عرض مشاركة مفردة
مدثر مدثر غير متصل    
عضو جديد  
المشاركات: 73
#6  

3- حزب الله و إيران :

حزب الله ـ صاحب الملامح اللبنانية و الهوى الخميني ـ تمخض عن رحم المشروع الإيراني ، و هو نتاج لتصدير الثورة الإيرانية ، و كان الحزب قد أنشق عن حركة أمل الشيعية و كان المنشقون يمثلون التيار الأكثر راديكالية في الحركة ، و لحركة أمل مجازرها التي أثخنت بها جراح أهل السنة في لبنان سواء كانوا من اللبنانيين أنفسهم أو حتى من فلسطيني المخيمات ، و الحزب كان و لا زال يحتكر المقاومة ضد اليهود و يمنع أهل السنة من مزاولتها بعد أن تم تصفية الوجود السني المقاوم في لبنان و التي كانت تمثله منظمة التحرير ـ على علاتها ـ .


إذاً الحزب لم يكن سوى ميليشيا ترعى المصالح الإيرانية عبر التوافق العقائدي المذهبي ، و تراعي المصالح السورية عبر تقاطع الأهداف السورية الإيرانية ، فهو يلعب الدور التي تريده له إيران و سوريا ، و هو فرع إيران في لبنان كما يحلو للبعض تسميته ، و هو يستهدف تطبيق النموذج الثوري الإيراني على لبنان بعد أن أباح الخميني للشيعة مزاولة أمور الدولة كتولي الحكم و الجهاد و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر بعد أن كانت محرمة عندهم لقرون طويلة بانتظار إمامهم المهدي ..!! ، و الحزب هو الابن المدلل لإيران الذي تنفق عليه مئات الملايين من الدولارات سنوياً عدا التسليح و التدريب و غيرها .


و هذا يدعونا إلى التساؤل عن جدية الشعارات التي يطلقها الحزب عن ضرورة تحرير كامل التراب الفلسطيني من رجس اليهود .


لا شك أن من يغفل المجازر التي يقوم بها شيعة العراق في حق أهل السنة و يعزلها عن الحرب التي تدور رحاها في لبنان سيجد أن قراءته للأحداث غلبت عليها العاطفة ، و سيكون ذلك قد نتج حتماً عن جهله بالمشروع الإيراني ، فكما وجدنا أن حركة أمل الشيعية قد ارتكبت في حق أهل السنة في لبنان و منهم فلسطينيو المخيمات مجازراً تشيب لها مفارق الولدان ، و حزب الله قد احتكر المقاومة و منع أهل السنة من القيام بالعمليات الجهادية ضد الشمال الإسرائيلي ، فإننا نجد أيضاً فرق الموت في العراق تقوم بحملات إبادة جماعية ضد أهل السنة ، و تستهدف في من تستهدف الفلسطينيون المقيمون في العراق ، و العهدة على هيئة علماء المسلمين السنية ..!!


و حتى نفهم الدور الذي يقوم به حزب الله علينا أن نفهم الإستراتيجية الإيرانية لأن حزب الله بدون أدنى شك ربيب إيران كما أن إسرائيل ربيبة أمريكا ، و كلاهما يدور في فلك مربيه .


كذلك يجب أن لا ننسى أن إيران ساعدت أمريكا في غزو أفغانستان عبر الجبهة الشمالية ، و لما وجدت أن الغزو الأمريكي للعراق يتقاطع مع مصالحها آثرت أن تركب موجته حرصاً على مشروعها في المنطقة و خوفاً من الدخول المباشر في حرب شاملة مع الأمريكان ، و نجحت تماماً في ذلك ، حتى أنها أصبحت الآن أقوى قوة إقليمية في الشرق الأوسط بعد إسرائيل ، و لك أن تتساءل لماذا لم يفت السيستاني بمقاومة المحتل ، و ترك له أن يهلك الحرث و النسل ..!! ، و لك أن تتساءل لماذا كانت سهام الشيعة تستهدف الظهر السني الذي آلى على نفسه مقاومة المحتل ..!! ، كل هذه التساؤلات تدرك أجوبتها عندما تفهم المشروع الإيراني في المنطقة .


المشروع الإيراني يهدف إلى تشكيل دولة شيعية كبيرة و قوية تضم جميع الشيعة و تحظى بمقدرات المنطقة برمتها ، و من الأرجح أن على أجندتها الثأر للحسين بن علي رضي الله عنهما ..!! ، و لكن هذا المشروع يحاول أن لا يصطدم بالمشروع الأمريكي بشكل مباشر على الأقل في هذه المرحلة الحساسة التي لم يكتمل فيها تنضيب اليورانيوم لأن ذلك قد يتسبب في تقويض المشروع بأكمله خاصة إذا نجحت أمريكا في استصدار قرار من مجلس الأمن يقضي بالحصار الاقتصادي أو بالحرب المباشرة ضد إيران ، إذ أن قراراً بهذا الشكل يسمح لأمريكا بضم جميع القوى المنضوية تحت راية الأمم المتحدة ، إلا أن المشروع الأمريكي كذلك يتحاشى الاصطدام بالمشروع الإيراني مباشرة في هذه المرحلة لحسابات كثيرة منها دخول الشيعة في العراق في مقاومة المحتل ، و إغلاق مضيق هرمز أمام ناقلات النفط الخليجي ..!! ، و ضرب المصالح الأمريكية في الخليج .


إذاً خيار الحرب الشاملة خيار غير مطروح على أجندة المشروعين على الأقل في المرحلة الحالية ، و لكن قد تستدعي الضغوط و التهديدات التي تشنها أمريكا على إيران بشأن ملفها النووي بعض العمليات التي تقوم بها الأذرع العسكرية للمشروع الإيراني في العراق و لبنان لتذكير أمريكا بأن إيران تملك الكثير من الأوراق لتلعب بها ..!!


إذا عرفنا أن الحزب يرتبط بإيران ارتباطاً مباشراً و يمثل فرعاً لها في لبنان كأدق توصيف ، ثم عرفنا أن إيران تتحمل مسؤولية المجازر في العراق عبر الميليشيات التي دربتها و بثتها في أرجائه ، و عبر حرسها الثوري و استخباراتها ، ثم عرفنا أنه يسع إيران أن تتعاون مع المشروع الأمريكي في المنطقة ضد أهل السنة إذا كان ذلك يحقق لها مصالحها كما حدث في أفغانستان و العراق ، و عرفنا أن الحزب لا يختلف عن فرق الموت في العراق ـ التي تقتل أهل السنة و منهم الفلسطينيون ـ في شيء إلا من خلال ضرورة المرحلة ، و عرفنا أن ( نبيه بري ) ـ و هو صاحب المجازر في أهل السنة ـ كان قد صرح قبل يومين فقط أنه مفوض من الحزب للبت في عملية تبادل الأسرى ..!! ، و إنه اشترط فك الأسرى اللبنانيين و تجاهل الفلسطينيين ، و عرفنا أن الحزب يحتكر المقاومة و يمنع أهل السنة من القيام بعمليات عسكرية ضد إسرائيل ، أدركنا أن تحرير فلسطين ليس على أجندة حزب الله على الأقل في مرحلة ما قبل تكوين الدولة الأم ..!!


و مع كل هذا لازلت أتمنى النصر لحزب الله نكاية في إسرائيل لأسباب سأقوم بإذن الله بشرحها في حينها .


و للحديث بقية بحول الله .

مدثر غير متصل قديم 07-08-2006 , 04:22 PM    الرد مع إقتباس