grandv8
16-08-2005, 06:33 PM
السلام عليكم ورحمةالله وبركاته
تتنوع حركاته بين التربيع والتخميس والسلسلة
"تفحيط السيارة" من هواية إلى إدمان ينتهي بالشباب الخليجي للموت
http://www.alarabiya.net/staging/portal/Archive/Media/2005/08/14/2027111.jpg
مع بداية الإجازات الصيفية في معظم دول الخليج وخلو الشباب من انشغال الدراسة وقيودها، ينطلقون في الشوارع والمناطق الصحراوية ليتباروا في القيام بحركات خطيرة بسياراتهم الحديثة ذات الدفع الرباعي فيما يسمى بـ"التفحيط" في بعض الدول، وفي دول خليجية أخرى التقحيص أو التشحيط أو التفحيص، وهي أسماء متعددة لظاهرة واحدة تتمثل في استعراض الشباب لمهاراتهم في قيادة السيارات عبر التسابق بسرعة جنونية، يعقبها استخدام المكابح بقوة والقيام بحركات خطيرة بالسيارات ذات الدفع الرباعي أو إضافة غاز إلى جهاز الاحتراق وغيرها من التعديلات لزيادة السرعة أو إحداث أصوات مزعجة خلال القيادة.
التفحيط تحول إلى "هواية" خليجية تُثير القلق وقد تنتهي بالموت لكن الشباب الخليجي يعتبرها مجرد لعبة. هل هو الفراغ، سواء فراغ الوقت أو العقل؟! أم غياب وسائل الترفيه؟ أم أنها طريقة للتنفيس عن الغضب؟ أو مجرد وسيلة للفت الانتباه؟
مبارزة بالسيارات
تتنوع حركات التفحيط ما بين التربيع والتخميس والسلسلة والاستفهام وحركة الشرارة والعقد وتسيير المركبة على عجلتين، وغيرها من الحركات التي يتفنن الشباب في تنفيذها حتى وصلوا إلى ابتكار "حركة الموت". حركة الموت هذه نوعان: فهناك حركة يتم تنفيذها بعد أن تصل السيارة إلى سرعة 180 كم حيث يميل السائق بالسيارة على أحد الجوانب ثم يميل إلى الجانب الآخر ويترك السيارة تسير بسرعتها حتى تتوقف، أما النوع الآخر فينطلق فيه المتحدي بأقصى سرعة في اتجاه المتحدي الآخر الذي يقابله وجها لوجه بأقصى سرعة كذلك والجبان هو من ينحرف عن الآخر، وتبدو المسابقة مثل المبارزة بالمسدسات في أفلام الغرب الأمريكي.
وتختلف مهارات التفحيط من منطقة إلى أخرى ففي السعودية مثلاً يشتهر مفحطو الرياض بالجرأة بينما يتميز مفحطو جدة بالحرفية في الحركات. والمفحطون غالباً ما يستخدمون السيارات المسروقة أو يقوموا بتأجير سيارة ثم يتركوها بعد أن يدمرها التفحيط. ويلجأ الشباب إلى المناطق المهجورة لممارسة هذه الهواية الخطرة، كما تكثر ممارستها في أعقاب الليل وقبل الفجر حيث تخلو الشوارع تقريباً من المارة.
التكنولوجيا في خدمة "التفحيط"
وقد انتشرت هذه الظاهرة إلى درجة تخصيص مواقع انترنت ومنتديات خاصة بها منها على سبيل المثال وليس الحصر: www.qassimy.com وwww.al3aneet.net وwww.shameel.net.
وتتنوع مواد هذه المواقع ما بين عرض لقطات لحركات التفحيط وكيفية القيام بها وتبادل أخبار المفحطين وأشهرهم، ودعوة المهتمين للقاء لممارسة أو مشاهدة التفحيط في مكان معين، والحديث عن أحدث أنواع السيارات وإمكانيات كل منها في التفحيط، وحتى الحوادث التي انتهت بالموت نتيجة التفحيط.
ماذا عن آراء الشباب الخليجي في التفحيط؟
بعض الشباب يعتبره بطولة وشجاعة، ولا سيما وأن "الخليجيين تعودوا على سماع قصص عن بطولات أجدادهم من ذويهم، وهم يسعون لإعادة هذه الأمجاد بالطريقة "العصرية" التي يجيدونها.. التفحيط"، وذلك حسب الرأي الوارد في أحد منتديات التفحيط ومنسوب لشاب سعودي، بينما يرى آخرون أن "مشاهدة التفحيط متعة وممارسته موهبة أعطاها الله ناس من خلقه ويجب تشجيعهم"، ويعتبره فريق ثالث "مجرد تغيير للروتين ونوع من المغامرة للاستمتاع بالحياة".
ويؤكد أحمد الجابر (قطري) أنه يمارس التفحيط حباً في المغامرة ولأنه يعاني من الفراغ والملل، مضيفاً أن السبب في انتشار هذه الظاهرة هو أن"الشباب الخليجي مكبوت ويعاني من الفراغ، وأهلهم يمنحوهم كل ما يريدون الحصول عليه ويفرطون في تدليلهم ولاسيما الأبناء الذكور حيث يشعرون أنه لا يمكن أن يلحقهم العيب مهما فعلوا".
