أبو لـُجين ابراهيم
11-06-2000, 02:57 PM
أيــن الهـمم ولاهتمامـات ……..؟
لا بد أن تسمو الاهتمامات ، وتعلو الهمم حتى تتناول القضايا العظمى .
أن التوجه إلى الهموم الكبرى للأمة يجعل المسلمين يرتفعون عن تجريح بعضهم بعضا.
أرسل أحد التجار الأغنياء ولده في تجارة ليعوّده على الأسفار واقتحام الأخطار ، فرأى في طريقه ثعلباً طريحاً يتلوّى من الجوع فقال : مِن أين يتغذى هذا المسكين ؟.
وإذ بأسد أقبل يحمل فريسته ، فانزوى الولد وهو يرتعد ثم راقب الأسد حتى أكل فريسته وترك منها بقية لا خير فيها ومضى .
فقام الثعلب وأكل من فضلة الأسد ، والولد يعجب من صنع الله في خلقه ، وما ساقه إلى هذا الحيوان العاجز من الرزق .
وقال في نفسه : إذا كان المولى سبحانه وتعالى قد تكفل لخلقه بالأرزاق فلأي شيء احتمال المشاق وركوب البحار واقتحام الأخطار ؟ ثم انثنى راجعاً إلى والده وأخبره بما رآه ، وأنه بسببه قد عدل عن السفر .
فقال له أبوه : يا بني ، لقد أخطأت النظر فإنما أردتُ أن تكونَ أسداً يأكل من فضلاتك الضعاف والجياع ، لا أن تكون ثعلباً جائعاً تنتظر قوتك من فضلات غيرك .
ودخل عَمرو بن سعيد على معاوية بعد موت أبيه ، وعَمرو يومئذ غلام ، فقال معاوية : مَن أوصى بك أبوك يا عَمرو ؟ قال : إن أبي أوصى إليَّ ولم يوص بي ، فقال : وبأيّ شيء أوصاك ؟ قال : أوصاني أن لا أفقد منه إلا شخصه ، فقال معاوية لأصحابه : إن ابن سعيد هذا سيكون نعم الخلف لأبيه .
يقول الشاعر :
وما المرء إلا حيث يجعل نفسه
فكن طالباً في الناس أعلى المراتب
ولا يجمع الناس شيء كما تجمعهم الهموم والمصائب المشتركة ، والوقوف في وجه عدو مشترك .
ومما حدا بان عمر رضي الله عنهما حينما سأله من سأله من أهل العراق عن دم البعوض في حالة الإحرام ، فأنكر على السائل هذا التنطع والتعمق في السؤال عن هذه الدقائق ، على حين أن قومه خذلوا الحسين بن علي رضي الله عنهما ، حتى سفك دمه ، ولقي ربه شهيداً .
وهكذا قال ابن عمر : ( هؤلاء يسألون عن دم البعوض ، وقد سفكوا دم ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم !! )
أن أبناء المسلمين في أقطار شتى يموتون مادياً من الجوع والمرض ، ويموتون معنوياً بالجهل والأمية وانتشار المخدرات ، ويتعرضون لأخطار التنصير والتكفير والتضليل ، فكيف لا نهتم بأمرهم ، ونسعى لإنقاذهم ، ومن لم يهتم لأمر المسلمين فليس منهم ؟
إن الأمة المسلمة لا تزرع ما تأكل من القوت الضروري ، ولا تصنع ما تستخدمه من السلاح اللازم للدفاع عن الحرمات ، ولا من الآلات ما يجعل لها وزناً واعتباراً .
فهي ضمن العالم الثالث ، ولو كان هناك عالم رابع لنسبت إليه !
وكثيراً ما اتهم الإسلام ظلماً بأنه سبب تخلفها ، مع أنها يوم تمسكت به كانت سيدة الأمم وأستاذة البشرية ! .
