PDA

View Full Version : ( أخيراً ..... آنَ لي أنْ أقولَ : وداعــــــــاً ...)


بو عبدالرحمن
13-01-2004, 11:20 PM
قال الراوي :
سنواتٌ تتوالى ، ويطاردُ خلالها الليلُ النهارَ ، ولا يسبق الشمس القمر ، وأنا أتقلب في عذاب ، ثم أكتشف في النهاية أني كنت أتعلقُ بسراب !!
سنواتٌ وعيني على هذا قد يمد لي يداً ، أو ذاك أن يقفَ إلى جانبي ، لأخلص مما أنا فيه مما يثقل كاهلي ، وينؤ به حملي ..

سنواتٌ كثيرة وأنا أشبه ما أكونُ بإنسانٍ يصارعُ أمواجَ البحر، في جهد جهيد ، ويوشك على الغرق في كل لحظة ، ويخبط في كل اتجاه في جزع المفزوع ، الذي يتراءى له شبح الموت قريبا منه ..!!

وتبقى عينه تتلفت تبحث عن مغيث ، وكلما رأى خشبةً تلوحُ ، ظلت عينه عليها ، ويخبط بيديه ورجليه إليها ، ويجهد للوصول نحوها ، فإذا وصلها ، اكتشف أنها أوهى من خيوط العنكبوت ، سرعان من تذوب بين يديه ، ويشرب ملْ فمه من ماء البحر المالح !!

ويعود ليخبط من جديد ، في جهد جهيد ، يئن ويتوجع ويصيح ، وعينه لا تزال تبحث هنا وهناك ، فإذا لاحت خشبةٌ أخرى قال : هذه أكبر !! هذه هي لا غيرها ..!!

وتبقى عينه معلقة بها ، خشية أن يفقدها ، ويخبط إليها في ضراوة ، ويصارع أمواج البحر في شراسة ، حتى إذا وصلها ، واتكأ عليها لم يجدها شيئاً ، سرعان ما تنهار تحت يده ، وتذوب بين يديه كما تذوي قطعة سكر أسقطتها في الماء !! فيجد نفسه قد غاص ، وأخذ يشرب من ماء البحر المالح من جديد !!


سنوات والوضع على ما هو عليه ، والصراع على اشده ، فلا هو كف عن متابعة تلك الأخشاب التي كلما لاحت صاح : هذه أقوى ، هذه أكبر ، هذه هي منقذتي !! يجدها تنهار كأخواتها ..!!

لا هو كف عن هذا التعلق بخيوط العنكبوت ، التي تظهر له في صورة أخشاب قوية !! ولا ما يعاني منه خفت وطأته على نفسه ..!

قال الراوي :
ذات يوم خلوت بنفسي أفكر في حالي ووضعي ومأساتي ، وأنا أرى الأيام تكر ، والليالي تتوالى ، ولا أكاد أقرب من حل لهذه المعضلة .. وبينما كنت أدير الفكر لمدة ساعة تقريبا ، وفجأة سمعتُ هاتفاً ، لا أدري هل كنت ساعتها قد نمت ، أم أنها غفوة وأنا في حال صحو ، لكن الهاتف كان واضحا ، ونبراته مؤثرة ، وقوية ، قال الهاتف :
اذبحْ حنجرةَ الطمع ، بسكينِ اليأس .. !!

وكررها وأعادها : اذبحْ حنجرةَ الطمع بسكينِ اليأس ..!!

وانتبهتُ لها ، ووجدتُ نفسي أردد تلك الجملة ، بل وجدت لها صدى قويا في قلبي ، وكأني بها تتردد عشرات المرات في صدري ، بل كأني أسمع صدى ذلك الصوت ، يتردد في كل زاوية من المكان الذي كنت أخلو فيه !!
اذبح حنجرة الطمع ، بسكين اليأس ..!

وشعرت بانتشاء ، وقلت : الآن حصحصَ الحق ..!

ولما خرجت بادرت أرفع عيني إلى السماء ، فكأنما رأيت تلك العبارة بعينها مكتوبة في كبد السماء ، بخطٍ من نور :
اذبح حنجرة الطمع ، بسكين اليأس ..!!

