وليحذر كل الحذر من طغيان (( أنا )) , (( ولي )) , (( وعندي )) , (( ولو )) !!!
وليحذر كل الحذر من طغيان (( أنا )) , (( ولي )) , (( وعندي )) , (( ولو )) !!!
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .. وبعد : لاحظت على بعض الإخوة التخوف والحذر من بعض الألفاظ من أمثال : { أنا , ولي , وعندي , ولو , وليت .. وغيرها } و التي أشكل على بعض الإخوة معرفة سبب النهي عن التلفظ بها .. قال صلى الله عليه وعلى آله وسلم : " المؤمن القوي أحب إلى الله من المؤمن الضعيف , وفي كلٍ خير . احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز , وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كذا لكان كذا وكذا , ولكن قل : قدَّر الله وما شاء فعل , فإن لو تفتح عمل الشيطان " والشاهد من الحديث قوله : (( فلا تقل لو .. الخ )) . فأحببت أن أبين أن مدار النهي عن التلفظ بها هو ليس مجرد اللفظ كما يظنه البعض !! ولكن السبب هو الإعتراض على قضاء الله وقدره أو أن تستعمل في حرام أو ما شابه ذلك .. ويشهد لذلك نفس الحديث السابق بقوله عليه الصلاة والسلام : (( ولكن قل : قدَّر الله وما شاء فعل )) وكذلك ما ورد في الكتاب والسنة من لفظ مثل هذه الكلمات وكذلك ما ورد عن بعض الصحابة رضوان الله عليهم حيث أنهم تلفظوا بها خالية من الإعتراض على أقدار الله تعالى , وأقرهم النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك مما يبين جواز التلفظ بها إذا انتفت الموانع السابقة وسيأتي بيان ذلك فيما يلي .. يقول ابن القيم رحمه الله : {{ وليحذر كل الحذر من طغيان (( أنا )) , و (( ولي )) , (( وعندي )) , فإن هذه الألفاظ ابتلي بها إبليس , وفرعون , وقارون (( ف )) { أنا خير منه } لإبليس , و { ولي ملك مصر } لفرعون , و { إنما أوتيته على علم عندي } لقارون وأحسن ما وُضعت (( أنا )) في قول العبد : أنا العبد المذنب , المخطئ , المستغفر , المعترف ونحوه . (( ولي )) , في قوله : لي الذنب , ولي الجرم , ولي المسكنة , ولي الفقر والذل : (( وعندي )) في قوله صلى الله عليه وسلم : " اغفر لي جِدِّ , وهزلي , , وخطئي , وعمدي , وكل ذلك عندي }} إ.هـ وفي (( لو )) قال البخاري رحمه الله تعالى : ( باب ) ما يجوز من اللو .. وقوله تعالى : { لو أن لي بكم قوة } .. وقال صلى الله عليه وسلم : " لو كنت راجماً امرأةً من غير بينة لفعلت " والشاهد : أن البخاري أتى بالحديث ليبين أن الرسول صلى الله عليه وسلم استخدمها في عباراته وألفاظه . إذ يجوز استخدامها في مواطن بشرط : أن لا تعارض مشيئة الله تبارك وتعالى , فإذا عارضت القضاء والقدر حرُم استخدامها . وأمثلة الجائز من ذلك كثيرة منها .. قوله صلى الله عليه وسلم : " لو لا أن أشق على أمتي - أو على الناس - لأمرتهم بالصلاة هذه الساعة " فهي تأتي بمعانٍ : فتأتي بمعنى الشرطية تارة .. مثل : قوله تبارك وتعالى : { ولأمةٌ مؤمنةٌ خيرٌ من مشركةٍ ولو أعجبتكم } .. وللتقليل تارةً أخرى .. مثل : قوله صلوات ربي وسلامه عليه : " التمس ولو خاتماً من حديد " وتأتي كذلك بمعنى ( هلاَّ ) كقوله تعالى : { لو شئت لتخذت عليه أجراً } وغير ذلك من المعاني التي لا يكون فيها اعتراض على قضاء الله وقدره . وأما بالنسبة لـ (( ليت )) فقد استخدمها صلى الله عليه وسلم وأجازها كما ذكر البخاري عندما قال صلى الله عليه وسلم في ليلة من الليالي : " ليت رجلاً صالحاً من أصحابي يحرسني الليلة " فقام بذلك سعد رضي الله عنه . وقال بلال رضي الله عنه : ألا ليت شعري هل أبيتن ليلةً *** بوادٍ وحولي إذخر وجليل وقد أقره صلى الله عليه وسلم على ذلك . فهي بذلك جائزة لكن بشروط .. أن لا تستخدم في المحرمات ولا في اعتراضٍ على قدر الله كما سبق وأن ذكرت وإنما تستخدم في الطاعات وفي المباحات .. والله أعلم . أخوكم / أبو عمر |
الساعة الآن » 08:50 PM. |
Powered by: vBulletin Version 3.0.16
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.