عرض مشاركة مفردة
وفوووية وفوووية غير متصل    
كاتب فعال جدا  
المشاركات: 1,774
#14  

بسم الله الرحمن الرحيم

الفصل الرابع

تحت الأمطار

"ماذا تقول؟"

"كما سمعت يا سيدي"

"متى حدث هذا؟"

"اليوم...فجراً"

كانت المفاجأة أقوى من أن يستوعبها عقل خالد، أقطع كل هذه المسافات، والبحار، من أجل لا شئ؟ آخر قريب له في هذه الدنيا، رحل دون مقدمات، أي حظ عاثر!

اكفهرت السماء بالغيوم، أبرقت السماء، وأرعدت، وبدأت الأمطار بالهطول...

صاح الشاب: "سيدي..ادخل...المطر غزير"

هرع خالد إلى داخل القصر، الذي لم يقل جمالا عن البستان، لكن خالد، لم يغرق بجماله كما غرق بجمال البستان، فهول المفاجأة، جعلته أعمى أمام كل هذه الروعة.

ادخله الشاب إلى غرفة صغيرة، بها مكتب، وبضعة أرفف عليها مجموعة من الكتب.

قال الشاب: " يفضل أن تبقى حتى تتوقف الأمطار"

تسائل خالد: "لمن هذا المكتب"

"أظنه مكتب التاجر"

" تظنه؟"

"نعم يا سيدي، فأنا خادمه الجديد، وجئت لاستلام عملي اليوم صباحا"

" اذن كيف علمت بموته؟"
" لقد كان صاحبه عنده عندما مات"

"صاحبه؟ من صاحبه؟"

" لا أعلم يا سيدي، فلقد غادر فور دفنه"

" ودُفن أيضاً!"

"نعم، لقد أصر صاحبه على دفنه دون أي تأخير، ودون أي مراسم دفن،ودون مودعين!"

" كيف هذا؟"

"قال بأنها وصية الميت"

فكر خالد بغضب، في هذا الصاحب الذي دفن عمه دون حفاوة، من هو يا ترى، ثم بأي حق يدفنه دون حضور أهله!

سأل الشاب: "سيدي، أتريد شيئاً تشربه؟"

"لا فقط قل لي، أين دفن؟"

"في الحديقة الخلفية للقصر"

"خذني إليها"

وقف خالد عند القبر، إذن هذا هو قبر عمه،لم يشعر بالحزن، بل بالحنق، أقدر عليه، أن تسد كل الأبواب بوجهه، أقدر عليه، أنه كلما رأى بصيص أمل يستهدي بهباغتته ظلمة الدروب ، "استغفر الله"، قال خالد في نفسه، وهو يعود لصوابه، وفجأة سمع خالد صوت أحدهم.

"يا إلهي...هذا أنت خالد!"

التفت خالد لمصدر الصوت، وقال بدهشة:

"سالم...ماذا تفعل هنا؟"

وفوووية غير متصل قديم 20-01-2004 , 07:56 AM    الرد مع إقتباس