صفحة 2 من 3 < 1 2 3 >

سوالف للجميع (http://www.swalif.com/forum/index.php)
-   سوالف الأدب والثقافة (http://www.swalif.com/forum/forumdisplay.php?f=1)
-   -   رحلة إلى المجهول (http://www.swalif.com/forum/showthread.php?t=181424)

وفوووية 24-01-2004 10:33 AM

بسم الله

شكرا لردك..وإن شاء الله ما أتأخر

وفوووية 24-01-2004 11:12 AM

بسم الله الرحمن الرحيم

الفصل السادس

العـــــم

جالت في فكر خالد، أفكار عديدة، ومشاعر مختلطة، ماذا يقصد سالم بهذا المزاح؟ لقد مات عمه!

قال خالد: "لكنه مات"

" مات بالنسبة لأعدائه"

"أي أعداء؟"

لكن قبل أن يجيبه سالم، اقترب العم من خالد، تأمل وجهه، ومد يده ليتأكد من أن خالداً ليس بشبح، ثم أمسكه بشدة من كتفيه، ليمنع هذا الشبيه من الهروب.

قال العم: " ابن أخي..أخي سعد!"

أجاب خالد: "نعم"

وبدون مقدمات، ودون حاجة لدليل يثبت أنه ابن أخ التاجر، فقد كان الشبه خير دليل له، عانق التاجر خالد عناقاً قوياً، ثم عاد ليتأمل وجهه، وقال:

" وسعد..ما أحواله؟"

صمت خالد للحظة، ثم قال: " لقد مات"

اختفت كل التعابير عن وجه التاجر محمد، وقف في مكانه، لم يتحرك، كأنه تحول في ظرف ثوانٍ إلى تمثال، ثم قال وهو بالكاد يحرك شفتيه:

"مات! كيف؟"

أجابه خالد: " كان مريضاً"

لم يتكلم أحد لبضع دقائق، ثم قال سالم

"رحمه الله"
عندها قال العم بصوت حزين يائس:

"لطالما اعتقدت أن الأقدار ستجمعنا مرة أخرى، ولكن ها أنا اليوم اجتمع بابن أخي...دعونا ندخل للداخل، فالجو رطب هنا"

دخل الجميع إلى الدار الصغيرة، لكن، كل جانب من جوانبها، يحمل الطابع العربي الأصيل، وعمت الدار، رائحة البخور العبقة، أخذهم العم إلى غرفة دافئة، بسيطة لكن جميلة، وعندما قعد الجميع، بادر خالد بالسؤال:

" لست أفهم، اعذرني أيها التاجر، ولكني لست أفهم لماذا يبتدع أحدهم موته؟"

"أنا عمك يا خالد"

"ماذا؟"

"لقد دعوتني بالتاجر...ادعني بعمي"

تردد خالد في ذلك، فهو إلى الآن ما بين التصديق والتكذيب.

قال العم: "أنت لا تصدقني، صحيح؟"

"اعذرني"

"لا داعي لذلك، فأنا أيضاً لو كنت مكانك، ما كنت لأصدق"

ثم قام إلى خزنة صغيرة، وبدأ يفتش عن شئ ما.

" ها هي، تعال يا خالد"

اقترب خالد منه فوجده يمسك بصورة قديمة، قال العم:

"هذه الصورة التقطت لنا قبل أن أسافر، حينها جاء مصور للقبيلة، وعرض أن يصور أفراد القبيلة"

دقق خالد في الصورة، وعقدت المفاجأة لسانه، كانت الصورة لأبيه وهذا الرجل الواقف أمامه!! إذن هذا عمه!!

" عماه"

"نعم يا بني، أنا عمك، وما أسعدني اليوم بك"

لحظات صمت مرت...ثم عاد الاثنان للجلوس، فقال سالم:

"علمت أن إحضاره لك سيسعدك!"

أجاب العم: "وأي سعادة"

ثم قال خالد: "لكنني إلا الآن لست أفهم، لماذا ابتدعت موتك....يا عمي!"

ابتسم العم ابتسامة كئيبة ثم قال:

" أحقاً تريد أن تعلم؟"

"نعم"

عندها بدأ العـــم بالحديث.

shahnaz 24-01-2004 01:16 PM






بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

رائع .. غاليتي .. وفوووية ..


وننتظر بكل شغف !!

:

كل الود

:

أرق تحية







وفوووية 25-01-2004 09:03 AM

بسم الله

اختي الغالية شهناز

شكرا لردك..

وإن شاء الله ما راح أتأخر..

