المهاجر3
21-02-2001, 08:24 PM
قبل المنصب
في عصر ذلك اليوم انتابني احساس غريب تجاه المياه فقد عدت من أحد «الأشياب» -جمع «شيب» وهو مكان جلب الماء - المخصصة لذلك والمنتشرة في الرياض لإبلاغ العاملين فيه بما لاحظته من أن المياه التي يجلبونها لمسكني المتواضع الذي أقوم بتشييده حالياً ترتفع فيها درجة الملوحة مما يجعلها غير صالحة لعمليات رش المباني، وربما يؤثر ذلك على سلامتها، وقد لاحظت أن كمية كبيرة من المياه قد ساحت وسط «الشيب» وتسربت إلى الشارع في إهمال واضح ينم عن عدم تقدير من العاملين لأهمية المياه ووجوب المحافظة عليها وخصوصاً في بلد صحراوي تقل فيه الموارد المائية، بل وتنعدم فيه الأنهار كما هو حال بلادنا، وحينها تمنيت لو أنني مسؤول في مصلحة المياه أو أمانة مدينة الرياض لأطبق على صاحب الشيب أشد أنواع العقوبات المنصوص عليها في لائحة الجزاءات المقررة ثم أسدي إليه النصائح المتعلقة بالترشيد علها تحرك فيه ساكناً مثل: «لا تسرف في الماء ولو كنت على نهر جار»، «الماء ثروة وطنية فحافظ عليها».
لكنني خرجت من ذلك بثياب نصف مبللة وركبت سيارتي دون أن أشعل جهاز التكييف خوفاً من «نزلة مائية» وفي الطريق شاهدت مجموعة من السائقين وبعض الشباب وقد أوقفوا سياراتهم أمام منازلهم وأخرجو خراطيم المياه من داخلها وأخذوا يغسلون السيارات ويفركون كفراتها بالشامبو بطريقة تدعو للأسى ويبدو أن مثل هذا المنظر من المألوف ولا يثير العجب، واضطررت من باب الحماس وحفاظاً على ثروة الوطن إلى الوقوف وتنبيه هؤلاء بأن ما يفعلونه يعتبر خطأً جسيماً، لكنهم تجاهلوني ولم يعبئوا بنصائحي إلا واحد منهم تجاوب معي حيث صوب خرطوم المياه الذي كان بيده صوب سيارتي المتسخة، ويبدو أنه لم يفهم ما أريده منه، بل اعتقد أنني أطلب مساعدته في تنظيف سيارتي التي علاها الغبار والوسخ.
ذهبت إلى منزلي وقبل الولوج إليه ألقيت نظرة على صندوق الكهرباء وقد تدلت منه ورقة طويلة أيقنت أنها فاتورة المياه لا الكهرباء لأن الأخيرة وصلتني قبل أيام وسددت ما بها من مبالغ، تناولت فاتورة المياه وتفحصتها فوجدت المبلغ الواجب سداده هو (2)- ريالان فقط لا غير، فهززت رأسي متأسياً وسعيداً في الوقت نفسه، متأسياً لرخص الماء عندنا مقارنة بالكهرباء والهاتف، وسعيداً لاكتشافي أنني مثالي في الاستهلاك فرقم مبلغ فاتورتي لم يصل بعد إلى ثلاثة أرقام منذ أن انضممت إلى قائمة المشتركين في مصلحة المياه قبل عقدين ونصف العقد.
دخلت إلى منزلي واسترخيت على أريكة وشعرت بعد مدة أنها مبللة ولأنني غير مصاب بمرض التبول اللاإرادي فقد أخذت أصيح في وجه زوجتي وأطفالي مستفسراً عن سر هذا البلل فجاء الجواب سريعاً من طفلي الصغير بأنه سكب على الأريكة مشروباً غازياً بطريقة غير متعمدة، وقلت في نفسي الحمد لله أنه لم يكن ماء، ثم استويت على الأريكة رغم البلل وتناولت جهاز (الريموت) لأبحث عن آخر الأخبار في القنوات الفضائية العربية، وتوقفت عند القناة المصرية التي كانت تبث مصادفة خبراً عن إنشاء مؤسسة عربية لترشيد استهلاك المياه، وشعرت وقتها بالسعادة لميلاد هذه المؤسسة التي طال انتظارها بغية إيقاف الهدر الكبير للمياه في بلادنا والبلاد العربية، وما إن انتهت النشرة حتى رن هاتفي ورفعت السماعة لأجد على الخط عصمت عبدالمجيد الأمين العام لجامعة الدول العربية، الذي زف لي خبر تعييني مديراً عاماً لهذه المؤسسة فقلت له: خل عنك المزح يا عبدالمجيد، لكنني لمست من كلامه الجدية فسألته: لماذا تم اختياري أنابالذات؟ فأجاب: اختيارك لهذا المنصب جاء بإجماع عربي بعد أن فحصنا فواتير استهلاك المياه لجميع المشتركين في الدول العربية من المحيط إلى الخليج، ووجدنا أن فاتورتك هي الأقل بينها طوال عقدين ونصف، وختم مكالمته بتفويضي لاستئجار مقر لهذه المؤسسة الوليدة في الرياض وتمنى لي التوفيق في مهمتي الجديدة، وليلتها لم أذق طعم النوم، وأخذت أفكر في الكيفية التي أدير بها المؤسسة والهيكل التنظيمي لها، وتوجهت إلى الهاتف و«مصعت» سلكه خوفاً من اتصال زملائي الصحفيين بي لتسجيل شعوري بعد اختياري لهذا المنصب العربي (عملت ذلك لأنني لم أجهز سيرتي الذاتية).
