التفكير
13-02-2001, 07:07 PM
الكاتب / مشعل السديري
السلام عليكم ورحمة الله وبعد
اطلعت على مقالكم المنشور في جريدة عكاظ العدد 12582 يوم الثلاثاء الموافق 12/11/1421هـ بعنوان ( العباءة الهفهافة ) والذي تطرق إلى قرار رئاسة تعليم البنات بمنع لبس الطالبات العباءات على الأكتاف وإلزامهم بلبسها على الرأس ، وقد تبين لي من قراءة المقال عدة ملاحظات وهي على النحو التالي :
1- أشكر لك ولكل صحفي تواضعه وحرصه على مشاكل المجتمع والاستجابة للقراء وهو ما دفعك لحمل اللواء وتشمير الساعد مناضلاً في رسالة وردت من (إحدى الأخوات ) ، ولكن هل هذا هو المنهج في كل الرسائل التي ترد أم انك وبعض الصحفيين معك قد شكلوا لجنة الدفاع عن حقوق المرأة من خلال المنابر التي سخرت لهم ليساهموا في تحرر المرأة لتلحق بالركب الغربي وتعيش في متاهات الحياة التي عانت منها المرأة في الغرب ولا تزال تعاني حتى حينه . إن المرأة في عصرنا الحاضر بأمس الحاجة إلى إعادة صياغة الحياة لها من جديد وإعادة الدور الفطري الذي خلقت له لتكون أماً حنون ومربية للأجيال وان تصان من كل أذى أو تجر إلى رذيلة .
2- ذكرت في مقالك الرئاسة العامة لتعليم (( الصبايا )) ولم تقل البنات فهل المقصود بأن هذا القرار لا يتلاءم وعمر الطالبات إذ أنهن لازلن فتيات صبايا صغار أم ماذا ؟ وعلى كل حال فالتربية تقتضي ترسيخ التعاليم الدينية والخلقية منذ الصغر حتى تتقبلها النفس وتقبل عليها وتتخذها منهجاً في حياتها ولذلك تجد بعض بنات هذا البلد الغالي أجبرتها الظروف على العيش في بلاد الغرب إما مع والدها أو زوجها أو غير ذلك فاعتادت على مظاهر غريبة واقتبست أخلاقيات بعيدة كل البعد عن مجتمعنا وبالتأكيد لن تفكر مثل هذه الشريحة في هل تلبس العباءة على الرأس أو الأكتاف فهذا ابعد مما تتصور لذا كان لزاماً علينا أن نربى بناتنا منذ الصغر على الستر والعفاف .
3- قلت بأن القرار لم يراعى فيه نفسيات الطالبات واقترحت عمل استبيان أو خلافه أي ديمقراطية وأنت أعلم الناس بأن المجتمع لم يتربى على هذا النهج ولم يكن هذا مقصوراً على الرئاسة فقط فقد تم اتخاذ قرارات خطير وتؤثر على المجتمع كله ولم يتخذ فيها رأي المجتمع ولم يعمل استبيان وعلى سبيل المثال لا الحصر اذكر لك ( السماح بالبث الفضائي ، رفع أسعار البنزين ، رفع رسوم الكهرباء ) ومثل هذه القرارات ليس فيها وجهه شرعية قد تستند إليها كما هو حال الرئاسة أو مصلحة عامة أو درء مفسدة ومع ذلك لم نبدي رأي ، أما قرار الرئاسة فلن يخرج وأنت أعلم مني بذلك إلا بعد اجتهاد وسوأل أهل العلم وقد سمعت مباشرة من أحد أشهر وأكبر العلماء في هذا البلد فتوى يرد فيها على هذا الموضوع قائلاً : الحجاب إنما شرع لستر المرأة وصيانتها والستر يقتضي ستر اللون وستر التجسيد أي لايكون اللباس شفافاً ولو كان فضفاضاً ولايكون ضيقاً ولوكان سميكاً ولبس العباءة على الكتف فيه من تجسيد المرأة ويبرز صدرها وأكتافها وأجزاء أخرى من جسدها وأيضاً فيه من تجسيد الرقبة والرأس وخلافه وهذا ما يتعارض مع المقصد الشرعي من لبس العباءة ، إذ أن لبس العباءة بهذه الصفة يفضي إلى الفتنة والإغراء وهذا معروف مشاهد وقد يفضي هذا التدرج والتزين في أشكال العباءات إلى أن تكون داعية للفتنة بدلاً من أن تكون ساترة للمرأة . ولذا نرى أن يسد هذا الباب وان يتقي الله التجار في نساء المسلمين وان لا تباع مثل هذه العباءات والله اعلم .
