PDA

View Full Version : أفكار مشبوهة في هجاء الامة ..وتسويق الهزيمة


ابو الامير
14-05-2003, 11:09 PM
وسط الهرج السائد في الساحة العربية تعرض علينا بين الحين والآخر أفكار مشبوهة ومغلوطة تحتاج الى تحرير وضبط. سأكتفي هنا بالوقوف أمام ثلاث من تلك الأفكار، أولاها متعلق بتوصيف الصراع القائم، والثانية تركز على هجاء العرب بزعم انهم مولعون بالمستبد القومي، والثالثة تطالب بتطبيق نموذج اقتلاع النازية، الذي اتبع مع المانيا في العالم العربي.
الفكرة الأولى التي عرضها أحدهم ترى ان ما يجري في المنطقة هو في جوهره صراع بين ثقافتين: الأولى عالمية تهدف الى دمج الشرق الاوسط في قيم حكم القانون والديمقراطية وحقوق الانسان وحرية السوق، والثانية هي ثقافة «الاحتراب» مع العالم، ورفض الدخول في ثقافته احتماء بالأصولية الدينية المسلحة أو الأفكار القومية المتشددة.
أكرر هنا ان هذا الكلام نشر في بعض صحفنا العربية «المحترمة»، وصدر عن أناس ممن ابتليت بهم هذه الأمة، وصارت لهم في زمن الهزيمة والانحطاط أصوات تسمع ومواقع تفرض على الناس لأسباب بعيدة عن البراءة. والفكرة كما رأيت تحاول تشخيص الوضع الراهن، الذي لاتزال أصوات أخرى تتساءل عن تكييفه، ببلاهة مصطنعة، هل هو تحرير أم غزو، وما نحن بصدده هنا ليس بعيدا عن هذه الدائرة لأنه يضع الغزو في الدائرة الأولى، حيث يتم التستر عليه بزعم انه يندرج ضمن ثقافة دمج الشرق الاوسط في كذا وكذا وكذا، أما رفض الاحتلال ومقاومته، فقد دخلا في الدائرة الثانية، المسكونة بالأصولية الدينية المسلحة والفكر القومي المتشدد، ولا غرابة في ذلك، فأصحاب تلك الأصوات المشبوهة هم الذين أطلقوا وصف «الحربجية» على المقاومة الفلسطينية الباسلة للاحتلال الاسرائيلي ـ الذي هو عندهم يدخل في الدائرة الأولى ـ وعلى من أيدوا نضالها ودافعوا عن العمليات الاستشهادية التي يقوم بها الشباب الفلسطيني ضد الاحتلال.
لم يخطر لي أن أناقش هذا الكلام، فهو يعبر عن موقف مفضوح لا يحتاج الى تفنيد أو رد، وظاهر للعيان مقاصده والطرف المستفيد منه وذلك الذي سوقت الفكرة لحسابه، لكنني أردت بالاشارة إليه ان أثبت واقعة التَلَبُّس من ناحية، وان اذكر من ناحية ثانية بأن الذين باشروا الغزو كانوا أكثر وضوحا وشجاعة، حين صرحوا (كولين باول وزير الخارجية الاميركي مثلا) بأن للغزو أهدافا ثلاثة هي: الاول اسقاط النظام العراقي نظرا لخطورته وحيازته لأسلحة الدمار الشامل، والثاني: اعادة رسم خرائط المنطقة بما يتفق (يخدم أدق) مع المصالح الاميركية، أما الهدف الثالث فهو انهاء الصراع العربي الاسرائيلي.
لم يقل الرجل كلمة واحدة عن حكاية القانون والديمقراطية وحقوق الانسان، وغير ذلك من الأوصاف والرتوش التي أضافها الاتباع والمهرجون وغيرهم من «المتعاونين» (!) والمزايدين على الولاء لواشنطن، وهم المولعون بأن يقدموا لسادتهم أكثر مما يطلبون، الحريصون على أن يكونوا ملكيين أكثر من الملك.