قال الراوي :
ويشاء الله سبحانه أن ألتقي بأخي الأثير إلى نفسي ، الذي أعتبره شيخي ومعلمي ، رغم أن فارق السن ليس كبيرا بيني وبينه ، لكن الله قسم له علما وحكمة ومنطقا .. فهو يتلألأ إذا تحدث ، كأنما يغرف من السماء مباشرة !!
حدثته عن قصتي من أولها إلى آخرها ، حتى وصلت به إلى تلك العبارة ، فتهلل وجهه وهو يسمعها ، وأعادها مرتين أو ثلاثاً ..

ثم قال : يريد الله بك الخير في جميع حالاتك ..
حين أوقعك في هذه الحالة من الشدة .. فقد أراد بك الخير ..
وحين منع عنك تلك الأسباب ولم ينفعك منها شيء ، وخذلتك أحوج ما تكون إليها ، فهذه رحمة من الله ، حق لك أن تشكر الله عليها ..

وهالني ما سمعت .. وطلبت التوضيح .. فقال :
أما خذلان الأسباب لك ، فحتى لا يتعلق قلبك بها دون الله ، فقد قالوا : إذا أردت أن تستعبد إنساناً فأحسن إليه ... وربك لا يريد أن يستعبد قلبك أحد سواه ..!!

قال الشاعر :
أحسنْ إلى الناسِ تستعبد قلوبهمُ ** فطالما استعبدَ الإنسانَ إحسانُ
نعم ما استعبد الإنسان شيءٌ مثل الإحسان ..

ولعل الله علم أنك ممن يستعبدهم إحسان الناس إليهم ويأسرهم ، فأراد أن يعافيك من هذا البلاء ، فصرف عنك فكر وهمة تلك الأسباب .. وفي المقابل ضيق عليك ما أنت فيه ، وشدد الخناق .. ! أتدري لماذا ؟

بادرت اقول : لأجرب التعلق بأسباب أخرى جديدة ، لعل وعسى ..
فضحك صاحبي وقال : قد اتفقنا أنها أشبه بخيوط العنكبوت ، لا تحمي نفسها فضلا عن أن تحمي غيرها .. بل صرف عنك تلك الأسباب رغم تعلقك بها ، وضيق عليك ، ليحوشك بهذه وهذه إليه وحده ...!!

فلا تجد لك ملجأ إلا كنفه ، ولا ترى لك مهربا إلا إليه ، ولا يتعلق قلبك قليلا أو كثيراً إلا به وحده ..
وهذا هو سر ما ابتلاك به .. أعني حين أوقعك في هذه الشدة بأقداره التي لا يد بك فيها .. فاعرف فضل الله عليك ..

أحسب أن الله يريد أن يستخلصك له وحده ، وتأبى أنت إلا أن تتعلق بالظل الزائل ، وتتمسك بأخشاب هي بنفسها تحتاج من يسندها ..!!

وجه وجهة قلبك نحو الله وحده ، لا تلتفت بقلبك إلى شيء دونه ، فإن صدقت الله في هذا ، فثق أن تلك الأخشاب بعينها ، سوف يسوقها موج القدر إليك حيثما كنت وهي راغمة !!

ألم يعدك الله وعدا حاسما قاطعا واضحا حين قال :
( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً)
( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً) والآيات كثيرة ..

فاتق الله عز وجل ولا تعلق قلبك بسواه ، وأبشر بكل خير ..فقد جاءك الفرج من حيث لا تحتسب ..

فالخطبُ ما زادَ إلا وهو منتقصٌ ** والأمرُ ما ضاقَ إلا وهو منفرجُ
فرّوحِ النفسَ بالتعليل ترضَ به ** عسى من ساعةٍ إلى ساعةٍ فرجُ

ثم اعلم أنه قد ورد في الحديث الشريف : أن انتظار الفرج عبادة .. !
فأنت في عبادة متصلة ، فكن موصول القلب بالله ، ولا تصرف قلبك إلى شيء دونه ..!