4- لم توضح رأيك في القضية وطلبت الرأي الشرعي (( وهل ستنساق إلى الرأي الشرعي لو جاء يخالف هواك )) ولكنك ذكرت القضية وتعاطفت مع المرسلة وذكرت بعض السلبيات من لبس العباءة فوق الرأس من تعثر الفتاة ورفع العباءة وهذا ما قد يُظهر ما لا يجوز من ساقيها أو خلافه وأنا أتعجب من هذا الكلام فأنت لم تكن بالقوة التي تجعلك تصرح برأيك وتتحمل النقد ولم تدع الأمر لأهله إلا انك لمزت وغمزت وعبت والعجب كيف شعرت بمعاناة من تلبس العباءة على رأسها والأمر يقتضي الممارسة واعتقد انك لم تجرب الأمر (( وتعيش في مجتمع متحضر لم يعاني من هذه المشكلة أم انك تخيلت الحادثة )) .
5- قلت بأن اللاتي انصعن للقرار لم يكن باقتناع (( وهذا حكم عاري من الدلالة ونحن نسأل كيف عرفت ؟؟؟؟ أم أننا قد فوضناك في الحديث عن المجتمع برمته كما فوض الفلسطينيون عريقات في المفاوضات والعجيب أن هذا المنهج بدء بالانتشار فلا تستغرب أن يخرج علينا غداً مدمن مخدرات يطالب ببيعها في الشوارع ويقول: ياخي المجتمع يطالب بها . يا مشعل أي مجتمع الذي تحكي عنه ؟ هل هو مجتمعك الأسرى . أم الصحفي . أم ؟؟؟؟ يجب أن يتعلم شخصك وأمثالك من الصحفيين الديمقراطية التي يناضلون من أجلها وأن لا يتحدثوا عن المجتمع الذي هو برئ من أقوالهم وأن يتركوا للمجتمع أن يعبر عن نفسه ، نعم المجتمع العربي وخاصة السعودي مجتمع سلبي يقاد دون أن يعرف إلى أين ولماذا وهذا ما ساعد بعض الأوفياء لغيرنا في تسارع الخطى لترسيخ خططهم وتوجهاتهم وخاصة نحو المرأة وما نشاهده الآن من الانفتاح الإعلامي وطرح قضية المرأة بشكل متتابع وإجبار أصحاب القرار طوعاً على دفع التنازلات تارة رغبة في الانضمام إلى السوق العالمية وتارة أخرى تلبية لأشخاص يعملون في الخفاء ويشغلون مناصب حساسة يستمدون منها القوة .
