PDA

View Full Version : كيفية تنمية قدراتنا لحل المشاكل التي تعترضنا


فتى دبي
10-02-2005, 12:53 AM
قرأت للباحث محمد أبوخلف مقالا جميلا عنوانه كيف تنمي قدرتك علي حل المشاكل منشورا في موقع: المعلم وهي مجلة ثقافية تربوية وفيه جاء بأن مواجهة المشاكل والتصدي لحلها يتطلب المقدرة علي التفكير والتماسك النفسي وهذا قد يتيسر لكثير من الناس بغض النظر عن معتقداتهم لكن المسلم يتميز في هذه الناحية من حيث ان الايمان يمده بطاقة عالية من الناحية النفسية والفكرية تجعله مؤهلا لمواجهة اعتي المواقف والمصاعب.وربما يكون للهدف المرسوم اثر بالغ في ذلك من حيث ان المسلم يحتسب امره كله لله فإذا صبر وكابد فهو لله وهو يطمح لنيل رضوانه وجنته اي ان عنده هدفا اسمي وغاية قصوي حتي ولو لم تتحقق الاهداف الدنيوية.

ويمكن تعريف المشكلة بأنها الشعور او الاحساس بوجود صعوبة لابد من تخطيها أو عقبة لا بد من تجاوزها لتحقيق هدف او يمكن القول انها الاصطدام بواقع لانريده فكأننا نريد شيئا ثم نجد خلافه.

وتقسم المشاكل الي نوعين:المغلقة المسائل او التمارين والمفتوحة اما المسائل المغلقة فهي التي تشتمل علي كل ما يلزم للحل ويكون لها جواب محدد ومعلوم اي ان المعلومات المطلوبة موجودة وما عليك الا ان تطبق ما يلزم للوصول الي الحل من قوانين ومعادلات وغير ذلك ومثالها المسائل التي تواجه الطلاب والدارسين في المعاهد التعليمية والمدارس وقد يدخل فيها تشخيص الاعطال المحددة والامراض العادية من اعراضها الظاهرة كالالتهاب مثلا هذا النوع من المسائل يمكن حله بالتعرف علي المطلوب من المسألة اولا اي تحديد الهدف ثم العودة الي المسألة لاستكشاف المعلومات المتعلقة بذلك او المطلوبة للحل ثم تطبيق الادوات والاساليب ذات العلاقة من اجل حل المسألة.وهناك نهج اخر يتمثل في استعراض المسألة من الاصل ومعرفة ما فيها ثم الانطلاق الي حل المسألة.

اما المشاكل المفتوحة فهي التي لايعرف لها حل او جواب محدد بالضبط وتنقصها المعطيات والمعلومات مثالها معظم ما يواجهنا في حياتنا من مشاكل وكذلك مشاكل التصميم المختلفة ومشاكل التشغيل والاعطال الصناعية وتتلخص طريقة حل هذا النوع من المشاكل في وضع استراتيجية لبدء الحل ثم تحديد الوجهة والطريقة ومراقبة سير العمل والتقدم فيه ثم اختيار الحل الامثل الذي يحقق الاهداف المنشودة مثل هذه الأنواع من المسائل يمكن ان تتنوع حلولها وتفي بالغرض اي ان اي واحد من هذه الحلول يمكن ان يحل المشكلة بل ويمكن احيانا ان تصل الي حل وسط يرضي جميع الاطراف،أو ان يكون الحل هو تقبل الوضع القائم والتعايش معه اي الاقتناع به والصبر عليه

ولحل المشاكل يشير الباحث الي انه قام بتطوير برنامج يتعلم من خلاله طلاب الهندسة كيف يواجهون المشاكل التي تعترض سبيلهم في الدراسة والعمل واعددت طريقة من خطوات يمكن اتباعها لمواجهة المشاكل وذلك بعد التمرن عليها والتمرس فيها وهي وان كانت متعلقة بالمشاكل التقنية الا انها تحمل في طياتها بذور تطبيقها علي ارض واقع الحياة العملية بل انني دوما احث الطلاب وباستمرار علي نقل ذلك الي واقع حياتهم.

ولهذا احببت ان انقل هذه الخبرة للناس مبينا كيفية الاستفادة منها في واقع حياتهم العادية والعملية.

مواجهة المشاكل وحلها يحتاج الي التفكير واستخدام مهارات التفكير وهي المتعلقة بالادراك الحسي والمعلومات والخبرة والمعالجة وتجنب المعوقات والاخطاء.من أجل نجاح هذه الطريقة لابد من التهيئة النفسية الصحيحة والاستعداد الذهني الجيد اثناء مواجهة المشكلة والتعرض لحلها كما نؤكد علي ضرورة التفكر اللاحق بالحلول والنتائج المترتبة عليها والاستفادة من الاخطاء وان يتوفر الالمام والوعي بأساليب وادوات التفكير النقدي والابداعي علي حد سواء.

