|
|
عضو جديد
|
|
المشاركات: 73
|
#13
|
7- الأنظمة العربية.
يفضحكوا يا ملوك العرب ..!! ، يفضحكوا يا ملوك العرب ..!!
كانت هذه الكلمات ما جادت به قريحة إحدى الناجيات من مجزرة صبرا و شاتيلا التي نفذها حزب الكتائب المسيحي بإمرة ( إيلي حبيقة ) بالإشتراك مع الجيش الإسرائيلي بإمرة شارون إبان الإجتياح الإسرائيلي للبنان عام 82 ، و التي قتل فيها آلاف المسلمين الفلسطينيين في أقل من بضع و ثلاثين ساعة ..!!
فأين كانت الأنظمة العربية ؟؟
عندما نتحدث عن الأنظمة العربية بشكل عام و دورها في صنع القرار فإننا بالتأكيد لا نقصد موريتانيا أو الصومال و إنما الدول العربية الكبرى مثل مصر و السعودية و سوريا و الأردن ، و عندما نتحدث عن العمل العربي الرسمي المشترك فلابد أننا نتحدث عن جامعة الدول العربية ، فأين موقع هذه القوى السياسية من الإعراب عن قضايا الأمة!
أ- جامعة الدول العربية .
منذ أن بدأت جامعة الدول العربية تمسك بخيوط القضية الفلسطينية و سقف المطالب و الاستحقاقات العربية الإسلامية ينخفض تدريجياً حتى شارف على الحضيض ، فبعد أن كان العرب يطالبون بكل (فلسطين التأريخية) أضحوا يطالبون بــ ( حدود 67 ) ! ، و بعد أن كانوا يرفضون التفاوض مع إسرائيل و كانت هي تسعى جاهدة له ، باتوا يقدمون المبادرات للتفاوض والحل ، و بات مصيرها على الأغلب إلى سلة المهملات الإٍسرائيلية ، و بعد ( لاءات )الخرطوم جاءت ( نعمات ) بيروت.
بالتأكيد أن هذه الجامعة لم تتقدم منذ إنشاءها تجاه قضية فلسطين خطوة واحدة إيجابية ! ، و من الواضح أيضاً أن الجامعة أقرت إقراراً فاضحاً و اعترفت ضمنياً بإٍسرائيل عندما تبنت السلام كخيار إستراتيجي و وحيد للعرب ! ، مع أن إسرائيل لم تتحدث عن أن السلام خيارها الإستراتيجي بعد ! ، و لا شك أن الجامعة اعترفت رسمياً بإسرائيل عندما تبنت مبادرة الأمير عبدالله للسلام و التطبيع .
كل هذه المنحنيات التأريخية في القضية الفلسطينية كوّنت الكثير من القواعد السياسية التي تحتاجها الأنظمة العربية لكي تنطلق منها لاحقاً و تتحرر من القضية الفلسطينية و تفك ارتباطها السياسي بها ، فمثلاً ، شكلت اتفاقية ( كامب ديفيد ) قاعدة جديدة (لمدريد) و (لأسلو) و (لوادي عربة) ، و شكلت هذه القواعد قواعد أخرى (لمبادرة الأمير عبدالله) ، و شكلت (مبادرة الأمير عبدالله) قواعد جديدة لتصريح بوش قبل سنتين تقريباً عن عدم إمكانية عودة اللاجئين لديارهم ! ، و كل حدث يجري تتشكل قواعد جديدة تمكن الأنظمة العربية من التنصل الكامل من القضية الفلسطينية و تتيح لهم فك الارتباط التام معها ! .
و بعد أن فازت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ـ أيدها الله ـ في الانتخابات التشريعية بدت مواقف الأنظمة العربية أكثر جلاء و وضوحاً أكثر بكثير مما كانت عليه ، فقد كانت الأنظمة العربية تضغط على حماس للاعتراف بإسرائيل و لو ضمنياً من خلال الاعتراف بالمبادرة العربية التي رفضتها حماس ، و قد كانوا يفعلون ذلك و يوجهون ضغطهم على حماس مع أن إسرائيل لم تعترف لا بحماس و لا حتى بدولة فلسطينية حتى الآن ! ، و مع أن الأنظمة العربية لم تضغط لا على أمريكا و لا على إسرائيل كي تعترف بدولة فلسطين ! .