___________________________________
السبت
استيقظت قبل صلاة الفجر (أصلاً لن أحتاج للاستيقاظ لأنني لم أنم ليلة التعيين) واستأجرت «وايت» ماء، لأدور به في شوارع الرياض بحثاً عن مقر للمؤسسة، وحتماً لن أجد مكاناً أفضل لذلك من طريق الحاير، حيث تنتشر أشياب المياه (مراكز استخراج وبيع المياه) وسيقع اختياري على أحد الأشياب المطلة على نهر الحاير العظيم وأقوم باستئجاره من صاحبه بمبلغ كبير، وعندما نوقع العقد فإن المداد الذي كتب على أوراق العقد سيسيل بسبب تبللها بالمياه التي كانت تتطاير من المواسير المخصصة لتعبئة الوايتات، ولأن التعب سيبلغ بي كل مبلغ فسأضطر إلى النوم قليلاً، ولن أجد مكاناً أجمل من (عشة العمال) في الشيب، ثم أستيقظ بعد شروق الشمس بقليل، وأبعث أحد العمال لشراء إفطار العمل المكون من (التميس والفول)، وعندما تحين ساعة الدوام في الدوائر، أجري اتصالاً بمدير عام مصلحة المياه والصرف الصحي، طالباً منه مساعدتي في تحديد خمسة أشخاص وأسمائهم وعناوينهم وأرقام هواتفهم يكونون هم الأقل استهلاكاً للمياه في الرياض خلال عام من خلال أرقام فواتير المياه لأجعلهم نواباً ومساعدين لي، وسألح عليه لإرسال ما طلبته منه بسرعة مع فواتير استهلاكهم لإيماني بأن الفواتير تقوم مقام السيرة الذاتية في اختيار الكفاءات التي ستدير هذه الموسسة الوليدة، وعندما يحضر مندوب المصلحة ويسلم لي الأسماء، أجرى في الحال اتصالات بهم وأبلغهم بتعيينهم في المؤسسة كل حسب رقم استهلاكه للمياه، فالأقل سيكون نائبي، ثم الذي يليه سيكون مساعد المدير العام لترشيد الوضوء، ثم المساعد لشؤون طفح المياه في أحياء المدن العربية كحي الفريان بالرياض، وحي الدقي بالقاهرة، وحي الأمويين في دمشق..، ثم المساعد لشؤون الترشيد بقطاع غسيل السيارات، ثم مدير إصلاح الأنابيب المكسورة في الشوارع والبرادات المتآكلة و(المصدية) في المدارس العربية، كما هو الحال في مدارس جنوب الرياض، وقبل نهاية الدوام «أزرق» إلى مبنى الجوازات لتغيير مهنتي القديمة بالجديدة والحصول على جواز دبلوماسي، وسأشترط عليهم منحي جواز سفر تخلو بياناته المكتوبة من الخط الرديء، ولا تتأثر بالأصابع المبللة بالعرق عند فتح صفحاته أمام موظفي جوازات المطار لوضع ختم الخروج والدخول أثناء السفر أو العودة.
___________________________________
الأحد
أتوجه إلى أقرب مطبعة وأطلب من العاملين فيها طباعة كتيبات وملصقات إرشادية غير تقليدية، مؤثرة تحث على الترشيد في استهلاك المياه مثل: أخي العربي لاتشرب الماء إلا وأنت عطشان - لا لزراعة القمح والشعير والجح- الماء للشرب وإطفاء الحرائق فقط- لا تستحم إلا إذا انبعثت روائح لا يمكن احتمالها - لا تكثر من المضمضة عند استعمال معجون الأسنان - ونشرب من غيرنا كدراً وطيناً «عبارة خاصة لسكان مدينتي الخرج والجوف» -
كالعيس في البيداء يقتلها الظمأ
والماء فوق ظهورها محمول
(عبارة خاصة لسكان مدينتي القاهرة ودمشق).
___________________________________
الاثنين
أعلن عبر خدمات الاتصال الفضائي المائي عن أهداف وخطط المؤسسة والإجراءات الواجب على الدول العربية اتخاذها بشكل فوري وهي:
- إيقاف زراعة القمح والشعير والجح في الدول العربية التي تعاني من شح المياه لأن هذه المحاصيل شرهه في استهلاك المياه.
