عرض مشاركة مفردة
الطارق الطارق غير متصل    
مبدع  
المشاركات: 2,307
#84  
22- فارس بني كشران :
التعليق : هذه قصة من القصص التي تعتمد في أحداثها على المصادفات والتوفيق التي يناله بطل القصة مع الفهلوة في التعامل مع أحداثها ، وهذا النوع من القصص منتشر في القصص الشعبية بل وخاصة في بناء هذا النوع من القصص بالذات ..

فهي تحكي قصة صياد يهاجر إلى البدو ( فريق من العربان ) ، وبما أن هؤلاء يشتهرون بالشجاعة والفروسية فإن صاحبنا الصياد يدعي الشجاعة والفروسية رغم أنه قد لا يمتلك هذه الشجاعة والفروسية بما أنه صائد سمك ..

وتحكي القصة بعد ذلك التوفيق الذي يحققه بطلنا الصياد في إثبات شجاعته لدى الجميع وتعامله الذكي مع ذلك التوفيق رغم جبنه وخوفه الشديد ، ففي المشهد الأول ينال البطل الذهب بالمصادفة رغم اختباءه وخوف من المعركة ، وفي المشهد الثاني ينجح بطلنا الصياد في هزيمة أعداء القبيلة بواسطة التلاعب بالكلمات وبالمناسبة فمثل هذا التلاعب معروف وملاحظ في سير أحداث القصص القديمة – خير مثال قصة جرادة التي ذكرناها من قبل - ، وأخير وفي المشهد الأخير ينجح في التسبب في قتل الذئب رغم خوفه الشديد ويستقل هذا النجاح في التدليل على شجاعته أمام الجميع ..

وهكذا وبعد ما حققه من توفيق ونجاح وثروة يرى في الأخير صيادنا أن ذلك الوقت هو المناسب للفرار بنفسه قبل أن يكتشف حال ويظهر للناس جبنه وكالعادة فهو يتعلل زاعماً أن سبب تركة للفريق هو ذلة قومه بعد فراقه وطلبهم لعودته إليهم !!!



قال الراوي :

(( قال الراوي ذكر أن صياد سمك لم يحقق آماله في صيد السمك فاقترحت زوجته أن يرحلا ويطلبا الرزق في أرض الله الواسعة فرحلا ونزلا على أهل فريق من العربان أهل خيل وشجاعه وفروسية فرحبوا بهم وأهدوا لهم بعض الغنم .

وفي الليل عمل عقيد القوم مأدبة على شرف الضيف وبعد أن تعشوا وأخذوا يتناولون القهوة على ألحان الربابة، ثم أخذوا يتبادلون أطراف الحديث عن الشجاعة والفروسية والغزو وقال احد الحاضرين : غزوت من عام بني فلان وقتلت منهم خمسة عشر فارساً . وقال آخر : لقد غزونا من عدة أعوام القبيلة الفلانية في عقر دارهم وقتلنا منهم عدة من فرسانهم وطردناهم . وقال ثالث ورابع .

وقالوا لضيفهم وجارهم : وأنت يا ضيف الرحمن ما ذكرت لنا شيئاً من قصصك في الفروسية . قال : من تلك السنين قمت بغاره شعواء على بني بياض ( نوع من السمك ) في منازلهم على ساحل البحر وقتلت منهم ستين فارساً وهرب الباقون وفي العام قبل العام الماضي غرت على بني شعور ( نوع من السمك ) وقتلت منهم مائة وعشرين فارساً وقبل أن أرحل إلى هنا قمت بوقعة على بني حريد ( نوع من السمك ) فقتلت منهم مائة وخمسين فارساً . فسكت الكل خجلاً من أفعالهم بالنسبة لأفعاله ومن شدة إعجاب عقيد القوم وشيخهم بالفارس القادم أهدى له حصاناً من خير خيله ، وسأله احد الحاضرين : وما اسم القبيلة التي تنتسب إليها ، قال : قبيلة بعيدة من هنا تسمى بني كشران ( نوع من السمك ) . فأصبحوا يطلقون عليه من ذلك اليوم فارس بني كشران .