حروف سوالف 27-01-2004 09:32 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



تابعي بارك الله فيك ..فما زلنا تنابع :)

أبداع رائع اخيه :)

تحياتي حروف سوالف

وفوووية 27-01-2004 01:45 PM

بسم الله

إن شاء الله أخي حرووف..

بس يمكن أتاخر لظروف العيد..

على العموم..

مشكوور لردك..

shahnaz 03-07-2004 12:18 PM

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


غاليتي وفوووية .. :)

ما زلنا في انتظار البقية ..

شوقتينا ... :Sad2:

وفوووية 03-07-2004 03:23 PM

بسم الله الرحمن الرحيم

شهناز

انشغلت بالإمتحانات والدراسة..

واللحين مع العطلة ان شاء الله أكتب بقية الفصول..

شكرا لكلماتك..:)

abdoul 08-07-2004 04:12 PM

السلام عليكم ورحمة الله
أختي فورية أنا في انتظار الفصل بشوق , لآتتأخري أرجوك و أتحفينا كالمعتاد.

وفوووية 09-07-2004 09:45 AM

بسم الله الرحمن الرحيم

abdoul

شكرا لردك الطيب..

و أنا بديت بالفصل السابع وإن شاء الله خير...

وفوووية 09-07-2004 12:21 PM

بسم الله الرحمن الرحيم

الفصل السابع

أجتمع الثلاثة، وبدأ العم بالحديث:

"كنت في العشرينات من عمري، تجري حماسة الشباب في عروق دمي،تدفعني لتجربة كل ما هو جديد، كنت حينها قد سمعت الكثير عن الهند، بلد الأمنيات، وتحقيق المستحيلات،عقدت العزم على أن أقدم لها، لم أكن أملك غير ميراث أبي، جدك، وهذا لم يكن بالكثير أيضاً، وعلى الرغم من ذلك، وصلت للهند، هذا البلد الساحر"

نهض سالم وقال:

" سأحضر الشاي"

ثم خرج، فواصل العم:

"وجدت في الهند كل ما سمعت عنه، سحر، وجمال، وثراء، لكنني أيضاً وجدت ما لم أضعه في الحسبان"

قال خالد: "وما ذلك؟"

"الاستعمار البريطاني، ينهش ثروات الهند، ويستنزف أرضها الخصبة، الاستعمار الذي تدخل في كل قطاع من القطاعات، بما فيها قطاع التجارة، الذي كنت قد بدأت العمل فيه، وهنا بدأت المشاكل"

" أي مشاكل؟"

"الضرائب، فرض المستعمرون علينا، نحن التجار، المحليين والأجانب،الضرائب،وهذا الأمر جعل أرباح التجارة تكاد تكون معدومة"

"فماذا فعلت؟"

"اجتمعت مع التجار العرب، وبعد عدة لقاءات اتفقنا على أن نبعث أحدنا لمناقشة الوضع مع المستعمرين، فذهبت أنا، لكنهم رفضوا حتى لقائي"

"حقاً؟"

"نعم، وليس هذا فحسب، بل فرضوا علينا ضرائب أكبر، كردٍ على هذا التدخل في شؤونهم، وهنا ازداد الوضع سوءاً، حتى قررنا أن شكل اتحاد، اتحاد للتجار ، لم يكن اتحاداً عادياً، كان الهدف منه أن يضم أكبر عدد ممكن من التجار، من مختلف الأعراق"

"وما الغاية من ذلك؟"

"تحدي سلطة المستعمر"

"وهل هذا ممكن؟"

"نعم، لكنه كان سيأخذ وقتاً طويلاً"

"ماذا فعلتم؟"

"في بداية الأمر، كنا نرفض دفع الضرائب حتى تخفض نسبتها، فاعتقل الكثير منا، ولكن كلما اعتقل أحدنا أخرجه الآخر بكفالة، وهكذا، لما بدأت علاقات التجار تتوطد، فقد كانت مصالحنا واحدة، قام البريطانيون بإحراق بعض متاجرنا، وذلك عندما بدأ المستعمر يعي لحقيقة أمرنا، وهذا هو المطلوب!"

