بو عبدالرحمن
17-03-2005, 12:15 PM
هذه رسالة مفتوحة بعثت بها إلى أكثر من طرف ، كان يعاني ما يعانيه هذا الأخ ،
ولما رأيت صداها الطيب بفضل الله ، استعنت بالله ، ووضعتها هاهنا لعل الله
ينفع بها آخرين ، يعانون من نفس المشكلة ..
فاستعن بالله ولا تعجر ، ولا تستكثر دقائق تقضيها من أجل الله ،
لعل الله ينفعك بها أكثر مما تتصور ..
= =
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ العزيز / ........
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد ..
فإني أحمدُ اللهَ إليكَ حمداً كثيرا طيباً مباركا فيه ،
وأصلي واسلم على رسوله الكريم وعلى آله وصحبه وسلم ..
وبعد ..
كلمات من أعماق قلبي أكتبها على عجل .. وأرجو أن تتأملها بكل تركيز ....
سامحك الله ..!!
كان يوم أمس يوما متميزا معي منذ ساعات الصباح الأولى ، عندما شهدت لحظة
ولادة الفجر ، مع ارتفاع نداء السماء لأهل الدنيا ، أن يهبوا للقاء مولاهم سبحانه
، والوقوف بين يديه ركعا سجدا ، ليصب على قلوبهم من أنوار السماء في تلك
الساعة المباركة ، فتصفو سماء قلوبهم بنسيم أريج الجنة ، فيكون نهارهم غير
نهار الناس ..!
وبالنسبة لي قد كان والحمد لله ، حتى إذا التقيتك في ذلك الحوار القصير العاجل
، بعد انصرافي من المسجد مع شروق الشمس ، تكدر عليّ يومي كله ،
وأظلمت في عيني سمائي التي كنت أهتز بصفائها ، وانقبض لحوارك قلبي !!
غير أني على ثقة أنه ما أصابني ما أصابني إلا لعلة عندي في داخلي ،
وإلا فكيف أخرج من تلك الجنة الوارفة الظلال ، التي كنت أنعم بها منذ الفجر حتى ساعة لقائك ،
فيتكدر عليّ قلبي على هذا النحو ..!؟
لابد أن نفسي انتفشت وبطرت نعمة ربها ، وظنت أنها .. وأنها .. فأراد الله أن يؤدبني بكَِ ..!!!
فكان بعد حوارك ما كان ، مما لست أذكرهُ .. فظن خيراً ولا تسأل عن الخبرِ !
ولا يسعني إلا أن أقول كلمتين :
غفر الله لي ، أولا .... وسامحك الله ، ثانياً ..
أما بالنسبة لقضيتك التي أثرتها ، فالحديث فيها ذو شجون وفضول ..
مشكلتك ( كما أنها مشكلة كثيرين وكثيرات ) أنهم يريدون القفزة السريعة بين
عشية وضحاها ، لماذا لا يكونون مثل إبراهيم بن أدهم مثلاً ، أوالفضيل بن
عياض ، أوالحسن البصري ، بل ومثل الصحابة رضي الله عنهم ...!!!؟؟؟
لماذا لا يذوقون ما ذاق أولئك من طيبات الإقبال على الله ونعيمه ، ولذته !
ويقول أحدهم في حسرة : لقد سرت في الطريق إلى الله منذ سنة ..!
بل إن بعضهم يقول : أنا في طريق الهداية منذ شهرين وثلاثة !!!!!!!!!!!
وأقول : هيييييييييييييه !! هوّن عليك !! حاسب لا تكسر رقبتك !!
أخي الكريم ..
هؤلاء مشكلتهم أنهم لم يعرفوا قواعد الطريق .. فضاعت عليهم المعالم ،
فتاهوا خلال الرحلة ، وتعبوا وهم يخبطون ، فقرر بعضهم العودة إلى ما كان عليه .. والله المستعان .. !!
بل المصيبة الكبرى .. أن علماءنا يؤكدون :
أن أمثال هؤلاء إذا عادوا إلى ما كانوا عليه قبل الهداية ،
فإنهم يعودون ( أسوأ ) مما كانوا عليه قبل الهداية ،
وتلك انتكاسة قد تتسبب في سوء خاتمة لهؤلاء _ والعياذ بالله _ !!!!!!!
ومشكلة أخرى يقعُ فيها هؤلاء ..
أنهم لم يعرفوا أن أول مفاتيح السير الصحيح الواثق بإذن الله ،
أن عليهم منذ أول سيرهم مع الله ، أن ( يفرّغوا ) ما يعتريهم من أحوال وتساؤلات ،
وخواطر نفسية ، ومصاعب .. ( يفرغوا ) ذلك أولا بأول ..