وتؤكد إحصائيات الوفيات الناجمة عن حوادث الطرق في دول الخليج العربي خطورة هذه الظاهرة ومدى استفحالها في المجتمع الخليجي، حيث زاد عدد الإصابات الخطيرة لحوادث الطرق في قطر من 3327 إصابة عام 2002 إلى 3740 إصابة عام 2003، وزادت الوفيات الناجمة عن حوادث الطرق بنسبة 20% حتى وصلت إلى 195 وفاة عام 2003 بمعدل وفاة كل يومين تقريباً في حين كان عددها 126 وفاة كل 3 أيام عام 2002. وفي السعودية تصل حوادث الطرقات إلى 300 ألف حادث سنويا تقريبا تُسفر عن 3 آلاف حالة وفاة.
وتحتل حوادث السيارات المركز التاسع بين أكبر مسببات الوفاة في دول مجلس التعاون الخليجي، ويُنتظر أن تصل إلى المرتبة الثالثة بحلول عام 2010 حسب توقعات مركز أورينت في الإمارات.
ويزيد معدل الخسائر والإصابات الناجمة عن مثل هذه الحوادث في دول مجلس التعاون الخليجي عن مثيلتها في دول العالم المتقدم التي توازيها في نسبة ملكية المركبات.
وقد حاولت الأجهزة المعنية في دول الخليج مكافحة هذه الظاهرة بفرض القوانين المُجرّمة لها تارة وتقنينها تارة أخرى، عبر إضفاء الشرعية عليها من خلال تخصيص مضمار لاستعراض مهارات القيادة وفق قوانين محددة تضمن سلامة الشباب والجمهور المتابع لهم، ففي قطر على سبيل المثال دشن اتحاد السيارات والدراجات في سبتمبر/أيلول عام 2004 أول سباق للسرعة في تاريخ السيارات بالدوحة، وشهد السباق الذي جرى في مطار الخور إقبالا كثيفا من الشباب، لكن استمرار أنشطة التفحيط في مناطق سيلين وخور العديد، التي يتجمع فيها آلاف الشباب أسبوعيا لهذا الغرض، يؤكد عدم فعالية هذه الخطوات التي لا تسعى للتخفيف من النتائج السلبية للتفحيط ولا تقضي عليه.
ويظل البحث عن الأصول الحقيقة لهذه الظاهرة، من عوامل اجتماعية ونفسية واقتصادية، السبيل الوحيد لمواجهة فعالة لها.
من موقع اخبار العربية
تتنوع حركاته بين التربيع والتخميس والسلسلة
"تفحيط السيارة" من هواية إلى إدمان ينتهي بالشباب الخليجي للموت
http://www.alarabiya.net/staging/portal/Archive/Media/2005/08/14/2027111.jpg
مع بداية الإجازات الصيفية في معظم دول الخليج وخلو الشباب من انشغال الدراسة وقيودها، ينطلقون في الشوارع والمناطق الصحراوية ليتباروا في القيام بحركات خطيرة بسياراتهم الحديثة ذات الدفع الرباعي فيما يسمى بـ"التفحيط" في بعض الدول، وفي دول خليجية أخرى التقحيص أو التشحيط أو التفحيص، وهي أسماء متعددة لظاهرة واحدة تتمثل في استعراض الشباب لمهاراتهم في قيادة السيارات عبر التسابق بسرعة جنونية، يعقبها استخدام المكابح بقوة والقيام بحركات خطيرة بالسيارات ذات الدفع الرباعي أو إضافة غاز إلى جهاز الاحتراق وغيرها من التعديلات لزيادة السرعة أو إحداث أصوات مزعجة خلال القيادة.
التفحيط تحول إلى "هواية" خليجية تُثير القلق وقد تنتهي بالموت لكن الشباب الخليجي يعتبرها مجرد لعبة. هل هو الفراغ، سواء فراغ الوقت أو العقل؟! أم غياب وسائل الترفيه؟ أم أنها طريقة للتنفيس عن الغضب؟ أو مجرد وسيلة للفت الانتباه؟
مبارزة بالسيارات
تتنوع حركات التفحيط ما بين التربيع والتخميس والسلسلة والاستفهام وحركة الشرارة والعقد وتسيير المركبة على عجلتين، وغيرها من الحركات التي يتفنن الشباب في تنفيذها حتى وصلوا إلى ابتكار "حركة الموت". حركة الموت هذه نوعان: فهناك حركة يتم تنفيذها بعد أن تصل السيارة إلى سرعة 180 كم حيث يميل السائق بالسيارة على أحد الجوانب ثم يميل إلى الجانب الآخر ويترك السيارة تسير بسرعتها حتى تتوقف، أما النوع الآخر فينطلق فيه المتحدي بأقصى سرعة في اتجاه المتحدي الآخر الذي يقابله وجها لوجه بأقصى سرعة كذلك والجبان هو من ينحرف عن الآخر، وتبدو المسابقة مثل المبارزة بالمسدسات في أفلام الغرب الأمريكي.
