عرض مشاركة مفردة
البراء البراء غير متصل    
عضو شرف  
المشاركات: 4,732
#4  
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


قصيدة شاعر الصحوة وحسان هذه الأمة عبدالرحمن العشماوي في فقيد الأمة الشيخ أحمد ياسين رحمة الله

أكسبوكَ من السِّباقِ رِهانا ** فربحتَ أنتَ وأدركوا الخسرانا



هم أوصلوك إلى مُنَاكَ بغدرهم ** فأذقتهم فوق الهوانِ هَوانا



إني لأرجو أن تكون بنارهم ** لما رموك بها، بلغتَ جِنانا



غدروا بشيبتك الكريمة جَهْرةً ** أَبشرْ فقد أورثتَهم خذلانا



أهل الإساءة هم، ولكنْ ما دروا ** كم قدَّموا لشموخك الإحسانا



لقب الشهادةِ مَطْمَحٌ لم تدَّخر ** وُسْعَاً لتحمله فكنتَ وكانا



يا أحمدُ الياسين، كنتَ مفوَّهاً ** بالصمت، كان الصَّمْتُ منكَ بيانا



ما كنتَ إلا همّةً وعزيمةً ** وشموخَ صبرٍ أعجز العدوانا



فرحي بِنَيْلِ مُناك يمزج دمعتي ** ببشارتي ويُخفِّف الأحزانا



وثََّقْتَ باللهِ اتصالكَ حينما ** صلََّيْتَ فجرك تطلب الغفرانا



وتَلَوْتَ آياتِ الكتاب مرتِّلاً ** متأمِّلاً تتدبَّر القرآنا



ووضعت جبهتك الكريمةَ ساجداً ** إنَّ السجود ليرفع الإنسانا



وخرجتَ يَتْبَعُكَ الأحبَّة، ما دروا ** أنَّ الفراقَ من الأحبةِ حانا



كرسيُّكَ المتحرِّك اختصر المدى ** وطوى بك الآفاقَ والأزمانا

علَّمتَه معنى الإباءِ، فلم يكن ** مِثل الكراسي الراجفاتِ هَوانا



معك استلذَّ الموتَ، صار وفاؤه ** مَثَلاً، وصار إِباؤه عنوانا



أشلاءُ كرسيِّ البطولةِ شاهدٌ ** عَدْلٌ يُدين الغادرَ الخوَّانا



لكأنني أبصرت في عجلاته ** أَلَماً لفقدكَ، لوعةً وحنانا



حزناً لأنك قد رحلت، ولم تَعُدْ ** تمشي به، كالطود لا تتوانى



إني لَتَسألُني العدالةُ بعد ما ** لقيتْ جحود القوم، والنكرانا



هل أبصرتْ أجفانُ أمريكا اللَّظَى ** أم أنَّها لا تملك الأَجفانا؟



وعيون أوروبا تُراها لم تزلْ ** في غفلةٍ لا تُبصر الطغيانا



هل أبصروا جسداً على كرسيِّه ** لما تناثَر في الصَّباح عِيانا



أين الحضارة أيها الغربُ الذي ** جعل الحضارةَ جمرةً، ودخانا



عذراً، فما هذا سؤالُ تعطُّفٍ ** قد ضلَّ من يستعطف البركانا



هذا سؤالٌ لا يجيد جوابَه ** من يعبد الأَهواءَ والشيطانا



يا أحمدُ الياسين، إن ودَّعتنا ** فلقد تركتَ الصدق والإيمانا



أنا إنْ بكيتُ فإنما أبكي على ** مليارنا لمَّا غدوا قُطْعانا



أبكي على هذا الشَّتاتِ لأُمتي ** أبكي الخلافَ المُرَّ، والأضغانا



أبكي ولي أملٌ كبيرٌ أن أرى ** في أمتي مَنْ يكسر الأوثانا



يا فارسَ الكرسيِّ، وجهُكَ لم يكنْ ** إلاَّ ربيعاً بالهدى مُزدانا



في شعر لحيتك الكريمة صورةٌ ** للفجر حين يبشِّر الأكوانا



فرحتْ بك الحورُ الحسانُ كأنني ** بك عندهنَّ مغرِّداً جَذْلانا



قدَّمْتَ في الدنيا المهورَ وربما ** بشموخ صبرك قد عقدتَ قِرانا



هذا رجائي يا ابنَ ياسينَ الذي ** شيَّدتُ في قلبي له بنيانا



دمُك الزَّكيُّ هو الينابيع التي ** تستقي الجذور وتنعش الأَغصانا



روَّيتَ بستانَ الإباءِ بدفقهِ ** ما أجمل الأنهارَ والبستانا



ستظلُّ نجماً في سماءِ جهادنا ** يا مُقْعَداً جعل العدوَّ جبانا

البراء غير متصل قديم 26-03-2004 , 10:37 PM    الرد مع إقتباس