تلك العملية التي تشمل ببساطه على فواصل شديدة الصغر في المكان والزمان ومن ثم تكون ذبذبة موجة كهرومغناطيسية لضوء يمكن رؤيته مثلاً ؛ عملية صغرى ، لأنه لاوجود لألة قياس تمكننا من معرفة كيف تتغير شدتها ، ويتوازى احياناً التمييز بين المفاهيم الكبرى والصغرى مع المرصود وغير المرصود ولايتطابقان تماماً وانما يتوازيان على وجه التقريب نصل الى ان القوانين النظرية تهتم بالاشياء التي لايمكن رصدها صحيح ان مفهمومي " مايمكن رصده " Observable و" مالايمكن رصده " un observed لايمكن تعريفهما بدقة ، لانهما يتوقفان على كمية متصلة ، الاانه في نطاق الخبرة العملية يتضح التمايز الكبير بينهما بالطبع القوانين النظرية اكثر عمومية من القوانين التجريبية ، بالاضافة الى ذلك ، ينبغي ان ندرك ان التوصل الى قوانين نظريه لايتم بسهولة

نقول بكلمات اخرى أن العالم يتوصل الى قانون تجريبي بعد ان لاحظ حوادث معينه في الطبيعة ثم اكتشف انتظاماً معيناً بينهما ، ووصف هذا الانتظام عن طريق اجراء تعميم استقرائي inductive ثم نفترض ان العالم تمكن من وضع مجموعة من القوانين التجريبية معاً ، بعد ان لاحظ ارتباطاً مابينها ، واجرى تعميماً استقرائياً اوسع wider ، ثم توصل اخيراً الى قانون نظري ليس هذا مانعنيه على الاطلاق ، كما في امثلة ظواهر تمدد الحديد والناس والاجسام الصلبة الاخرى نلاحظ انه في تلك المواد تعاملنا مع مواد قابلة للملاحظة ويمكن قياسها بوسائل تقنية بسيطة ومباشرة

الحقيقه أن القانون النظري عكس ذلك فهو يتعلق بتلك العمليات التي تصف سلوك الجزيئات في قضيب الحديد مثلاً لعلك تستنتج في الحال اننا نتحدث عما لايمكن رصده !!
عندئذ يجب علينا ان أن نستعين بالنظرية الذرية للمادة ، ونجد انفسنا منهمكين في قوانين ذرية ومفاهيم جديدة تختلف عن مفاهيم الطول ، درجة الحرارة في حال ظاهرة تمدد الحديد وغيره مما هو مألوف وقابل للرصد حقيقة لم يعد هنالك ادنى شك في الاختلاف الجذري بين طبيعة القوانين التجريبية التي تصاغ في كل من العالم الجاهري والعالم المجهري

تنحصر قيمة القانون النظري ...في قدرته على التنبؤ بقوانين تجريبية جديدة ، ويمتاز القانون النظري بالعمومية والشمول ، من ناحية اخرى كل نظريه جديدة في الفيزياء تمكننا من القفز الى الامام ، خذ مثلاً " نظرية النسبية " لقد سمحت باشتقاق قوانين تجريبية جديدة ، وفسرت من الوهلة الاولى عدة ظواهر مثل حركة كوكب عطارد وايضاً ميل الاشعة الضوئيه عندما تمر بالقرب من الشمس
لقد اوضحت هذه التنبؤات ان نظرية النسبية كانت اكثر من كونها مجرد طريقه جديدة للتعبير عن قوانين قديمة ومن ثم فقد كانت في الحقيقة نظرية ذات قدره تنبؤيه عاليه ، وترتبت عليها نتائج بعيدة الاثر ومن ثم فإن القيمة العظمى للنظرية تكمن في قوتها على اقتراح قوانين جديدة يمكن اثباتها بوسائل تجريبية

