الغربال
15-09-2000, 05:06 PM
فجأة ، وبدون اية مقدمات ، عاد صدام الى هوايته المعروفه . فقد اعلن وزير النفط العراقي ان الكويتيين يسرقون نفط العراق من خلال التنقيب عن النفط و ضخه من الآبار القريبة من الحدود العراقية الكويتية . وقد ((((( هدد ))))) الوزير بأن العراق سيتخذ الاجراءات الكفيلة بالمحافظة على حقوقه ..
وعلى مايبو ان الكويتيين تعلموا من تجاربهم المريرة مع هذا الإنسان ، فبادر وزير الاعلام الكويتي الى الرد قائلاً : ان مايقوم به الكويت من تنقيبات هي داخل ارضه ، وان العراق يحاول ان يثير ازمة غزو جديدة فيما لو ترك . الولايات المتحدة دخلت فوراً على الخط ، ونبهت العراق الى ان لديها في المنطقة ماهو كفيلٌ بلجم اية محاولة عراقية لتهديد جيرانه ..
والسؤال : هل يفعلها صدام ؟؟
في تقديري ان صدام يهوى دفع ازماته الى حد الهاوية ، وهو يتلذذ على ما يبدو باللعب داخل الانفاق المظلمة ، والعمل من خلال المآزق . ولايهمه النتيجة بقدر مايهمه الاستمتاع بممارسة اللعبة . لذلك فإنني اعتقد انه سيفعلها ..
فلو رجعنا الى الإنباء قبل ثلاثة ايام ، لوجدنا ان العراق رفض السماح بدخول لجنة التفتيش المشكلة مؤخراً الى اراضيه ، في محاولة الى افتعال ازمة . لكن عندما سألت اولبرايت هل ستلجأ امريكا الى ممارسة القوة لالزام العراق على التنفيذ ، استبعدت ذلك . الامر الذي جعل هذه المحاولة تمر دون تأثير .. وفي رأي صدام ( ان كنت استطيع ان اقرأ افكاره ) ان الوقت مؤاتي تماماً لافتعال ازمة بمستوى ازمة غزو الكويت ، وان الظروف الآن تصب في مصلحته .. فالادارة الامريكية مشغولة بالانتخابات ، ولا يستطيع الرئيس كلينتون ان يدخل مغامرة حربية جديدة قد يكون من شأنها التأثير سلبياً على مرشح الحزب الديمقراطي آل قور في الإنتخابات .. الامر الآخر ، والاهم ، ان اسعار النفط الآن تتصاعد بشكل هستيري ، وبالشكل الذي خلق الكثير من الإضطرابات و الإحتجاجات في داخل البلدان الاوربية ، وهو يرى ـ اعني صدام ـ ان اشتعال اي ازمة جديدة في منطقة الخليج سوف يؤدي لا محالة الى زيادة ارتفاع اسعار النفط الى معدلات جنونية ، مما يُفاقم الازمة ، ويضاعف من تداعياتها داخل الدول الاوربية . وامام هذا الفهم ، او التحليل للواقع السياسي و الاقتصادي ، وارتباطه بالواقع الاقليمي ، يجد صدام ان هذه الفرصة ، المتمثلة بتضافر العوامل التي ذكرت ، كفيلة بتذكير العالم ، وبالذات امريكا ، على الاقل انه يبقى لاعب اساسي في اللعبة ، وان تهميشه ، والاصرار على مقاطعته ، ستكون له آثار عكسية وخيمة العواقب ، فمازال يرى ان لديه ما يكفي من اعواد الثقاب ..
الامر المهم في الموضوع ان صدام ، وبطبيعنه السيكيولوجية ، وروحه العنادية ، وبعده عن الفهم السياسي في إدارة الازمات ، قد يذهب بالموضوع الى النهاية ، وقد يكرر بالفعل غزوه للكويت .. لاسيما وانه رجلٌ مهزوم ، وقد كان في يومٍ ما بطلا ، او هو يرى ذلك ، فأهم مايهمه ــ الآن ــ ان يستعيد امجاده التي فقدها بعد هزيمته المخجلة في حرب تحرير الكويت ، فالمواطن العربي الذي كان يراه مثالاً للقائد العربي العظيم اثناء حربه مع ايران ، اصبح يراه الآن مثالاً للإنسان المتهور ، الذي لايجيد الحسابات السياسية .. وفي تقديري انه على استعداد تام لإعادة التجربة من هذا المنطلق ، فصدام لايهمه إلا نفسه ، وهو بعد ان خسر الشارع يرى انه ليس لديه ما يخسره ، فلماذا لايحاول .. ورغم ان التاريخ لا يعيد نفسه ، إلا ان صدام كفيلٌ بعكس كل التحليلات المنطقية والابحار عكس التيار ، وخلط كل الاوراق .. والله يستر ..