"وكيف هذا؟"

"كان الغرض من هذا الاتحاد أن ينتبه المستعمر لنا؟ أن يعلم بأننا نعمل معاً، ونتحد معاً، ونتحدى المستعمر معاً، كان الغرض من هذا الاتحاد، أن يعلم هؤلاء أننا كثر"

"فماذا حدث بعد ذلك؟"

"كانوا كلما أحرقوا متجراً، وأغرقوا سفينة، نواجههم بالمثل، نتصدى لهم، أحرقنا بعض مراكزهم، لكمهم لم يتمكنوا من القبض علينا، فلا دليل عندهم، كانت عملياتنا تتم بمنتهى السرية، وكنا نزداد قوة يوماً بعد يوم، فلقد التحق بنا جمع كبير، ومرت السنين،وبدأ المستعمر يلين شيئاً فشئ، بدأت الضرائب تنخفض، والربح يزداد، لكن المستعمر لم يكن ليرضى بالخسارة له والربح لنا،فازداد الخطر،أصبحنا كلنا في خطر، وبما أنني كنت بمثابة القائد لهم، كان الخطر أكبر بالنسبة لي، كان من الضروري حينها أن أختفي، أن لا يسمع أحد عني، فزارني سالم بالأمس- شاب ذكي يعمل معنا- واقترح فكرة موتي، لكن الخطة هذه كان ينقصها أمر ما"

قال خالد" ما هو؟"

أجابه سالم وهو يحمل الشاي:"لم تكن عندنا جثة بالطبع"

وفوووية 10-07-2004 11:06 AM

بسم الله الرحمن الرحيم

يكمن أتأخر في الفصل الثامن...

shahnaz 11-07-2004 07:43 AM

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


جدا رائع أسلوب مميز ومشوق للغاية ..


غاليتي وفوووية .. :)

جدا استمتعت بقراءة الفصل السابع ..


وبانتظار الفصول المقبلة بشوق ولهفة ..

أتمنى كل تأخيرة فيها خيرة ..

أرق تحية ..

abdoul 27-07-2004 12:26 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
أختي فورية لقد اتحفتنا و تميزت تخوننى العبارات لكن في كلمة واحدة باركك الله
استمتعت بقراءة الفصل السابع وانتظر الفصل المقبل بكل راحة ليقيني في جودته التي عودتنا عليها دون مغالات ...
إلى لقاء ....

abdoul 30-07-2004 12:00 AM

بسم الله الرحمن الرحيم

فكرت كثيرا بعبارات تبدأ فلا تنتهيى من الثناء

جعلت لي في المنتدى قصداً , و اتحفتنا فى إنتظار الفصل القادم

و بشوق

وفوووية 11-08-2004 03:28 AM

بسم الله الرحمن الرحيم


الفصل الثامن

تفاجأ خالد بهذا الرد، كان سالم قد جلس وبدأ بصب الشاي في الأكواب، قدم أحدها للعم والآخر لخالد، عندها بادر خالد بالسؤال:

"فمن أين أتيتم بالجثة؟"

أجاب العم:

"القدر مهد لنا السبل"

"وكيف هذا؟"

"في نفس تلك الليلة توفي خادمي العجوز، خادم وحيد لا أهل له ولا أبناء،قررت أن أدفنه بنفسي، لكن سالم هنا كان له رأي آخر"

انتقل خالد بنظره إلى سالم، فتبسم ثم قال:

" أليست أفضل طريقة لإثبات موت احدهم، هي بدفنه، وتحديد موضع قبره؟ أخبرت عمك، بأن نؤجل الدفن إلى أن يطلع الفجر، ونبعث بمن يأتي بخادم جديد له، ونلبس الميت ملابس عمك، ونرقده في فراشه، فلما يأتي الخادم الجديدا- الذي لم ير عمك قط – فيظنه هو، وبالتالي يعتقد أنه قد مات، ويظن الجميع ذلك، وهكذا دبرنا الأمر، وعدت للقصر في اليوم التالي، وتوليت أمور الدفن وغيره، وعندها وجدتك"

" والآن؟؟"

قال العم محمد:

" ماذا الآن؟"

"ماذا سيحدث لك؟"

"سأظل أعمل، ولكن بالخفاء، سأكون العقل المدبر، وسينفذ فكرتي آخرون"

"دعني أعمل عندك"

أجاب العم بحزم:

"لا"

"لم؟"
"أنت لا دخل لك بما يحدث، عملنا خطر، وكل من معنا قد يفقد حياته، وأنت شاب يافع،لن أدعك تخاطر بحياتك،لأجل حرب لا ناقة لك فيها ولا جمل"

" ولكن يا عمي..."