اقول لمن لايعرف قيمة الفيزيائيين النظريين أنه يجب عليه ان يقرأ تاريخ العلم لكي يتضح له اهمية الخيال 0 لآن النظرية غالباً ماتظهر في البداية كنوع من الخيال ؛ ذلك الخيال الذي يأتي للعالم على شكل الهام قبل أن يتمكن من اكتشاف قواعد المطابقة التي تساعده على اثبات نظريته ، وعندما قال " ديموقراطيس " أن كل شيء يتكون من ذرات لم يكن لديه بالتأكيد ادنى دليل تجريبي على صحة نظريته ، ومع ذلك كانت لديه عبقريه فذه ، وفراسة عظيمة ، ذلك لانه بعد مضي اكثر من الفي سنه أمكن اثبات ماتخيله ولذا السبب ينبغي الا نتهور ونعارض أي خيال توقعي لنظرية ما من قبل الفيزيائيين النظريين وربما يكون من الصعوبة البالغة أن ينظر الى التجارب على اساس انها صالحة لاختبار نظرية ؛ فنظرية المجال الموحد Field Unification التي افترضت في السنوات الماضية تنطوي على تلك الصعوبه لاخضاعها للتجربه ،ومع ذلك فهي ممكنة من حيث المبدأ ، وإلا كانت صفة العلمية التي تتصف بها النظرية غير ذات معنى وعلى اية حال عندما تقترح نظريه لاول مره لاينبغي علينا أن نطلب منها أكثر من ذلك )) تمت بحمد الله نظرة محجوب الفلسفية للفيزياء

أبو نايف غير متصل قديم 22-05-2003 , 11:23 PM    الرد مع إقتباس
أبو نايف أبو نايف غير متصل    
عضو شرف  
المشاركات: 4,124
#2  

الاسم : محجوب عبيد طه


· ولادته ووفاته : ولد بمدينة الدويم بالسودان سنة 1937م وتوفى بمدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية في 26/8/2000م – 26/5/1421هـ

· تعليمه : جميع مراحل التعليم قبل الجامعي بالسودان 0

- بكالوريوس العلوم ( رياضيات ) بمرتبة الشرف الأولى من جامعة درهام ( بريطانيا ) ( 1964 ) 0

- دكتوراه في الفيزياء من جامعة كامبردج ( بريطانيا ) ( 1967 )

· أعماله : محاضر ثم أستاذ مشارك ثم أستاذ الفيزياء بجامعة الخرطوم حتى عام 1976م 0

- أستاذ الفيزياء بجامعة الملك سعود حتى وفاته 0

- عين عميداً لكلية العلوم بجامعة الخرطوم عام 1974م 0

- اختير زميل أبحاث في كلية داوننج بكامبردج عام 1966م 0

- عين زميلاً في معهد الدراسات المتقدمة ببرنستون عام 1967م 0

- عين زميل ابحاث في المركز العالمي للفيزياء النظرية بتريست 1968م 0

- عين زميلاً أول بالمركز العالمي للفيزياء النظرية بتريست 1975م0

- كان عضواً للجمعية الفيزيائية الأمريكية 0

- كان عضواً في لجنة الطاقة الذرية السودانية 0

- كان عضواً في العديد من المجالس الجامعية بجامعتي الخرطوم والملك سعود 0

- مثل جامعتي الخرطوم والملك سعود في العديد من المؤتمرات العالمية 0

- كان عضواً في هيئات تحرير العديد من المجلات العلمية المتخصصة ورأس تحرير مجلة كلية العلوم بجامعة الملك سعود 0

- أشرف على العديد من رسالات الماجستير والدكتوراه بجامعتي الخرطوم والملك سعود 0

· الانجازات العلمية :

- قدم أول تعميم نسبوي ( relativistic generalization ) لمعادلات فاديــيف لتصادمات ثـلاثة جسيمـات مع ثلاثة جسيمات في نطاق نظرية مصفوفة التشتت 0

- قدم طريقة رياضية جديدة ( سميت بطريقة طه Taha Method ) لتحليل التكاملات ( على متغيرات الاندفاع ) في التفاعلات الكهرومغناطيسية والتفاعلات الضعيفة 0 كما ابتكر " قواعد جمع طه " " Taha Sum Rules " التي برهنت صحتها في نظرية الاضطراب 0