فكرة الولع العربي بالمستبد القومي استشراقية بامتياز، يعبر عنها دائما خصوم الأمة، الكارهون لعقيدتها وثقافتها واستقلالها، لذلك لم استغرب حين استشهد من روج لها بكتابات برنارد لويس في «أزمة الاسلام»، وهو صاحب الموقع المشهود في معسكر الخصوم الذين يتحدثون عن الأمة باحتقار وازدراء شديدين، وقد فضح أمره وأعطاه حقه الدكتور ادوارد سعيد في كتابات عدة، وكان كاشفا لحقيقة اولئك الهجائين العرب، ان من كتب مروجا لحكاية «المستبد القومي» وصف المثقفين والسياسيين الذين دافعوا عن كرامة الأمة واستقلالها بأوصاف عدة، بينها انهم معادون للسادات ويؤمنون بالاشتراكية الوطنية والوحدة الاندماجية العربية و... انهم معادون للسامية! هكذا دفعة واحدة.
وإذ لا يستطيع المرء أن يمنع نفسه من الذهول حين يقرأ هذا الكلام، فانه لا يلبث أن يهدأ نفسا ويستشعر راحة واطمئنانا، لانه يجد في الكلام حالة تلبس أخرى توفر جهد التفنيد والادانة، وهو تلبس مقترن باعتراف مكتوب بخط اليد وممهور باسم لا تزوير فيه ولا انتحال.
أما ملاحظاتي على الفكرة فإنني أوجزها فيما يلي:
ـ انها تنطلق من مغالطة جوهرية تتمثل في ان الذين هبوا للدفاع عن العراق ضد الاحتلال كانوا يدافعون عن رئيس ونظامه، وهي تستبعد حقيقة ان أغلب هؤلاء ان لم يكن كلهم اختاروا الموقف الشريف والواعي، حيث كانوا ضد الاحتلال وضد النظام، ولم يشغلهم سوى الدفاع عن الوطن المعرض للاجتياح والاغتصاب.
ـ ان أحدا لا ينكر ان هناك انتهازيين ومنافقين استفادوا من نظام الرئيس صدام حسين، وربما ألبسوا مصالحهم الشخصية أقنعة وطنية وقومية، ولكن القدر المتيقن ان هؤلاء يمثلون استثناء وقشرة زائفة على سطح الحياة الثقافية العربية، ناهيك عن انهم لم يكونوا من بين الذين تطوعوا للدفاع عن العراق، حيث ليسوا من الصنف الذي يمكن ان يموت دفاعا عن قضية أو قيمة، من ثم فتعميم موقف أو صورة هؤلاء على الكافة يعد تغليطا آخر.
ـ اذا كان هناك من انخدع بالشعارات التي رفعها صدام حسين، فالقول بأن ذلك يعبر عن ولع بالمستبد لا يخلو من افتئات وسوء ظن، بل لا يخلو من جهل بالواقع وبالناس، ذلك ان القراءة الصحيحة لهذا الجانب من الصورة تتمثل في شوق الجماهير وتطلعها الى من يحقق احلامها المجهضة، وافتقادها الى النموذج أو الرمز الذي يجسد تلك الأحلام ويسعى الى تحقيقها، الأمر الذي يدفع قطاعات من الجماهير للاستجابة الى من يتحدث عنها أو يرفع شعاراتها ولو على سبيل الادعاء والتدليس، لذلك يبدو مستغربا أن يلجأ البعض الى تبكيت شعوبنا لأنها تبحث عمن يحقق لها أحلامها، ولا يطالبون الحكام وأولي الأمر بأن يكونوا عند حسن ظن شعوبهم، وان يجسدوا تطلعات تلك الشعوب وأشواقها.