"لا..وهذا أمر نهائي"

أطرق خالد رأسه، وبدا حزيناُ، قال العم:

" يا ابن اخي، دعك من مشاكلنا، أنت ستبقى عندي هنا، ستؤنس وحدتي التي أثقلتها الهموم، لا أريد أن أفقدك بعد أن وجدتك"

رفع خالد رأسه، وابتسم ابتسامة حزينة، فقال العم:

"هيا، أمامنا أيام طويلة لنتكلم فيها، ونتحدث، ولتخبرني كل شئ عنك"

جلس الثلاثة يتسامرون حتى المغيب، تحدثوا عن أمور كثيرة، عن الترحال، والشعر، والأدب وغيره، ويخيل للناظر إليهم أنهم يعيشون دون هموم تؤرق معيشتهم، كانوا يتضاحكون حيناً، ويتناقشون حيناً، ولكأن تلك السويعات القليلة فصلتهم عن كل ما يربطهم بالعالم الخارجي، ويبدو أنهم ايضاً لا يكترثون لما قد ينتظرهم، رغم أن القدر، يكترث كثيراً.



وفوووية 11-08-2004 03:29 AM

بسم الله الرحمن الرحيم


أخي عبدول، كلماتك شهادة أعتز بها..

مشكوور لمرورك الطيب..

shahnaz 11-08-2004 12:32 PM

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


رغم أن القدر، يكترث كثيراً.



..


نتابع بكل الشوق ..


سلمت يمناك غاليتي وفوووية ... :)

وفوووية 11-08-2004 04:34 PM

بسم الله

أهلين أختي شهناز..

أسعدني تواجدك...وسعدت لمرورك...

هجيرالصمت 12-08-2004 11:54 AM

الاخت وفوووية

انا ماراح اتفلسف عليك فأنا مهتم بالقصص واحكم على القصة من خلال قبولها في نفسي
لديك خيال خصب ماشالله واسلوبك يتطور من فصل الي فصل وتسلسلك في القصة جميل جدا من حيث عدم التكرار لبعض الكلمات ومن ناحيه السرد

الي الامام

تحياتي

هجير الصمت

وفوووية 12-08-2004 01:24 PM

بسم الله

أخي هجير الصمت...

شكرا لمرورك...

وأهم شئ..أن لاقت القصة إعجابك..
:)

وفوووية 14-08-2004 09:45 PM


بسم الله الرحمن الرحيم


الفصل التاسع

ســــالـــــم

اخترقت أشعة شمس الصباح النافذة، ملأت دار خالد – التي نام بها بالأمس- بالنور، داعبت وجهه الهادئ، ففتح عينيه، تأمل المكان من حوله ثم تبسم.

خرج خالد من الدار إلى الحديقة، حيث وجد عمه جالساً في أحد زواياها الساكنة إلا من زقزقات الطيور المحلقة، اقترب من عمه وقال:

"صباح الخير"

"صباح النور....هل نمت جيداً؟"

"نعم"

"تعال اجلس بجنبي"

جلس خالد بجانب عمه، وساد الصمت، يبدو أن عمه لم يرد أن يتحدث، فقط أراد لخالد أن يبقى معه.

ثم سمع خالد وقع خطوات تقترب، لم يكن الزائر إلا سالماً، اقترب؟ وتنبه خالد لرزمة من الأوراق كانت معه.

قال سالم:

"السلام عليكم"

أجاب خالد وعمه:

"وعليكم السلام"

ثم قال العم:

"ما الذي جاء بك في هذه الساعة المبكرة؟"

"هذا"

وأعطى سالم الأوراق للعم محمد، تصفح العم الأوراق لبضع دقائق، ثم عاد يقول:

"اتركها عندي اليوم، وغداً أعلمك بقراري"

"حسناً، إلى اللقاء"

"إلى اللقاء"

و غادر سالم المكان.

سأل خالد بعفوية:

"ما هذه الأوراق؟"،ثم أحس بالذنب فقال متداركاً:" لم أقصد التدخل"

"لا عليك، إنها مجرد أوراق تتعلق بتجارتي"

" ولكن ما شأن سالم بتجارتك؟"

" ما كنت لأدعي موتي دون أن أوصي أحد ليرث مالي وتجارتي، في تلك الليلة كتبت وصيتي، أوصيت بكل ما أملك لسالم، لو لم افعل لآلت كل ثروتي للحكومة المستعمر، فسالم الآن يتولى كل أمور تجارتي بالإضافة لأعماله الخاصة"

" هل تثق بسالم كل هذه الثقة؟"

"نعم"

"هل لي أن أسأل لماذا؟"