- اثبت تكافؤ مدخلين للتحليل النظري في الفيزياء والجسيمات الأولية مدخل " الجبرا الوقت الواحد " Equal-time Algebra " ومدخل " متبادلات مخروط الضوء " ( Light Cone Commutators ) 0

- اكتشف ( مع زملائه في المجموعة النظرية في الخرطوم ) قانون جمع جديد ( Sum rule ) في تفاعل البروتون والالكترون وذلك في اطار موضوع السببية في نظرية الجسيمات الأولية 0

- حقــــق نتـائج هـامة في موضوع " زمـرة اعـادة التطبيع" ( renormalization group )0

- نشر أكثر من ستين بحثاً في مجلات علمية عالمية مرموقة 0

· الاهتمامات الثقافية والفلسفية :

قدم العديد من المحاضرات وكتب العديد من المقالات في فلسفة العلوم ، وبنية النظريات العلمية ، ومفهوم القوانين الطبيعية ، ومفهوم الزمن وبداية الكون والاعجاز العلمي للقرآن ، واتساق الايمان والعلم الطبيعي 0

أبو نايف غير متصل قديم 22-05-2003 , 11:27 PM    الرد مع إقتباس
أبو نايف أبو نايف غير متصل    
عضو شرف  
المشاركات: 4,124
#3  





أمحجوب ! "ويح لأعين الهجاد"

بقلم:
أ.د. عز الدين عمر موسى
كلية الآداب جامعة الملك سعود

الرياض


لم يكن العلم وحده هو سر تعلق الناس به ، وحبهم له … فكم من عالم كان أبرز منه فما تعلق بحبه أحد .. فالعلم وحده يدعو إلى الإعجاب .. وشتان بين الحب والإعجاب .. ولكن محجوب ربط العلم بالإيمان ، وربط الإيمان بالعمل ، فكان مصحفاً يتحرك بين الناس … وقد خبرت ذلك وبلوته أخيراً إذ صحبته ما يقارب العشرين عاماً في رياض الخير بفضل من الله ومنّه يوم يُسير لأخ المروءات احمد ادريس عبد الماجد فجمعنا في مجلسه العامر – بإذن الله - ولم يمض على وصولي الرياض غير بضعة أيام .. وتواصلت اللقاءات .

لم ير محجوب العلم غاية في ذاته ، فاتخذه وسيلة للغاية من حياته . فربط العلم بالإيمان والتدين .. وجسّر بين العلم والدين .. ووصل بين عالم الطبيعة وما وراء الطبيعة … وأعاد العلوم البحتة إلى الفلسفة أو أعاد الفلسفة الى العلوم البحتة .. وله في هذه صولات وجولات في الدوريات المتخصصة والمجلات الفكرية او الثقافية … وعطر بها ديوانيات الرياض .. في أحدية أبي بسام وأحدية الشيخ إبراهيم وخميسية باجنيد .. وكان الناس يتقاطرون زرافات ووحدانا للاستماع لعلمه والإستفادة منه .. لأنه لم يكن يستعل بشيء لا نفقهه .. ولو أراد لصك أسماعنا واغلق إفهامنا .. ولكنه عالم رسالي ، فقرب علمه لعقولنا القاصرة ، وبسط مسائل الفيزياء الغامضة ، وسهل قضايا الكون العويصة وعضدها بالقرآن .. فعمق الإيمان في قلوبنا فأحببناه .

وكذلك كان حاله مع طلابه في مدرجات كلية العلوم ومختبراتها ومكاتبها بل في منزله .. فالتعليم عنده رسالة ومسؤولية ربانية .. فلما اشتدت وطأة المرض العضال والداء الفتاك ، وكان القرار أن يسافر إلى أمريكا للاستشفاء ، لم يهمل طلابه ، بل أن أحدهم كان يكتب أطروحة الدكتوراه ، بإشرافه ، فظل محجوب يراجع معه حتى ساعة المغادرة … ولم يتوقف عن التدريس والداء يفتك به حتى توقف عقله وغاب وعيه .. أي رجل هذا !؟ هكذا يكون المرء عندما يقترن والعمل بالإيمان .