- إلزام الجهات المسؤولة عن المياه بوضع مواصفات جديدة لتمديدات المياه في الشوارع بحيث تكون فوق الأرض ومنع دفنها للقضاء على مشكلة التسربات كما هو الحال في الرياض.
- تخصيص (بزبوز مياه) واحد لكل أسرة عربية ومن أراد أكثر من ذلك فيلزمه دفع مبالغ كبيرة.
- إنشاء جامعة مائية عربية بلا دورات مياه ولا برادات للشرب، وتكون الدراسة بها يومي الإثنين والخميس فقط من كل أسبوع، مع اشتراط أن يكون طلابها من الصائمين في هذين اليومين.
- إلزام مصانع السيارات عبر هيئات المواصفات والمقاييس في كل دولة عربية بضرورة طلاء السيارات الواردة لهذه الدول وخصوصاً الخليجية منها بمادة غير قابلة للاتساخ كأن تكون (بوية زيتية) يسهل مسحها بخرقة دون الحاجة لغسلها بالمياه.
- إيقاف إصدار تأشيرات غاسلي السيارات المنتشرين بكثرة في الدول العربية وخصوصاً دول الخليج.
- إعادة تدوير مياه الصرف الصحي بإلزام أصحاب المزارع الاستفادة من هذه المياه في زراعة الخضراوات الورقية، مع إخضاع المشترين لهذه الخضراوات في أسواقها للكشف عن وباء التهاب الكبد الوبائي بأنواعه الأربعة.
- وضع مواصفات خاصة لصنابير مياه البرادات في مدارس وزارة المعارف السعودية، بحيث أنها تقفل بمجرد نهاية الفسح للقضاء على الهدر الكبير للمياه التي تغذيها بسبب نسيان الطلاب لها مفتوحة وهي ظاهرة ملاحظة أثناء الفسح الطويلة في المدارس، وربما يعود ذلك إلى خوف الطلاب من عصى المراقب عند تأخرهم في التوجه إلى فصولهم.
- إعادة النظر في آلية تشغيل برادات المياه الموضوعة في الشوارع على هيئة (مياه سبيل) بحيث جعلها (تكهرب) كل من يستخدمها لأكثر من دقيقة واحدة، وإلزام المصانع التي تنتج هذه البرادات بوضع عبارة فوق كل برادة تقول: ممنوع الاستحمام هنا.
- جعل يوم الجمعة عمل إلزامي لمفتشي المياه للحد من الغسيل الجائر لساحات المنازل في ذلك اليوم والملاحظ بكثرة في بعض أحياء الرياض.
- قلع جميع الأشجار في شوارع المدن العربية وغرس بدلاً منها أشجار الإثل أو الشفلح نظراً لقلة طلبها للماء.
- منع الطلاب والموظفين من أكل الفول والتميس أثناء أيام العمل حفاظاً على المياه في البرادات.
___________________________________
الثلاثاء
أتوجه بطائرتي المائية الخاصة إلى القاهرة حيث مقر الجامعة العربية التي تعمل المؤسسة التي أديرها تحت مظلتها، وأعقد مؤتمراً صحفياً أعلن من خلاله عن:
- إنشاء قوة مائية عربية لتخويف بعض الدول الأجنبية التي تطرح ما بين الفينة والأخرى موضوع المياه كوسيلة ضغط على الدول العربية، وتدريب رجال كوماندز انتحاريين مائيين لتدمير السدود التي تنشئها على الأنهار المغذية للدول العربية في نطاق حرب المياه التي ترغب الدول الأجنبية إشعالها مع العرب مما يوقع رجال الدفاع المدني البواسل في حرج نظراً لعجزهم عن إطفائها.
- إنشاء محطة تحلية مياه عربية تشارك في تمويلها وصيانتها والشرب من مائها جميع الدول العربية وبنسب متفاوته تبعاً لحاجة كل دولة. ويتم لهذا الغرض ربط الدول العربية بشبكة مياه واحدة على غرار مشاريع الربط الكهربائي الإقليمية.
- هدم كل مطعم يثبت أنه كان سبباً في إصابة زبائنة بنوبات إسهال من الوجبات المقدمة لهم.
- إنشاء جهاز مباحث مائي عربي تكون مهمته مراقبة المترددين على دورات المياه العامة في المدن العربية والقبض على كل من يثبت دخوله للحمام لأكثر من ثلاثة مرات في اليوم، وإحالته إلى عيادات متخصصة تقوم بمناولته كبسولات تسبب له الإمساك ما يحد من الدخول المتكرر لدورات المياه وبالتالي تقليل نسبة الاستهلاك من المياه.
- رفع قيمة استهلاك المياه في الدول العربية وخصوصاً الصحراوية إلى رقم مضاعف مقابل تخفيض أجور الكهرباء والهاتف والإنترنت.