اما الحل للمشاكل العامة فهي كالتالي:

تحديد المشكلة الانتباه الي وجود المشكلة ومعرفة اسبابها عن طريق استكشاف الواقع المتعلق بها والمعلومات ذات العلاقة الاحساس بوجود عقبة او صعوبة تدلل علي وجود المشكلة جمع المعلومات بيانات ،اعراض ،تعريفات،اسس نظرية استكشاف هذه المعلومات والمعارف للوصول الي انماط مميزة فيها ومعرفة الناقص منها والزائد،البحث عن المعلومة الناقصة،استشارة الاخرين والتحدث اليهم عن المشكلة اجراء المزيد من الاستفسارات عن ظروف وملابسات المشكلة ماذا حصل وكيف ،ومتي ،وما الفرق بينه وبين الوضع الطبيعي السابق؟ تحسس اهمية الزمن ودرجة خطورة الوضع والمرونة المسموح بها ثم التفكير في الاسباب المحتملة باستخدام ادوات التفكير المناسبة واساليب السبر والحصر وغيرها.

وضع الاهداف والاساليب للبحث عن البدائل:استحضار أو تعلم المباديء والنظريات ذات العلاقة تقرير ما اذا كان بالامكان حل المشكلة او التعايش معها كما هي هل هناك حلول مشابهة يمكن تطبيقها؟ استخدام ادوات واساليب التفكير: التحليل ،التركيب،استكشاف الانماط القياس والتمثيل ،العصف الذهني، خرق الاساليب المعتادة والتعريفات والفرضيات السائدة او الشائعة عزل الشيء واستخدام بديل له ثم اعادة صياغة المشكلة بطرق مختلفة لعلك تكتشف شيئا ما فيها.

مراقبة الحالة النفسية والتربوية: الحفاظ علي الارادة القوية والثقة والايمان بقدرتك علي حل المشكلة ايا كانت تهيئة النفس لتقبل التغيير في الاهداف والخطط ترك المشكلة لفترة حتي تختمر حسب ماتسمح به الظروف والزمن المقدرة علي التغلب علي الموانع من معوقات التفكير واخطائه ولابد من الحفاظ علي رباطة الجأش هذه قبل وفي اثناء وبعد الانتهاء من حل المشكلة.

اختيار وتطبيق افضل الحلول تقرير افضل الحلول علي اسس معينة تقنية أو اقتصادية أو غير ذلك، تطبيق الحل بشكل تدريجي واعطاء الوقت الكافي للامور لتأخذ مجراها،جمع البيانات ومقارنتها مع المواصفات.

تقييم الوضع هل عادت الامور الي طبيعتها؟هل حلت المشكلة ام يا تري ان الأعراض هي فقط التي عولجت وان المشكلة ما زالت قابعة؟ هل تحققت الاهداف التي وضعتها نصب عينيك؟هل طرأت بالمقابل مشاكل جانبية جديدة؟

التفكير في المشكلة وطريقة حلها والاجراءات التي اتبعتها كيف ابتدأت التفكير في الحل؟ ماهي ادوات واساليب التفكير التي اتبعتها؟ هل كان الحل سريعا ام بطيئا؟ما هي العوامل التي كان لها الحسم والتأثير؟ كيف تصنف هذه المشكلة؟ما الذي استفدته منها وكيف تعتبر منه في غيرها؟

ان وضوح الهدف وتوفر الحوافز والدوافع وكذلك القدرة علي التغلب علي الموانع هي امور في غاية الاهمية بالنسبة لمواجهة المشاكل والتغلب عليها ولابد من التأكيد علي دور الممارسة والتمرين والصبر والمثابر علي حل المشاكل علي ان حل المشاكل يمكن استخدامه كوسيلة للتعلم وذلك عن طريق استكشاف المعلومات السابقة وتعلم اشياء جديدة بالممارسة واكتساب المهارات الضرورية،واستخدام التفكيرلتطوير هذه المهارات والمعلومات كما لابد من التركيز علي ضرورة التفاعل المتبادل مابين الطالب والمشرف او مابين الذي يحل المشكلة ومن يرعاه كالوالدين مثلا فيكونا حافزا ودافعا له لاعامل هدم وتثبيط وهذا في حد ذاته يسلتزم المتابعة والتقييم المستمرين للقدرات،والتفكر المتواصل بما توصل اليه الدارس والاستفادة منه لغيره.

علي انه لابد من التنبيه علي ان الخطوات المقترحة لايقصد بها التمسك الحرفي بتسلسلها فقد يحصل احيانا ان تحل المشكلة بمجرد تغيير نظرتك الي الامور كأن يتهمك احد الناس بأنك انت الذي اخذت هذا الشيء فترد عليه بسرعة:ولماذا لاتكون انت الذي اخذته؟ او يعاتبك بعضهم انك لاتصل به فترد ولماذا لم تبادر أنت؟ او تعلمه انك اتصلت فعلا ولكنه لم يكن موجودا وهكذا.مثل هذه الاساليب تسمي بأساليب التفكير الجانبي.

من قراءاتي