انصدم العالم كله وليس أمريكا فقط بالقوات الأمريكية وهي تفر مذعورة من أمام قوات مدنية غير محترفة سواء في أم قصر أو الناصرية أو البصرة ، دبابات أبرامز تفر من أمام دبابات T-55 بع أن سبقها فرار طائرات الأباتشي ، وكانت صدمة لم يستوعبها العالم.

الصدمة الثانية اختفاء الجيش العراقي تماما من ساحة المعركة عن الدفاع عن بغداد بطريقة غير طبيعية ، إلا من بعض الجيوب المتناثرة.

كما ذكرت القوات المتحالفة أنها وجدت سجونا فيها ما يقرب من مائة طفل.

القوات التي دافعت عن تلك المدن بداية الحرب اعتقد أنها كانت خاضعة لضغط وابتزاز وتهديد بإيذاء أهالي أؤلئك الجنود ، ولذلك فضلوا أن يموتوا تحت جنازير الغزاة على أن يعدم فرد من أهله ، ومن باع حياته لهدف سامي (حماية أهله) لن تكون التضحية سخيفة بل تكون مؤلمة على جسم العدو ، فكان الهروب الجماعي للقوات الأمريكية والبريطانية وكثرة تراجعها.

ولما اقتربت القوات الأمريكية من بغداد ووصلت حدودها لم يكن حول بغداد سوى حفنزة من الجنود البعثيين الذين باعوا دينهم ودنياهم وأهلهم لعيون صدام حسين ، فلما جاءوا إلى ميدان التضحيات لم يكونوا على استعداد للتضحية من أجل هذا المجرم ، فكان الاختفاء غير الطبيعي لهذه القوات خلال الليل ، ولعلهم تحولوا إلى مدانيين خلال ثواني.