عرض مشاركة مفردة
الطارق الطارق غير متصل    
مبدع  
المشاركات: 2,307
#95  
قصة أم حسين الطلحي وأختها السعلية
هذه قصة مشهورة ومعروفة في مناطق عدة من الحجاز ويزعم البعض انها حدثت قبل تسعين سنة ببواط من قرى ينبع وهي بواط الغزوة المعروفة في السيرة النبوية .

والقصة تحكي قصة سعلية مشهورة كانت امرأة وأكلت من لحم اناس غرب ( من أفريقيا ( تكارنة ) أو من المغرب) وكان لحمهم لحما بشريا فأدمنت هذا اللحم وتسعلوت وسكنت غار لها بجوار طرق القوافل ( قوافل الحج ) واخذت تهجم على ضحاياها ..

وقصتنا هنا تحكي ان أم حسين الطلحي كانت اخت تلك السعلية وكانت تبرها وتذهب إليها وكان ابنها حسين يحذرها من الذهاب لها خوفاً عليها من ان تكون ضحية اختها وكانت لا تسمع قوله ، حتى حادث ما توقعه والتهمت السعلية اختها أم حسين الطلحي فذهب ابنها إلى غار السعلية ورأى وامه وقد التهمتها خالته فقام بقتلها والخلص البلاد والعباد منها ، وهذا ما تذكره الرواية الأولى للقصة .

بينما تزعم رواية أخرى من النت وبالأمكان البحث عنها في النت [ سعلية بواط – سعلية خيف حسين – أم حسين الطلحي ] ان المرأة بعد اكلها للحم البشري وادمانه له تحولت إلى وحش مفترس ومخلوق مخيف ذات انياب طويل وشعر مرعب متشابك كأنه اغصان شجرة وقد اشتهر امرها وانتشار خبرها بقتلها للناس واكلها للبشر فوضعت جائزة لمن يقتل هذه السعلية اكلة لحوم البشر فتهيب الناس قتل هذه المرأة لما سمعوه عن قوتها وجبروتها إلا ان رجل يسمى حسين وكان ينظر له على انه من صعاليك العامة كان يعشق ابنة احد الوجهاء فعرض ان يفتل تلك السعلية على ان يزوج من تلك الفتاة فضمنوا له ذلك فأخذ فرسه وسيفه وغصناً شوكيا متشابك الاغصان وذهب إلى تلك السعلية فلما رأته هاجمت عليه كعادتها عن رأيتها كل غريب وكل ضحية بجوار غارها فناورها حسين والتف من حولها ولف شعرها بالغصن اللذي معه ثم قطع رأسها بسيفه وفصله عن باقي جسدها وعاد به إلى الناس فزوجه بمحبوبته واعطوه الجائزة على قتله لتلك السعلية وكانت الجائزة حسبما يزعمون خيف معروف بسم (( خيف الحسين )) وهي قرية تبعد 60 كلم تقريبا عن ينبع البحر ويزعمون انه نسب لهذا الشخص والغالب ان الخيف انه ينسب للحسين رضي الله عنه .

والحقيقة أن قصتنا من حيث الرواية واكثر واقعية وأقرب إلى الصواب والحقيقة ان صحت قصة هذه الرواية أو الأسطورة ، مع العلم اني لا استبعد صحة هذه القصة خاصة ان كتب التاريخ والأدب ذكرت قصص شبيه في التراث العربي مثلما ذكر الجاحظ في كتاب الحيوان عن قصص الخناقين [ قال الجاحظ في الحيوان : (( وكان بالكوفة ممَّن يأكلُ لحومَ النَّاس عَدِيَّةُ المدَنية الصَّفراء وكان بالبَصرة رَادَوَيه صاحب قصاب رادويه وأمَّا الأعمى في بني ضبَّة الذي ذكره فهو المُغيرة بن سعيد صاحب المُغِيرِيَّة وهم صِنْفٌ ممَّن يعمل في الخنق بطريق المنصوريَّة )) وقال : ((وقد هُجِيت هذيلٌ وأسد وبَلَعنْبَر وباهلة بأكلِ لحوم الناس )). ] .

بعكس الرواية الاخرى التي يلاحظ فيها المبالغة في الرواية خاصة تحول المرأة إلى وحش مفترس ووصف تلك السعلية الشبيه بالأسطوري ، كما ان الرواية النتية تقترب وتتشبه بالقصص الشعبية الاخرى في عناصرها في وجود الفارس العاشق والفتاة المعشوقة والسعلية أو الوحش المفترس الذي يكون قتله مهر لتلك الفتاة .


والآن مع القصة


قال الراوي : (( قال الراوي : يذكر أن امرأة يقال لها أم حسين الطلحي تدعى بولد لها ولها اخت أخرى ، فمر على الأخت قوم من الأفارقة وطلبوا منها قدراً ليطبخوا به لحماً فأعطتهم إياه ، ولما أعادوا لها القدر أعطوها بعضاً من اللحم فأكلتها واستعرت ، فصارت تخرج في بعض الأوقات وتخطف الأطفال على طريقة ريا وسكينة في خطف النساء وتأكلهم وأصبح الناس في رعب ففي كل فترة يختفي طفل دون أن يعرف أهله اين راح .

ومرة كان عند أم حسين خياطة مساطح فدعت الناس كعادتهم في مثل هذه الحالات وجلس النساء يخطن ، وكشفت إحدى النساء طرف أحد المساطح القديمة صدفة فرأت عظام أطفال ، وشعرت بها أخت ام حسين فخرجت هذه المرأة بعد ان استأذنت وخرجت اخت ام حسين هاربة بعد أن شعرت باكتشاف امرها ، اما المرأة فقد أخبرت الناس ، فذهبوا ليقتلوها ولكنهم وجدوها قد هربت ولجأت إلى غار في جبل على قارعة الطريق ، وأصبحت تقطع الطريق على الناس وكل من استطاعت ان تمسك به تأكله واشتهر أمرها وكانت أختها أم حسين تزورها في الغار وتعود من عندها ، وعندما يريد ان يمنعها ابنها عن زيارتها ، ويقول لها : هذه سعلية ويمكن ان تأكلك في أي لحظة ، ترد قائلة : هي اختي ولا خوف علي منها .

ومرة ذهبت لها في الغار ولم تعد ، وذهب ابنها إلى هناك وأطل عليها من غير ان تشعر به ، فوجدها قد التهمت نصفها وعلقت النصف الثاني في الغار ، وهي تقول :

يأم حسين الطلحي ** تمددي وانشلحي

فرماها بالبندق ، واعلم اهل القرية ، فدفنوا رمة امه ووضعوا أختها السعلية في حفرة عميقة وأهالوا عليها التراب .

قال الراوي ويقال إنه إلى الآن يرى في هذا الغار أثار الدهن عندما تضرب رءوس فرائسها بحجر الغار لتخرج المخ والدماغ وتمتصه . والله أعلم . )) .

الطارق غير متصل قديم 11-06-2010 , 05:49 PM    الرد مع إقتباس