|
|
عضو جديد
|
|
المشاركات: 73
|
#10
|
6- السلفية الجهادية . ( الجزء الثاني )
في فلسطين صدر بيان عن ( تنظيم القاعدة في أرض فلسطين ) يتبنى محاولة اغتيال العميد طارق أبو رجب رئيس الاستخبارات الفلسطينية بينما كانت حكومة حماس ـ أيدها الله ـ في أمس الحاجة لتجاوز الاحتقان الداخلي الذي نشب بسبب القوة التنفيذية التابعة لوزير الداخلية سعيد صيام ، و لو قدر الله لهذه العملية أن تنجح لأوقعت حكومة حماس في مأزق كبير قد يتسبب في إسقاطها ، لأنه سيمهد الطريق لأمريكا و إسرائيل و عملائهم الفلسطينيين في السلطة و لبعض الأنظمة العربية التي تحاول جاهدة أن تسقط هذه الحكومة ، على أنه يجب التنويه على أن الكثير من المحللين و الساسة يشككون في هذا التواجد لتنظيم القاعدة في فلسطين ، في المقابل كانت عملية ( الوهم المتبدد ) التي تبنتها عدة فصائل كان من بينها ( جيش الإسلام ) ـ صاحب الإيديولوجية السلفية الجهادية ـ ضربة قاسية لإسرائيل و لعملائها في السلطة ، لأنها سيعيد الإجماع الفلسطيني حول المقاومة إلى مساره الصحيح .
إذاً من أراد تحقيق أكبر مكاسب سياسية لحركته فعليه أن يقاتل الأمريكان و اليهود ، و يحاول أن ينأى بنفسه عن أي معتركات داخلية ، فقد رأينا كيف تحقق العمليات ضد الصهاينة و الصليبيين لأصحابها مكاسباً سياسية و شعبية كبيرة تسهل عليهم نشر دعوتهم و تحقيق أهدافهم التي لا أشك في مصداقيتها و نبلها .
و قد كان خطاب الشيخ أسامة بن لادن ـ حفظه الله ـ يختلف كثيراً عن الخطاب المعتاد للشيخ الزرقاوي ـ رحمه الله ـ ، فالشيخ أسامة لم يذكر كلمة ( رافضة ) أو حتى كلمة شيعة ، بل أسماهم ( أهل الجنوب ) ، و هذا دليل قاطع على أن الشيخ يدرك أن الانخراط في الحرب الطائفية يعرقل مشروع التنظيم و يستنزف طاقاته التي سخرها ضد المشروع الصهيوصليبي و عملائه كمرحلة أولى .
وقد قال في خطاب التأبين "أبو مصعب عليه رحمة الله كانت لديه تعليمات واضحة بأن يركز قتاله على الغزاة المحتلين وعلى رأسهم الأمريكيين وأن يحيد كل من رغب في الحياد وأما من أبى إلا أن يقف يقاتل في خندق الصليبيين ضد المسلمين فليقتله كائنا من كان بغض النظر عن مذهبه أو عشيرته."
و هذا أيضاً جاء واضحاً في خطاب الدكتور الظواهري ، خاصة بعد أن قال كيف نسكت و نحن أبناء أبي بكر و عمر و على و الحسين ... الخ ، بل إن الدكتور ذهب إلى أبعد من ذلك حين دعا إلى تشكيل حلف المستضعفين ، و قد جاء في هذا الوقت بالذات ليخرج طبيعة الصراع التي أدخل فيها التنظيم عن مساره الخاطئ و يعود به إلى الخط العريض الذي يتبناه التنظيم و هو مواجهة أمريكا ، خاصة أن الوقت كان يدل دلالة مباشرة على حلف مع ( حزب الله ) ، و إن كنت أشك في أن الهدف من هذا هو الحلف و لكن على الأقل الخروج من الحرب الطائفية و التركيز على المحتل ، و قد قسم الشيخ أسامة و الدكتور الظواهري و الدكتور المسعري القوى المتواجدة في المنطقة حسب موقفها من المشروع الصهيوصليبي و ليس بحسب طائفتها أو ديانتها .
إذاًَ من الواضح أن زعماء السلفية الجهادية يحاولون الخروج من الحرب الطائفية في العراق و هو ما وافقهم عليه الشيخ ( حارث الضاري ) رئيس هيئة علماء المسلمين في العراق و هو صاحب التصريحات النارية ضد فرق الموت و التي كان آخرها أن قال أن فرق الموت الشيعية قتلت أكثر من 100 ألف عراقي سني ، و لكن هذا لم يمنعه من تأييد حزب الله في حربها ضد إسرائيل ، فيبدو أن الكثير من العلماء و قادة الجهاد قد حاولوا أن يلقوا بالكرة في ملعب الشـيـعـة ، و يلمحوا لهم بضرورة التحالف أو على الأقل التقاطع ضد المشروع الصهيوصليبي .
في المنتديات السلفية كانت الغلبة و الصوت الأعلى لأولئك الذين يتعاطون مع حزب الله خارج نطاق المشروع الصهيوصليبي أو لا ينظرون إلى المشروع الصهيوصليبي بعين المسؤولية ، و إنما من داخل نطاق السلفية التقليدية ، و يبدو أن صعوبة وصول أشرطة الشيخ أسامة و الدكتور الظواهري جعلت أتباعهم يعودون لمواقف المحضن الرئيس و هو السلفية التقليدية ، و إن كانوا هذه المرة تقاسموا الموقف مع أتباع السلفية التقليدية ، و الظاهر أنهم ينظرون للحزب نظرة عقدية محضة و يغفلون تقاطع المصالح و ضرورة المرحلة و الحالة السياسية بالكامل ..!! ، و يبدو أن تسرعهم في اتخاذ مثل هذه المواقف سيقلص كثيراً من شعبية السلفية التقليدية و الجهادية في العالم الإسلامي ، اللتان فقدتا أصلاً الكثير من شعبيتهما من قبل بسبب بعض الفتاوى القديمة التي صدرت عن السلفية التقليدية و أغفلت المصلحة العليا للأمة الإسلامية ، و بسبب بعض العمليات المسلحة التي قامت بها السلفية الجهادية في المجتمعات الإسلامية و التي أعطت للأنظمة الفرصة التاريخية لاستغلالها و تشويه صورتها .
و في رأيي الخاص فإنه على السلفية الجهادية أن تعيد ترتيب أوراقها خاصة بعد أن انضمت بعض قيادات الجماعة الإسلامية في مصر لتنظيم القاعدة ، و أن تأخذ في الاعتبار أنها لا تحظى بدعم أي دولة في العالم كما هو الحال في حزب الله ، و لا تملك أي وسيلة إعلامية ضخمة قادرة على أن توضح صورتها كما هو الحال في قناة المنار ، و إنما ترتكز أصلاً على القاعدة الشعبية لها ، و على توضيح مواقفها عبر الإنترنت المراقب و المحجوب غالباً ، و على بعض الأشرطة التي تقوم الفضائيات بتمريرها للمسلمين بعد أن يهذبها مقص الرقيب ..!!
و للحديث بقية بإذن الله .
|
|
09-08-2006 , 04:15 PM
|
الرد مع إقتباس
|