وتختلف مهارات التفحيط من منطقة إلى أخرى ففي السعودية مثلاً يشتهر مفحطو الرياض بالجرأة بينما يتميز مفحطو جدة بالحرفية في الحركات. والمفحطون غالباً ما يستخدمون السيارات المسروقة أو يقوموا بتأجير سيارة ثم يتركوها بعد أن يدمرها التفحيط. ويلجأ الشباب إلى المناطق المهجورة لممارسة هذه الهواية الخطرة، كما تكثر ممارستها في أعقاب الليل وقبل الفجر حيث تخلو الشوارع تقريباً من المارة.
التكنولوجيا في خدمة "التفحيط"
وقد انتشرت هذه الظاهرة إلى درجة تخصيص مواقع انترنت ومنتديات خاصة بها منها على سبيل المثال وليس الحصر: www.qassimy.com وwww.al3aneet.net وwww.shameel.net.
وتتنوع مواد هذه المواقع ما بين عرض لقطات لحركات التفحيط وكيفية القيام بها وتبادل أخبار المفحطين وأشهرهم، ودعوة المهتمين للقاء لممارسة أو مشاهدة التفحيط في مكان معين، والحديث عن أحدث أنواع السيارات وإمكانيات كل منها في التفحيط، وحتى الحوادث التي انتهت بالموت نتيجة التفحيط.
ماذا عن آراء الشباب الخليجي في التفحيط؟
بعض الشباب يعتبره بطولة وشجاعة، ولا سيما وأن "الخليجيين تعودوا على سماع قصص عن بطولات أجدادهم من ذويهم، وهم يسعون لإعادة هذه الأمجاد بالطريقة "العصرية" التي يجيدونها.. التفحيط"، وذلك حسب الرأي الوارد في أحد منتديات التفحيط ومنسوب لشاب سعودي، بينما يرى آخرون أن "مشاهدة التفحيط متعة وممارسته موهبة أعطاها الله ناس من خلقه ويجب تشجيعهم"، ويعتبره فريق ثالث "مجرد تغيير للروتين ونوع من المغامرة للاستمتاع بالحياة".
ويؤكد أحمد الجابر (قطري) أنه يمارس التفحيط حباً في المغامرة ولأنه يعاني من الفراغ والملل، مضيفاً أن السبب في انتشار هذه الظاهرة هو أن"الشباب الخليجي مكبوت ويعاني من الفراغ، وأهلهم يمنحوهم كل ما يريدون الحصول عليه ويفرطون في تدليلهم ولاسيما الأبناء الذكور حيث يشعرون أنه لا يمكن أن يلحقهم العيب مهما فعلوا".
وتؤكد إحصائيات الوفيات الناجمة عن حوادث الطرق في دول الخليج العربي خطورة هذه الظاهرة ومدى استفحالها في المجتمع الخليجي، حيث زاد عدد الإصابات الخطيرة لحوادث الطرق في قطر من 3327 إصابة عام 2002 إلى 3740 إصابة عام 2003، وزادت الوفيات الناجمة عن حوادث الطرق بنسبة 20% حتى وصلت إلى 195 وفاة عام 2003 بمعدل وفاة كل يومين تقريباً في حين كان عددها 126 وفاة كل 3 أيام عام 2002. وفي السعودية تصل حوادث الطرقات إلى 300 ألف حادث سنويا تقريبا تُسفر عن 3 آلاف حالة وفاة.
وتحتل حوادث السيارات المركز التاسع بين أكبر مسببات الوفاة في دول مجلس التعاون الخليجي، ويُنتظر أن تصل إلى المرتبة الثالثة بحلول عام 2010 حسب توقعات مركز أورينت في الإمارات.
ويزيد معدل الخسائر والإصابات الناجمة عن مثل هذه الحوادث في دول مجلس التعاون الخليجي عن مثيلتها في دول العالم المتقدم التي توازيها في نسبة ملكية المركبات.
وقد حاولت الأجهزة المعنية في دول الخليج مكافحة هذه الظاهرة بفرض القوانين المُجرّمة لها تارة وتقنينها تارة أخرى، عبر إضفاء الشرعية عليها من خلال تخصيص مضمار لاستعراض مهارات القيادة وفق قوانين محددة تضمن سلامة الشباب والجمهور المتابع لهم، ففي قطر على سبيل المثال دشن اتحاد السيارات والدراجات في سبتمبر/أيلول عام 2004 أول سباق للسرعة في تاريخ السيارات بالدوحة، وشهد السباق الذي جرى في مطار الخور إقبالا كثيفا من الشباب، لكن استمرار أنشطة التفحيط في مناطق سيلين وخور العديد، التي يتجمع فيها آلاف الشباب أسبوعيا لهذا الغرض، يؤكد عدم فعالية هذه الخطوات التي لا تسعى للتخفيف من النتائج السلبية للتفحيط ولا تقضي عليه.
ويظل البحث عن الأصول الحقيقة لهذه الظاهرة، من عوامل اجتماعية ونفسية واقتصادية، السبيل الوحيد لمواجهة فعالة لها.
من موقع اخبار العربية