- كسر أيدي وأرجل المسرفين في استخدام المياه مما يضطرهم إلى تجبيسها وبالتالي الاكتفاء بالمسح عليها بالمياه بدلاً من إسباغ كمية كبيرة عليها أثناء الوضوء أو الاستحمام.
___________________________________
الأربعاء
أتوجه في رحلات مكوكية إلى العواصم العربية، وألتقي مسؤولي المياه فيها، وأبحث معهم إنشاء قناة مائية فضائية عربية، ينحصر عملها في بث كل ما يتعلق بالمياه من أخبار وإعلانات ولقاءات مع الرجال المائيين، وبرامج حوارية على الهواء عن حرب المياه مع توعية السكان بأهمية المحافظة عليها (على المياه لا القناة) مع الترشيد في استهلاكها مستفيدين من النشرات والكتيبات التي طبعت في اليوم الثاني من تعييني.
___________________________________
الخميس
أعود إلى مقر عملي في المؤسسة بشيب الحاير وأطلب تقارير عاجلة عن نتائج الإجراءات والتوصيات بخصوص ترشيد استهلاك المياه وفقاً لما طلب من الدول العربية، ثم أعقد اجتماعاً مع مراقبي المياه في الرياض والمدن العربية (عبر الاتصال الفضائي المائي) وأحدد لهم العقوبات التي سيطبقونها يوم غد الجمعة بحق المخالفين لقواعد وتنظيمات استخدامات المياه ومنها:
- إجبار المخالفين على السباحة ليوم كامل في الترع وقنوات المياه المتفرعة من الأنهار والينابيع وقنوات المجاري المنتشرة في العواصم والمدن العربية.
- إعداد قوائم بأسماء المخالفين لنظام المياه في الدول العربية وتوزيعها على المنافذ البحرية لمنعهم من السفر.
- إبلاغ الأطباء بأسماء المخالفين الواردة في (ثانياً) بعدم علاجهم من مرض البلهارسيا والملاريا والحمى الصفراء والتهاب الكبد الوبائي التي سببتها العقوبة المنصوص عليها في أولاً.
___________________________________
الجمعة
أستيقظ باكراً لأتابع مع نوابي ومساعديَّ وفريق المراقبة القناة الفضائية المائية التي ستكون في هذا اليوم في بث مباشر من العواصم العربية لتسجيل آراء المسؤولين عن قطاع المياه في هذه الدول عن مدى نجاح المؤسسة العربية لترشيد استهلاك المياه في كبح جماح المواطنين من الاستهلاك الجائر الضفدعي والسمكي للمياه، علماً بأن البث سيستمر حتى المغرب، وبعدها سأركب (وايت من وايتات الشيب) وأذهب إلى منزلي بعد نجاحي في أول مهمة عربية من نوعها، وبدلاً من ذهابي إلى البيت سأذهب إلى السجن حيث إن رجال الشرطة سيوقفونني في الطريق الدائري بعد سلسلة من حوادث الانقلاب والانزلاق بسبب المياه التي تعرضت لها السيارات السالكة لطريقي التي كانت تتسرب من الوايت الذي أقوده حيث نسى العامل في الشيب إحكام غلق ماسورة المياه في الوايت جيداً، وحينها أشعر بسعادة غامرة لنجاحي في المهمة الجسيمة، وتوصيل رسالة المؤسسة إلى الجميع، وما دخولي السجن في ذلك اليوم إلا دليل على ذلك بسبب تسرب مياه صالحة للاستهلاك الآدمي، وحينها أتساءل عن العقوبة التي تنتظر من يسرب مياه الصرف الصحي في الشوارع؟
كثيراً ما نردد في مجالسنا : لو كنت مكان فلان لعملت كذا ، ولو كنت مكان علان لما عملت كذا ! والأمثال تقول: " ليس من رأى كمن سمع " و" وما يوجس النار إلا وأطيها " !
نحن - هنا في المعرفة- نحاول أن نوجد مقاربة سريالية بين الخيال والواقع . نصدر " قراراً معرفياً " بتعيين فلان في المنصب الفلاني لمدة 7 أيام لننظر هل ستكون هذه الأيام سبعاً سماناً أم عجافاً أم غير ذلك ؟ ها هو صاحب المنصب الخرافي يتحدث إليكم ..
_________
( مختارات المهاجر )
بدر الخريف
المنصب: مدير المؤسسة العربية لترشيد إستهلاك المياه.
المرشـح : بدر محمد الخريف.
معلم متقاعد.
_________
* أخي العربي لا تشرب الماء إلا وأنت عطشان!!
* لا تكثر المضمضة مع معجون الأسنان.
* ربط برادات الشرب في المدارس بجرس الفسحة.
* إنشاء محطة تحلية مياه مشتركة وربط الدول العربية بها.
* سأوقف على الفور تأشيرات غاسلي السيارات!
* سأمنع زراعة الجح والشعير والقمح.
* طلاء السيارات بدهان زيتي قابل للمسح فقط!
* إنشاء قناة فضائية مائية عربية.