ـ الملاحظة الأخيرة في هذه المسألة ان اولئك الذين يهاجمون ما سمي باللوبي الصدامي في العالم العربي، استأسدوا على النظام العراقي ورئيسه بعد رحيله، لم نسمع لهم صوتا في نقد الصداميين الآخرين القابعين في أكثر من عاصمة عربية، من ثم فانهم مارسوا شجاعتهم ليس فقط بأثر رجعي (على النظام الذي رحل) وإنما أيضا جاءت تلك الشجاعة المزعومة في الاتجاه الغلط، حين هاجموا الناس والمجتمعات، وسكتوا على الممارسات الصدامية في العالم العربي.
أما فكرة احتذاء نموذج استئصال النازية في المانيا، والدعوة الى الأخذ به في العراق والعالم العربي، فانني تمنيت على الداعين إليها ان يقرأوا شيئا في الموضوع قبل أن يطلقوا دعوتهم البائسة، فالكتب التي تناولت تلك الحقبة وتطرقت الى عمليات الاستئصال التي اطلق عليها تعبير DeNazification : هذه الكتب عرضت ما جرى على النحو التالي: تم القبض على آلاف العناصر الالمانية التي اتهمت بالتعاطف مع النازي، واودعوا سجون دول الحلفاء التي احتلت المانيا، ففي عام 46 كان هناك 64 ألف الماني في السجون البريطانية، و95 الفا في السجون الاميركية، و19 ألفاً في السجون الفرنسية، و67 ألفا في السجون السوفيتية، كما طرد آلاف آخرون من وظائفهم في عملية تطهير للجهاز الحكومي، ومنع 390 ألف الماني من تولي أية وظائف حكومية في منطقتي الاحتلال الفرنسية والبريطانية، وحدث الشيء ذاته في منطقتي الاحتلال الاميركية والسوفيتية.
وفي منطقة الاحتلال الغربي اجبر كل الماني على ملء استمارة توضح تاريخ حياته، وتم استعمال الاجابات على تلك الاستمارات لمحاكمة آلاف المواطنين، وذلك تحت شعار «استئصال النازية»، وتم حظر الجمعيات ذات التوجهات الايديولوجية وحظر اصدار الصحف، مع تشجيع الجمعيات والنوادي غير السياسية، كما تم اصدار «نشرات صحفية» تعبر عن القيم الديمقراطية الغربية، وعومل الشعب الالماني بازدراء بالغ، كما حظر التنقل بين مناطق الاحتلال، وفرضت على الالمان ضرائب باهظة لتغطية نفقات الاحتلال، وتم ترحيل أعداد غير قليلة من الالمان لخدمة اقتصاد دول الاحتلال (470 ألف الماني نقلوا للعمل في المصانع الفرنسية وحدها)، واعيدت كتابة كتب المدارس بما يتفق مع الرؤية الغربية، واختار مسؤولو الاحتلال القيادات الالمانية التي تشرف على العملية، وتم طرد كل مسؤول ألماني اعترض على تلك المخططات.