كيف ؟؟.
إما بالجلوس إلى شيخ ثقة مربٍ ، والإفضاء له بما في نفوسهم ..
دع هذا .. !!
ليس شرطاً أن يجلسوا إليه ..فيغني عن ذلك : الكتابة إليه ..
المهم ( يفرّغوا ) كل تلك الأمور ( أولا بأول )..
ومهمة الشيخ أنه سيتولى دفة التوجيه والإرشاد إلى ما ينبغي عمله ..
فإن لم يوجد الشيخ ..؟!
فلا أقل من أن نختار شخصاً ( ثقة ) نحسب أنه قد يكون سببا في تبديد تلك الخواطر ،
وتهوين تلك الصعاب ، والمساعدة على تجاوز تلك العقبات في الطريق ...
مصيبة هؤلاء الأخوة والأخوات أنهم لم يفعلوا هذا ولا ذاك ..
فتراكمت عليهم تلك الأمور من مصاعب ، وخواطر وتساؤلات وإشكالات
يتفنن الشيطان في وضعها تحت المجهر .. فإذا هي كأمثال الجبال ،
تجعل هؤلاء لا يستطيبون السير أ ويثقل عليهم كأنه الصخور يحملونها على ظهورهم ،
ونحو هذا ..!!!!
وبالمناسبة ..
حتى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم تعرضوا لمثل هذه الحالة ..!!
ومن هنا فهذه الوصية التي أقولها لك ، ليست من تأليف واختراع بعض العلماء ،
ولكنها ( السنة ) !!!!!!!!!
ورد في الحديث أن الصحابة رضي الله عنهم ، جاءوا فزعين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقولون له : انهم يجدون في نفوسهم ما لو صاروا حممة ( يعني لو أنهم احترقوا بالنار )
لكان أهون عليهم من أن يتلفظوا بما يجدونه في نفوسهم من خواطر ..!!
فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : أوقد وجدتموه !؟
ثم قال : فذلك صريح الإيمان .. وفي رواية : الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة ..
هذا الحديث فيه فوائد كثيرة في قضية التربية والسير إلى الله ..
ليس هنا وقت عرض تلك الفوائد .. الذي يعيننا ما نحن فيه ..
أن الصحابة وهم الصحابة رضي الله عنهم ، الذين يعيشون في أجواء رسول الله ،
أصابتهم حالة صعبة ، تمنوا أن يحترقوا ويصبحوا فحماً ورماداً ،
على أن تدور ألسنتهم بما في نفوسهم ..!!
فتصور شدة هذه الحالة التي تمر بهم ، ولكنهم مع هذا كله ، ورغم صعوبة هذه الحالة ..
ما قالوا : أنهم لم يعودوا قادرين على مواصلة الرحلة ...!!!!!!!!
وقرروا أن ينفضوا أيديهم من طريق الهداية لأنه أصبح شاقا على نفوسهم !!!
كلا .. لأنهم قد علموا أن خطة الشيطان معهم ، أنه يريد أن يقطعهم عن ربهم ،
بألوان من الحيل ، فقرروا أن لا يمكنوه من ذلك ، فواصلوا الطريق رغم كل شيء ..
غير أنهم عرفوا كيف يأتون البيوت من أبوابها ...!!!
فبادروا يعرضون ما يختلج في نفوسهم على مربيهم ومعلمهم ،
ليرى رأيه في هذه الحالة ، ويبادروا بعد ذلك إلى تنفيذ ما يشير عليهم به ..!
وشيء آخر ..
يقول بعض الصحابة رضي الله عنهم أن الله سبحانه عاتبهم بعد مضي ( أربع سنوات ) ...
بقوله تعالى ( ألم يئن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله !!
ركز هاهنا .. بعد مضي أربع سنوات ... !!!!!!!!!!!!!!
ومن هم ؟ الصحابة خيرة خلق الله بعد الأنبياء ، رضي الله عنهم ؟؟
ومع من ؟ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يربيهم ويرعاهم ويوجههم ؟؟؟!!
ونحن الواحد منا يسير في طريق الله شهوراً أو سنة ـ أو حتى سنتين ...
وفي أجواء غير مساعدة أصلا ، ولا مشجعة ، ويريد أن يكون مثل الصحابة !!!!!!!!
هيهات هيهات !!!!!
آخر كلمة أقولها لك ..
قرر علماؤنا هذه القضية من قديم ..