* تدريب انتحاريين مائيين لتدمير السدود!
في عصر ذلك اليوم انتابني احساس غريب تجاه المياه فقد عدت من أحد «الأشياب» -جمع «شيب» وهو مكان جلب الماء - المخصصة لذلك والمنتشرة في الرياض لإبلاغ العاملين فيه بما لاحظته من أن المياه التي يجلبونها لمسكني المتواضع الذي أقوم بتشييده حالياً ترتفع فيها درجة الملوحة مما يجعلها غير صالحة لعمليات رش المباني، وربما يؤثر ذلك على سلامتها، وقد لاحظت أن كمية كبيرة من المياه قد ساحت وسط «الشيب» وتسربت إلى الشارع في إهمال واضح ينم عن عدم تقدير من العاملين لأهمية المياه ووجوب المحافظة عليها وخصوصاً في بلد صحراوي تقل فيه الموارد المائية، بل وتنعدم فيه الأنهار كما هو حال بلادنا، وحينها تمنيت لو أنني مسؤول في مصلحة المياه أو أمانة مدينة الرياض لأطبق على صاحب الشيب أشد أنواع العقوبات المنصوص عليها في لائحة الجزاءات المقررة ثم أسدي إليه النصائح المتعلقة بالترشيد علها تحرك فيه ساكناً مثل: «لا تسرف في الماء ولو كنت على نهر جار»، «الماء ثروة وطنية فحافظ عليها».
لكنني خرجت من ذلك بثياب نصف مبللة وركبت سيارتي دون أن أشعل جهاز التكييف خوفاً من «نزلة مائية» وفي الطريق شاهدت مجموعة من السائقين وبعض الشباب وقد أوقفوا سياراتهم أمام منازلهم وأخرجو خراطيم المياه من داخلها وأخذوا يغسلون السيارات ويفركون كفراتها بالشامبو بطريقة تدعو للأسى ويبدو أن مثل هذا المنظر من المألوف ولا يثير العجب، واضطررت من باب الحماس وحفاظاً على ثروة الوطن إلى الوقوف وتنبيه هؤلاء بأن ما يفعلونه يعتبر خطأً جسيماً، لكنهم تجاهلوني ولم يعبئوا بنصائحي إلا واحد منهم تجاوب معي حيث صوب خرطوم المياه الذي كان بيده صوب سيارتي المتسخة، ويبدو أنه لم يفهم ما أريده منه، بل اعتقد أنني أطلب مساعدته في تنظيف سيارتي التي علاها الغبار والوسخ.
ذهبت إلى منزلي وقبل الولوج إليه ألقيت نظرة على صندوق الكهرباء وقد تدلت منه ورقة طويلة أيقنت أنها فاتورة المياه لا الكهرباء لأن الأخيرة وصلتني قبل أيام وسددت ما بها من مبالغ، تناولت فاتورة المياه وتفحصتها فوجدت المبلغ الواجب سداده هو (2)- ريالان فقط لا غير، فهززت رأسي متأسياً وسعيداً في الوقت نفسه، متأسياً لرخص الماء عندنا مقارنة بالكهرباء والهاتف، وسعيداً لاكتشافي أنني مثالي في الاستهلاك فرقم مبلغ فاتورتي لم يصل بعد إلى ثلاثة أرقام منذ أن انضممت إلى قائمة المشتركين في مصلحة المياه قبل عقدين ونصف العقد.
دخلت إلى منزلي واسترخيت على أريكة وشعرت بعد مدة أنها مبللة ولأنني غير مصاب بمرض التبول اللاإرادي فقد أخذت أصيح في وجه زوجتي وأطفالي مستفسراً عن سر هذا البلل فجاء الجواب سريعاً من طفلي الصغير بأنه سكب على الأريكة مشروباً غازياً بطريقة غير متعمدة، وقلت في نفسي الحمد لله أنه لم يكن ماء، ثم استويت على الأريكة رغم البلل وتناولت جهاز (الريموت) لأبحث عن آخر الأخبار في القنوات الفضائية العربية، وتوقفت عند القناة المصرية التي كانت تبث مصادفة خبراً عن إنشاء مؤسسة عربية لترشيد استهلاك المياه، وشعرت وقتها بالسعادة لميلاد هذه المؤسسة التي طال انتظارها بغية إيقاف الهدر الكبير للمياه في بلادنا والبلاد العربية، وما إن انتهت النشرة حتى رن هاتفي ورفعت السماعة لأجد على الخط عصمت عبدالمجيد الأمين العام لجامعة الدول العربية، الذي زف لي خبر تعييني مديراً عاماً لهذه المؤسسة فقلت له: خل عنك المزح يا عبدالمجيد، لكنني لمست من كلامه الجدية فسألته: لماذا تم اختياري أنابالذات؟ فأجاب: اختيارك لهذا المنصب جاء بإجماع عربي بعد أن فحصنا فواتير استهلاك المياه لجميع المشتركين في الدول العربية من المحيط إلى الخليج، ووجدنا أن فاتورتك هي الأقل بينها طوال عقدين ونصف، وختم مكالمته بتفويضي لاستئجار مقر لهذه المؤسسة الوليدة في الرياض وتمنى لي التوفيق في مهمتي الجديدة، وليلتها لم أذق طعم النوم، وأخذت أفكر في الكيفية التي أدير بها المؤسسة والهيكل التنظيمي لها، وتوجهت إلى الهاتف و«مصعت» سلكه خوفاً من اتصال زملائي الصحفيين بي لتسجيل شعوري بعد اختياري لهذا المنصب العربي (عملت ذلك لأنني لم أجهز سيرتي الذاتية).