اسألوا مجلس الجامعة العلمي وكلية الدراسات العليا ولجان الجوائز العالمية وجائزة الفيصل منها ، والموسوعة العربية العالمية . فكل عضو فيها ياتيك بانباء تضيق المجلدات عن احتوائها ، فكل هذه المجالات انهد فيها بموت محجوب ركن ركين من أعمدتها .. وكل ينادي مع حافظ إبراهيم :

إيه يا ليل هل شهدت المصابا كيف ينصب في النفوس انصيابا

وكل واحد منهم كان ساهراً يدعو فهجد أمحجوب " ويح لأعين الهجاد" .





لقد جعلت العناصر الثلاثة المركبة ، العلم والعمل والعبادة ، التي شكلت شخصية محجوب أن لا يري الفضيلة إلا وسطاً بين نقيضين مذمومين .. والفضيلة وحدها الحق .. فرزق فضيلة الاعتدال ، فما عرف التفريط ولا الإفراط ، فكان يري أن العقل الحق لا يناقض الشرع المحض .. والعلم الصحيح لا يعارض صريح النقل .. فحيثما ظهر تناقض أو بان تعارض لا يكون ذلك إلا نتيجة علم للأشياء ناقص أو تأويل للشرع فاسد .. فأوتي في هذا الحكمة وفصل الخطاب .. والله (يؤتي الحكمة من يشاء ، ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً ، وما يذكر إلا أولوا الألباب) "البقرة 45 " وكان محجوب منهم .

لهذا كان يؤمن بالحوار في قضايا الإيمان .. الحوار الهادي الرصين المتمترس بالمنطق المستقيم ، والمنهج الموضوعي السليم ، ذلك لأن مقتضى العلم والإيمان عنده هو العمل ، فقد سعى سعياً حثيثاً للحوار بين أهل الفكر الماركسي والتوجه الإسلامي في قضايا الإيمان ومتعلقاته . سيما وأن الحركتين كانتا في صراع فكري وإن لبس ثوب السياسة .

حدثني ، رحمه الله ، شخصياً بأنه قبل عقود من السنين تخير من ظن أنهم أهل عقل وروية وأصحاب حجة ونظرية من الطرفين ، وبدأ بالجمع بين د. فاروق محمد إبراهيم النور ود. جعفر شيخ إدريس .. وفرح لذلك فرحاً عظيماً .. واستبشر خيراً . ولكن خاب سعيه ، فما أن اجتمعا حتى اشتجرا وأوشكا أن يختصما .. وافترقا على خير .

بيد أن محجوب – رحمه الله = لا يعرف اليأس إلى قلبه سبيلا ، فداوم في سعيه مع فاروق وغيره ، واصبحوا له أصدقاء أوفياء .. ألم تشهد في المقبرة في النسيم !! لقد جاء من غير السودانيين جماعات غير قليلة ، ليسو من أهل تخصصه ، وفنونهم شتى ، وعدد منهم ممن يظنون إلى العلمانية أقرب . أو إلى الحداثة أنسب . وكانت له مع كل واحد منهم حوارات هادئة موزونة مؤثرة ، شهدت بعضها وقد رأيت الكل والحزن يعتصره .. والدمع ينطق واللسان صموت .

أما ما أعرفه عن فاروق يكفيك … فقد جمعت المحبة بينهما ، فما حدثني أحدهما عن الآخر إلا ظننته له شقيقاً … فربطا بين آسرتيهما .. وحاول فاروق أن يستعير جناحي طير القطا ليرى محجوب في امتحانه .. وجاء الحج وسعى لدخول الرياض لرؤيته وحالت العوائق .. فلم يتوقف عن تتبع أخباره يوماً .. فانظر إلى إلفهما وقد جسده القدر .. كان أخر هاتف يوم السبت قبيل الوفاة ، وأعلم فاروق بالحال فبكى وما صبر .وهنا أيضا تجد حول محجوب ساهرين سواء للتمريض أو بالسؤال والدعاء فهجدوا ، ثم فاضت أعينهم بالدمع . أمحجوب "ويح لأعين الهجاد" .









