زمردة
11-12-1999, 01:14 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
في السنوات الأخيرة كثر الهجوم على الملتزمين بالإسلام وكل من ينتمي إلى الحركة الإسلامية بل وكل من يشم منه رائحة التدين والعودة إلى الله عز وجل ، فانهالت عليهم الألقاب من كل حدب وصوب ابتداء من الرجعية والتخلف ومروراً بالتعصب والتطرف وانتهاءً بالأصولية والإرهاب ، ولعل الأيام القادمة حبلى بألقاب أخرى سيتم إلصاقها بالحركة الإسلامية ومن ينتمي إليها ، فانتظروا إنا منتظرون .
إن الخطورة ليست في ذات هذه الطعنات والسهام المسمومة فلقد اعتاد عليها الإسلاميون وأصبحت شيئاً من حياتهم اليومية والمعيشية والتي لا تكاد تنفك عنهم ، ولكن الخطورة هنا في رد فعل بعض الإسلاميين على الأكاذيب والأقاويل ..
بعض الإسلاميين إذا أراد أن ينفي صفة الإرهاب عن الدعوة الإسلامية فإنه يتطرف في ذلك حتى تبدو الدعوة الإسلامية في عينه وعلى لسانه وكأنها حمل هزيل ضعيف ذليل وديع بين قطيع الذئاب المفترسةلا حول ولا قوة ولا همّ لها إلا الدفاع والاستسلام ، وقد تناسى أولئك النفر قول الله - تعالى -
(( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم )) .
وقول الرسول - صلى الله عليه وسلم - :
(( المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف )) .
وبعض الإسلاميين قد يتمادى في نفي التطرف والرجعية عن نفسه وعن الدعوة الإسلامية حتى أنه على استعداد أن يحضر الحفلات المشوبة بالقص والغناء إذا دعي إلى ذلك حتى يقال أنه مسلم تقدمي .
وقد يتطرف البعض في نفي صفة الأصولية عن الإسلاميين ، فتكون ردة فعله أن يتحرر من كل أو بعض الأصول الثوابت في هذا الدين ..
والبعض قد يصل به الحال أن يرفض أن يظهر بصورته الإسلامية ، فهو على استعداد أن يؤخر الصلوات عن موعدها ، وأن يلبس لباساً يكنس به الأرض كنساً (( من طوله )) ، وأن يختزل لحيته بحيث لا تتجاوز مليمتراً واحداً (( لحية على الريحة )) ، وإن سلم فيسلم بـ (( صباح الخير )) و (( مرحبا )) لا بـ (( السلام عليكم )) ، وإن طرح موضوعاً للنقاش فهو على استعداد أن يتفلسف به تربوياً ونفسياً وسياسياً وإجتماعياً واقتصادياً وفكرياً ولكنه غير مستعد أن يتناوله شرعياً وإيمانياً وإسلامياً ، كل ذلك حتى ينفي عن نفسه التعصب وا لأصولية .
نعم أيها الدعاة .. لقد أصبح التنازل عن بعض حقائق الدين أو مظاهره موضة يتسابق إليها نفر من المسلمين بحجة مصلحة الدعوة أو بحجة نفي التهم الموجهة إلى الذات أو إلى الدعوة الإسلامية أو بحجة أن المهم هو الجوهر لا المظهر .
ونحن نقول : إن الجوهر مهم وكذلك المظهر مهم ، فلو قدم لأحدنا ماء زلال في حذاء قذر لفض أن يشربه بل ربما صفع بالحذاء من قدم له الماء .
إن غاية ما يريده أعداء الإسلام من وراء هذه الاتهامات أن يحجّموا الظاهرة الإسلامية أو الصحوة الإسلامية وأن يتنازل الإسلاميون شيئاً فشيئاً عن حقائق هذا الدين ومظاهره وأن يدفعوا بالدعاة وأصحاب الفكر الإسلامي إلى الانهزام النفسي والعملي ، فإن تحقق لهم ذلك فقد نجحوا أيما نجاح .
إلى متى يتفاخر أهل السوء بفكرهم المنحرف وسلوكهم المنحرف بل ومظهرهم المنحرف ولا يعبأون برأي الإسلاميين لهم حين يتسابق بعض - ولا أقول كل - الإسلاميين إلى الظهور بمظهر يرضي أذواق أهل الأهواء والشهوات .
إن على المسلم أن يفتخر جهاراً نهاراً ودون أدنى استحياء بفكره الإسلامي ومنهجه الإسلامي وسلوكه الإسلامي بل ومظهره الإسلامي فإن في ذلك خيراً كثيراً ، بذلك تنتشر الدعوة وتعم الصحوة ويظهر الدعاة ويكونون أسوة لغيرهم ويخنس أعداؤهم وتكون الغلبة لله ولرسوله وللمؤمنين بإذن الله تعالى .
أنا مسلم ولي الفخار فأكرمي *** يا هذه الدنيا بدين المسلم
وأنا البريء من المذاهب كلها *** وبغير دين الله لن أترنم
ولتشهد الأيام ما طال المدى *** أو ضم قبري بعد موتي أعظمي
أني لغير الله لست بعابد *** وبغير دستور السما لن أنتمي ..
من كتاب : مساحة للتأمل .
د. علي الحمادي ..
