عرض مشاركة مفردة
المبتسم المبتسم غير متصل    
نائب المشرف العام الظهران  
المشاركات: 18,614
#1  
حكايـــــــات....(3)..
مساء أنيق
في ذلك المساء كنت أتمشى في الطريق
أحسست بالضيق..
من تلك الجراح،
والأماني المفقودة،
وتلك المدن الصغيرة،
بجفائها وصمتها البارد‍‍‍‍‍‍!
بأبوابها المغلقة
والوعود التي لا تنتهي
والبكتريا البشرية ‍!
والحدود والحوائط والأقنعة
كفى ‍‍‍!!!
***
وقفت أراقب الطريق..
بعد أن توقف الوقت وغابت الألسن ، ومات الحرس
حتى الشمس تتوارى خلف سحابة سوداء ..
ذبلت الأحياء ..
لا أحد يستطيع وصف تلك الكارثة؟
أين الطريق؟‍‍!
الذي كان في الماضي يتمايل طرباً عندما تداعب كلماتي الغزلية
شوارعه فتضئ أنواره ، وترسم البسمة علي حاناته ؟
وتملأ ليله سمراً وطرباً ..
فتتسابق الثواني فرحا..واللحظات شوقـاً فتملأ الدنيا ربيعاً
بأحلى الألوان..
أما الآن..
علي أنقاض تلك الشوارع..
أراقب صمت الطريق..
قاطعني تلك الزائرة القادمة من بعيد.
سألتني: ما قصة الطريق؟…
فلم أجيب
عادت لتسأل عنه..
سؤال غريب…
***
تنهدت في صمت…وقلت:
- أجلسي يا عزيزتي فحديثي سيطول..وسأقص عليكِ اليوم قصه الشارع المجهول
حدودها أقرب إلى اللامعقول..ولما فيها سيعروك الذهول،
وسآخذك في رحلة في ثنايا الذاكرة فيشبع الفضول.
بعد أن يرتوي من نهر الهم ويصبح الشتاء سيد الفصول!!!
رحلة إلى الوراء حيث يسود السواد وتكون العتمة له إطار ،
فتمضي بنا الذاكرة بسرعة القطار ،
إلي موطن الأقزام ، حيث تنتحر الأحلام..
وتتمشى علي أنقاضها مخلوقات الليل و …..
قاطعتني : هل يفترض بي أن أبكي؟…
فقلت : أنكِ ستبكين! .. وكم سيحلو لي أن أراكِ حين تبكين!!
= وما هي قصة اليوم؟..
- إذن أنصتي ولا تقاطعيني.
***
- في الماضي كانت أرض خضراء ..قادرة علي العطاء،
يسود الحب جميع السكان ، إلي أن جاء ذلك الشهب المشؤوم و…..
قاطعتني: وماذا حصل؟..
- يا حمقاء‍‍!!!! كنت سأكمل كلامي؟
= آسفة
- أين وصلــنا؟..
= لا أدري؟…
- ولا أنا ..
= هل أنت غبي؟..
- أعتقد ذلك!
= إذن أضرب رأسك في الحيط.
- أين؟!!!
= في الحييييييييييييييييييط..
حاولت ولكني تعثرت ، نهضت فلم أستطع النهوض،
تهشمت أحلامي وتحطمت كل ما فيها من أحلام،
وعلي رأسي أكوام وأكوام من الهموم..
الوحدة تكاد تقطع أوصالي و….
قاطعتني: يا مسكييين؟..
- أخرسي فأنتِ تفسدين علي نشوتي بسرد أحزاني!!
= آسفة ،
- غبية؟….هل تعيشين كي تتأسفي كل حين؟..
= إذن أجلس لوحدك ،
- حاولت ولكن جميع الأماكن بلا زوايــــــا،
= تمشي في الشمس.
- ومتى يطلع النهار؟
= عند الفجر
- ساعتي عطلانة‍!
= أنت ممل،
- لم تأتي بجديد
سكتت قليلا ثم قالت :
مازلت أنتظر ولادتك من جديد، ألم يحن وقت انفجارك من تلك القبور؟..
فتنفض عنك غبار الأكاذيب! وتصدق في طرح مشاعرك ولو مره ؟
أم أنك دفنت ألي الأبد في قبور الماضي؟..

كتمت غيظي في صمت ورسمت ابتسامة شاحبة علي ( الوجوه ) وقلت :
- أنا صادق ولكن علي طريقتي الخاصة .
= طيب.. ما هي لغتك؟..
- همهمة غير مفهومه …خربشة جداريه علي جدار الواقع!
= من صديقك؟…
- لست أنتِ علي أي حال..
= قالت بعصبية : من إذن؟…
- عزيزتي ، عندما ترتفع موسيقى الحزن وتعلو أنشودة اليأس ،
تتراكم الهموم علي قلبي فألجأ إلي قلمي ‍‍!
أرتمي في أحضانه ،
فتتسابق الثواني فرحاً واللحظات طرباً ، وتشتعل روحي دفئا‍
فأعيش لحظة كالحلم الجميل ،
يخطفني من براكين غضبي وعواصف قلقي ..
ويهوي بي إلي ميادين العشق ..
فتتراقص المجرة طربا عندما أكون معه!!
فهو كاتم أسراري ومترجم أحاسيسي ..
يفرح لفرحي ويحزن لحزني ..يفهمني،
حقاً ..إنه هو الوفي!!
= هل تعتزم الرحيل؟…
- ليس الآن..
= أنا راحلة..تأمرني بشيء؟..
- احفري لي قبراً طوله عمري ..وادفنيني هناك
لعل أقدامهم تطأ أرضي فتحيي موت بعضي ،
فهل لميت أن يتحدى دافنيه ، واهماً أن تدب الروح فيه؟!!!!!!!
زفرت ، وأشاحت بوجهها بعيداً ثم مسحت دمعتين ،
- هههههههههههههههههههههههههههههههه ألم أقل لك أنكِ ستبكين؟..

تحياتي، ((ولكن هذه حكاية أخرى))




المبتسم غير متصل قديم 15-08-2002 , 10:24 PM    الرد مع إقتباس