قال الراوي :
شكرت أخي وانصرفت ، وأنا لا تسعني سماء ولا أرض !!
ورأيتني كأنما خرجت فجأة من قلب البحر المتلاطم ، فإذا بي على الشاطئ ، تداعب وجهي نسائم البحر اللطيفة ، وتغسلني أضواء السماء المنعكسة على صفحة الماء ، وإذا بي أتنفس الصعداء ، وعيني تتابع تلك الأخشاب الطافية هنا وهناك ، يحسبها الظمآن ماء حتى إذا جاءها لم يجدها شيئا .. !!

أخذتُ هذه المرة أتبعها بنظري في استعلاء ، وقد نفضت يدي منها بالكلية ، وعلقت قلبي بمولاه وسيده ، ووجدت نفسي أقول لها في انتشاء وبصوت عالٍ جداً :

وأخيراً .. آنَ لي أن أقول : وداعاً ..وداعاً ... وداعاً أيتها الأخشاب !

ثم أدرت ظهري للبحر ، غير أني رأيت عجباً ..!!
لم اسر في الاتجاه المعاكس للبحر ، بل رأيتني أسير نحو السماء صعداً !!
وكلما صعدت خطوة ، شعرت بانتشاء أكبر ، وطمأنينة أعمق ، وراحة أوسع ..

كنت أواصل الصعود ، بلسان لا يفتر عن ذكر الله سبحانه ،
ولما نظرت بعيني إلى الأسفل ، رأيت تلك الأخشاب تصغر وتصغر ولا تزال تصغر حتى تلاشت ،
ثم رأيت البحر نفسه يضيق ويضيق ، ولا يزال يضيق حتى اختفى هو الآخر ،
ثم رأيت الأرض كلها بمن عليها تتضاءل وتتضاءل ، ولا تزال تتضاءل حتى لم أعد أراها بالكلية !!

وابتسمت في فرح غامر ، أحسبه لو نثرته على هذا العالم لغطاه من أقصاه إلى أقصاه !!

وأخذت ألهج بالحمد والشكر لله الواحد الأحد ، الذي بيده مقاليد كل شيء ، أحمده على ما ساق إليّ من بلاء ،
وأحمده على أن قطع عني تلك الأسباب فلم أنتفع منها بشيء ..
وأحمده أن سخر لي ذلك الأخ ، وأحمده على أن متعني بهذه النعمة التي تهز قلبي في هذه اللحظة ..

ثم أخذت أتضرع إليه أن يرزقني الثبات حتى الممات ، لألقاه يوم ألقاه وهو راضٍ عني ..

بشاير
14-01-2004, 12:41 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاك الله خير أخي أبوعبدالرحمن

جميل أن يكون لك أخ يذكرك بالله ويأخذ بيدك إلى طريق الحق والخير

بارك الله في عمرك وأوقاتك

ورزقك خير الدنيا والأخرة

زمردة
14-01-2004, 01:22 PM
تفاجأت بالعنوان .. :eek:

لأني لا أظن أن شيخنا الفاضل ممكن أن يكون هناك سبب يمنعه من تواجده بيننا ( إلا أن يشاء الله ) لتوجيهنا وتبصيرنا وتذكيرنا بما يوصلنا إلى بر السلامة بإذن الله ..

ثم إني تساءلت ( حتى وأنا أقرأ الموضوع ) ولو أنه سيغادرنا .. فمن سيحل محله .. ومن الذي سنراعي قبل أن نكتب أي موضوع أو نرد عليه ألا يجد عندنا أخطاء عقدية أو تعبيرية أو لغوية ؟ :confused:



ثم أكملت قراءة الموضوع الذي انتهى على خير .. :)

حيث ذكرني بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم :

"من كانت الآخرة همه ، جعل الله غناه في قلبه،وجمع عليه شمله،وأتته الدنيا وهي راغمة. ومن كانت الدنيا همه، جعل الله فقره بين عينيه،وفرق عليه شمله،ولم يأته من الدنيا إلا ما قُدِّر له".


وتأكد لدي أنه علينا أن نتعلق بما عند الله لا بما في أيدي الناس ..

