ma3gool
27-09-2000, 08:57 PM
استدرج الخليل قومه حتى جعلهم يقرون بجهلهم وضلالهم، وفى نهاية الحوار قال الكلمة التي لابد أن يسمعوها ليعلموا حقيقة ما هم فيه فقال: (أفلا تعقلون) فسجل عليهم سخف عقولهم وسخافة عقيدتهم فعدلوا إلى استعمال قوتهم وسلطانهم لينصروا ما هم عليه من سفههم وطغيانهم فكادهم الرب جل جلاله وأعلى كلمته ودينه كما قال تعالى: (قال حرقوه وانصروا آلهتكم إن كنتم فاعلين (68) قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم (69) وأرادوا به كيدا فجعلناهم الأخسرين) (الأنبياء:68-70).
وذلك أنهم شرعوا يجمعون حطبًا من جميع ما يمكنهم من الأماكن فمكثوا مدة يجمعون له حتى إن المرأة منهم كانت إذا مرضت تنذر لئن عوفيت لتحملن حطبا لحريق إبراهيم، ثم عمدوا إلى حفرة عظيمة فوضعوا فيها ذلك الحطب، وأطلقوا فيه النار، فاضطرمت وتأججت والتهبت وعلا لها شرر لم ير مثله قط، ثم وضعوه عليه السلام فى كفة منجنيق صنعه لهم رجل من الأكراد يقال له (هزن) وكان أول من صنع المجانيق فخسف الله به الأرض فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة، ثم أخذوا يقيدونه ويكتفونه وهو يقول: لا إله إلا أنت سبحانك، لك الحمد، ولك الملك، لا شريك لك. فلما وضع الخليل عليه السلام في كفة المنجنيق مقيدا مكتوفًا ثم ألقوه به إلى النار قال: (حسبنا الله ونعم الوكيل) كما روى البخاري عن ابن عباس أنه قال: (حسبنا الله ونعم الوكيل) قالها إبراهيم حين ألقى في النار، وقالها محمد صلى الله عليه وسلم حين قيل له: (الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل (173) فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم) (آل عمران: 173-174). وذكر بعض السلف أن جبريل عليه السلام عرض له في الهواء فقال: ألك حاجة؟ فقال: أما إليك فلا، فقال له: فاسأل ربك، فقال إبراهيم: حسبي علمه بحالي، فقال تعالى: (يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم) (أي على إبراهيم وحده ولو قرب منها غيره لاحترق).
قال ابن عباس وأبو العالية: لو أن الله لم يقل: وسلاما على إبراهيم لآذى إبراهيم بردها. وقال كعب الأحبار: لم تحرق النار منه سوى وثاقه وما ربط به. وقال الضحاك: يروى أن جبريل عليه السلام كان معه يمسح العرق عن وجهه لم يصبه منها شئ غيره. وقال السدي: كان معه أيضا ملك الظل، وصار إبراهيم عليه السلام في وسط البؤرة، وحوله النار، وهو في روضة خضراء، والناس ينظرون إليه لا يقدرون على الوصول إليه ولا هو يخرج إليهم.
فعن أبى هريرة رضى الله عنه أنه قال: أحسن كلمة قالها أبو إبراهيم إذ قال لما رأى ولده على تلك الحال: نعم الرب ربك يا إبراهيم. وروى ابن عساكر عن عكرمة أن أم إبراهيم نظرت إلى ابنها عليه السلام فنادته يا بنى إني أريد أن أجئ إليك فادع الله أن ينجيني من حر النار حولك. فقال: نعم. فأقبلت إليه لا يمسها شئ من حر النار، فلما وصلت إليه اعتنقته وقبلته ثم عادت. وعن المنهال بن عمرو أنه قال: أخبرت أن إبراهيم مكث هناك إما أربعين وإما خمسين يوما، وأنه قال: ما كنت أياما وليالي أطيب عيشا منى إذ كنت فيها، ووددت أن أعيش حياتي كلها مثل ما كنت فيها، صلوات الله وسلامه عليه.
أرادوا أن ينتصروا فخذلوا، وأرادوا أن يرتفعوا فاتضعوا، وأرادوا أن يغلبوا فغُلِبوا. قال الله تعالى: (وأرادوا به كيدا فجعلناهم الأخسرين) وفى الآية الأخرى (الأسفلين). روى البخاري بسنده عن أم شريك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بقتل الوزغ وقال: كان ينفخ على إبراهيم.
