PDA

View Full Version : الفشل السياسي الذريع لجماعات العنف الإسلامية


مسدد
16-05-2004, 12:26 PM
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

الدعوة للجهاد دعوة سهلة ، تراها في صفحات الإنترنت ، وفي شوارع القاهرة ، في شوارع القاهرة ، يسهل عليك تنظيم مظاهرة (تفريغية) لتكتشف أن صرخة تكبير واحدة تجمع حولك 100 ألف شخص في دقائق معدودة ، منهم تارك الصلاة ، ومنهم رغيد الحانات ، ومنهم معلم الحواري ، ومنهم رجل قلبه معلق بالمساجد ، ولكن في النهاية تعود المظاهرة إلى المنزل والكل مرتاح بعد لحظة من التفريغ وفش الغل.

الأيام الماضية سُحبنا رغما عنا إلى مشاهدة الكلام الذي يطفح بالتهييج والعاطفية المجردة من العقل ، وادعاء الانتصار من دون بذل أسباب ، وانتظار المرحلة الحاسمة من سحق إمريكا من دون أي حاجة لعنصر الزمن ، بل هو ضخ الناس للموت والشهادة ، دون رغبة حقيقية في دراسة الوضع واتخذا الإجراءات الأمثل.

سأعود لاحقا للحديث في هذا الشأن.

مسدد
17-05-2004, 05:12 PM
في ما بين الحربين العالميتين ، ثارت مجموعة من أهل الخير ضد الملك عبدالعزيز ، وكانوا تحت مسمى (الإخوان) ولا علاقة لهم بجماعة الإخوان المسلمين ، ومع ذلك مات الكثير في تلك الحروب ولم يحققوا شيئا في سبيل التغيير السياسي.

وفي عام 1982 تقع مصادمات بين جيش العلويين البعثيين في مواجهة جماعة الإخوان المسلمين ذات الوزن الثقيل في سوريا ، وكانت الجماعة انقسمت على رأيين ، رأي يرى أن هذا الحزب حزب كافر يجب محاربته ، ورأي يرى أن هؤلاء العلويين كفار ولكن لا طاقة لهم بقتالهم وأن الأسلم التسليم ، إلا أن قرار الصدام الغبي (الذي يتبنى مثله بعض الجالسين خلف شاشات الكمبيوتر للطقطقة على لوحة المفاتيح) هو الذي تم إمراره ، ليختفي اسم جماعة الإخوان المسلمين في سوريا ، ويتم تفعيل دور الصوفية المنحرفة الخرافية فيها ، ويتم القضاء على طيف من علماء الدين ، من فقهاء ومفسرين ومفكرين وأدباء ، وليقضي ما بين 20-30 ألف مسلم سني نحبهم في تلك المعركة الجائرة ، ويتم تسوية غالب حماة بالأرض ، حتى المساجد لم تسلم من بطش العلويين ، ويتشرد علماء ومفكرو وأدباء حماة من أهل الدين في أصقاع الأرض ، ولأكثر من عشرين عاما لا يزال السوريون يتجرعون مرارة القرار الخاطئ.

نتائج هذا القرار الذي لا ينبع لا من دين ولا من عقل:
(1) أكثر من 20 ألف قتيل على أقل تقدير.
(2) الضغط على السنة والمزيد من التهميش لهم في سوريا.
(3) سقوط عدد كبير من الكوادر العلمية لأهل السنة في سوريا. ولا يغيب عن بالنا اختفاء 700 طالب علم من كلية الشريعة في يوم واحد.
(4) التأثير السلبي على جماعة الإخوان المسلمين في جميع الدول الإسلامية واتخاذ إجراءات احتياطية وتحرزية ضدهم ووضع الجماعة في سجل الجماعات المتطرفة والخارجة.
(5) انتهاك أعراض المسلمات في حماة وفي سجون البعث.
(6) انهيار تام للدعوة السنية في سوريا ومحاربة علماء السنة سواء كانوا من الإخوان أم من غيرهم.
(7) ارتفاع الضغط على الشعب السوري وارتفاع أسهم حزب البعث والنصيريين.
(8) غياب السنة عن المناصب الحساسة وتغييبهم عن المحافل إلا من كان مواليا بشكل تام للحكومة.
(9) تشريد أسر الأخوان وأهل حماة من منطقتهم وتشيتهم في العالم.

مسدد
19-05-2004, 10:38 AM
جهيمان العتيبي يقود ثورة ضد حكم آل سعود 1400هـ الموافق 1979 م في تلك المعركة التي أراد منها نصرة الدين وقصد منها الخير والإصلاح ، سيطر بشكل تام على الحرم المكي ، وسمعت أنه كان يحاول أن ينفذ نفس السيطرة على المسجد النبوي ولكن تم كشف الأمر عاجلا ، كانت النتيجة استباحة الحرم ومقتل جميع أعوانه ، ومقتل أناس لا ذنب لهم بهذه الأحداث.

وكمسلم أقول لا يجوز لي على المسلم ولو كان فاسقا سوى الدعاء بالرحمة ، فأسأل الله أن يرحمه وإخوانه.

وهذه الأحداث المريرة لم توقد شمعة كما يعتقد البعض ، بل زادت التضييق على أهل الدين ، وبعدها برز تيار (حزب الولاة) الذين لا يعرفون سوى مبدأ (الطاعة المطلقة لولي الأمر) ، حيث شجعت الحكومة هذا التيار الذي قفز فوق علماء أجلاء وأصبح شغله الشاغل ونقطته المحورية هي قضية (الخروج على ولاة الأمر) فأصبوحا يدندنون على خطورتها في كل لحظة وساعة حتى تعفنت آذان الناس من هذا الموضوع الذي أصبحوا يفطرون عليه ويتعشون به.