6- ختاماً …. أحيلك إلى مقال نشرته الجزيرة للكاتب البراهيم حول حقوق المرأة المزعومة ولا تسعفني الذاكرة في ذكر العدد ولكن لعل علاقتكم بالكاتب أو الجريدة توصلك إلى ضالتك . كما أهدي لك هدية بسيطة كما أهديت للأخت وجد والتي بعثت لك برسالة وأتمنى أن يكون بين عينك عند طرح مثل هذه القضايا
وراعي الشاه يحمي الذئب عنها********* فكيف إذا الرعاة لها ذئاب
السلام عليكم ورحمة الله وبعد
اطلعت على مقالكم المنشور في جريدة عكاظ العدد 12582 يوم الثلاثاء الموافق 12/11/1421هـ بعنوان ( العباءة الهفهافة ) والذي تطرق إلى قرار رئاسة تعليم البنات بمنع لبس الطالبات العباءات على الأكتاف وإلزامهم بلبسها على الرأس ، وقد تبين لي من قراءة المقال عدة ملاحظات وهي على النحو التالي :
1- أشكر لك ولكل صحفي تواضعه وحرصه على مشاكل المجتمع والاستجابة للقراء وهو ما دفعك لحمل اللواء وتشمير الساعد مناضلاً في رسالة وردت من (إحدى الأخوات ) ، ولكن هل هذا هو المنهج في كل الرسائل التي ترد أم انك وبعض الصحفيين معك قد شكلوا لجنة الدفاع عن حقوق المرأة من خلال المنابر التي سخرت لهم ليساهموا في تحرر المرأة لتلحق بالركب الغربي وتعيش في متاهات الحياة التي عانت منها المرأة في الغرب ولا تزال تعاني حتى حينه . إن المرأة في عصرنا الحاضر بأمس الحاجة إلى إعادة صياغة الحياة لها من جديد وإعادة الدور الفطري الذي خلقت له لتكون أماً حنون ومربية للأجيال وان تصان من كل أذى أو تجر إلى رذيلة .
2- ذكرت في مقالك الرئاسة العامة لتعليم (( الصبايا )) ولم تقل البنات فهل المقصود بأن هذا القرار لا يتلاءم وعمر الطالبات إذ أنهن لازلن فتيات صبايا صغار أم ماذا ؟ وعلى كل حال فالتربية تقتضي ترسيخ التعاليم الدينية والخلقية منذ الصغر حتى تتقبلها النفس وتقبل عليها وتتخذها منهجاً في حياتها ولذلك تجد بعض بنات هذا البلد الغالي أجبرتها الظروف على العيش في بلاد الغرب إما مع والدها أو زوجها أو غير ذلك فاعتادت على مظاهر غريبة واقتبست أخلاقيات بعيدة كل البعد عن مجتمعنا وبالتأكيد لن تفكر مثل هذه الشريحة في هل تلبس العباءة على الرأس أو الأكتاف فهذا ابعد مما تتصور لذا كان لزاماً علينا أن نربى بناتنا منذ الصغر على الستر والعفاف .
3- قلت بأن القرار لم يراعى فيه نفسيات الطالبات واقترحت عمل استبيان أو خلافه أي ديمقراطية وأنت أعلم الناس بأن المجتمع لم يتربى على هذا النهج ولم يكن هذا مقصوراً على الرئاسة فقط فقد تم اتخاذ قرارات خطير وتؤثر على المجتمع كله ولم يتخذ فيها رأي المجتمع ولم يعمل استبيان وعلى سبيل المثال لا الحصر اذكر لك ( السماح بالبث الفضائي ، رفع أسعار البنزين ، رفع رسوم الكهرباء ) ومثل هذه القرارات ليس فيها وجهه شرعية قد تستند إليها كما هو حال الرئاسة أو مصلحة عامة أو درء مفسدة ومع ذلك لم نبدي رأي ، أما قرار الرئاسة فلن يخرج وأنت أعلم مني بذلك إلا بعد اجتهاد وسوأل أهل العلم وقد سمعت مباشرة من أحد أشهر وأكبر العلماء في هذا البلد فتوى يرد فيها على هذا الموضوع قائلاً : الحجاب إنما شرع لستر المرأة وصيانتها والستر يقتضي ستر اللون وستر التجسيد أي لايكون اللباس شفافاً ولو كان فضفاضاً ولايكون ضيقاً ولوكان سميكاً ولبس العباءة على الكتف فيه من تجسيد المرأة ويبرز صدرها وأكتافها وأجزاء أخرى من جسدها وأيضاً فيه من تجسيد الرقبة والرأس وخلافه وهذا ما يتعارض مع المقصد الشرعي من لبس العباءة ، إذ أن لبس العباءة بهذه الصفة يفضي إلى الفتنة والإغراء وهذا معروف مشاهد وقد يفضي هذا التدرج والتزين في أشكال العباءات إلى أن تكون داعية للفتنة بدلاً من أن تكون ساترة للمرأة . ولذا نرى أن يسد هذا الباب وان يتقي الله التجار في نساء المسلمين وان لا تباع مثل هذه العباءات والله اعلم .