أيضا إن الحوار والقدرة عليه والمكنة منه تثير الإعجاب ولا تولد الحب والتعلق .. بيد أن العلم والأيمان أصّلا واظهرا أمرين كانا في نفسه دفينين ، وفي جبلته مطبوعين .. وغدوا شنشنتين له ملازمتين ، وبهما عرف واشتهر … وجعلهما هو عملين لا يفترقان في حياته اليومية .. فهما جزء من عبادته .. ذلكما هما التواضع والزهد .

فإذا كانا في فطرته ، واتسقا مع نزعة التدين فيه ، فقد زادهما العلم صقلاً لا يناله كل الناس إلا من أوتي مثل علمه ، وكان التدين في سجيته .. فإن علم الفيزياء الذي فيه تخصص دفعه إلى النظر في سائر الكون ، حجماُ وحركة ونظاما . فاستبصر عظمة خالقه ، وتبين ضآلة الكوكب الذي نعيش فيه ، وأن الإنسان إن هو إلا ذرة في هذا الوجود الأعظم .. وصدق الله المبدع (لخلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس ولكن أكثر الناس لا يعلمون) "فاطر57" . فزاده علمه وإيمانه تواضعاً وزهداُ .. فأدمن الذكر والتسبيح محتسباُ .

لقد أجمع كل الناس على خصلة التواضع فيه .. وهو أول ما يحدثونك عنه ويلهجون بذكره فيه . أتذكر ذلك الشاب اليافع الذي إلتقيناه عام 1955م لأول مرة .. ذلك الدقيق الجسم .. الصادق الود .. الكثير الصمت .. قد ظل هو هو لم يتغير حتى فارق الحياة مع الستين .. بل زاد ، فلا تلقاه أبداً إلا متهللاُ باسماُ نضراً طلق المحيا. فأحبه أبناؤنا جميعاً أكثر من حبنا له .. فهو يتفقدهم ويسألهم ، ويأتونه مستذكرين .. ونرسلهم له طالبين . فما رد أحداً ولا تأفف ..وهم في نهاية المرحلة الثانوية أو بداية الجامعة.. وهو من هو .. وما عاد منهم أحد إلا وهو به متعلقاً .. وعنه وعن أخباره يظل يسأل وإن شط المزار وبعدت الأقطار .. اسألوا ابن منصور فارس وأبناء فاروق محمد إبراهيم وابني أيمن . وابن عبد الله الزيدان الذي بعد عنا هناك في القصيم .. واسألوا أبناء السكن أجمعين . فكأن القائل خاطبه :

رُحمت ، فقد كنت حلو اللسان جلي البيان صدوق الخــبر

قليل التعجب جم الأنـــاة حكيم الورود حكيم الصّـدر

شمائلك الغر هن الريـــاض روى عن شذاها نسيم السحر

لها مثل روح الدعاء استُجـب فعافى وأروى وأغنى وســرّ

كل هؤلاء كانوا ساهرين راجين آملين ففجعهم الطبيب فهجدوا ، أمحجوب "ويح لأعين الهجاد" .








علا محجوب علماً بالكون فتواضع وزاده علمه زهداً في الدنيا على زهد .. وقد أتته الدنيا تجرجر أذيالها فركلها . وراودته عن نفسه فاستعصم .. وأعلم أنه لو أراد أن يكون من أغنى أهل العلم لكان .. فهو يبذل علمه ولا يتكسب به …

ذا بنان لا تلمس الذهب الأحـ مر زهداً في العسجد المستفاد .