" بالطبع، سالم هذا ابن أحد التجار، كانت تربطني به علاقة صداقة وطيدة، عاش سالم وأبوه لوحدهما هنا بالهند، بعد وفاة أم سالم، كان سالم لم يتجاوز السنتين، ولم يمهل القدر أباه كثيراً، إذ سرعان ما مات هو الآخر، تاركا خلفه ابناً يتيماً،وتجارة دون وصي عليهل، فكفلته، وربيته، لقد نشأ وكبر أمام ناظري، إني أثق به، كما يثق الأب بإبنه"

لم يرد خالد، وظل صامتاً، فليس لديه ما يقوله، نهض العم وقال:

" سأدخل الآن، الشمس بدأت بالإرتفاع، وسرعان ما ستترتفع الحرارة أيضاً...ألن تدخل أنت أيضاً؟"

"سأبقى قليلاً هنا"

بقي خالد لوحده، تجول في الحديقة، ثم تأمل السماء، ورأى الطيور تحلق فيها بكل حرية، شعر خالد بأن روحه أيضاً حلقت معهم، فها هو الآن في كنف عمه، وفي أحد أجمل بقاع الأرض، دون مسؤوليات ودون التزامات.

هنيئاً لخالد هذه السعادة المؤقتة.

وفوووية 16-08-2004 01:31 PM

بسم الله الرحمن الرحيم

ما عطيتوني رايكم؟؟؟

:think:

shahnaz 17-08-2004 05:50 PM

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

فصل رائع و ممتع ..

بانتظار الباقي غاليتي وفوووية ... :)

وفوووية 06-06-2005 05:30 PM

بسم الله الرحمن الرحيم

الفصل العاشر

لقاء في السوق

مرت أسابيع، بل أشهر، اعتاد فيها خالد هذا المكان، اعتاد الاستيقاظ على زقزقة العصافير، واعتاد التجول في الحديقة، في السوق، في البساتين الخضراء، كما اعتاد صحبة عمه وسالم.

أمر واحد ظل يؤرقه، أنه لا يعمل، لطالما ألح على عمه أن يجعله يعمل، أي عمل، لكنه كان يرفض قائلاً:

" ما حاجتك للعمل؟"

سؤال كهذا، هو كسؤال الطير لم يحلق، وسؤال الزهر لم يتفتح كل صباح، وسؤال النهر لم يجري، لم يكن خالد يريد أن يغضب عمه، فكان يكتفي بالصمت.

استيقظ خالد ذات يوم، متأخراً، لقد اعتاد النوم إلى ساعات متأخرة من النهار، ما فائدة الاستيقاظ باكرا عن كان لن يعمل؟؟

اغتسل، وارتدى ملابسه، ثم ذهب ليتناول فطوره، نمط يومي بدأ خالد يضيق به ذرعاً.

والأسوأ من ذلك أنه صار لا يرى عمه إلا نادراً، فهو يخرج مع أول خيوط الفجر ولا يعود إلا مساءاً، فينحصر الحوار بينهما على السؤال عن الأحوال.

قرر خالد أن يخرج للسوق، لا لشئ، فقط لقتل الوقت، كما يقال.

لا يبعد السوق كثيراً، فما هي إلا دقائق معدودات، وامتلأت أذن خالد، بأصوات الناس، هناك في زاوية من هذا السوق المقام في الهواء الطلق، بائع ورجل، يفاصلان على سعر قطعة قماش، وفي زاوية أخرى مجموعة من النساء يتبادلن أحاديث الضحى، وفي ناحية أخرى مجموعة أخرى من الرجال يتضاحكون، خيل لخالد إن السوق، عالم صغير يجمع كل أصناف البشر وأنماطهم، وهو في غمرة تخيلاته وأفكاره، وقع ناظره على وجه مألوف.

سالم..

لوح خالد بيده وصاح: " سالم "

التفت وابتسم، ثم اقترب من خالد ومد يده مصافحاً:

"خالد..كيف حالك؟"

أجاب خالد بامتعاض: " لا بأس"

سأله سالم وقد استشف ضيقه: " ما الأمر يا خالد؟"

"لا شئ...فقط أنني أصبحت سريع السأم"

صمت سالم لبرهة ثم قال بحماسته المعهودة:

" ما رأيك بزيارة "

" إلى أين؟"

" إلى حيث أعمل"

"لا بأس"

على الأقل ذلك أفضل من التجول في السوق دون هدف وغاية.

وسرعان ما وجد خالد نفسه في أمام مبنى ضخم، تنبض الحياة في كل جانب من جوانبه.

ولأول مرة منذ أسابيع، شعر خالد ببعض الحماسة.







الساعة الآن » 12:32 AM.
صفحة 2 من 3 < 1 2 3 >

Powered by: vBulletin Version 3.0.16
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.