أن الإنسان ( الصادق ) حين يقبل بكل همةٍ وتشميرٍ مع الله ،
فإنه سيواجه بهجمة معاكسة وقوية من قِبَـل الشيطان !!!!!!!!!
هذه الهجمة ينجحُ فيها إنسان ، فيحلقُ بعدها عاليا عاليا ,.,.,.
ويسقط فيها إنسان ، وقد يهلك بسببها ..والعياذ بالله ..!!!!!!!!!!!
على كل حال ..
أكتب إليك هذه السطور على عجل .. وبعد صلاة الفجر مباشرة ،
وأرجو أن يضع الله في هذه الكلمات بركة ، ويجعل لها قبولا في قلبك ،
ولذا أرجو أن تعيد قراءتها أكثر من مرة ، فإني أكتبها بدموع قلبي من أجلك
فقد هالني والله ما كان في الحوار الأخير معك ..
أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولي ولسائر المسلمين ..
ودعواتي لك بأن يحفظك الله ويشرح صدرك ، ويعينك على مواصلة الرحلة معه سبحانه ،
حتى تلقاه وهو راضٍ عنك .. اللهم آمين ..
سبحان الله ، ثم سبحان الله .... مواصلة الرحلة مع من ؟؟؟؟؟؟؟؟
مع الله ؟؟؟؟؟ لا إله إلا الله ......
لو أن إنساناً مضى في رحلة مع شخص ذا مكانة وسيادة وسلطان وجاه وهيل وهيلمان ،
فإنه سوف يستطيب السير في هذه الرحلة مع هذه الشخصية ، وسيهون عليه كل مشقة فيها ،
وسيجد في التعب خلالها لذة مضاعفة ، فقط يكفيه أنه في صحبة هذا الإنسان الذي ... والذي .. والذي !!!
سبحان الله ... سبحانك يا رب !! فكيف لا نستشعر أننا في صحبة ملك الملوك ،
وجبار السماوات والأرض ، من له الأسماء الحسنى ،
وليس كمثله شيء وهو السميع البصير ...
أكتفي بهذا فقد ترقرقت دمعات في عيني ، لهذه المعاني الكبيرة ، التي تغيب عنا فنتعب حين نغفل عنها ، والله المستعان ..
تحياتي إلى والديك الكريمين خاصة ، واهلك عامة ، ودعواتي لجميع أن يحفظكم الله
ويرعاكم ويبارك فيكم حيثما كنتم ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
ولما رأيت صداها الطيب بفضل الله ، استعنت بالله ، ووضعتها هاهنا لعل الله
ينفع بها آخرين ، يعانون من نفس المشكلة ..
فاستعن بالله ولا تعجر ، ولا تستكثر دقائق تقضيها من أجل الله ،
لعل الله ينفعك بها أكثر مما تتصور ..
= =
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ العزيز / ........
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد ..
فإني أحمدُ اللهَ إليكَ حمداً كثيرا طيباً مباركا فيه ،
وأصلي واسلم على رسوله الكريم وعلى آله وصحبه وسلم ..
وبعد ..
كلمات من أعماق قلبي أكتبها على عجل .. وأرجو أن تتأملها بكل تركيز ....
سامحك الله ..!!
كان يوم أمس يوما متميزا معي منذ ساعات الصباح الأولى ، عندما شهدت لحظة
ولادة الفجر ، مع ارتفاع نداء السماء لأهل الدنيا ، أن يهبوا للقاء مولاهم سبحانه
، والوقوف بين يديه ركعا سجدا ، ليصب على قلوبهم من أنوار السماء في تلك
الساعة المباركة ، فتصفو سماء قلوبهم بنسيم أريج الجنة ، فيكون نهارهم غير
نهار الناس ..!
وبالنسبة لي قد كان والحمد لله ، حتى إذا التقيتك في ذلك الحوار القصير العاجل
، بعد انصرافي من المسجد مع شروق الشمس ، تكدر عليّ يومي كله ،
وأظلمت في عيني سمائي التي كنت أهتز بصفائها ، وانقبض لحوارك قلبي !!
غير أني على ثقة أنه ما أصابني ما أصابني إلا لعلة عندي في داخلي ،
وإلا فكيف أخرج من تلك الجنة الوارفة الظلال ، التي كنت أنعم بها منذ الفجر حتى ساعة لقائك ،
فيتكدر عليّ قلبي على هذا النحو ..!؟
لابد أن نفسي انتفشت وبطرت نعمة ربها ، وظنت أنها .. وأنها .. فأراد الله أن يؤدبني بكَِ ..!!!