من عرفوه يحكون في زهده قصصاً ينبغي أن تروى فتستعبر … وليت أخدانه يفعلون .. ففي هذا الباب وغيره لهم متسع .. وحسبك أن يروي لك من ذلك بعض أخبارها ، وللعزيزين د. على كرار ود. كمال الهادي في هذا الباب كثير … وهما ممن يعزي في محجوب قبل أسرته ..

كان لابد من الاستنجاد بأهل الخير في مرضه الذي قضى به ، فالتكلفة شئ لا يطاق .. فأشار عليه بعضهم بإرسال برقية لسلطان الخير ابن عبد العزيز فما قوي على ذلك .. فاضطر آخر الأمر وفعل وقلبه للطلب من الآخرين كاره .. وزرته بعد إرسالها بسويعات وكان مغتماُ .. وظننته بفعل المرض فناولني البرقية .؟ فبكى عندما وصلت في القراءة إلى قوله "لأول مرة في حياتي أسأل الآخرين" .. هكذا كان معنى العبارة فيما أذكر .. فواسيته بأن قلت مثلك لا يطلب وإنما يطلب له .. ما أظن أحداً رأى أو سمع محجوب يبكي في غير عبادة إلا لحظات نادرة إذا ودعه اللصقاء ، وشعر أن لا لقاء في هذه الزائلة بعد ذلك اللقاء .

بعد أيام جاء عن البرقية مال .. وجاء عن الطلب الأول مال آخر وأصر على ألا يأخذ المالين معاً.. وطلب إرجاع الأول وإلا لن يسافر ، ولن يستشفي بمال قد لا يكون صاحبه يعلم بالأمرين ، ففي ذلك شبهة الغش ، فامتنع .

وذات يوم اضطر لكتابة أمر وهو بالمسجد فتناول رفيقه ورقة من أوراق المسجد وقلماً من أقلامه ، فنهاه وانتفض غاضباً قائلا إن من تركه أوقفه على المسجد .. وكان ينهي أبناءه وبناته عن استخدام ما يأتي به من أوراق الجامعة التي لا يستخدمها هو إلا في أعمالها ، وما ذلك إلا لأنهم ليسوا من خدامها .. وهذه فطرات من بحر لا ساحل له …

لهذا ليس بغريب أن يستصحب خشية الله صباح مساء ، ولا تعرف له نزوة صبا ولا هفوة كبر . فكأن حافظ رثاه لما قال في إسماعيل صبري :

لقد كنت براُ بظل الشباب فلما تقلص كنت الأبـر

فلم تستبق نزوة في الصبا ولم تستبح هفوة في الكبر

أُهني الثرى أم أعزي الورى لقد فاز هذا وهذا خسر

أمحجوب "ويح لأعين الهجاد" .





-
الخاتمة تجمل ودعاء


رجل تلك صفاته ، وتلك هي سجاياه ليس بغريب أن يصارع المرض العضال عامين وأزيد ولا يتضجر ، ولا يبدي ألمه ، وتلقاه في كل حال وهو يبتسم ، والأسقام غالت كل أعضائه ، وقلبه عنها في شغل واللسان بالدعاء يتحرك وهو يستغفر .. فما جزع ولا تمنى الموت ولا خافه ، ولما جاءه كان وكأنه الشهد ..

أليس هذا برجل يحب !؟ بلى وربي .. فقد أحبه من عرفه ، ومن سمعه ، ومن قرأ له ، أو قرأ عليه ، أو رأه .. حتى تلك الممرضة الأجنبية في مكتب د. حسن أبو سبعة التي لا يزيد دورها عن تحديد مواعيد مراجعته للمشفى زرفت عليه دمعاُ سخيناُ لما سمعت بوفاته .. لهذا شيعناه وما استطعنا أن نحمل نعشه لأن فوق أعواده سماوي سر وعلا خلقه عن البشر . وما استطعنا أن نهيل الثرى على رسمه ، ولا دفن لحده ، لأنه "طود حطوا في ثرى القبر " وكأننا كنا نردد مع حكيم المعرة :

فيا قبر واه من ترابك ، ليناً عليه ، وآه من جنادلك الخشن

وقوله :

فيا دافنيه في الثرى إن لحده مقر الثريا ، فادفنوه على علم

أتعجب بعد ذلك أن تحزن قلوبنا وتدمع عيوننا .. لا والله ليس من عجب ، ولكننا لا نقول إلا ما يرضي الرب ؛ فإنا لله وإنا إليه راجعون . فقد جاءنا الحزن مستجدياً أجرنا في الصبر فلا نجده .. فالأسى ليس بفرض ..