___________________________________
السبت
استيقظت قبل صلاة الفجر (أصلاً لن أحتاج للاستيقاظ لأنني لم أنم ليلة التعيين) واستأجرت «وايت» ماء، لأدور به في شوارع الرياض بحثاً عن مقر للمؤسسة، وحتماً لن أجد مكاناً أفضل لذلك من طريق الحاير، حيث تنتشر أشياب المياه (مراكز استخراج وبيع المياه) وسيقع اختياري على أحد الأشياب المطلة على نهر الحاير العظيم وأقوم باستئجاره من صاحبه بمبلغ كبير، وعندما نوقع العقد فإن المداد الذي كتب على أوراق العقد سيسيل بسبب تبللها بالمياه التي كانت تتطاير من المواسير المخصصة لتعبئة الوايتات، ولأن التعب سيبلغ بي كل مبلغ فسأضطر إلى النوم قليلاً، ولن أجد مكاناً أجمل من (عشة العمال) في الشيب، ثم أستيقظ بعد شروق الشمس بقليل، وأبعث أحد العمال لشراء إفطار العمل المكون من (التميس والفول)، وعندما تحين ساعة الدوام في الدوائر، أجري اتصالاً بمدير عام مصلحة المياه والصرف الصحي، طالباً منه مساعدتي في تحديد خمسة أشخاص وأسمائهم وعناوينهم وأرقام هواتفهم يكونون هم الأقل استهلاكاً للمياه في الرياض خلال عام من خلال أرقام فواتير المياه لأجعلهم نواباً ومساعدين لي، وسألح عليه لإرسال ما طلبته منه بسرعة مع فواتير استهلاكهم لإيماني بأن الفواتير تقوم مقام السيرة الذاتية في اختيار الكفاءات التي ستدير هذه الموسسة الوليدة، وعندما يحضر مندوب المصلحة ويسلم لي الأسماء، أجرى في الحال اتصالات بهم وأبلغهم بتعيينهم في المؤسسة كل حسب رقم استهلاكه للمياه، فالأقل سيكون نائبي، ثم الذي يليه سيكون مساعد المدير العام لترشيد الوضوء، ثم المساعد لشؤون طفح المياه في أحياء المدن العربية كحي الفريان بالرياض، وحي الدقي بالقاهرة، وحي الأمويين في دمشق..، ثم المساعد لشؤون الترشيد بقطاع غسيل السيارات، ثم مدير إصلاح الأنابيب المكسورة في الشوارع والبرادات المتآكلة و(المصدية) في المدارس العربية، كما هو الحال في مدارس جنوب الرياض، وقبل نهاية الدوام «أزرق» إلى مبنى الجوازات لتغيير مهنتي القديمة بالجديدة والحصول على جواز دبلوماسي، وسأشترط عليهم منحي جواز سفر تخلو بياناته المكتوبة من الخط الرديء، ولا تتأثر بالأصابع المبللة بالعرق عند فتح صفحاته أمام موظفي جوازات المطار لوضع ختم الخروج والدخول أثناء السفر أو العودة.
___________________________________
الأحد
أتوجه إلى أقرب مطبعة وأطلب من العاملين فيها طباعة كتيبات وملصقات إرشادية غير تقليدية، مؤثرة تحث على الترشيد في استهلاك المياه مثل: أخي العربي لاتشرب الماء إلا وأنت عطشان - لا لزراعة القمح والشعير والجح- الماء للشرب وإطفاء الحرائق فقط- لا تستحم إلا إذا انبعثت روائح لا يمكن احتمالها - لا تكثر من المضمضة عند استعمال معجون الأسنان - ونشرب من غيرنا كدراً وطيناً «عبارة خاصة لسكان مدينتي الخرج والجوف» -
كالعيس في البيداء يقتلها الظمأ
والماء فوق ظهورها محمول
(عبارة خاصة لسكان مدينتي القاهرة ودمشق).
___________________________________
الاثنين
أعلن عبر خدمات الاتصال الفضائي المائي عن أهداف وخطط المؤسسة والإجراءات الواجب على الدول العربية اتخاذها بشكل فوري وهي:
- إيقاف زراعة القمح والشعير والجح في الدول العربية التي تعاني من شح المياه لأن هذه المحاصيل شرهه في استهلاك المياه.
