عرض مشاركة مفردة
ثابت الجنان ثابت الجنان غير متصل    
مشرف سوالف السياسة  
المشاركات: 1,347
#41  


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عندما قامت إحدى الصحف الدنماركية بنشر رسوما كاريكاتورية مسيئة للنبي محمد عليه السلام تحركّت ثورة المليارد ونصف المليارد مسلم من طنجة إلى جاكرتا تعبيرا عن احتجاجهم على نشر تلك الرسوم، و لم يبق مسلم يمشي على ظهر الأرض إلاّ وتحركّ ضميره و إستيقظ شعوره و إهتزّت كرامته، وشعر أنّه طعن في عقيدته ودينه و شرفه ومروئته وتاريخه و حضارته و ثقافته و جغرافيته .فكان العنوان الأول لردة فعل إهانة الرسول الرمز مقاطعة البضائع الدانماركية و النرويجية . وهاجم متظاهرون غاضبون مبنى السفارة الدنماركية في دمشق وقاموا بإحراقه، وبعد ذلك غادر المتظاهرون المكان وساروا باتجاه مقر السفارة النروجية في حي المزة الشرقي وتمكن هؤلاء من اقتحام مبنى السفارة النروجية وباشروا تحطيم محتوياته وكتبوا على جداره فلتسقط النروج ومغلق برسم البيع . ووصلت الحرائق إلى بيروت عندما هاجم آلاف المتظاهرين مكاتب تابعة للسفارة الدنمركية في شارع الاشرفية وحرقوها بعد ان اشتبكوا مع قوات الامن التي فرضت طوقا على المنطقة . ووصل الأمر إلى استهدف خبراء في تعطيل المواقع الإلكترونية من عدة دول إسلامية نحو 1600 موقع إلكتروني دنمركي تم تعطيلها، وأخذت المقاطعة زخم شعبي لا مثيل له وأصيب الاقتصاد الدانمركي في صميمه و نخاعه فلم تستكمل المقاطعة أسبوعها الثاني حتى خربت بيوت شركات أوروبية عملاقة كانت تعتاش على صادراتها للمنطقة العربية .

وعندما قام الصحفي السوداني محمد طه احمد بنشر فصول من كتاب لمؤلف مجهول يدعى المقريزي في جريدته الوفاق شكك بأسرة النبي وشتمته، قامت جماعة تطلق على نفسها اسم "منظمة حمزة لمحاربة المرتدين والمرتزقة" بخطفه من منزله بعدما أهدرت دمه معتبرة أن الكتاب فيه تطاول بالغ على الرسول صلى الله عليه وسلم ووصف بيان المنظمة طه بالفاسق والزنديق المرتد، وقامت بقطع رأسه . وكان المقريزي هذا قد ألف كتاب حمل اسم المجهول من حياة الرسول وهو كتاب منشور على شبكة الانترنيت وفيه يشكك مؤلفه بنسب الرسول كما يتناول بالنقد العديد من الآيات القرآنية .

كان أمر طبيعي أن تكون هذه هي ردة الفعل الإسلامية على إهانة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم . بيد أن الرسول محمد عليه السلام تعرض من قبل لإهانات مزدوجه من حكام وزعماء عرب ولم يستطيع أحد أن ينبس ببنت شفة وكأن شيء لم يحدث ؟!

لماذا نعتب على الغريب إذا كان القريب أكبر وأعظم .. ملكان عربيان يزعمان أنهما من الهاشميين وانهنا من سلالة النبي محمد عليه السلام عملا بوظيفة " عميل " بأجر لدى أجهزة مخابرات أجنبية .. فهل هناك إساءة للنبي وأسرته أكثر من هذه الإساءة ؟ هل يعقل أن يكون النبي قد خلف جواسيس يعملون باجر شهري على هذا النحو ؟ واليس من المدهش والعجيب ان لا تعقد محاكمات لهؤلاء العملاء من قبل كبار المفكرين والمثقفين العرب لوضع النقاط على الحروف وتحميل الخونة مسئولية ضياع فلسطين .

الصحافي الكبير محمد حسنين هيكل اتهم ملك المغرب الراحل الحسن الثاني صراحة بأنه كان عميلا وجاسوسا للموساد الإسرائيلي وانه كان يسمح للموساد بزرع أجهزة تنصت في المقرات التي كانت تعقد فيها مؤتمرات القمة العربية، وجاء ذلك في كتابه " كلام في السياسة " وتحديدا في صفحة 336

يقول هيكل بالنص : " الآن فقط يمكن لأي متابع ومهتم بالشأن العربي أن يسمح لنفسه بالتساؤل على الأقل عن أسباب الحرص الزائد للملك الحسن الثاني على استضافة اكبر عدد من مؤتمرات القمة العربية والإسلامية التي تتعرض مناقشاتها بالضرورة للصراع العربي الإسرائيلي في ذلك الوقت - ثم يلحق بذلك ما يقال الآن صراحة وعلى لسان اكبر المسئولين الإسرائيليين وأكثر المعلقين في إسرائيل أن جهاز المخابرات الموساد كانت لديه في قاعات اجتماع القمم العربية والإسلامية وسائل تنصت وتسمع . أي أن جهاز الموساد كان طرفا حاضرا في هذه الاجتماعات وان لم يكن مرئيا مشاركا فيها وان لم يفتح فمه بكلمة وهذه مصيبة بأي معيار " .

يضيف هيكل في كتابه وبالنص أيضا : " وعلى سبيل المثال فان الملك الحسن استضاف سبعة مؤتمرات قمة عربية وهذا عدد قياسي من المؤتمرات لم تستطع دولة عربية أن تتحمل تكاليفه أو مسئولياته وهي مؤتمر القمة العربية في الدار البيضاء عام خمسة وستين ومؤتمر القمة في الرباط عام تسعة وستين ومؤتمر القمة في الرباط عام أربعة وسبعين ومؤتمر القمة في فاس عام واحد وثمانين ومؤتمر القمة العربية في فاس عام اثنان وثمانين ومؤتمر القمة الطارئة في الدار البيضاء عام خمسة وثمانين ومؤتمر القمة الطارئة في الدار البيضاء عام تسعة وثمانين كما استضاف الملك ثلاث قمم إسلامية "

لعل هذا يفسر سبب منع المخابرات المغربية كتاب " كلام في السياسة " من دخول المغرب تماما كما فعلت المخابرات الأردنية التي منعت الكتاب من دخول الأردن ... ولعل هذا يفسر السبب في أن إسرائيل أصدرت على التوالي طوابع تكريم للملكين حسين والحسن مع أن طوابع التكريم تخصصها الدولة العبرية لتكريم قادتها فقط لا غير .

محمد حسنين هيكل الذي كان يعرف الملكين معرفة شخصية بحكم عمله وقربه من عبد الناصر يؤكد في كتابه " كلام في السياسة " إن الملكين كانا ينفذان ما ورد في كتاب " الأمير " لميكافلي ... وان الحسن قرأ ميكافلي أميرا وطبق آراؤه ملكا ... بل وعرف عن الملك حسين أنه كان لا ينام قبل أن يقرأ في كتاب " الأمير " لميكافلي .

وللحديث بقية بعون الله

مع أطيب التمنيات


ثابت الجنان غير متصل قديم 30-09-2006 , 01:21 AM    الرد مع إقتباس