أبو نايف غير متصل قديم 22-05-2003 , 11:33 PM    الرد مع إقتباس
شرود شرود غير متصل    
عضو نشيط جداً  
المشاركات: 448
#4  

أنت رائع أبا نايف والوفاء فيك ومنك ظاهر

غفر الله له

وإن كان الحماس أحيانا يشغلنا عن التنقيب في مدلولات ألفاظنا

فتزل قدم بعد ثبوتها ولذا حسب ما ظهر لي وأنا العبد الخطاء أن قولك:

استطعنا أن نحمل نعشه لأن فوق أعواده سماوي سر وعلا خلقه عن البشر . وما استطعنا أن نهيل الثرى على رسمه ، ولا دفن لحده ، لأنه "طود حطوا في ثرى القبر " وكأننا كنا نردد مع حكيم المعرة :


فيه مبالغة تنأى عنها أقلام المبدعين أمثالكم

تحية وشكر

شرود غير متصل قديم 23-05-2003 , 11:53 AM    الرد مع إقتباس
أبو نايف أبو نايف غير متصل    
عضو شرف  
المشاركات: 4,124
#5  

الله يسامحك ياشرود

انا احتاج لمائة سنه حتى اكتب مقال بمستوى هذه اللوحه الابداعيه وهي بقلم:
أ.د. عز الدين عمر موسى
كلية الآداب جامعة الملك سعود

وتعلم ان الادباء عندما يستغرقون في الوصف واستثارة المشاعر يتجاوزون احيانا ويبالغون بالوصف الادبي البديع

تحياتي لحضورك

أبو نايف غير متصل قديم 23-05-2003 , 07:10 PM    الرد مع إقتباس
شرود شرود غير متصل    
عضو نشيط جداً  
المشاركات: 448
#6  

آسف فقد كنت أظن أن ذاك من دفق يراعك

وعموما لو أنك نبهت لِما نقلت لكان الغاية

وليس الحق في كل ما نطقت به البلغاء

أسفي مرة وأخرى

تقبل تحية أخ زل

شرود غير متصل قديم 24-05-2003 , 06:28 AM    الرد مع إقتباس
مانجو مانجو غير متصل    
عضو نشيط  
المشاركات: 99
#7  

بعد كم شهر يكمل ثلاث سنوات من وفاته ..
رحمه الله وغفر الله .. وأن يجعل ماقدمه زيادة في أجره ..

والغريب أنه لم يستقطب ربما من الدول الغربية للإستفاده من علمه !

ماأدري إذا كان فيه معلومات في هذا الشأن أبو نايف ؟
ياليت تزودنا بها ، مع الشكر على السيره المختصره للدكتور محجوب بن عبيد طه

مانجو غير متصل قديم 25-05-2003 , 05:00 AM    الرد مع إقتباس
أبو نايف أبو نايف غير متصل    
عضو شرف  
المشاركات: 4,124
#8  

حياك الله اخي مانجو

محجوب رحمه الله رفض الكثير من العروض للعمل في الغرب والسبب انه كان يرى شبهة حرمه في ذالك.
فقد كان رجلا شديد التدين ولا ينظر الى مكانته العلميه وانجازاته كغايه ..ولم يكن يبحث عن شهره او مال..." بعكس العلماء العرب الذين يعملون في الغرب "
بل كان يعتبرها وسيله لخدمة دينه ومبادئه لذالك اصر ان يعمل في بلد مسلم ليستفيد من علمه طلبه مسلمين .
من المؤسف ان الكثير لايعلم عن هذا العالم الذي وبلا شك يعتبر مفخره للعرب وللمسلمين عامه .