ثم تذكرت قصة أوردها الدكتور طبيب القلب الفاضل خالد جبير .. في محاضراته : ( أسباب منسية )
http://www.islamcvoice.com/mas/open.php?cat=10&book=214

حين وجد أحد الأطباء المغاربة امرأة تقف أمام مكان يجتمع فيه الوزراء والأعيان تنتظر خروجهم حتى تسألهم أن يساعدوها ويتصدقوا عليها حتى تتمكن من علاج زوجها المريض بالقلب .. وكانت تقف ذلك الموقف مرات كثيرة في الشهر أو في السنة أملاً في أن تتمكن من جمع المبلغ .. فقال لها لم لا تطرقي باب الملك ؟ قالت : وكيف أصل للملك ؟ قال لها إن بابه مفتوح دائماً يستطيع أي أحد أن يدخله .. ثم أخبرها أنه يقصد ملك الملوك وهو الله سبحانه .. فمضت المرأة وهي تعده ألا تطرق إلا باب الملك ..

ثم جاءت بعد شهر حملة خيرية من أرض الجزيرة فيها الدكتور الفاضل الجبير .. لعلاج من لا يستطيع أن يتحمل نفقة عملية القلب من المرضى المحتاجين لذلك ..

ورأى الدكتور المغربي المرأة بعد ذلك فقال لها لقد استجاب الملك لكِ وسجل اسم زوجها من ضمن الذين سيتعالجون مجاناً من خلال هذه الحملة الخيرية .. :)

(( أمن يجيب المضطر إذا دعاه )) :rolleyes:

aeziemani
15-01-2004, 09:23 AM
سامحك الله اخي بو عبد الرحمن
لقد أفزعني العنوان ،، ظننت أنك مودع ،،،
ولكن الله سلم وكان موضوعك تحفة أخرى جديدة تضاف إلى تحفك الرائعة التي نحتفظ بها ،،،
أدعو لك بدعائك لحبيب إلىنفسي :
اسأل الله أن يجعلك مباركا حيثما كنت ،،،

البحاري
15-01-2004, 02:29 PM
رد مقتبس من aeziemani
سامحك الله اخي بو عبد الرحمن
لقد أفزعني العنوان ،، ظننت أنك مودع ،،،
ولكن الله سلم وكان موضوعك تحفة أخرى جديدة تضاف إلى تحفك الرائعة التي نحتفظ بها ،،،
أدعو لك بدعائك لحبيب إلىنفسي :
اسأل الله أن يجعلك مباركا حيثما كنت ،،،

بو عبدالرحمن
17-01-2004, 02:51 AM
معذرة ..تكرر الرد ... فحذفنا أحدهما ..

بو عبدالرحمن
17-01-2004, 02:52 AM
الأخت الفاضلة / بشاير
....... بشرك الله برضاه عنك

اسأل الله أن يبارك لك هذه المتابعة ، فتجدين بركتها ولو بعد حين
ثم اسأله أن يعينك على أن تحملي هم نفع الآخرين وتوسيع دائرة الخير

نعم ..
( جميل أن يكون لك أخ يذكرك بالله ويأخذ بيدك إلى طريق الحق والخير )
ولكن العجب أن تجد كثيرين ينفضون ايديهم حين يجدون مثل هذا الأخ
والسبب : الهوى .. !! يوصيهم أخوتهم بأمور ، ويوجهونهم ،
فيجد هؤلاء المحرمون أن هذا طريق فيه مشقة وعناء ، لأنه لا يوافق أهواءهم !!!

ألا كم جنى الهوى على اصحابه وهم لا يشعرون ..!!
نسأل الله أن يحفظنا بحفظه ، ويرحمنا برحمته ، ويرضى عنا ..
اللهم آمين

جزاااااك الله خير الجزاء .. وبورك فيك حيثما كنتِ

بو عبدالرحمن
18-01-2004, 12:48 PM
اعتذر للأخوة والأخوات الذين لم أعلق على تعقيباتهم
ذلك لأني أرى أنه يلزمني أن أعرض تعقيبا رائعا وصلني عبر البريد
من أخت فاضلة يتضح جليا :
أنها تملك قلما قويا ، وفكرا ناضجا ، وقلبا نقيا
وهذا ما جاء في تعقيبها الجميل القوي ...

