الهيكل
05-09-2000, 03:17 PM
يوما ما ، كنت منهمكا في مذاكرتي استعداد ليوم غدا حيث كان اختبارا نهائيا لمادة صعبة كانت تقلقني... ومكثت ساعات طوال ادرسها حتى طفح بي الكيل ولم تعد عيناي تسعفني للقراءة ولم تعد يداي تساعدني في الكتابة حيث اخذ منى الاجهاد ما اخذ....كانت الساعة تشير الى منتصف الليل....كان الجو باردا جدا...وممطرا ...رميت بقلمي..واستلقيت على سريري...اخذت نفسا عميقا... ونهضت مسرعا الى النافذة ...فاخذت اتامل الشارع الذي اسكن فيه ...كانه بدون بشر....الصمت يخيم على المكان...ورغم البرد والمطر...الا انني قررت ان امنح نفسي ساعة من الراحة اعود بعدها لمتابعة دروسي.....اخذت معطفي ونزلت من السلالم التي كنت اسمع خطواتي عليها وكانني ذاهب حتى لايفوتني القطار...... ركبت سيارتي واخذت اتجول في المدينة الجميع قد ناموا أو ماتوا...فتحت الاذاعة وتداخلت علي الموجات حتى افزعتني وقفلتها....لا ارى احدا سوى القطط....ورجال الشرطة المختبئون عن المطر... لمحت في ناصية الشارع لوحة مضيئة..وسط شريحة من الظلام...كتب عليها....ركن المذاق....وكان مختصا في تقديم القهوة الامريكية ( التي لا احبها )......اوقفت سيارتي مرغما... ودخلت احمل معي زخات من المطر... ولم اجد احدا.....فا انتابني شيئا من الخوف....وقلت بصوت متحجرش ..( يوهو....) وكنت اقصد بها ( هل يوجد احدا هنا ) وجاء صوت من تحت الطاولة يقول ( يايا.....) وكان يقصد ( نعم انا هنا ....) حينها خرجت عجوزا في السبعينات من عمرها.... وفاجاتني بقولها..( لايوجد لدينا شيئا يؤكل .....ليس لدينا سوى قهوة امريكية فقط ......تريدها او اذهب)......وضعت يدي على راسي وفكرت قليلا وقبلت بكاس ماء مع هذه القهوة كي اشربه...... نظرت الى المكان وكان مظلما صممت اضائته بابداع كبير بالكاد ترى من حولك ...اخذت مكانا بعيدا انتظر القهوة ...عفوا ( الماء ).....احدق بالمكان......واستسلمت للصمت الذي يخيم عليه.....ارقب ساعتي التي منحتها نفسي للراحة...كي لا اتجاوزها...وفجأة رايت فتاة تقبع في احد الاركان....بالكاد ارى وجهها...لمحتها وهي تحدق بي .....نظرت اليها واخفضت عيني .....وبدات اداعب مفاتيح سيارتي التي وضعتها على الطاولة......وبدأت اسبح مع بنات افكاري ......واتساءل.....ما الذي جاء بهذه الفتاة الى هنا.......في هذا الوقت بالذات......وفي هذا الجو البارد والممطر.....؟؟؟ اهي تائهة ؟ ام خائفة ؟؟ ام لديها موعد؟؟ ام ماذا؟؟..........اخذت احاور نفسي ابحث عن اجابة لتساؤلاتي......قررت ان انظر اليها......ونظرت واذا هي لازالت تحدق بي..........رباه ...ما ذا يجري......انها تعنيني ...بالتاكيد....هممت ان احدق بها مليا حتى تخفض نظرها او ارى ماذا سيحدث.....فرفعت راسي محدقا بها وهي تحدق بي فمرت الثواني وبعدها الدقائق ........................حتى فاجأني صوت مرعب (( هل أعجبتك هذه الصورة ياسيدي ؟؟؟ ))) قالتها العجوز بعد ان وضعت فنجان القهوة .............شربت الماء وخرجت (محبطا)......
:):):)
:):):)