|
رحمه الله رحمة واسعة
|
|
المشاركات: 361
|
#25
|
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي بالله لوبيز ، رحم الله والديك ورفع قدرك ، جزاك الله خير الجزاء على هذه المقابلة ، وأثابك على ما قدمت .
كيف يخاف الصالحين والأتقياء من الموت وهناك الكثير الكثير ما ينتظرهم :
حال الأتقياء ما بعد الموت :
1. ان الملائكة تنزل عليهم ، وتطمئنهم ، وتبشرهم بالجنة عند الاحتضار :
كما قال الله : سبحانه - : " ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وابشروا بالجنة التي كنتم توعدون ، نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون ، نزلا من غفور رحيم "
2. فرحتهم عند الموت بلقاء الله – عز وجل –
فالمؤمنون الأتقياء يفرحون بلقاء الله –عز وجل – عندما تبشرهم الملائكة
فعن عائشة –رضي الله عنها – قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه "
فقلت : يا نبي الله ، أكراهية الموت ؟ فكلنا نكره الموت ، فقال : " ليس كذلك ، ولكن المؤمن إذا بشر برحمة الله ورضوانه وجنته ، احب لقاء الله ، فاحب الله لقاءه ، وان الكافر إذا بشر بعذاب الله وسخطه كره لقاء الله ، وكره الله لقاءه " رواه البخاري ومسلم .
وفي صحيح البخاري عن أبى سعيد الخدري – رضي الله عنه – إذا وضعت الجنازة فاحتملها الرجال على أعناقهم ، فان كانت صالحة قالت : قدموني ، وان كانت غير صالحة قالت لأهلها يا ويلها ، أين يذهبون بها ؟ يسمع صوتها كل شيء إلا الإنسان ، ولو سمع الإنسان لصعق " .
3. انهم يحشرون يوم القيامة على أحسن حال آمنين منعمين :
قال الله – عز وجل – " يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا "
قال الحافظ ابن كثير – رحمه الله – عند تفسير هذه الآية :
ويخبر –تعالى – عن أوليائه المتقين : الذين خافوه في الدار الدنيا واتبعوا رسله وصدقوهم فيما اخبروهم وأطاعوهم فيما أمروهم به ، وانتهوا عما عنه زجروهم ، انه يحشرهم يوم القيامة وفدا إليه ، والوفد هم القادمون ركبانا ، ومنه الوفود ، وركوبهم على نجائب من نور من مراكب الدار الآخرة ، وهم قادمون على خير موفود إليه ، إلى دار كرامته ورضوانه "
وقال – سبحانه - : " وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا حتى إذا جاؤوها وفتحت أبوابها وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين "
ففي هذا إخبار منه – تعالى – عن حال السعداء المؤمنين حين يساقون على النجائب وفدا إلى الجنة زمرا ، أي جماعة بعد جماعة ، المقربون ثم الأبرار ، ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ، كل طائفة مع من يناسبهم : الأنبياء مع الأنبياء ، والصديقون مع أشكالهم ، والشهداء مع اضرابهم ، والعلماء مع أقرانهم ، وكل صنف مع صنف ، كل زمرة تناسب بعضها بعضا ، " حتى إذا جاؤوها " أي وصلوا إلى أبواب الجنة بعد مجاوزة الصراط ، حبسوا على قنطرة بين الجنة والنار فاقتص لهم مظالم كانت بينهم في الدنيا ، حتى إذا هذبوا ونقوا أذن لهم في دخول الجنة .
4. انهم يمرون فوق الصراط ، على متن جهنم ، فينجيهم الله – تعالى – ويتساقط فيها من يسقط من الكفار العصاة :
قال الله – تعالى- " وان منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا ، ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا "
وفي الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم ، انه قال : " يرد الناس على النار ، ثم يصدرون عنها بأعمالهم فأولهم كلمح البصر ، ثم كمر الريح ، ثم كحضر الفرس ، ثم كالراكب في رحلة ، ثم كشد الرجل ، ثم كمشية "
كان عبد الله بن رواحة واضعا رأسه في حجر امرأته ، وكان مريضا ، فبكى ، فبكت ، قال : ما يبكيك ؟ قالت : رأيتك تبكي فبكيت ، قال : اني ذكرت قول الله – عز وجل - : " وان منكم إلا واردها " فلا ادري أنجو منها أم لا .
5. ان منهم من يظله الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله :
فعن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله : الإمام العادل ، وشاب نشأ في عبادة ربه ، ورجل قلبه معلق في المساجد ، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه ، ورجل طلبته امرأة ذات منصب وجمال ، فقال : اني أخاف الله ورجل تصدق : أخفى حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ، ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه "
6. انهم يتقلبون في الجنة في أنواع النعيم ، المقيم مما لا عين رأت ولا اذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر .
قال صلى الله عليه وسلم : " قال الله عز وجل : " اعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ، فاقرأوا ان شئتم : " فلا تعلم نفس ما اخفى لهم من قرة أعين "
فكل هذا معد لعباد الرحمن وللصالحين الاتقياء ، فكيف يهاب الموت وهذا النعيم ينتظره .
اما من يخاف الموت ويهابه فهم كثيروا الذنوب والمعاصي " الكفار ".
حال الكفار
انهم يعانون الأهوال الفظيعة والكرب الشنيعة حال الاحتضار :
قال الله عز وجل : " ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطو أيديهم اخرجوا أنفسكـم اليـوم تجـزون عذاب الهون بما كنتم تقولون على الله غير الحق وكنتم عن آياته تستكبرون "
1. الذله والهوان والفزع عند البعث والنشور :
قال الله تعالى مبينا حال الكفار عند خروجهم من القبور " يوم يخرجون من الأجداث سراعا كأنهم إلى نصب يوفضون خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلة ذلك اليوم الذي كانوا يوعدون "
2. يؤتى بهم مربطين بالأغلال والسلاسل ويسربلون بالقطران وتغشى وجوههم النار :
يقول الله عز وجل " يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات وبرزوا لله الواحد القهار ، وترى المجرمين يؤمئذ مقرنين في الأصفاد ، سرابيلهم من قطران وتغشى وجوههم النار "
3. انهم يسحبون ويحشرون على وجوههم إلى جهنم عميا وصما وبكما :
قال الله تعالى " ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم عميا وبكما وصما مأواهم جهنم كلما خبت زدناهم سعيرا "
4. المخاصمة والمحاجة والتلاعن :
فعندما يعاين الكفرة أعداء الله ما اعد لهم من العذاب وما هم فيه من أهوال ، تنقلب مودتهم إلى عداوة ، يصبحون أعداء لبعضهم ويتخاصمون ويتحاجون ويتلاعنون ، قال الله تعالى " وبرزوا لله جميعا فقال الضعفاء للذين استكبروا إنا كنا لكم تبعا فهل انتم مغنون عنا من عذاب الله من شيء قالوا لو هدانا الله لهديناكم سواء علينا اجزعنا ام صبرنا ما لنا من محيص "
وقال الله تعالى : " وإذ يتحاجون في النار فيقول الضعفاء للذين استكبروا انا كنا لكم تبعا فهل انتم مغنون عنا نصيبا من النار ، قال الذين استكبروا انا كل فيها ان الله قد حكم بين العباد "
5. الحسرة والندم وتمنى الرجوع للدنيا أو ان يهلكهم الله :
عندما يرى الكفار العذاب والهوان والذل تصيبهم الحسرة والندامة ولكثرة حسرة العذاب سمى الله ذلك اليوم بيوم الحسرة ، قال تعالى " وأنذرهم يوم الحسرة إذ قضي الأمر وهم في غفلة وهم لا يؤمنون "
ولشدة تحسر الكافر وندمه على عدم اتباعه للرسول الذي بعث إليه واتباعه لاعداء الرسل فانه يعض عل يديه ، قال تعالى : " ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا ، يا ويلتي ليتني لم اتخذ فلانا خليلا ، لقد أضلني عن الذكر بعد اذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولا "
وبذلك اليوم يوقن الكفار بأن ذنبهم غير مغفور وعذرهم غير مقبول ، فييأسوا من رحمه الله ، قال الله تعالى " ويوم تقوم الساعة يبلس المجرمون "
ويتمنى المجرمون الرجعة إلى الدنيا ليكونوا من المؤمنين المتقين فيعملوا الصالحات ، قال الله تعالى : " ولو ترى اذ وقفوا على النار فقالوا يا ليتنا نرد ولا نكذب بآيات ربنا ونكون من المؤمنين "
وقال تعالى : " ولو ترى إذ المجرمون ناكسوا رؤوسهم عند ربهم ربنا أبصرنا وسمعنا فارجعنا نعمل صالحا انا موقنون "
ويبلغ الأمر بالكفار في ذلك اليوم انهم يتمنون ان يهلكهم الله ويجعلهم ترابا لشدة ما يجدون من العذاب والنكال .
قال تعالى " يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم الأرض " ، وقال سبحانه وتعالى " ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا "
6. انهم مخلدون في النار لا يخرجون أبدا وعذابهم فيها مقيم لا ينقطع :
أهل النار الخالدون فيها الذين لا يرحلون ولا يبيدون هم الكفرة والمشركون والمنافقون ، قال الله تعالى : " والذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون "
وقال تعالى " والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون "
وقال تعالى : " ان المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا "
... نسأل الله العافية والسلامة ... " اللهم إنا نسألك الجنة ، ونعوذ بك من النار "
" اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبنا على دينك وصرفه على طاعتك "
ولا تنسونا من الدعاء
اخوكم بالله " جاسر "
|
|
08-09-2002 , 05:16 PM
|
الرد مع إقتباس
|