- إلزام الجهات المسؤولة عن المياه بوضع مواصفات جديدة لتمديدات المياه في الشوارع بحيث تكون فوق الأرض ومنع دفنها للقضاء على مشكلة التسربات كما هو الحال في الرياض.
- تخصيص (بزبوز مياه) واحد لكل أسرة عربية ومن أراد أكثر من ذلك فيلزمه دفع مبالغ كبيرة.
- إنشاء جامعة مائية عربية بلا دورات مياه ولا برادات للشرب، وتكون الدراسة بها يومي الإثنين والخميس فقط من كل أسبوع، مع اشتراط أن يكون طلابها من الصائمين في هذين اليومين.
- إلزام مصانع السيارات عبر هيئات المواصفات والمقاييس في كل دولة عربية بضرورة طلاء السيارات الواردة لهذه الدول وخصوصاً الخليجية منها بمادة غير قابلة للاتساخ كأن تكون (بوية زيتية) يسهل مسحها بخرقة دون الحاجة لغسلها بالمياه.
- إيقاف إصدار تأشيرات غاسلي السيارات المنتشرين بكثرة في الدول العربية وخصوصاً دول الخليج.
- إعادة تدوير مياه الصرف الصحي بإلزام أصحاب المزارع الاستفادة من هذه المياه في زراعة الخضراوات الورقية، مع إخضاع المشترين لهذه الخضراوات في أسواقها للكشف عن وباء التهاب الكبد الوبائي بأنواعه الأربعة.
- وضع مواصفات خاصة لصنابير مياه البرادات في مدارس وزارة المعارف السعودية، بحيث أنها تقفل بمجرد نهاية الفسح للقضاء على الهدر الكبير للمياه التي تغذيها بسبب نسيان الطلاب لها مفتوحة وهي ظاهرة ملاحظة أثناء الفسح الطويلة في المدارس، وربما يعود ذلك إلى خوف الطلاب من عصى المراقب عند تأخرهم في التوجه إلى فصولهم.
- إعادة النظر في آلية تشغيل برادات المياه الموضوعة في الشوارع على هيئة (مياه سبيل) بحيث جعلها (تكهرب) كل من يستخدمها لأكثر من دقيقة واحدة، وإلزام المصانع التي تنتج هذه البرادات بوضع عبارة فوق كل برادة تقول: ممنوع الاستحمام هنا.
- جعل يوم الجمعة عمل إلزامي لمفتشي المياه للحد من الغسيل الجائر لساحات المنازل في ذلك اليوم والملاحظ بكثرة في بعض أحياء الرياض.
- قلع جميع الأشجار في شوارع المدن العربية وغرس بدلاً منها أشجار الإثل أو الشفلح نظراً لقلة طلبها للماء.
- منع الطلاب والموظفين من أكل الفول والتميس أثناء أيام العمل حفاظاً على المياه في البرادات.
___________________________________
الثلاثاء
أتوجه بطائرتي المائية الخاصة إلى القاهرة حيث مقر الجامعة العربية التي تعمل المؤسسة التي أديرها تحت مظلتها، وأعقد مؤتمراً صحفياً أعلن من خلاله عن:
- إنشاء قوة مائية عربية لتخويف بعض الدول الأجنبية التي تطرح ما بين الفينة والأخرى موضوع المياه كوسيلة ضغط على الدول العربية، وتدريب رجال كوماندز انتحاريين مائيين لتدمير السدود التي تنشئها على الأنهار المغذية للدول العربية في نطاق حرب المياه التي ترغب الدول الأجنبية إشعالها مع العرب مما يوقع رجال الدفاع المدني البواسل في حرج نظراً لعجزهم عن إطفائها.
- إنشاء محطة تحلية مياه عربية تشارك في تمويلها وصيانتها والشرب من مائها جميع الدول العربية وبنسب متفاوته تبعاً لحاجة كل دولة. ويتم لهذا الغرض ربط الدول العربية بشبكة مياه واحدة على غرار مشاريع الربط الكهربائي الإقليمية.
- هدم كل مطعم يثبت أنه كان سبباً في إصابة زبائنة بنوبات إسهال من الوجبات المقدمة لهم.
- إنشاء جهاز مباحث مائي عربي تكون مهمته مراقبة المترددين على دورات المياه العامة في المدن العربية والقبض على كل من يثبت دخوله للحمام لأكثر من ثلاثة مرات في اليوم، وإحالته إلى عيادات متخصصة تقوم بمناولته كبسولات تسبب له الإمساك ما يحد من الدخول المتكرر لدورات المياه وبالتالي تقليل نسبة الاستهلاك من المياه.
- رفع قيمة استهلاك المياه في الدول العربية وخصوصاً الصحراوية إلى رقم مضاعف مقابل تخفيض أجور الكهرباء والهاتف والإنترنت.
- كسر أيدي وأرجل المسرفين في استخدام المياه مما يضطرهم إلى تجبيسها وبالتالي الاكتفاء بالمسح عليها بالمياه بدلاً من إسباغ كمية كبيرة عليها أثناء الوضوء أو الاستحمام.