بعدها كما يقول بعض المحللين بدأت السعودية في تصدير الثورة وهذا النشاط الإسلامي للخارج للتخلص من وجود هذا الاحتقان على أراضيها فكانت أفغانستان هي القلعة الحصينة لهم.

ورحل جهيمان رحمه الله ، ورحل إخوانه ، ولم يحدث أي تغيير سياسي ملموس.

مسدد
20-05-2004, 03:25 AM
وفي عام 1981 يقود تنظم الجهاد الإسلامي عملية موفق ويتم تصفية الطاغية أنور السادات ، فيخوض التيار الجهادي والحكومة المصرية معركة قاسية ، اعتمد فيها جلاوذة الحكم على القمع والسجون والتهجير والظلم والبطش وأخذ الناس بجريرة غيرهم ، واعتمد تنظيم الجهاد الإسلامي على الاغتيالات والتفجيرات وقتل رجال الشرطة والمظاهرات ، وليحتدم الصراع من 1981 إلى 1997 حينما أعلن الجهاد الإسلام إيقاف عملياته بدو أية شروط ، وذلك بعد مراجعات طويلة لقادة التنظيم في حرب استهلكت طاقة التنظيم وقوته واستهلكت أمن المجتمع وأمانه ، بينما خرجت الحكومة رابحة من هذه الجولة القاسية وبعد تكرر حالات ما يسمى بالتوبة من جانب الجهاديين أو ما نستطيع أن نعتبره بتصحيح المسار؟

النتائج:
(1) التركيز على تنظيم الجهاد واعتباره تنظم إرهابي يقمع بلا هوادة.
(2) محاسبة ناس لا علاقة لهم بالتنظيم الجهادي ولكن أخذوا بجريرته.
(3) المزيد من التضييق على الإسلاميين.
(4) سوء فهم شديد بين تنظيم الجهاد الإسلامي في طرف وغيره من التنظيمات الإسلامية مع بعض العلماء المصلحين في طرف آخر.
(5) المزيد من التبرير للحكومة الظالمة على الاستمرار في تطبيق قانون الطواريء.
(6) انتقال نشاط الجهاد البارز إلى خارج مصر (وهذه سلبية) وبقي الحال في مصر ، ولا يظهر كمنظر للجهاد الإسلامي إلا المحامي منتصر الزيات وإن كان غير منظم لهم.
(7) فتح الباب على هواهنه وتبرير الإساءات التي لحقت بالتيار الإسلامي وبالصحوة الإسلامية عموما.

ما هي المكاسب؟؟؟؟

مسدد
23-05-2004, 06:29 PM
وفي عام 1992 يغدر الجيش والعلمانيين بالشعب الجزائري ، ويقمع رأي أكثر من 80% التي رضيت بجبهة الانقاذ ، لتشتعل حرب لا هوادة فيها ، لم يعرف حتى الآن العدد الحقيقي للضحايا ، وتستمر الحرب بين الجماعات الإسلامية التي تمثل جبهة الانقاذ وبين الجيش الجزائري ، ولم يسلم من هذا حتى الإسلاميين الآخرين الذين لرفضوا المشاركة في الفتنة كحركة مجتمع السلم التي ذبح أحد كبار علمائها ذبح النعاج على يد جيش الانقاذ وهم الذين صرحوا بقتله وقتلوا عددا كبيرا من كوادر هذا الحزب ، ولتستمر هذه المعركة ردحا من الزمن ، حتى جاء الرئيس الجزائري بو تفليقة ليعلن عن الوئام المدني ، حتى عاد آخر فلول الجيش الإسلامي من أوكاره في الجبال ويعلن توبته ، بل ويؤيد علنا الرئيس الجزائري بو تفليقة وينتخبه.

كان بمقدور هذه الجيوش التي ظهرت من تحت عباءة جبهة الانقاذ أن تسكت من البداية ، ولكنها آثرت الصدام الذي لم يكن ضحاياها من كبار السياسيين أو رجال الأمن أو العلمانيين أو رجالات الجيش ، بل كان ضحاياها من الناس والعوام ، لتنزل شعبية الإسلاميين في العديد من الدول الإسلامية بسبب هذه التصرفات التي جعلت الناس تظن أن الإسلاميين لن يصلوا إلا بالقتل ، وهذا الانطباع الذي يصل إليه الفرد في الوطن العربي بعد أن يشاهد كل هذه الصدمات.

فشل إثر فشل ، وقتل إثره قتل ، ومذابح تقام ودماء تسفك وأرواح تزهق ، والنتيجة ، لا شيء...... يبقى العلمانييون في السلطة ، ويتقدمون شوطا لأنهم في نظر العوام أكثر تحضرا.

aziz2000
24-05-2004, 07:53 AM
جزاك الله خيرا أخي مسدد على هذا العرض التاريخي المختصر للنتائج السيئة لجماعات العنف التي تتسمى بإسم الإسلام .. ونرجو بعد أن تنتهي من هذه السلسلة التأريخية المختصرة أن تنقلنا بنظرة فاحصة إلى ماجنته أيضا الجماعات السياسية التي تتسمى بإسم الإسلام للشعوب والدول ..

وتقبل تحياتي