تكملة
الطواف على القبور والتمسح بها والتبرك بها
4- الطواف على القبور والتمسح بها والتبرك بها , فعل هذا كله شرك :
فالطواف : من أجلّ العبادات , ولم يشرع الطواف حول مكان غير بيت الله الحرام , فعبادة الطواف خاصة بالكعبة المشرفة , وكذلك التطوف بين الصفا والمروة , وما كان لغير الله فهو وضع للعبادة في غير موضعها , وتعظيم للقبور وتشبيها بالبيت الحرام , وصرف لعبادة الطواف لغير الله .
وأما التمسح والتبرك بها رجاء للانتفاع بالتمسح والتبرك في الدنيا والآخرة : فهذا تأليه للقبور وتعظيم لها , نحو ما كان يفعله المشركون الجاهليون مع آلهتهم , فكل من رجى بالتبرك والتمسح الانتفاع فقد عظم ما لم يشرع الله تعظيمه .
والدليل على كونه شركا حديث أبي واقد الليثي قال : [ خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حنين ونحن حدثاء عهد بكفر , وللمشركين سدرة يعكفون عندها وينوطون بها أسلحتهم يقال لها : ذات أنواط , فمررنا بسدرة , فقلنا : يا رسول الله , اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الله أكبر! إنها السنن , قلتم -والذي نفسي بيده- كما قالت بنو إسرائيل لموسى : اجعل لنا إلها كما لهم آلهة , قال : إنكم قوم تجهلون ] رواه أحمد , والترمذي , وهو صحيح
وهؤلاء إنما أرادوا العكوف والتبرك , فسمى رسول الله صلى الله عليه وسلم طلبهم ذلك طلبا لإله مع الله , وهذا هو عين الشرك , فلما بين لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم الأمر رجعوا وأنابوا , والتبرك بالقبور والطواف حولها والتمسح بها أعظم مما طلبوا فعله .
مناداة الغائبين من الأحياء والاستغاثة بهم مع اعتقاد قدرتهم على النفع أو الغوث حال البعد
5- ومناداة الغائبين من الأحياء والاستغاثة بهم مع اعتقاد قدرتهم على النفع أو الغوث حال البعد شرك أكبر :
قال تعالى : { أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أإله مع الله } وتقدمت أدلة أخرى في المسألة .
الغلو في الصالحين أو الأنبياء
6- والغلو في الصالحين أو الأنبياء -بحيث يجعل فيهم نوعا من خصائص الألوهية, أو لهم شيئا من التأله والتعبد- شرك مخرج من الملة :
قال تعالى : { وإذ قال الله يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله قال سبحانك } الآية .
وقال تعالى : { يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه } الآية .
وقال المصطفى صلى الله عليه وسلم : [ لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم إنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله ] رواه البخاري في "صحيحه"
الخوف من الأولياء أو من الجن
7
- الخوف من الأولياء أو من الجن (خوف السر) , كأن يخاف أن يصيبه الولي سرا أو الجني بسوء إن لم يفعل كذا وكذا فهذا شرك أكبر :
ويدل عليه قوله تعالى : { إن نقول إلا اعتراك بعض آلهتنا بسوء قال إني أشهد الله واشهدوا أني بريء مما تشركون من دونه }
والخوف من العبادات القلبية العظيمة التي يجب إخلاصها لله , فمتى خاف من أحد كخوفه من الله فهو مشرك , وأما الخوف الطبيعي فلا حرج منه , والخوف الذي يجعل المرء مقصرا في الواجبات أو مرتكبا لمحرم لا يجوز , كأن يترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر المتعين عليه خشية كلام الخلق أو إيذائهم .
وضع الحروز التي فيها شرك وشعوذة أو تعليق التمائم والرقى خوفا من الضرر و دفعا للعين والحسد
8- ووضع الحروز التي فيها شرك وشعوذة أو تعليق التمائم والرقى خوفا من الضرر و دفعا للعين والحسد شرك :
لما ثبت أن ابن مسعود قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : [ إن الرقى والتمائم والتولة شرك ] رواه أحمد وأبو داود وغيرهما وروى أحمد عن عقبة بن عامر مرفوعا : [ من تعلق تميمة فقد أشرك ] وفي الرقى خاصة قال صلى الله عليه وسلم : [ لا بأس بالرقى ما لم يكن فيه شرك ] رواه مسلم
والرقى الشركية هي التي يستعان فيها بغير الله , ويشرك فيها مع الله .
تعليق التمائم خوفا من الضرر , أو دفعا للعين شرك أصغر , لا أكبر , إلا إن اشتملت على استعانة بغير الله , أو مخاطبة للجن واستغاثة بهم أو اعتقد من علقها أنها تنفع بنفسها وليست سببا للنفع أو نحو ذلك فهي شرك أكبر , فيجب تقييد كونها شركا أكبر بما ذكر .
|