ما كانت تخشاه تلك الأنظمة العربية هي أن تجرها حكومة حماس عبر الضغط الشعبي العارم إلى حرب جديدة مع إسرائيل ، بعد أن أعلنوا أن حرب 73 ستكون آخر الحروب ! ، و هذا هو التأريخ يعيد نفسه مجدداً ، فقد رفضت جميع الدول العربية استقبال منظمة التحرير الفلسطينية بعد حرب 82 لأنها تخشى أن تجرها منظمة التحرير إلى تلك الحرب الغير مرغوب فيها ، و ما تخافه الأنظمة أيضاً أن تضع حماس العصا في عجلة التقدم نحو السلام و التطبيع و تعيدهم في مساعيهم الحثيثة و جهدهم المضني في خيارهم الإستراتيجي و هو السلام إلى المربع رقم واحد ..!! .
و بعد حصار فلسطين الاقتصادي اتضحت مواقف الأنظمة العربية أكثر و أكثر ، فعجز العرب جميعهم أن يوفروا لحماس مبلغ ( 200 ) مليون دولار ! ، المشكلة الحقيقية ليست أن العرب فقراء ، بل لأن الأنظمة العربية تريد السلام و التطبيع مع إسرائيل ، حتى و لو تم ذلك من خلال تصفية القضية الفلسطينية عبر قتل و حصار و تجويع الشعب الفلسطيني ، و تحجيم المقاومة الإسلامية التي تتبنى قضيتها و لو تم ذلك عبر تشويه صورتها و تلفيق القصص الخيالية و فبركتها عليها ، و طرد أعضائها من تلك الدول أو عدم استقبالهم لوزراء و سفراء المقاومة ..!! ، و المشكلة الحقيقية أن الأنظمة العربية تخشى أن توقعها حماس تحت الضوء و تكشف تلاعبها بالقضية الفلسطينية بعد أن وضعتها ( فتح ) في الظل على مدار العقود الماضية و ساهمت بشكل فعال في مداراة سوءتها ! ، تخشى أن تتساءل الشعوب العربية عن جدوى ذلك السلاح المتراكم الذي دفعت من دمائها و مستوى معيشتها مليارات الدولارات في سبيل امتلاكه ، و تخشى أن تتساءل لماذا لا تكون أنظمتنا جادة في امتلاك السلاح و استخدامه ، بعد كل هذه العقود الطويلة من التربع على عروش الممالك ، خاصة و أن تجربة إيران أقنعتها بأنه يمكن في أقل من ثلاثين عاماً أن تكون على بعد خطوات قليلة من امتلاك السلاح النووي فضلاً عن امتلاك السلاح التقليدي و تطويره ..!! ، و المشكلة الأخرى أن هذه الأنظمة العربية ليس سوى دمى تلعب بها أمريكا كيفما و متى تشاء ، و تملي عليها قراراتها ، و هي نفسها أمريكا التي تغذي الوجود الإسرائيلي في المنطقة و تتعهد له بكافة وسائل البقاء ! ، فهل يعقل يا مواطن (!) أن هذه الأنظمة العربية التي تتلاعب بها أمريكا كيفما شاءت ستحرر فلسطين على حساب إسرائيل التي تتعهد لها أمريكا بكل ما شاءت ..!!
في بداية المعركة خرجت بعض المواقف المخزية عن الأنظمة العربية تحمل حماس و حزب الله المسؤولية الكاملة عن ردة الفعل الإسرائيلي ، و تستهجن عدم استشارة تلك المنظمات لحكوماتها ..!! ، بينما لا تدين ما تقوم به إسرائيل ..!! ، و ياللعار ..!! ، فقد أدانت و نددت فرنسا و فنلندا و روسيا و حتى الفاتيكان بالعمليات العسكرية الإسرائيلية ، و استدعت النرويج السفير الإسرائيلي لديها بينما سحبت فنزويلا سفيرها من تل أبيب ..!! ، في الوقت الذي قامت هذه الأنظمة بإدانة المقاومة و تجاهل الرد العسكري الإسرائيلي إطلاقاً ، و هو ما ينسجم تماما ًمع الموقف الأمريكي ..!!