فكان بعد حوارك ما كان ، مما لست أذكرهُ .. فظن خيراً ولا تسأل عن الخبرِ !
ولا يسعني إلا أن أقول كلمتين :
غفر الله لي ، أولا .... وسامحك الله ، ثانياً ..
أما بالنسبة لقضيتك التي أثرتها ، فالحديث فيها ذو شجون وفضول ..
مشكلتك ( كما أنها مشكلة كثيرين وكثيرات ) أنهم يريدون القفزة السريعة بين
عشية وضحاها ، لماذا لا يكونون مثل إبراهيم بن أدهم مثلاً ، أوالفضيل بن
عياض ، أوالحسن البصري ، بل ومثل الصحابة رضي الله عنهم ...!!!؟؟؟
لماذا لا يذوقون ما ذاق أولئك من طيبات الإقبال على الله ونعيمه ، ولذته !
ويقول أحدهم في حسرة : لقد سرت في الطريق إلى الله منذ سنة ..!
بل إن بعضهم يقول : أنا في طريق الهداية منذ شهرين وثلاثة !!!!!!!!!!!
وأقول : هيييييييييييييه !! هوّن عليك !! حاسب لا تكسر رقبتك !!
أخي الكريم ..
هؤلاء مشكلتهم أنهم لم يعرفوا قواعد الطريق .. فضاعت عليهم المعالم ،
فتاهوا خلال الرحلة ، وتعبوا وهم يخبطون ، فقرر بعضهم العودة إلى ما كان عليه .. والله المستعان .. !!
بل المصيبة الكبرى .. أن علماءنا يؤكدون :
أن أمثال هؤلاء إذا عادوا إلى ما كانوا عليه قبل الهداية ،
فإنهم يعودون ( أسوأ ) مما كانوا عليه قبل الهداية ،
وتلك انتكاسة قد تتسبب في سوء خاتمة لهؤلاء _ والعياذ بالله _ !!!!!!!
ومشكلة أخرى يقعُ فيها هؤلاء ..
أنهم لم يعرفوا أن أول مفاتيح السير الصحيح الواثق بإذن الله ،
أن عليهم منذ أول سيرهم مع الله ، أن ( يفرّغوا ) ما يعتريهم من أحوال وتساؤلات ،
وخواطر نفسية ، ومصاعب .. ( يفرغوا ) ذلك أولا بأول ..
كيف ؟؟.
إما بالجلوس إلى شيخ ثقة مربٍ ، والإفضاء له بما في نفوسهم ..
دع هذا .. !!
ليس شرطاً أن يجلسوا إليه ..فيغني عن ذلك : الكتابة إليه ..
المهم ( يفرّغوا ) كل تلك الأمور ( أولا بأول )..
ومهمة الشيخ أنه سيتولى دفة التوجيه والإرشاد إلى ما ينبغي عمله ..
فإن لم يوجد الشيخ ..؟!
فلا أقل من أن نختار شخصاً ( ثقة ) نحسب أنه قد يكون سببا في تبديد تلك الخواطر ،
وتهوين تلك الصعاب ، والمساعدة على تجاوز تلك العقبات في الطريق ...
مصيبة هؤلاء الأخوة والأخوات أنهم لم يفعلوا هذا ولا ذاك ..
فتراكمت عليهم تلك الأمور من مصاعب ، وخواطر وتساؤلات وإشكالات
يتفنن الشيطان في وضعها تحت المجهر .. فإذا هي كأمثال الجبال ،
تجعل هؤلاء لا يستطيبون السير أ ويثقل عليهم كأنه الصخور يحملونها على ظهورهم ،
ونحو هذا ..!!!!
وبالمناسبة ..
حتى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم تعرضوا لمثل هذه الحالة ..!!
ومن هنا فهذه الوصية التي أقولها لك ، ليست من تأليف واختراع بعض العلماء ،
ولكنها ( السنة ) !!!!!!!!!
ورد في الحديث أن الصحابة رضي الله عنهم ، جاءوا فزعين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقولون له : انهم يجدون في نفوسهم ما لو صاروا حممة ( يعني لو أنهم احترقوا بالنار )
لكان أهون عليهم من أن يتلفظوا بما يجدونه في نفوسهم من خواطر ..!!
فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : أوقد وجدتموه !؟
ثم قال : فذلك صريح الإيمان .. وفي رواية : الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة ..
هذا الحديث فيه فوائد كثيرة في قضية التربية والسير إلى الله ..
ليس هنا وقت عرض تلك الفوائد .. الذي يعيننا ما نحن فيه ..
