عرض مشاركة مفردة
الحجج الباهرة الحجج الباهرة غير متصل    
عضو جديد  
المشاركات: 44
#3  

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين

6

يقول قائل إن الله سبحانه وتعالى قال في كتابه الكريم

(( وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله ))

وقال في موضع أخر

(( وهو الله في السماوات وفي الأرض يعلم سركو وجهركم))

فكيف يتم الجمع بين هذه الآيات

نقول وبالله التوفيق

أما الآيه الأولى

(( وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله )) فالظرف هنا لألوهيته يعني : أن ألوهيته ثابته في السماء وفي الأرض

مثال (( كقول أحدهم أن فلان أمير منطقة جدة ومكه ))فهو نفسه في واحدة منهما وفيهما جميعاً بإمارته وسلطته

فالله تعالى ألوهيته في السماء وفي الأرض وأما هو عز وجل ففي السماء .

وأما الآيه الثانية :

(( وهو الله في السماوات وفي الأرض )) نقول فيها كما قلنا في التي قبلها

فقوله (( هو الله )) أي هو الإله الذي ألوهيته في السماء وفي الأرض وهو المألوه في السماوات المألوه في الأرض .



7

من المعروف للخاصة والعامة من الناس أن التقدير يسبق الخلق فالله سبحانه وتعالى يقدر ثم يخلق وقد أجرى القلم بما هو كائن إلى يوم القيامة

فيقول قائل هذا يعارض قول الله سبحانه وتعالى (( وخلق كل شيء فقدره تقديرا ))

نقول وبالله التوفيق :

يجاب عليه من أحد وجهين :

الأول : إن هذا من باب الترتيب الذكري لا المعنوي وإنما قدم الخلق على التقدير لتتناسب رؤوس الأيات .

ألم تعلم أن موسى عليه السلام أفضل من هارون لكن قدم هارون على موسى في سورة طه في قوله تعالى عن السحره (( فألقي السحرة سجداً قالوا ءامنا برب هارون وموسى )) لتتناسب رؤوس الأيات
وهذا لا يدل على أن المتأخر في اللفظ متأخر في الرتبه .

الثاني : أن نقول إن التقدير هنا بمعنى التسويه أي : خلقه على قدر معين كقوله (( الذي خلق فسوى )) فيكون التقدير بمعنى التسويه
هذا المعنى الأقرب والأقوى عندي من المعنى الأول لأنه يطابق قوله تعالى (( الذي خلق فسوى )) فلا إشكال

الحجج الباهرة غير متصل قديم 15-12-2002 , 04:29 AM    الرد مع إقتباس