sad_bird
11-02-2004, 08:18 AM
واحدة بعد الأخرى، تتجلى في الحرب التي خاضتها الولايات المتحدة وبريطانيا، في مطلع العام 2003، جميع العوارض المعروفة للحرب المضللة. وتسقط على رؤوس الأشخاص الذين قادوا هذه الحرب، جميع النتائج المعروفة، التي يبدو أنه لا مفر منها: اكتشافات مربكة، غضب شعبي، فشل في ساحة الحرب وعقاب سياسي.
في الأسبوع الماضي، وتحت طائلة الضغط الشعبي، شكل جورج بوش وتوني بلير، لجنتي تحقيق لفحص جودة المعلومات التي توفرت لهما ولشعبيهما قبل الحرب. وعلى غرار ما يفعله السياسيون الذين يواجهون التراجع في شعبيتهم، حاول بوش وبلير توجيه التفويض الممنوح لهاتين اللجنتين بشكل يكون مريحاً لهما. فقد تم تكليفهما بـ"التنبؤ بالمستقبل" وفحص المعلومات التي تم الحصول عليها، ليس فيما يتعلق بالعراق، فحسب، وإنما في إيران وسوريا وغيرها من البلدان، أيضاً. من المعروف أن الحكومات التي تصاب بالتعفن تحاول دائماً التركيز على استخلاص العبر وليس في البحث عن المتهمين، كما أنها تحاول إطالة العملية إلى أقصى حد. وهكذا نجد أن اللجنة التي عينها بوش ستقدم توصياتها بعد انتهاء الانتخابات الأميركية المقررة لشهر تشرين الثاني/ نوفمبر 2004.
لكن الجمهور ينظر إلى الأمور بشكل آخر. فلقد تبين من استطلاع أجري في بريطانيا، في نهاية الأسبوع المنصرم، أن 51% يريدون إرسال بلير إلى بيته. وفي الولايات المتحدة، تتراجع شعبية بوش في الاستطلاعات عن منافسه الديموقراطي الصاعد، جون كيري. ولعل من سخرية أقدار التاريخ أن كيري اشتهر، لأول مرة، كزعيم لحركة خريجي حرب فيتنام الذين وقفوا ضدها. فقد قاد، في عام 1971، مجموعة من قدماء الحرب الذين ألقوا بأوسمتهم العسكرية على أدراج البيت الأبيض. وكان قد قاد في فيتنام، دورية للحراسة وأصيب ثلاث مرات ونال وسامين لقاء تحليه بالشجاعة. أما بوش، فقد كان في حينه طياراً في الحرس القومي في تكساس، ولم يؤدي الخدمة العسكرية خارج حدود الولايات المتحدة.
وفي هذه الأثناء، تتكشف أمامنا ميزات أخرى نعرفها جيداً: جهاز مخابرات خنوع لا يجرؤ على مواجهة القادة ويقوم بتزويدهم بإثباتات تدعم قرارات سبق لهم اتخاذها؛ جمهور مشبع بالوطنية الطائشة، يقول آمين بعد كل نداء للحرب، وبعد ذلك، فقط، يسأل عن سبب الحرب؛ وسائل إعلام خنوعة لا تجرؤ على الخروج ضد التيار. ويعمل ذلك كله في خدمة حرب يحوم الشك حول أهدافها التي تتغير خلال تحركها (من إزالة الخطر العراقي، غير القائم، إلى إنشاء ديموقراطية في العراق، وهو هدف لم يعد الأميركيون أي خطة لتنفيذه ولم يحسبوه جيداً)؛ تجاهل العبر التاريخية – لقد أوقف بوش الأب الدبابات على طريق بغداد، عام 1991، لأنه تخوف من قيام دولة بقيادة الشيعة، الأمر الذي تحول تدريجياً إلى أحد الاحتمالات المتوقعة جداً في مستقبل العراق الحالي.
في الأسبوع الماضي، وتحت طائلة الضغط الشعبي، شكل جورج بوش وتوني بلير، لجنتي تحقيق لفحص جودة المعلومات التي توفرت لهما ولشعبيهما قبل الحرب. وعلى غرار ما يفعله السياسيون الذين يواجهون التراجع في شعبيتهم، حاول بوش وبلير توجيه التفويض الممنوح لهاتين اللجنتين بشكل يكون مريحاً لهما. فقد تم تكليفهما بـ"التنبؤ بالمستقبل" وفحص المعلومات التي تم الحصول عليها، ليس فيما يتعلق بالعراق، فحسب، وإنما في إيران وسوريا وغيرها من البلدان، أيضاً. من المعروف أن الحكومات التي تصاب بالتعفن تحاول دائماً التركيز على استخلاص العبر وليس في البحث عن المتهمين، كما أنها تحاول إطالة العملية إلى أقصى حد. وهكذا نجد أن اللجنة التي عينها بوش ستقدم توصياتها بعد انتهاء الانتخابات الأميركية المقررة لشهر تشرين الثاني/ نوفمبر 2004.
لكن الجمهور ينظر إلى الأمور بشكل آخر. فلقد تبين من استطلاع أجري في بريطانيا، في نهاية الأسبوع المنصرم، أن 51% يريدون إرسال بلير إلى بيته. وفي الولايات المتحدة، تتراجع شعبية بوش في الاستطلاعات عن منافسه الديموقراطي الصاعد، جون كيري. ولعل من سخرية أقدار التاريخ أن كيري اشتهر، لأول مرة، كزعيم لحركة خريجي حرب فيتنام الذين وقفوا ضدها. فقد قاد، في عام 1971، مجموعة من قدماء الحرب الذين ألقوا بأوسمتهم العسكرية على أدراج البيت الأبيض. وكان قد قاد في فيتنام، دورية للحراسة وأصيب ثلاث مرات ونال وسامين لقاء تحليه بالشجاعة. أما بوش، فقد كان في حينه طياراً في الحرس القومي في تكساس، ولم يؤدي الخدمة العسكرية خارج حدود الولايات المتحدة.
وفي هذه الأثناء، تتكشف أمامنا ميزات أخرى نعرفها جيداً: جهاز مخابرات خنوع لا يجرؤ على مواجهة القادة ويقوم بتزويدهم بإثباتات تدعم قرارات سبق لهم اتخاذها؛ جمهور مشبع بالوطنية الطائشة، يقول آمين بعد كل نداء للحرب، وبعد ذلك، فقط، يسأل عن سبب الحرب؛ وسائل إعلام خنوعة لا تجرؤ على الخروج ضد التيار. ويعمل ذلك كله في خدمة حرب يحوم الشك حول أهدافها التي تتغير خلال تحركها (من إزالة الخطر العراقي، غير القائم، إلى إنشاء ديموقراطية في العراق، وهو هدف لم يعد الأميركيون أي خطة لتنفيذه ولم يحسبوه جيداً)؛ تجاهل العبر التاريخية – لقد أوقف بوش الأب الدبابات على طريق بغداد، عام 1991، لأنه تخوف من قيام دولة بقيادة الشيعة، الأمر الذي تحول تدريجياً إلى أحد الاحتمالات المتوقعة جداً في مستقبل العراق الحالي.