___________________________________
الأربعاء
أتوجه في رحلات مكوكية إلى العواصم العربية، وألتقي مسؤولي المياه فيها، وأبحث معهم إنشاء قناة مائية فضائية عربية، ينحصر عملها في بث كل ما يتعلق بالمياه من أخبار وإعلانات ولقاءات مع الرجال المائيين، وبرامج حوارية على الهواء عن حرب المياه مع توعية السكان بأهمية المحافظة عليها (على المياه لا القناة) مع الترشيد في استهلاكها مستفيدين من النشرات والكتيبات التي طبعت في اليوم الثاني من تعييني.
___________________________________
الخميس
أعود إلى مقر عملي في المؤسسة بشيب الحاير وأطلب تقارير عاجلة عن نتائج الإجراءات والتوصيات بخصوص ترشيد استهلاك المياه وفقاً لما طلب من الدول العربية، ثم أعقد اجتماعاً مع مراقبي المياه في الرياض والمدن العربية (عبر الاتصال الفضائي المائي) وأحدد لهم العقوبات التي سيطبقونها يوم غد الجمعة بحق المخالفين لقواعد وتنظيمات استخدامات المياه ومنها:
- إجبار المخالفين على السباحة ليوم كامل في الترع وقنوات المياه المتفرعة من الأنهار والينابيع وقنوات المجاري المنتشرة في العواصم والمدن العربية.
- إعداد قوائم بأسماء المخالفين لنظام المياه في الدول العربية وتوزيعها على المنافذ البحرية لمنعهم من السفر.
- إبلاغ الأطباء بأسماء المخالفين الواردة في (ثانياً) بعدم علاجهم من مرض البلهارسيا والملاريا والحمى الصفراء والتهاب الكبد الوبائي التي سببتها العقوبة المنصوص عليها في أولاً.
___________________________________
الجمعة
أستيقظ باكراً لأتابع مع نوابي ومساعديَّ وفريق المراقبة القناة الفضائية المائية التي ستكون في هذا اليوم في بث مباشر من العواصم العربية لتسجيل آراء المسؤولين عن قطاع المياه في هذه الدول عن مدى نجاح المؤسسة العربية لترشيد استهلاك المياه في كبح جماح المواطنين من الاستهلاك الجائر الضفدعي والسمكي للمياه، علماً بأن البث سيستمر حتى المغرب، وبعدها سأركب (وايت من وايتات الشيب) وأذهب إلى منزلي بعد نجاحي في أول مهمة عربية من نوعها، وبدلاً من ذهابي إلى البيت سأذهب إلى السجن حيث إن رجال الشرطة سيوقفونني في الطريق الدائري بعد سلسلة من حوادث الانقلاب والانزلاق بسبب المياه التي تعرضت لها السيارات السالكة لطريقي التي كانت تتسرب من الوايت الذي أقوده حيث نسى العامل في الشيب إحكام غلق ماسورة المياه في الوايت جيداً، وحينها أشعر بسعادة غامرة لنجاحي في المهمة الجسيمة، وتوصيل رسالة المؤسسة إلى الجميع، وما دخولي السجن في ذلك اليوم إلا دليل على ذلك بسبب تسرب مياه صالحة للاستهلاك الآدمي، وحينها أتساءل عن العقوبة التي تنتظر من يسرب مياه الصرف الصحي في الشوارع؟
كثيراً ما نردد في مجالسنا : لو كنت مكان فلان لعملت كذا ، ولو كنت مكان علان لما عملت كذا ! والأمثال تقول: " ليس من رأى كمن سمع " و" وما يوجس النار إلا وأطيها " !
نحن - هنا في المعرفة- نحاول أن نوجد مقاربة سريالية بين الخيال والواقع . نصدر " قراراً معرفياً " بتعيين فلان في المنصب الفلاني لمدة 7 أيام لننظر هل ستكون هذه الأيام سبعاً سماناً أم عجافاً أم غير ذلك ؟ ها هو صاحب المنصب الخرافي يتحدث إليكم ..
_________
( مختارات المهاجر )
بدر الخريف
المنصب: مدير المؤسسة العربية لترشيد إستهلاك المياه.
المرشـح : بدر محمد الخريف.
معلم متقاعد.
_________
* أخي العربي لا تشرب الماء إلا وأنت عطشان!!
* لا تكثر المضمضة مع معجون الأسنان.
* ربط برادات الشرب في المدارس بجرس الفسحة.
* إنشاء محطة تحلية مياه مشتركة وربط الدول العربية بها.
* سأوقف على الفور تأشيرات غاسلي السيارات!
* سأمنع زراعة الجح والشعير والقمح.
* طلاء السيارات بدهان زيتي قابل للمسح فقط!
* إنشاء قناة فضائية مائية عربية.
* تدريب انتحاريين مائيين لتدمير السدود!