أن الصحابة وهم الصحابة رضي الله عنهم ، الذين يعيشون في أجواء رسول الله ،
أصابتهم حالة صعبة ، تمنوا أن يحترقوا ويصبحوا فحماً ورماداً ،
على أن تدور ألسنتهم بما في نفوسهم ..!!
فتصور شدة هذه الحالة التي تمر بهم ، ولكنهم مع هذا كله ، ورغم صعوبة هذه الحالة ..
ما قالوا : أنهم لم يعودوا قادرين على مواصلة الرحلة ...!!!!!!!!
وقرروا أن ينفضوا أيديهم من طريق الهداية لأنه أصبح شاقا على نفوسهم !!!
كلا .. لأنهم قد علموا أن خطة الشيطان معهم ، أنه يريد أن يقطعهم عن ربهم ،
بألوان من الحيل ، فقرروا أن لا يمكنوه من ذلك ، فواصلوا الطريق رغم كل شيء ..
غير أنهم عرفوا كيف يأتون البيوت من أبوابها ...!!!
فبادروا يعرضون ما يختلج في نفوسهم على مربيهم ومعلمهم ،
ليرى رأيه في هذه الحالة ، ويبادروا بعد ذلك إلى تنفيذ ما يشير عليهم به ..!
وشيء آخر ..
يقول بعض الصحابة رضي الله عنهم أن الله سبحانه عاتبهم بعد مضي ( أربع سنوات ) ...
بقوله تعالى ( ألم يئن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله !!
ركز هاهنا .. بعد مضي أربع سنوات ... !!!!!!!!!!!!!!
ومن هم ؟ الصحابة خيرة خلق الله بعد الأنبياء ، رضي الله عنهم ؟؟
ومع من ؟ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يربيهم ويرعاهم ويوجههم ؟؟؟!!
ونحن الواحد منا يسير في طريق الله شهوراً أو سنة ـ أو حتى سنتين ...
وفي أجواء غير مساعدة أصلا ، ولا مشجعة ، ويريد أن يكون مثل الصحابة !!!!!!!!
هيهات هيهات !!!!!
آخر كلمة أقولها لك ..
قرر علماؤنا هذه القضية من قديم ..
أن الإنسان ( الصادق ) حين يقبل بكل همةٍ وتشميرٍ مع الله ،
فإنه سيواجه بهجمة معاكسة وقوية من قِبَـل الشيطان !!!!!!!!!
هذه الهجمة ينجحُ فيها إنسان ، فيحلقُ بعدها عاليا عاليا ,.,.,.
ويسقط فيها إنسان ، وقد يهلك بسببها ..والعياذ بالله ..!!!!!!!!!!!
على كل حال ..
أكتب إليك هذه السطور على عجل .. وبعد صلاة الفجر مباشرة ،
وأرجو أن يضع الله في هذه الكلمات بركة ، ويجعل لها قبولا في قلبك ،
ولذا أرجو أن تعيد قراءتها أكثر من مرة ، فإني أكتبها بدموع قلبي من أجلك
فقد هالني والله ما كان في الحوار الأخير معك ..
أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولي ولسائر المسلمين ..
ودعواتي لك بأن يحفظك الله ويشرح صدرك ، ويعينك على مواصلة الرحلة معه سبحانه ،
حتى تلقاه وهو راضٍ عنك .. اللهم آمين ..
سبحان الله ، ثم سبحان الله .... مواصلة الرحلة مع من ؟؟؟؟؟؟؟؟
مع الله ؟؟؟؟؟ لا إله إلا الله ......
لو أن إنساناً مضى في رحلة مع شخص ذا مكانة وسيادة وسلطان وجاه وهيل وهيلمان ،
فإنه سوف يستطيب السير في هذه الرحلة مع هذه الشخصية ، وسيهون عليه كل مشقة فيها ،
وسيجد في التعب خلالها لذة مضاعفة ، فقط يكفيه أنه في صحبة هذا الإنسان الذي ... والذي .. والذي !!!
سبحان الله ... سبحانك يا رب !! فكيف لا نستشعر أننا في صحبة ملك الملوك ،
وجبار السماوات والأرض ، من له الأسماء الحسنى ،
وليس كمثله شيء وهو السميع البصير ...
أكتفي بهذا فقد ترقرقت دمعات في عيني ، لهذه المعاني الكبيرة ، التي تغيب عنا فنتعب حين نغفل عنها ، والله المستعان ..
تحياتي إلى والديك الكريمين خاصة ، واهلك عامة ، ودعواتي لجميع أن يحفظكم الله
ويرعاكم ويبارك فيكم حيثما كنتم ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..