عرض مشاركة مفردة
بو عبدالرحمن بو عبدالرحمن غير متصل    
مبدع متميز  
المشاركات: 5,287
#1  
( امنحني تجربتك ... ) فن الإقناع ..!!
قم إلى الصلاة ..

فهل الحب إلا الطاعة والامتثال والمسارعة إلى مرضاة من تحب ؟!
ثم الأنس به ، والرضا به ، والتسليم له ، وركوب الصعاب لنيل القرب منه ، ؟!
بل هل الحب إلا الانصهار التام في مراده منك ، ليرضى عنك ؟!


زارَ بعضهم رجلاً مسناً ، يُصر على ترك الصلاة والإعراض عنها ، وعدم المبالاة بها ،
ثم هو كل حين يدعي أنه محب لله سبحانه ، وإن كان لا يصلي !!
وحجته في ذلك ، أنه يحس بحرارة حبه لله في قلبه ، وما الصلاة إلا شكليات ..!!


فبادر الضيف يقول لهذا الرجل :
أيمكن أن تدعو صغيرك ( فلان ) _ أصغر أبنائه ، وأحبهم إليه _ فلما جاء الطفل ،
شرع صاحبنا يباسطه ثم سأله :أتحب أباك !؟
أجاب الطفل ببراءة : نعم ..
فعاد يسأله : أتحبه حباً شديدا ..
صاح الصغير : كثير كثير .. .. وفتح ذراعيه حتى أقصاهما !
قال صاحبنا مبتسماً : لكني لا أصدق حتى أرى علامة على حبك لأبيك !؟

قفز الطفل إلى حضن أبيه وأخذ يقبله ..!
قال صاحبنا ضاحكا : كلا .. ليس هذا عندي بدليل .. أريد شيئا عملياً ..!
لوى الطفل شفتيه ونظر في تساؤل وحيرة .. !!
فقال صاحبنا :
إذا كنت صادقاً في حبك لأبيك ، فإني أريدك أن تسرع إلى المطبخ ، وأحضر كاس ماء ..هيا أسرع ..!

ركض الصغير بسرعة واختفى وراء الباب ،
فتساءل الأب عما يحدث وعما يريد من هذا ، فقال صاحبنا :
إنما أريد أن أمازحه ، ثم ستعرف أنت النتيجة العجيبة ..فإنها مذهلة .. !!

لوى الرجل المسن شفتيه وقلب كفيه ، وتمتم : إذن سنرى .. لقد شوقتني !!

وعاد الصبي وبيده كأس ماء ، فلما هم أن يناوله أباه ، سارع صاحبنا فأخذ الكأس ، وقال :
كلا كلا .. هذا الماء ليس باردا !! عليك أن تحضر ماء باردا إذا كنت تحب اباك .. هيا بسرعة ..!!

وعاد الصغير إلى الركض كأنما يود لو يطير ،
وما هي إلا لحظات حتى أقبل وفي يده كأسا يترشح بالبرودة ..!

فسارع صاحبنا ثانية يأخذ الكأس ويتحسسه ، ثم هز رأسه وقال :
صحيح الماء بارد ، ولكن أين الثلج .. إنما أريد ماءً بارداً مثلجاً !!

ولمعت عينا الصبي وقفز من مكانه يبادر الباب ، حتى كاد أن يتعثر على وجهه !!
كان الأب العجوز يتابع في شيء من حنق هذه المرة ..!
وعاد الصغير بعد قليل وهو يلهث ، وبدا جبينه يتصبب عرقاً ،

عاد وفي يده كأس ماء تلوح فيه قطع الثلج ..!
فسارع صاحبنا يمسك بالكأس وقال وهو يتبسم .. :
صحيح أن الماء بارد ومثلج .. لكن الماء ناقص ، ألا ترى أن ربع الكأس فارغ ..!
عليك أن تحضر الكأس مملوءاً بالكلية ..!!

ولما هم الصغير أن يطير ، أمسك به أبوه ، ثم صاح في ضيفه :
سبحان الله !! ماذا تريد بالضبط من هذا كله ؟! أما كفاك تعذيبا لهذا الطفل !؟

ابتسم صاحبنا وقال :
أريد أن اسألك الآن بعد أن تابعت بعينك كل ما حدث ..
قال الأب وفي نبرته شيء من حنق : تفضل ..!
قال :
أخبرني بربك ماذا كان هذا الطفل يريد أن يثبت لي بكل هذا الجهد الذي قام به !؟

قال الأب في برود واعتداد : يريد أن يثبت لك حبه إياي ؟!

قال صاحبنا في نبرة قوية ولهجة حادة :
إذن عليك أن تتعلم من صغيرك أيها الشيخ !
أنت تزعم دائماً أنك تحب الله سبحانه ، ثم لا نرك تنهض للصلاة وهي أحب الأعمال إلى الله
يقرّب من حرص عليها ، وأقبل عليها ، ويبغض من تركها وأهمل شأنها ،
لقد حرص صغيرك أن يترجم حبه لك بجهد شاق يبذله ،
وأنت ..!! أين ترجمتك لما تزعم من حبك لله جل جلاله ..


سامحني لو قلت لك :
لقد بان لكل ذي عينين ، أن طفلك الصغير أعقل منك ..!

ثم نهض الضيف ليخرج وهو يقول :

والله ما زرتك إلا لأقرر في قلبك هذا الدرس الكبير ..!
وأرجو من الله أن يضع لكلامي القبول في قلبك ..!


هز الشيخ رأسه وقال وقد تغيرت نبرة صوته :
والله ما وعظني أحد بمثل ما وعظتني اليوم به .. وإنه لدرس عظيم ..!
وإني أرجو الله أن يعينني على الحرص على الصلاة منذ اليوم ..!

بو عبدالرحمن غير متصل قديم 14-04-2006 , 09:08 AM    الرد مع إقتباس