وإن شاء الله لي عودة بعد ذلك للتعقيب على الجميع فردا فردا ..
= =
بسم الله الرحمن الرحيم

أخي أبو عبد الرحمن .....................

سقطت ادمعي تجري كشلال بحر لا نهاية له

وانفجر بركان الشوق إلى الله ،
الشوق الذي أخمده العلو _ والغلو _ في الدنيا
هنا بانت الحقيقة
وأخيرا وجدت الجوهرة المفقودة
في هذا المقال بالذات
فكأنك تُحدث عن حالنا قائلا :
هذا ما كنتم عليه .. !

نعم
كثير منا ضاع في بحر مغريات الدنيا
سرنا في هذه الدنيا علنا نصل إلى ذلك السراب
السراب المترامي خلف أسوار الحقيقة..!!

سرنا ونحن نرسم لأنفسنا أبجديات الحياة
نكذب على أنفسنا .. وتكذب علينا الدنيا..!
ومتى كان الكذب مركبنا ، فمتى سنصل !؟
نعم .. سنصل...!!
سنصل ولكن ........ إلى هذا السراب..!!

لقد تعلقنا بالأسباب كل التعلق
وعشنا في خيال ، وفي وهم ..
نخبط .. نبحث عن طريقة للوصول
وهيهات .....!!

ولكن .. لكن هنا
هنا في هذا المقال بالذات
وجدت نفسي أتعثر . بل نتعثر ..
وعلها كانت عثرة خير لنا من كثير من أعمالنا ..
صحونا من غفلتنا.. أفقنا من سكرتنا ..

وكيف لا نفيق ونحن الآن نسمع بقلوبنا بمنتهى الوضوح :
( ومن يتق بالله يجعل له مخرجا ، ويرزقه من حيث لا يحتسب )

الله أكبر ... عرفنا الآن حقيقة ما كنا نبحث عنه
أدركنا تماما أننا كنا نعيش في وهم ..
بل والله عرفنا شيئا أهم من هذا
علمنا ان هناك رب واحد موزع الأرزاق
ومفتاح خزائن الرزق بيده وحده ..لا يملكها سواه ..

فلمَ الاستعجال..؟ وعلامَ الهم ؟!
الله أكبر .. إني أرى الفرج قادماً
مادامت القلوب متصلة بالخالق الرزاق
نعم ..

عثرة
كانت خير لنا من مئة خطوة وخطوه
ونحن نلهث خلف سراب الدنيا

معلمي الفاضل
هذا ليس كلامي ولكن هو حال ثلاث أخوات كنّ معي ..

أول ما ان قرأت الموضوع تذكرت نفسي
وتذكرت الدنيا أيضاً ..
يال صغرها...!! يال حقارتها ..!!
فوالله _ واعذرني ان اخطأت في الوصف _ لا أجدها غير ذبابة....
الدنيا ذبابه لا تحوم إلا حول النفوس القذره
فلو حاولوا ابعادها مرارا ومرارا
فإنها لا تنفر من هذه النفوس لأنها عشقتهم !!
وهم استسلموا في الاخير لها..!

[ ويمكن أن تكون الصورة معكوسة تماما ..
النفوس المخدوعة البعيدة عن الله اشبه بالذباب
والدنيا جيفة ، والذباب لا يقع إلى على الجيف !! ]

عكس هذا من كانت نفسه عطره طيبه متعلقة بذكر الله
هل تظن أن لمليون ذبابه أن تجتمع حوله؟؟؟
كلا .. الطهر والنقاء بحد ذاته سيطرد تلك الذبابة !!