وقال أحمد: حدثنا إسماعيل، حدثنا أيوب عن نافع أن امرأة دخلت على عائشة فإذا رمح منصوب، فقالت: ما هذا الرمح؟ فقالت: نقتل به الأوزاغ. ثم حدثت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن إبراهيم لما ألقى فى النار جعلت الدواب كلها تطفئ عنه إلا الوزغ فإنه جعل ينفخها عليه. تفرد به أحمد من هذين الوجهين.
سبحان الله العظيم ..ومن توكل على الله فهو حسبه..
====
الساحات..:)..
وذلك أنهم شرعوا يجمعون حطبًا من جميع ما يمكنهم من الأماكن فمكثوا مدة يجمعون له حتى إن المرأة منهم كانت إذا مرضت تنذر لئن عوفيت لتحملن حطبا لحريق إبراهيم، ثم عمدوا إلى حفرة عظيمة فوضعوا فيها ذلك الحطب، وأطلقوا فيه النار، فاضطرمت وتأججت والتهبت وعلا لها شرر لم ير مثله قط، ثم وضعوه عليه السلام فى كفة منجنيق صنعه لهم رجل من الأكراد يقال له (هزن) وكان أول من صنع المجانيق فخسف الله به الأرض فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة، ثم أخذوا يقيدونه ويكتفونه وهو يقول: لا إله إلا أنت سبحانك، لك الحمد، ولك الملك، لا شريك لك. فلما وضع الخليل عليه السلام في كفة المنجنيق مقيدا مكتوفًا ثم ألقوه به إلى النار قال: (حسبنا الله ونعم الوكيل) كما روى البخاري عن ابن عباس أنه قال: (حسبنا الله ونعم الوكيل) قالها إبراهيم حين ألقى في النار، وقالها محمد صلى الله عليه وسلم حين قيل له: (الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل (173) فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم) (آل عمران: 173-174). وذكر بعض السلف أن جبريل عليه السلام عرض له في الهواء فقال: ألك حاجة؟ فقال: أما إليك فلا، فقال له: فاسأل ربك، فقال إبراهيم: حسبي علمه بحالي، فقال تعالى: (يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم) (أي على إبراهيم وحده ولو قرب منها غيره لاحترق).
قال ابن عباس وأبو العالية: لو أن الله لم يقل: وسلاما على إبراهيم لآذى إبراهيم بردها. وقال كعب الأحبار: لم تحرق النار منه سوى وثاقه وما ربط به. وقال الضحاك: يروى أن جبريل عليه السلام كان معه يمسح العرق عن وجهه لم يصبه منها شئ غيره. وقال السدي: كان معه أيضا ملك الظل، وصار إبراهيم عليه السلام في وسط البؤرة، وحوله النار، وهو في روضة خضراء، والناس ينظرون إليه لا يقدرون على الوصول إليه ولا هو يخرج إليهم.
فعن أبى هريرة رضى الله عنه أنه قال: أحسن كلمة قالها أبو إبراهيم إذ قال لما رأى ولده على تلك الحال: نعم الرب ربك يا إبراهيم. وروى ابن عساكر عن عكرمة أن أم إبراهيم نظرت إلى ابنها عليه السلام فنادته يا بنى إني أريد أن أجئ إليك فادع الله أن ينجيني من حر النار حولك. فقال: نعم. فأقبلت إليه لا يمسها شئ من حر النار، فلما وصلت إليه اعتنقته وقبلته ثم عادت. وعن المنهال بن عمرو أنه قال: أخبرت أن إبراهيم مكث هناك إما أربعين وإما خمسين يوما، وأنه قال: ما كنت أياما وليالي أطيب عيشا منى إذ كنت فيها، ووددت أن أعيش حياتي كلها مثل ما كنت فيها، صلوات الله وسلامه عليه.
أرادوا أن ينتصروا فخذلوا، وأرادوا أن يرتفعوا فاتضعوا، وأرادوا أن يغلبوا فغُلِبوا. قال الله تعالى: (وأرادوا به كيدا فجعلناهم الأخسرين) وفى الآية الأخرى (الأسفلين). روى البخاري بسنده عن أم شريك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بقتل الوزغ وقال: كان ينفخ على إبراهيم.
وقال أحمد: حدثنا إسماعيل، حدثنا أيوب عن نافع أن امرأة دخلت على عائشة فإذا رمح منصوب، فقالت: ما هذا الرمح؟ فقالت: نقتل به الأوزاغ. ثم حدثت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن إبراهيم لما ألقى فى النار جعلت الدواب كلها تطفئ عنه إلا الوزغ فإنه جعل ينفخها عليه. تفرد به أحمد من هذين الوجهين.
سبحان الله العظيم ..ومن توكل على الله فهو حسبه..
====
الساحات..:)..