10 تحديات ستواجه الحركة الإسلامية في المرحلة المقبلة
=================================
بقلم: حامد عبدالله العلي

ينبغي ان اؤكد اولا ان المشروع الاسلامي ليس هو بالضرورة الحركة الاسلامية في بلد ما او الاحزاب التي تدعي تحمل امانته في هذا البلد او ذاك، فالمشروع الاسلامي اعم من ذلك، والحركة او الاحزاب الاسلامية قد تثبت انها غير مؤهلة لتحمل امانة المشروع الاسلامي في زمان او مكان ما، فهذا لا يعني فشل هذا المشروع، وفساد فكرته.
اذا ذهبت السكرة وبقيت الفكرة، ستبدأ الحركة الاسلامية تعيد النظر في اوراقها على اساس المعطيات الجديدة فأول ما ينبغي ان تضعه في حسبانها هو طبيعة التحديات التي افرزها الوضع الجديد في المنطقة ويمكن تلخيصها فيما يلي:

الاول: الابتلاع الكبير الذي اكتسبته الولايات المتحدة الامريكية باعتبارها تمثل قيادة الحضارة الغربية وحاملة المشروع الحضاري السائد الذي لا يعارضه شيء في العالم اليوم، والذي يعد المشروع الاسلامي يحمل تناقضات موضوعية مع مشروعه، ولن يسمح باستمرار تقدم المشروع الاسلامي بافكاره الذي انطلقت بها مدارسه المشهورة في الخمسينات، باقامة الدولة الاسلامية وتوحيد الامة ما لم تطرأ عليها تغييرات جذرية تفرغه من مضمونه.

الثاني: المكاسب التي جناها الكيان الصهيوني من الاوضاع الجديدة وافرازاتها التي تناقض مشروع الحركة الاسلامية ومن الامثلة التي ستبرز على السطح علاقة الحركة الاسلامية بحركات الجهاد في فلسطين والتي قريبا ستكون في دائرة الاتهام المباشرة بتهمة الارهاب وستجد الحركة الاسلامية نفسها في موقف لا تحسد عليه.

الثالث: الغموض الذي يكتنف النوايا الامريكية تجاه الانظمة السياسية الحاكمة في العالمين العربي والاسلامي واثر ذلك على وجود ونشاط الحركة الاسلامية في هذه البلاد، ورغم ان الخطط الامريكية ليست بخافية ولكن خطواتها التنفيذية تحمل كثيرا من الغموض وعلامات الاستفهام.

الرابع: وقوع الحركة الاسلامية بشكل مباشر تحت حقيقة ان القرار الاستراتيجي العربي والاسلامي اصبحت تحدده الولايات المتحدة الامريكية في معظم القضايا المصيرية والقضايا الاساسية بصورة اوضح واوضح.

الخامس: تحدي العولمة الذي سيقفز قفزات هائلة باكتساب الولايات المتحدة الامريكية اكبر مواد خام وسوق وبيئة صالحة لانطلاقة ضخمة للعولمة في العراق وسيكون من اثار ذلك الحتمية، اضافة الى عملية التنميط - اعني تغيير الحالة الشعبية الى النمط الغربي - تذويب الهوية الاسلامية مع مرور الزمن.

السادس: تحدي الثورة الاتصالية الذي اضحى يصنع العقول باضعاف اضعاف مضاعفة مما تقدر ان تصل اليه الحركة الاسلامية.

السابع: تحدي تراجع الشعبية ومن الملاحظ ان الاحزاب الاسلامية التي تمثل اهداف الحركة الاسلامية، بدأت تفقد مصداقيتها وشعبيتها واتضح انها رضيت عبر سلسلة من التنازلات ان تكون جزءا من الواقع الذي كانت تهدف الى تغييره ولهذا فهي تستميت الان في اضفاء الشرعية عليه وبعدما ارتبطت مصالحها الحزبية به ارتباطا مصيريا.

والثامن: تحدي الاستيعاب والتوظيف من قبل مشاريع اخرى فهذه الاحزاب بدأت تستوعب- بضم التاء الاولى - بصورة ملفته من قبل مشاريع تناقضها وتقوم هذه المشاريع الاخرى بتوظيفها واستثمارها لصالحها.

التاسع: تحدي العجز عن القيام بالدور الريادي او القائد في المجتمع فوفق المعطيات الجديدة، ومهما كافحت الاحزاب الاسلامية لتبقى جزءا من الدور القيادي للمجتمع في جهاز الدولة، فسوف تجد نفسها مضطرة اما ان تهمش او تغير مشروعها ليصبح اسما اسلاميا فارغا للمشروع الحضاري الغربي الجديد الذي ستسلم له بالسيادة.

العاشر: تحدي التراجع والانخفاض في تسلسل تواصل الاجيال داخل الاحزاب الاسلامية، من جهة العدد والنوعية ايضا وذلك انه من الملاحظ جدا ان النوعية القيادية المعطاءة المضحية الجادة بدأت تتآكل شيئا فشيئا وخلف بعدهم خلف اكثر تأثرا بافرازات البيئة المترفة.
ونحن عندما نقول انها تحديات، لا نعني في دولة ما، وانما في العالم الاسلامي بعامة، كما لانعني ان المشروع الاسلامي سيهزم، وانما نعني انها تحديات سيجد المشروع الاسلامي نفسه امامها شاء ام ابى وعليه ان يكافح ويستمر في الكفاح حتى نهاية المطاف موقنا بان النصر سيكون حليفه، وسيكون باذن الله تعالى.





http://www.arabgate.com/article.php...=thread&order=0