أخي الفاضل
نرجع للنقطة الرئيسيه
وهي اني ما إن قرأت الموضوع مرارا وتكرارا
ما كان لي الا ان اهديه لثلاث اخوات
قالوا لي في تعجب وكأن كاتب المقال يقصدنا نحن
رددت في نفسي قائله
بل والله وانه يقصدنا جميعا

والله يا معلمي
لو رأيت الوجوه التي رأيتها بعد أن قرأوا المقال
لتعجبت ، وانهمرت دموعك
حالة سكوت غريبه ملأت مجلسنا
وكأن الحال يقول:

عثرة خير من الف خطوة
وكأنهم وجدوا ما كانوا يبحثون عنه
تأخرت في ارسال هذه الرساله لسبب واحد
لأرى قلبي قبل قلوبهم
كيف اصبح اليوم
ها نحن جميعا
نوجه اكف الضراعة لله المولى عز وجل

وها هي قلوبنا تتلذذ بحرارة التعلق بخالقها التي أطفأتها غفلتنا
أولا يلين هذا المقالُ الحديدَ الذي تحجر فوق قلوبنا؟؟!!!!!
لا يسعني التعبير هنا عن كل ما في خلجات قلبي وفؤادي
فعذرا ان لم استطع تفسير ما ينطق به لسان حالنا
فالله الوحيد اعلم بما يخفى في الصدور
نسأله أن يثبت قلوبنا حتى الممات ..
وجزاك المولى خير الجزاء ووفقك لما يحبه ويرضاه
............................................................. جنان
= = =
لي عودة إن شاء الله لأعلق على هذا الكلام المسبوك كالذهب
حفظ الله صاحبة هذا القلم المبدع ، وبارك فيها حيثما كانت
اللهم آمين

AU (TT) DI
18-01-2004, 05:49 PM
رد مقتبس من زمردة
تفاجأت بالعنوان .. :eek:

لأني لا أظن أن شيخنا الفاضل ممكن أن يكون هناك سبب يمنعه من تواجده بيننا ( إلا أن يشاء الله ) لتوجيهنا وتبصيرنا وتذكيرنا بما يوصلنا إلى بر السلامة بإذن الله ..

ثم إني تساءلت ( حتى وأنا أقرأ الموضوع ) ولو أنه سيغادرنا .. فمن سيحل محله .. ومن الذي سنراعي قبل أن نكتب أي موضوع أو نرد عليه ألا يجد عندنا أخطاء عقدية أو تعبيرية أو لغوية ؟ :confused:



ثم أكملت قراءة الموضوع الذي انتهى على خير .. :)

حيث ذكرني بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم :

"من كانت الآخرة همه ، جعل الله غناه في قلبه،وجمع عليه شمله،وأتته الدنيا وهي راغمة. ومن كانت الدنيا همه، جعل الله فقره بين عينيه،وفرق عليه شمله،ولم يأته من الدنيا إلا ما قُدِّر له".


وتأكد لدي أنه علينا أن نتعلق بما عند الله لا بما في أيدي الناس ..

ثم تذكرت قصة أوردها الدكتور طبيب القلب الفاضل خالد جبير .. في محاضراته : ( أسباب منسية )
http://www.islamcvoice.com/mas/open.php?cat=10&book=214

حين وجد أحد الأطباء المغاربة امرأة تقف أمام مكان يجتمع فيه الوزراء والأعيان تنتظر خروجهم حتى تسألهم أن يساعدوها ويتصدقوا عليها حتى تتمكن من علاج زوجها المريض بالقلب .. وكانت تقف ذلك الموقف مرات كثيرة في الشهر أو في السنة أملاً في أن تتمكن من جمع المبلغ .. فقال لها لم لا تطرقي باب الملك ؟ قالت : وكيف أصل للملك ؟ قال لها إن بابه مفتوح دائماً يستطيع أي أحد أن يدخله .. ثم أخبرها أنه يقصد ملك الملوك وهو الله سبحانه .. فمضت المرأة وهي تعده ألا تطرق إلا باب الملك ..

ثم جاءت بعد شهر حملة خيرية من أرض الجزيرة فيها الدكتور الفاضل الجبير .. لعلاج من لا يستطيع أن يتحمل نفقة عملية القلب من المرضى المحتاجين لذلك ..

ورأى الدكتور المغربي المرأة بعد ذلك فقال لها لقد استجاب الملك لكِ وسجل اسم زوجها من ضمن الذين سيتعالجون مجاناً من خلال هذه الحملة الخيرية .. :)

(( أمن يجيب المضطر إذا دعاه )) :rolleyes:


السلام عليكم
شفت الموضوع .. وأنا أعرف بوعبدالرحمن من فتره قصيرة
حسبته والله مثل ما قالت زمردة :(
لكن الحمد لله ...موضوع أسلوبه حلو


زمردة:: والله دمعت عيني من قصة المرأة الي تدور علاج عند الأطباء
ونست ربها ورب الناس كلهم
الله يجزاكم ألف ألف خير ...