4- لم توضح رأيك في القضية وطلبت الرأي الشرعي (( وهل ستنساق إلى الرأي الشرعي لو جاء يخالف هواك )) ولكنك ذكرت القضية وتعاطفت مع المرسلة وذكرت بعض السلبيات من لبس العباءة فوق الرأس من تعثر الفتاة ورفع العباءة وهذا ما قد يُظهر ما لا يجوز من ساقيها أو خلافه وأنا أتعجب من هذا الكلام فأنت لم تكن بالقوة التي تجعلك تصرح برأيك وتتحمل النقد ولم تدع الأمر لأهله إلا انك لمزت وغمزت وعبت والعجب كيف شعرت بمعاناة من تلبس العباءة على رأسها والأمر يقتضي الممارسة واعتقد انك لم تجرب الأمر (( وتعيش في مجتمع متحضر لم يعاني من هذه المشكلة أم انك تخيلت الحادثة )) .
5- قلت بأن اللاتي انصعن للقرار لم يكن باقتناع (( وهذا حكم عاري من الدلالة ونحن نسأل كيف عرفت ؟؟؟؟ أم أننا قد فوضناك في الحديث عن المجتمع برمته كما فوض الفلسطينيون عريقات في المفاوضات والعجيب أن هذا المنهج بدء بالانتشار فلا تستغرب أن يخرج علينا غداً مدمن مخدرات يطالب ببيعها في الشوارع ويقول: ياخي المجتمع يطالب بها . يا مشعل أي مجتمع الذي تحكي عنه ؟ هل هو مجتمعك الأسرى . أم الصحفي . أم ؟؟؟؟ يجب أن يتعلم شخصك وأمثالك من الصحفيين الديمقراطية التي يناضلون من أجلها وأن لا يتحدثوا عن المجتمع الذي هو برئ من أقوالهم وأن يتركوا للمجتمع أن يعبر عن نفسه ، نعم المجتمع العربي وخاصة السعودي مجتمع سلبي يقاد دون أن يعرف إلى أين ولماذا وهذا ما ساعد بعض الأوفياء لغيرنا في تسارع الخطى لترسيخ خططهم وتوجهاتهم وخاصة نحو المرأة وما نشاهده الآن من الانفتاح الإعلامي وطرح قضية المرأة بشكل متتابع وإجبار أصحاب القرار طوعاً على دفع التنازلات تارة رغبة في الانضمام إلى السوق العالمية وتارة أخرى تلبية لأشخاص يعملون في الخفاء ويشغلون مناصب حساسة يستمدون منها القوة .
6- ختاماً …. أحيلك إلى مقال نشرته الجزيرة للكاتب البراهيم حول حقوق المرأة المزعومة ولا تسعفني الذاكرة في ذكر العدد ولكن لعل علاقتكم بالكاتب أو الجريدة توصلك إلى ضالتك . كما أهدي لك هدية بسيطة كما أهديت للأخت وجد والتي بعثت لك برسالة وأتمنى أن يكون بين عينك عند طرح مثل هذه القضايا
وراعي الشاه يحمي الذئب عنها********* فكيف إذا الرعاة لها ذئاب