عرض مشاركة مفردة
الطارق الطارق غير متصل    
مبدع  
المشاركات: 2,307
#18  
(( قصة سلامة بن عافية )) الجزء الثاني
تمهيد : المشهد الثالث : هو المشهد الذي يجمع بين الأخ وسلامة بن عافية ثم زواج سلامة بن عافية بهذه الفتاة ثم عيشها معه في هذا المنزل ثم معرفتها بأنه سعلي بعد فتحها لأحد الأبواب والتي حذرها من فتحه ثم معرفته بذلك ومعاقبتها بنزع ساقها واستبدالها بساق حمار وطردها من القصر ..

وفي هذا المشهد الثالث لربما كان هناك بعض التشابه بين هذا المشهد ومشهد (الجميلة والوحش ) فالزواج القسري الذي فرض على الفتاة والقصرالذي جمعهما يتشابه بعض الشيء وإن كانت تختلف القصة في التفاصيل والناهية ...

ومن جهة أخرى فهناك مقطع في القصة يتشابه مع ما هو موجود في قصص ألف ليلة وليلة وذلك المقطع هو أعطاء سلامة بن عافية هذه الفتاة أو الزوجة مفاتيح لفتح جميع الأبواب بالقصر ما عدى أحدى الأبواب ، وما يشبه في ألف لليلة وليلة : (( فقامت البنات ودخلن القصر على حسن وأعلمنه بالحال، وقلن له إن هذا الموضع موضعك وبيتك وبيتنا بيتك فطب نفساً وقر عيناً ولا تخف ولا تحزن، فإنه لا أحد يقدر أن يجيء إلينا في هذا المكان فكن مطمئن القلب منشرح الخاطر حتى نحضر إليك وهذه مفاتيح مقاصيرنا معك، ولكن يا أخانا نسأل لك بحق الأخوة أنك لا تفتح هذا الباب فإنه ليس لك بفتحه حاجة ثم إنهن ودعنه وانصرفن في صحبة العساكر وقعد حسن في القصر وحده وفرغ صبره وزاد كربه واستوحش وحزن لفراقهن حزناً عظيماً وضاق عليه القصر مع اتساعه فلما رأى نفسه وحيداً منفرداً تذكرهن ........
فضاق صدره من فراقهن ثم إنه صار يذهب وحده إلى الصيد في البراري فيأتي به ويذبحه ويأكل وحده فزادت به الوحشة والقلق من انفراده فقام ودار في القصر وفتش جميع جهاته، وفتح مقاصير البنات فرأى فيها من الأموال ما يذهب عقول الناظرين وهو لا يلتذ بشيء من ذلك بسبب غيبتهن والتهبت في قلبه النار من الباب الذي أوصته أخته بعدم فتحه وأمرته أنه لا يقربه ولا يفتحه أبداً، فقال في نفسه ما أوصتني أختي بعدم فتح هذا الباب إلا لكونه فيه شيء تريد أن لا يطلع عليه أحد، والله إني لا أقوم وأفتحه وأنظر ما فيه ولو كان فيه المنية فأخذ المفتاح وفتحه فمل ير فيه شيئاً من المال، ولكنه رأى سلماً في صدر المكان معقود بحجر من جذع يماني فرقي على ذلك السلم وصعد إلى أن وصل إلى سطح القصر .. الخ ))

المشهد الرابع : هي التقاءها بابن السلطان وعيشها في القصر ثم محبة ابن السلطان لها وشك احد الخادمات بساقها الغريبة ثم وضع مسابقة للحناء لاكتشاف هذا والتأكد منه ثم نجدة سلامة بن عافية لها واسترجاعه لساقها وزوجاها من ابن السلطان بعد ذلك ..



*****


قال الراوي :

(( وقال لها سلامة بن عافية : خذي هذه المفاتيح وافتحي كل الأبواب إلا هذا فلا تفتحيه فهل تعاهديني على ذلك ، قالت : نعم .
واستمرت عنده مدى مكرمة معززة وهو يعاملها بكل رأفة ومحبة وكلما كدر خاطرها من الوحدة فتحت أحد الأبواب فتجد من المناظر ما يزيل أحزانها .