------------------
ماخاب من استشار وما ندم من استخار
[b]<small><small>[ تم تعديل الموضوع بواسطة زمردة يوم 10-12-1999]
في السنوات الأخيرة كثر الهجوم على الملتزمين بالإسلام وكل من ينتمي إلى الحركة الإسلامية بل وكل من يشم منه رائحة التدين والعودة إلى الله عز وجل ، فانهالت عليهم الألقاب من كل حدب وصوب ابتداء من الرجعية والتخلف ومروراً بالتعصب والتطرف وانتهاءً بالأصولية والإرهاب ، ولعل الأيام القادمة حبلى بألقاب أخرى سيتم إلصاقها بالحركة الإسلامية ومن ينتمي إليها ، فانتظروا إنا منتظرون .
إن الخطورة ليست في ذات هذه الطعنات والسهام المسمومة فلقد اعتاد عليها الإسلاميون وأصبحت شيئاً من حياتهم اليومية والمعيشية والتي لا تكاد تنفك عنهم ، ولكن الخطورة هنا في رد فعل بعض الإسلاميين على الأكاذيب والأقاويل ..
بعض الإسلاميين إذا أراد أن ينفي صفة الإرهاب عن الدعوة الإسلامية فإنه يتطرف في ذلك حتى تبدو الدعوة الإسلامية في عينه وعلى لسانه وكأنها حمل هزيل ضعيف ذليل وديع بين قطيع الذئاب المفترسةلا حول ولا قوة ولا همّ لها إلا الدفاع والاستسلام ، وقد تناسى أولئك النفر قول الله - تعالى -
(( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم )) .
وقول الرسول - صلى الله عليه وسلم - :
(( المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف )) .
وبعض الإسلاميين قد يتمادى في نفي التطرف والرجعية عن نفسه وعن الدعوة الإسلامية حتى أنه على استعداد أن يحضر الحفلات المشوبة بالقص والغناء إذا دعي إلى ذلك حتى يقال أنه مسلم تقدمي .
وقد يتطرف البعض في نفي صفة الأصولية عن الإسلاميين ، فتكون ردة فعله أن يتحرر من كل أو بعض الأصول الثوابت في هذا الدين ..
والبعض قد يصل به الحال أن يرفض أن يظهر بصورته الإسلامية ، فهو على استعداد أن يؤخر الصلوات عن موعدها ، وأن يلبس لباساً يكنس به الأرض كنساً (( من طوله )) ، وأن يختزل لحيته بحيث لا تتجاوز مليمتراً واحداً (( لحية على الريحة )) ، وإن سلم فيسلم بـ (( صباح الخير )) و (( مرحبا )) لا بـ (( السلام عليكم )) ، وإن طرح موضوعاً للنقاش فهو على استعداد أن يتفلسف به تربوياً ونفسياً وسياسياً وإجتماعياً واقتصادياً وفكرياً ولكنه غير مستعد أن يتناوله شرعياً وإيمانياً وإسلامياً ، كل ذلك حتى ينفي عن نفسه التعصب وا لأصولية .
نعم أيها الدعاة .. لقد أصبح التنازل عن بعض حقائق الدين أو مظاهره موضة يتسابق إليها نفر من المسلمين بحجة مصلحة الدعوة أو بحجة نفي التهم الموجهة إلى الذات أو إلى الدعوة الإسلامية أو بحجة أن المهم هو الجوهر لا المظهر .
ونحن نقول : إن الجوهر مهم وكذلك المظهر مهم ، فلو قدم لأحدنا ماء زلال في حذاء قذر لفض أن يشربه بل ربما صفع بالحذاء من قدم له الماء .
إن غاية ما يريده أعداء الإسلام من وراء هذه الاتهامات أن يحجّموا الظاهرة الإسلامية أو الصحوة الإسلامية وأن يتنازل الإسلاميون شيئاً فشيئاً عن حقائق هذا الدين ومظاهره وأن يدفعوا بالدعاة وأصحاب الفكر الإسلامي إلى الانهزام النفسي والعملي ، فإن تحقق لهم ذلك فقد نجحوا أيما نجاح .
إلى متى يتفاخر أهل السوء بفكرهم المنحرف وسلوكهم المنحرف بل ومظهرهم المنحرف ولا يعبأون برأي الإسلاميين لهم حين يتسابق بعض - ولا أقول كل - الإسلاميين إلى الظهور بمظهر يرضي أذواق أهل الأهواء والشهوات .
إن على المسلم أن يفتخر جهاراً نهاراً ودون أدنى استحياء بفكره الإسلامي ومنهجه الإسلامي وسلوكه الإسلامي بل ومظهره الإسلامي فإن في ذلك خيراً كثيراً ، بذلك تنتشر الدعوة وتعم الصحوة ويظهر الدعاة ويكونون أسوة لغيرهم ويخنس أعداؤهم وتكون الغلبة لله ولرسوله وللمؤمنين بإذن الله تعالى .
أنا مسلم ولي الفخار فأكرمي *** يا هذه الدنيا بدين المسلم
وأنا البريء من المذاهب كلها *** وبغير دين الله لن أترنم
ولتشهد الأيام ما طال المدى *** أو ضم قبري بعد موتي أعظمي
أني لغير الله لست بعابد *** وبغير دستور السما لن أنتمي ..
من كتاب : مساحة للتأمل .
د. علي الحمادي ..
------------------
ماخاب من استشار وما ندم من استخار
[b]<small><small>[ تم تعديل الموضوع بواسطة زمردة يوم 10-12-1999]