ومره غزت القبيلة التي يقيم بها قبيلة أخرى فهزمتها واستولت على أموالها وحلالها فاندس خلف أكمة من الأرض حتى انتهت المعركة وجاء ليشارك في نهب المال والحلال فوجد الطيور قد طارت بأرزاقها ووجد عصا مجوفة فأخذها وجاء إلى زوجته فقال له : لقد جاء كل فارس يجر وراءه نصيبه من الغنائم من الإبل والضان والغنم وأتيت لي تسحب رجليك. ورأت العصا معه واردات أن تأخذها منه وتضربه وإذا بالعصا قد انقسمت نصفين وخرجت منها كمية من الذهب ، قالت له : من أين هذا . قال : وهل أعطيتني أنت فرصة حتى أتكلم ، لقد عاد الناس بالشاه والبعير وعاد زوجك بالذهب بعد أن قتل صاحبه . فأخذت الذهب وفرحت به وسكتت عن لومه .

وذات يوم أتى قوم وغزوا القبيلة واستولوا على إبلهم وحلالهم وجاءه الشيخ يستنجد به وينخاه ، فركب الحصان وهو لا يجيد ركوبه ومضى الحصان يجري به مسرعاً وهو يقول : أمسكوني باطيح . ومر بجانب القوم الغزاة وكان اسم رئيسهم بطيح فقال لقومه : ماذا يقول . قالوا : إنه يبحث عنك ويقول : امسكوا لي بطيح . فهرب هو وجماعته وتركوا كل ما غنموه من مالهم من خيل وسلاح ، فنزل واستولى على كل ذلك وسلمه لشيخ القبيلة والحي فوهب له نصف مال الغزاة وامتدحة وأثنى عليه .

وجاء للشيخ جماعة من العربان يشكون من ذئب ضخم هائل الخلقة يفترس الأغنام في الليل ويخشى منه على الأطفال والرجال المنفردين فكلف رجاله وفرسانه بالحراسة كل ليلة يحرس واحد ولما جاءت نوبة الحراسة على صياد السمك السابق خرج وهو خائف وقام يحرس ولم يدر إلا والذئب مقبل يعدو فخاف وتسلق في أغصان شجرة عالية ومر الذئب من تحته ومن شدة الخوف والارتعاش أفلت الأغصان التي يتمسك بها وسقط على ظهر الذئب وامسك به خشية من الوقوع ومر الذئب من جانب البيوت وهو يعدو والرجل فوق ظهره فرآه احد رجال الحي فصوب بندقيته على الذئب فقتله وتجمه الناس ومعهم الشيخ على صوت الطلق الناري فوجدوا الذئب قتيلاً وجارهم الفارس يشتم ويسب ، فقالوا له : ما القصة . فقال : لقد قبضت على الذئب وركبته لأسلمه للشيخ حياً ، وجاء هذا الرجل ورمى صيدي . فاعتذر له الرجل ، وشكره الرجل والحاضرون وذاع صيته بالفروسية في سائر مضارب القبيلة ولما عاد إلى زوجته قال لها : يا فلانة لم يعد لنا مقام هنا فلنرحل .

وفي الصباح ذهب إلى الشيخ وقال له : لقد أتاني في ليلة البارحة رسول من قومي وقبيلتي بأن القبيلة قد ذلت من بعدي ، وأنا استأذنك في الرحيل إلى قبيلتي وقومي لأحميهم . فأعطاه شيخ القبيلة قطيعاً من الإبل والضان والغنم وعاد إلى بلاده وعاش هو وزوجته في خير ونعمة . ))

الطارق غير متصل قديم 20-10-2008 , 01:20 AM    الرد مع إقتباس