ومرة قالت لنفسها : لماذا لا أفتح هذا الباب وقامت وفتحته فرأت فيه بقايا من جثث بني آدم فبكت واستوحشت وجاء وهي تبكي فسألها عن سر بكائها قالت : اشتقت لأخي قال لها سيحضر أخوك

وجاء لها في صورة أخيها وسألها عن حالها وحال زوجها فأثنت عليه ثم استأذن ومضى ووجدها في ليلة أخرى تبكي فقال : لماذا تبكين ، قالت : تذكرت زوجة أخي قال لها : سوف تحضر إن شاء الله وتصور في صورة زوجة أخيها وحضر عندها وسألها عن حالها وحال زوجها فأثنت خيراً واستأذن وذهب .

ورآها ذات يوم تبكي فسألها عما يبكيها قالت أبكي من الشوق لخادمتي التي كانت من أيام أمي قال سوف أحضرها لك ، وتصور في صورة خادمة أمها وجاء لها وسألها عن حالها وحال زوجها ، فأثنت عليه كثيراً إلا أنها قالت : ولكنه سعلي ، فعاد إلى صورته الأصلية وقال : خنتي يا خائنة ثم سحب رجلها اليمنى ووضع مكانها رجل حمار وحملها ورمى بها تحت قصر كبير وفارقها بعد أن أعطاها بعضاً من شعره وقال : أخوك وضعك أمانة عندي فإن أحتجت إلى ضعي هذا الشعر في النار وأنا أحضر إليك .

فجلست تحت القصر تأكل من فتات الطعام وكان هذا القصر لسلطان المدينة وصادف أن مر ابن السلطان بحصانه من جانبها فلفتت نظره ورآها جميلة جداً فسألها عن حالها ، قالت : انا غريبة ومقطوعة من شجرة فعرض عليها أن تعمل لديهم خادمة فقبلت العرض ..

وأحبها ابن السلطان وصمم على الزواج منها وتحت ضغط رغبته وافق الكل على زواجه منها ولكن نساء القصر أخذن منها موقف العداء ورأت إحدى الخادمات قدمها فأعلمت النساء الحاقدات وانتقل الخبر إلى السلطان وكان ذلك في ليلة العيد فقال لجميع النساء القصر سنعمل مسابقة في يوم غد العيد في زينة الحناء والتي تكون أحسنكن حناءاً ستنال جائزة كبرى فكل واحدة تضع حناءها وتعرض حناها علي في يوم الغد بعد صلاة الفجر ...

ولما علمت هي بذلك ضاق صدرها وخشيت من انكشاف أمرها وأخيراً أقدمت على إطلاق الشعر في النار بعد تردد وبعد فترة سمعت طرقاً على شبابيك حجرتها فقالت : من الطارق . قال : أنا زوجك السابق فأخرجي رجلك فأخرجتها ونزع رجل الحمار وعاد لها رجلها ومضى في سبيله .

وقامت هي فحنت رجليها ونامت وفي الصباح كانت هي أولى من عرضت حناها على السلطان فأعجب بحناها وساقاها ، وبعد نهاية الاستعراض وحصولها على الجائزة الكبرى سأل النساء عن صاحبة الإشاعة فعرف أنها إحدى خادمات القصر فأمر بقطع رأسها أما ابن السلطان فقد زادت محبته لها وفاتحته هي بحكايتها فأخذ هدية فاخرة لأخيها وزاراه في مدينته وعرف حقيقة الامر فطبق زوجته وذهب معهما إلى بلاد ابن السلطان وزوجه إحدى أخواته وعاشوا جميعاً في سلام ووئام . ))


النهاية

الطارق غير متصل قديم 05-07-2007 , 03:07 AM    الرد مع إقتباس