و السؤال الملح هو :
هل لو كانت الأنظمة العربية تقوم بدورها و تتحمل مسؤولياتها تجاه قضايا المسلمين ، هل كانت تلك الحركات و المنظمات الإسلامية ستتشكل من الأصل على مبدأ مقارعة المحتل و تحرير الأرض أو حتى لأي غرض كان ؟؟ ثم هل استشارت هذه الأنظمة شعوبها عندما قدمت أراضي المسلمين قرباناً لأمريكا و إسرائيل عبر اتفاقيات السلام و مبادرات التطبيع ، حتى تستهجن عدم استشارة تلك الحركات لحكوماتها في عمليات المقاومة ؟!
أنا أدرك مدى خطورة المشروع الإيراني و أعرف أنه لابد من مواجهته و أتفهم تخوف الأنظمة منه و لكني لا أفهم و لا أدرك و لا أعرف و لا أتفهم لماذا تسمح الأنظمة العربية للمشروع الصهيوصليبي أن يمر و ينجح على خطورته في سبيل أن تضرب المشروع الإيراني ، ثم أين هو المشروع العربي ..!!
في بداية المعركة أيضاً وجدنا أن اجتماع الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية خرج خالي الوفاض تماماً ، لم يكن هذا مفاجئاً أبداً ، كل ما في الأمر أن هناك دولاً تريد أن تدين عملية حزب الله ، و هي معروفة ، و هناك دولة عربية معتبرة و حليفة لحزب الله أوقفت هذا البيان ، و هي أيضاً معروفة ، و بعد بضع و عشرين يوماً من المعارك الطاحنة قرر العرب أن يجتمعوا ! ، ففعلوا ! ، هذه المرة أوفدوا إلى عناية الأمم المتحدة ـ و قد أشرت للأمم المتحدة في مشاركة الشرعية الدولية ـ فريقاً يسعى لتعديل مشروع القرار الأمريكي الفرنسي ! ، الذي ولد ميتاً ! ، لأنه غير قابل للتطبيق على أرض الواقع ، و لأن إسرائيل باتت تسلم بأنها في مأزق ! ، و تريد أن تخرج و لو برائحة نصر تفاخر به أمام شعبها و تبرر به هذا النزيف الهائل في الأرواح و الأموال و الأمن القومي ! ، و هذا يدل على أن صمود حزب الله حتى الآن فاجأ الجميع ، و غير قواعد اللعبة السياسية ، و خلق حراكاً شعبياً ضخماً أجبر بعض الأنظمة على أن تغير مواقفها ، و إن كان من المعلوم مسبقاً أن المواقف التي خرجت بعد الضغط الشعبي لن تغير شيئاً مهماً ، ما لم تحمل العمليات العسكرية ضد إسرائيل أمريكا على أن تغيره .
في الحقيقة نستطيع أن نقرأ مفهوم العجز العربي الرسمي دائماً في كل الاجتماعات التي تعقدها جامعة الدول العربية ، نستطيع أن نتنبأ بالقرارات ، و نستطيع أيضاً أن ندرك أنها ستبقى حبراً على ورق ، و نستطيع كذلك أن نفهم دائماً أن العرب اتفقوا على أن لا يتفقوا ..!! ، و هو ما يرشدنا إلى أن القرارات الأكثر جرأة و التي لم تجد طريقها إلى التفعيل لم تكن سوى محاولة لامتصاص و استيعاب الاحتقان الشعبي !
في فترة ( اللاسلم و اللاحرب ) ـ و هي فترة سلم غير مكتوب و لا مشروط ..!! ـ و بعد (كامب ديفيد) و (مدريد) و (وادي عربة) و (أوسلو) تمكنت إسرائيل من اقتطاع الكثير من الأراضي الفلسطينية و إنشاء مئات المستوطنات في الضفة و القدس الشريف ، و بناء الجدار العازل ، فماذا فعلت جامعة الدول العربية ؟؟ ، ثم ماذا فعلت في العراق و السودان و الصومال و جزر القمر و فلسطين و الجولان و الجنوب اللبناني عندما كان محتلاً ..!! ، هل هي من حرر الجنوب اللبناني ؟؟
فهل لها بعد كل هذا الفشل الذريع أن تبقى على قيد الحياة ؟؟ أما آن لأحدهم أن يطلق عليها رصاصة الرحمة و يريحنا منها و من شرورها و تدليسها على الشعوب العربية ؟؟
اللهم بلى !
و للحديث بقية بإذن الله .
|
|
10-08-2006 , 02:44 PM
|
الرد مع إقتباس
|