عرض مشاركة مفردة
متدبر متدبر غير متصل    
عضو نشيط جدا  
المشاركات: 343
#8  
الصبغة الحمراء القانية المستخدمة في الطعام - أصلها وفصلها ( صور )







بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

وبعد فهذا إن شاء الله تعالى هو ثاني موضوع في السلسلة الثالثة من مواضيع "مأدبة الصائمين" التي نويت بتوفيق من الله كتابتها خلال هذا الشهر الكريم شهر رمضان المبارك لهذا العام 1430 هجري والتي ستنشر أساسا بموقع إعجاز i3jaz.com بالاضافة إلى عدد من المنتديات.





هذه الصبغة ذات اللون الاحمر القاني المستخدمة في الكثير من الاطعمة التي نأكلها كالحلويات


والعصائر





وحلويات الاطفال

أتدرون من أين وكيف تصنع ؟

وحري بنا أن نتوقف قليلا هنا

وربما نوجه تحذيرا لمن سال لعابه جراء مشاهدة الصور السابقة

فلقد لا يستسيغ بقية الموضوع

لأننا سندخل عالم الحشرات

تحذير تحذير قد يكون الموضوع مقززا لك
ربما تواصل القراءة في وقت آخر أكثر ملائمة

وتمهيدا لذلك سنتدبر في حكمة بليغة للامام علي كرم الله وجهه وهو يصف هذه الحياة الدنيا

"خير طعام بن آدم من رجيع نحلة وخير لباسه من لعاب دودة "

ورجيع النحلة يقصد به العسل
ولعاب الدودة يقصد به الحرير الذي تصنعه دودة القز


فالصلاة والسلام عليك يا سيدي يا رسول الله
وعلى آل بيتك الكرام

ونعود مرة أخرى للسؤال أتدرون من أين وكيف تصنع هذه الصبغة الحمراء ؟

وللمساعدة فهي لا تستخرج من عصير الرمان ولا الفراولة




فهذا هو أصل هذه الصبغة الزاهية

وما هي إلا مجموعة كبيرة من هذه الحشرة الصغيرة الحمراء اللون



وهي أنثى حشرة تسمى كوشيلا أو الخنفساء الحمراء



و التي تعيش على أوراق التين الهندي بأمريكا الجنوبية وبالذات في البيرو و جزر الكاناري
وهي تفرز مادة بيضاء (الظاهرة في الصورة ) لحمايتها



فتصنع لها المصائد لتجميعها

تحذير تحذير قد يكون الموضوع مقززا لك
ربما تواصل القراءة في وقت آخر أكثر ملائمة


ثم تقتل إما بتعريضها لحرارة الشمس أو الفرن
أو بوضعها في ماء مغلي , أو بالبخار الساخن
وبعدها تجفف



وتسحق سحقا ، وليس بالضرورة بهذه الطريقة اليدوية
وللحصول على كيلو جرام واحد من هذه العصارة يتطلب سحق 150،000 حشرة أو خنفساء حمراء



ويصنع من عصارة أمعاء هذه الحشرة صبغة تلون بها الاقمشة



وكذلك الاطعمة
والمعذرة على بشاعة الموضوع

فالواقع المعاش أشد بشاعة وأقسى

إلا أننا أحيانا لا نستطيع مواجهة الحقيقة

وقد يحدث أن يجد أحدكم حشرة صغيرة حمراء (ميتة بالطبع ) داخل الزبادي أو الحلويات نظرا لأنها لم تتعرض للسحق الكامل.

فلقد دخلت هذه الصبغة في تكوين كثير من الاطعمة التي نتناولها
فصرنا نتغذي على الحشرات ، سواء علمنا أم لم نعلم ! !
سواء قبلنا أم لم نقبل ! !
دون أن ندرى إن كان أكل هذه الحشرات المسحوقة حلال أم حرام ! !
جائز أخلاقيا أم فيه قول ! !
مقبول ذوقا وتذوفا أم أننا لم نفكر في الامر ! !
ضروري أم غير ضروري ! !
وهناك أناس لدى أجسامهم حساسية من تناول هذه الحشرات ولكن بعضهم لا يدرك هذه الحقيقة ولا يعرف مصدر الحساسية.

وجدير بنا الآن أن نتوقف وقفة تأمل

هل في هذه المادة علاج لعلة أو مرض ؟
هل فيها مادة مغذية أو منشطة أو مقوية كالفيتامينات ؟
هل لها طعم ومذاق لا يقاوم ؟
هل لها رائحة تفتح الشهية كالتوابل ؟
وبالطبع فالاجابة على كل الاسئلة السابقة هي لا

والميزة الوحيدة لهذه المادة هي اللون واللون فقط

ولكن كيف نعرف إن كان كل لون أحمر هو من حشرة مسحوقة ؟

هناك عدة أسماء توضع ضمن قائمة المكونات ingredients تشير إلى هذه المادة منها

carmine , Carminic acid , cochineal extract ,crimson lake
natural red 4 , C.I. 75470 , E120 ,natural colouring

وهذا الامر ليس سرا ، وليس جديدا على من يعمل بهذا المجال .
ولكن لا بأس من طرح الموضوع على العامة وعلى "أولي الامر" وعلى علمائنا
وبالطبع فمن الناحية الصحية يقول العلماء والاطباء أن أكل هذه الحشرات بهذه الطريقة سليم وغير مضر بالصحة فيما عدا حساسية بعض الناس

وفي أمريكا فرضت إدارة الاغذية والادوية FDA على الشركات المنتجة للاغذية أن تضع علامات واضحة ضمن المكونات في حالة وجود عصارة هذه الحشرة
إلا أن هذا القانون سيبدأ العمل به إعتبارا من 5 يناير (1) من العام 2011.

ولكننا نحن ايضا في منطقتنا هذه يجب أن يكون لنا رأي في الامر وصوت مسموع
وإلا فبالتأكيد لنا حرية القرار أن نأكل ما نريد
أرجو ألا يكون الموضوع مقززا ولكن علينا أن نفكر في الامر بجد ودون الرضوخ لشواتنا الصبيانية



أسأل الله تعالى أن يتقبل منا الصلاة والصيام والقيام

وأن يحشرنا في زمرة خير الانام

وأن يبلغنا ليلة القدر ويمكننا من إحيائها

وأن يلهمنا أن ندعوه فيها بما يحب لنا أن ندعو به

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مهندس محمد خالد الكيلاني

متدبر غير متصل قديم 23-08-2009 , 03:28 PM    الرد مع إقتباس