وعلى مايبو ان الكويتيين تعلموا من تجاربهم المريرة مع هذا الإنسان ، فبادر وزير الاعلام الكويتي الى الرد قائلاً : ان مايقوم به الكويت من تنقيبات هي داخل ارضه ، وان العراق يحاول ان يثير ازمة غزو جديدة فيما لو ترك . الولايات المتحدة دخلت فوراً على الخط ، ونبهت العراق الى ان لديها في المنطقة ماهو كفيلٌ بلجم اية محاولة عراقية لتهديد جيرانه ..
والسؤال : هل يفعلها صدام ؟؟
في تقديري ان صدام يهوى دفع ازماته الى حد الهاوية ، وهو يتلذذ على ما يبدو باللعب داخل الانفاق المظلمة ، والعمل من خلال المآزق . ولايهمه النتيجة بقدر مايهمه الاستمتاع بممارسة اللعبة . لذلك فإنني اعتقد انه سيفعلها ..
فلو رجعنا الى الإنباء قبل ثلاثة ايام ، لوجدنا ان العراق رفض السماح بدخول لجنة التفتيش المشكلة مؤخراً الى اراضيه ، في محاولة الى افتعال ازمة . لكن عندما سألت اولبرايت هل ستلجأ امريكا الى ممارسة القوة لالزام العراق على التنفيذ ، استبعدت ذلك . الامر الذي جعل هذه المحاولة تمر دون تأثير .. وفي رأي صدام ( ان كنت استطيع ان اقرأ افكاره ) ان الوقت مؤاتي تماماً لافتعال ازمة بمستوى ازمة غزو الكويت ، وان الظروف الآن تصب في مصلحته .. فالادارة الامريكية مشغولة بالانتخابات ، ولا يستطيع الرئيس كلينتون ان يدخل مغامرة حربية جديدة قد يكون من شأنها التأثير سلبياً على مرشح الحزب الديمقراطي آل قور في الإنتخابات .. الامر الآخر ، والاهم ، ان اسعار النفط الآن تتصاعد بشكل هستيري ، وبالشكل الذي خلق الكثير من الإضطرابات و الإحتجاجات في داخل البلدان الاوربية ، وهو يرى ـ اعني صدام ـ ان اشتعال اي ازمة جديدة في منطقة الخليج سوف يؤدي لا محالة الى زيادة ارتفاع اسعار النفط الى معدلات جنونية ، مما يُفاقم الازمة ، ويضاعف من تداعياتها داخل الدول الاوربية . وامام هذا الفهم ، او التحليل للواقع السياسي و الاقتصادي ، وارتباطه بالواقع الاقليمي ، يجد صدام ان هذه الفرصة ، المتمثلة بتضافر العوامل التي ذكرت ، كفيلة بتذكير العالم ، وبالذات امريكا ، على الاقل انه يبقى لاعب اساسي في اللعبة ، وان تهميشه ، والاصرار على مقاطعته ، ستكون له آثار عكسية وخيمة العواقب ، فمازال يرى ان لديه ما يكفي من اعواد الثقاب ..
الامر المهم في الموضوع ان صدام ، وبطبيعنه السيكيولوجية ، وروحه العنادية ، وبعده عن الفهم السياسي في إدارة الازمات ، قد يذهب بالموضوع الى النهاية ، وقد يكرر بالفعل غزوه للكويت .. لاسيما وانه رجلٌ مهزوم ، وقد كان في يومٍ ما بطلا ، او هو يرى ذلك ، فأهم مايهمه ــ الآن ــ ان يستعيد امجاده التي فقدها بعد هزيمته المخجلة في حرب تحرير الكويت ، فالمواطن العربي الذي كان يراه مثالاً للقائد العربي العظيم اثناء حربه مع ايران ، اصبح يراه الآن مثالاً للإنسان المتهور ، الذي لايجيد الحسابات السياسية .. وفي تقديري انه على استعداد تام لإعادة التجربة من هذا المنطلق ، فصدام لايهمه إلا نفسه ، وهو بعد ان خسر الشارع يرى انه ليس لديه ما يخسره ، فلماذا لايحاول .. ورغم ان التاريخ لا يعيد نفسه ، إلا ان صدام كفيلٌ بعكس كل التحليلات المنطقية والابحار عكس التيار ، وخلط كل الاوراق .. والله يستر ..