بو عبدالرحمن
19-01-2004, 02:53 PM
-
الأخت الفاضلة / زمردة
.............. رحم الله والديك ورفع الله قدرك

تعمدت أن يكون العنوان على هذه الشاكلة ، لأني توقعت هذا الذي كان :D
من باب لفت النظر ، والإغراء بالدخول للموضوع ، لمعرفة السبب :D
ثم يجد القارئ شيئا آخر تصله فيه رسالة معينة محددة ..
يعني أيش معنى يكون أهل الشر اصحاب فنون في جذب الآخرين إلى موادهم رغم سوئها ومفاسدها ..
الفارق بيينا وبينهم أننا نسمو وهم يسفلون :D
وأننا نحرص على أن لا نتجاوز الحدود الحمراء التي حددها الله ورسوله
أما هم فيتعمدون أن يتجاوزوا كل الخطوط الحمراء في سبيل الشيطان :confused:

على كل حال .. إن أحسنت فذلك فضل الله ،فله الحمد والمنة
وإن كانت الأخرى فإني استغفر الله ، واعتذر للجميع الذين خدعهم العنوان ..

يبقى أن اقول لك ، أن بقية تعقيبك لإعجابي به ، وكونه يعزز الفكرة ويقويها
فقد بادرت إلى وضعه في الموقع تعقيبا على نفس الموضوع ..
وستجدينه على هذا الرابط :
http://alwahah.net/aalawi60/d68.htm

مع ملاحظة : أني أضفت بعض الإضافات على اصل الموضوع ..

فجزاك الله خير الجزاء ، وبارك الله فيك

Huda76
22-01-2004, 03:20 AM
ما شـاء الله .. تبــارك الله .. لا قوة إلا بالله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أستاذي الفاضــــل بو عبـدالرحمــــن

أسعد الله دنياك بالإيمان وعمّر آخرتك بالإحسان ..

هذه هي المرة الثانية التي أفتح موضوعك الكريم هذا ..

كنت قد دخلت في المرة الأولى بعدما أفزعني العنوان .. لم أقرأ الموضوع حينها - فقد كنت على عجلة من أمري - ولكن اكتفيت فقط بالبحث بين ثنايا الموضوع عمّا يطمئنني ويفسر لي عنوانك المثيـــــــــــــــــــــــر ..

وهأنذا أعود للموضوع من جديد .. في وقت أشعر بإقبال في نفسي - بفضل من الله - لابد أن أغتنمه بعدما سألت الله أن يشرح لي صدري ..

الحمدلله الذي يسّر لي اليوم قراءة روائع نبض حرفك ..

وجدتني وأنا أقرأ كلماتك يلهث لساني بذكر الله وقول سبحان الله والله أكبر ولا إله إلا الله ..

جزاك الله خير الجزاء على هذه الكلمات الرائعة التي أهديتها لنا ..

سلم لنا يراعك ودام تواجدك معنا ..

دمت أخا كريما وأستاذا فاضلا ..

لك احترامي وتقديري

بو عبدالرحمن
23-01-2004, 02:44 PM
-
عزي إيماني
............رعاك الله وحفظك وبارك فيك

شكر الله لك هذا الحضور ..
وجزاك الله خير الجزاء على هذه المشاعر الطيبة
واسأل الله أن يتقبل منا ويرضى عنا ويبارك فينا
اللهم آمين
اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك

تقبل تحياتي العطرة .. وخالص دعواتي

بو عبدالرحمن
02-02-2004, 11:59 PM
أخي الحبيب / البحاري
......... رحم الله والديك ورفع الله قدرك

شكر الله لك هذه المتابعة الواعية

واسأل الله الكريم أن تجد صداها واضحا في قلبك

ولا تنسني من دعائك يا أخي

وتقبل تحياتي وخالص دعواتي