وقد ذكر لي احد طلبته قصه جميله عن الدكتور محجوب يرحمه الله
يقول صاحبي :

قال لي مرة أنه رحمه الله لما انتهي من رسالة الدكتوراة عام 1967م ..تم اختياره كأفضل عشر طلاب ‏في العالم والحائزين على درجة الدكتوراة وتم جمعهم في أمريكا مع أفضل عشر طلاب حائزين على ‏الدكتوراة في مدينة صغيرة تدعى ( لوس ألاموس )
وكان من الطرائف التي حصلت في حفلة التعارف ‏أن أحد الحضور سأله أحدهم مارايكم في إسرائيل في فلسطين وقد استوطنوا فيها الآن . فرد عليه ‏محجوب قائلا : من المتعين على العرب أن يجتمعوا يدا واحدة على طردهم . فقال له ذاك . كيف ‏تطردونهم وقد أصبح لهم مساكن ولا يجدون الآن من يقبل بهم في العالم . فقال محجوب ونحن ماذا ‏نعمل بهم نطردهم وإن لزم الأمر قذفناهم في البحر . فغضب ذلك وتماسكا بالأيدي . فأخذه أحد الدكاترة ‏الموجودين على جنب وقال له أتمنى أن تكون حذرا من الموجودين فأغلبهم إن لم يكن كلهم من اليهود ‏‏...‏

وكان رحمه الله يحمل هم الدعوة إلى الله بشكل كبير فقال ... كنت أبذل مجهودا كبيرا لإتقان مجال ‏التخصص حتى يتسنى لي التفرغ للمجالات الأخرى . فقال مضت الأعوام ولم أنتهي من مجال ‏التخصص .‏

فقال كلمة عجيبة [ وأنا الآن أراجع يوميا معلوماتي كأن عندي غدا اختبار ] .‏

ومن القصص العجيبة التي تذكر عنه أنه يوما أهدي له كتاب باللغة الألمانية وقل له المهدي إنه كتاب ‏قيم جدا فقال : فتعلمت اللغة الألمانية بما يقارب شهر حتى أقرأ الكتاب .‏

وسألته قائلا له مالذي جعل فيك هذا التوجه إلى مجال العلوم الطبيعية . فأجاب قائلا : كنت قرأت كتابا ‏أيام المرحلة المتوسطة أعجبني كثيرا وعنوانه :‏
Natural of the physical world
لمؤلفه : ‏Edington
‏( وللمعلومية ‏Edington‏ هذا هو الذي تمكن من إثبات النسبية العامة )‏
والكتاب موجود الآن في مكتبة جامعة الملك سعود في الرياض يوجد منه نسختان بحالة ممتازة ‏وأسلوبه ممتع جدا جدا .‏
........................................

أبو نايف غير متصل قديم 25-05-2003 , 11:20 AM    الرد مع إقتباس
aziz2000 aziz2000 غير متصل    
عضو شرف السعودية  
المشاركات: 8,153
#9  

للأسف لانعلم عن العظماء إلا بعد وفاتهم

لماذا ؟؟

رحم الله العالم محجوب بن عبيد طه

aziz2000 غير متصل قديم 22-07-2003 , 01:07 AM    الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


[عرض نسخة للطّباعة عرض نسخة للطّباعة | ارسل هذه الصفحة لصديق ارسل هذه الصفحة لصديق]

الانتقال السريع
   قوانين المشاركة :
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة لا بإمكانك إضافة مرفقات لا بإمكانك تعديل مشاركاتك
كود في بي vB متاح الإبتسامات متاح كود [IMG] متاح كود HTML متاح



لمراسلتنا - شبكة سوالف - الأرشيف

Powered by: vBulletin
Copyright © Jelsoft Enterprises Limited 2000.