المرجع : منهجية التعامل مع الشبهات وقواعد دحضها ( مع شيء من التصرف )
------------------
abulojin@yahoo.com
لا بد أن تسمو الاهتمامات ، وتعلو الهمم حتى تتناول القضايا العظمى .
أن التوجه إلى الهموم الكبرى للأمة يجعل المسلمين يرتفعون عن تجريح بعضهم بعضا.
أرسل أحد التجار الأغنياء ولده في تجارة ليعوّده على الأسفار واقتحام الأخطار ، فرأى في طريقه ثعلباً طريحاً يتلوّى من الجوع فقال : مِن أين يتغذى هذا المسكين ؟.
وإذ بأسد أقبل يحمل فريسته ، فانزوى الولد وهو يرتعد ثم راقب الأسد حتى أكل فريسته وترك منها بقية لا خير فيها ومضى .
فقام الثعلب وأكل من فضلة الأسد ، والولد يعجب من صنع الله في خلقه ، وما ساقه إلى هذا الحيوان العاجز من الرزق .
وقال في نفسه : إذا كان المولى سبحانه وتعالى قد تكفل لخلقه بالأرزاق فلأي شيء احتمال المشاق وركوب البحار واقتحام الأخطار ؟ ثم انثنى راجعاً إلى والده وأخبره بما رآه ، وأنه بسببه قد عدل عن السفر .
فقال له أبوه : يا بني ، لقد أخطأت النظر فإنما أردتُ أن تكونَ أسداً يأكل من فضلاتك الضعاف والجياع ، لا أن تكون ثعلباً جائعاً تنتظر قوتك من فضلات غيرك .
ودخل عَمرو بن سعيد على معاوية بعد موت أبيه ، وعَمرو يومئذ غلام ، فقال معاوية : مَن أوصى بك أبوك يا عَمرو ؟ قال : إن أبي أوصى إليَّ ولم يوص بي ، فقال : وبأيّ شيء أوصاك ؟ قال : أوصاني أن لا أفقد منه إلا شخصه ، فقال معاوية لأصحابه : إن ابن سعيد هذا سيكون نعم الخلف لأبيه .
يقول الشاعر :
وما المرء إلا حيث يجعل نفسه
فكن طالباً في الناس أعلى المراتب
ولا يجمع الناس شيء كما تجمعهم الهموم والمصائب المشتركة ، والوقوف في وجه عدو مشترك .
ومما حدا بان عمر رضي الله عنهما حينما سأله من سأله من أهل العراق عن دم البعوض في حالة الإحرام ، فأنكر على السائل هذا التنطع والتعمق في السؤال عن هذه الدقائق ، على حين أن قومه خذلوا الحسين بن علي رضي الله عنهما ، حتى سفك دمه ، ولقي ربه شهيداً .
وهكذا قال ابن عمر : ( هؤلاء يسألون عن دم البعوض ، وقد سفكوا دم ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم !! )
أن أبناء المسلمين في أقطار شتى يموتون مادياً من الجوع والمرض ، ويموتون معنوياً بالجهل والأمية وانتشار المخدرات ، ويتعرضون لأخطار التنصير والتكفير والتضليل ، فكيف لا نهتم بأمرهم ، ونسعى لإنقاذهم ، ومن لم يهتم لأمر المسلمين فليس منهم ؟
إن الأمة المسلمة لا تزرع ما تأكل من القوت الضروري ، ولا تصنع ما تستخدمه من السلاح اللازم للدفاع عن الحرمات ، ولا من الآلات ما يجعل لها وزناً واعتباراً .
فهي ضمن العالم الثالث ، ولو كان هناك عالم رابع لنسبت إليه !
وكثيراً ما اتهم الإسلام ظلماً بأنه سبب تخلفها ، مع أنها يوم تمسكت به كانت سيدة الأمم وأستاذة البشرية ! .
المرجع : منهجية التعامل مع الشبهات وقواعد دحضها ( مع شيء من التصرف )
------------------
abulojin@yahoo.com