هل هذا هو النموذج المراد تطبيقه في العراق والعالم العربي للاندماج في الشرق الأوسط الجديد؟

المصدر : صحيفة الشرق الاوسط

حفيد حمزة
15-05-2003, 08:16 AM
بما أن الحرب وضعت أوزارها ، وأسوأ شيء أن تكتب في مهزوم
فأنا قد استوقفني مرة هذا المقال قرأته لكم
وكان الكاتب يرد فيه على بعض الكتاب الذين كانوا يطبلون لأمريكا ويسبون العرب لأنهم ظهروا في مسيرات غضب ضد الهجوم الأمريكي ظانين أنهم خرجوا دفاعاً عن صدام فكتب التالي تحت عنوان:

The gangs of New yourk
والقاموس الصحّاف

قبل أن تسكت طبول الحرب لتحل محلها أصوات القنابل والمدافع ، وقبل أن يعلن بوش هدفه الحقيقي بعد هدف نزع أسلحة الدمار الشامل الكاذب ويعلن ساعة الصفر ،أطلقت هوليود مجموعة من الأفلام في بعض الدول العربية لتعرضها في دور السينما ، منها أفلام رعب وأفلام (أكشن) من النوع الساخن وأفلام كوميدية سخيفة ، أعتقد أنها كانت تود تهيأة الرأي العام العربي لمثل هذه الظروف التي تمر بها حالياً العراق حتى تتعود عليها، مع أن مايحدث فاق كل خدع هيوليود فظاعة وقسوة .. مالفت الانتباه فعلاً أن من بين هذه الأفلام التي رشحت ونالت بعضاً من الجوائز العالمية للفن السابع، فيلمين لنفس الممثل الشاب الوسيم ليوناردو دي كابريو الذي اشتهر بصورة أكبر عند العرب في فيلم تايتانك ... من هذه الأفلام فيلم "عصابات نيويورك" وفيلم "catch me if you can" بمعنى (أمسكني إن استطعت) ، والعجيب أيضاً أن هذين الفليمين طرحا بالضبط قبيل الحرب بأسابيع قليلة وعلى التوالي .. لسان حال هوليود يقول للعرب استعدوا فإن هذه العصابات قادمة من نيويروك ، حاملة معها شعلة الحرية من ذاك التمثال الذي خُدش كبرياءَه في الحادي عشر من سبتمبر الشهير ، ورافعة اسم الديمقراطية شعاراً لحملة انتخابية قادمة للرئيس .. جاءت من أقاصي الأرض لتحرر الشعب الغلبان المسكين في العراق من قيود الاستعمار الذي يرزح تحته لأكثر من 25 عاماً ، تحت اسم فيلم جديد أطلقته بكل سخف ودون حياء هذه العصابات وهو "حرية العراق" في سابقة شهد على حقارتها المستعمر القديم قبل الجديد.
ثم تواجه هذه العصابات أمامها نفس العقدة التي واجهتها في أفغانستان عندما لم تستطع القبض على الشيخ أسامة بن لادن لا حياً ولاحتى ميتاً فانطبق عليها فوراً اسم الفيلم الثاني وهو "امسكني ان استطعت" وهاهو ينطبق على الحالة الحالية في العراق بعدم قدرتهم الامساك بصدام ، فهم برأيي سيظلون في حالة مطاردة دائمة لكل الشخصيات التي يرشحونها أبطالاً منافسين لسيادة الرئيس ونجم الشباك في فيلم "معارك الانتخابات" ...
نعم لقد صرنا بكل بساطة ضحية معارك انتخابية لاناقة لنا فيها ولاجمل ... شارون لكي يفوز فلابد أن يرتكب له مجزرة أو اثنتين في مخيمات ومدن فلسطين المحتلة وقبله فعل النتن ياهو ، ولا بارك الله فيه باراك وغيرهم ، أما السيد بوش وهو لم يكد يدفأ الكرسي من تحته في سدة الرئاسة فوجيء بأركان حكمه تتزعزع بضربات في الصميم في يوم ذكراه حفرت بالنار في ذاكرته يوم الحادي عشر من سبتمبر فكان لزاماً عليه أن يثبت لشعبه أن قدومه لم يكن طالع نحس فقام بدك بيوت الطين والجوامع في أفغانستان وفرش سجاد النار من قاذفة ال B52 ذات القنابل السجادية في كهوف قندهار وتورا بورا ، وهاهو يستعد لمرحلة انتخابية قادمة بعد فشله الكبير هناك ليثبت رجولته في العراق بتنحية دكتاتور العصر كما يريد تسميته وتحرير الشعب منه في انتصار فريد من نوعه للحريات على طريقة رعاة البقر و(عصابات نيويرك).
وبما أن (النكتة) لا تولد إلا من رحم المأساة ، ظهر لنا كل يوم في مؤتمر (صحّافي) وزير الإعلام العراقي بمفرداته وطريقته التي لاتخلو من العنجهية والاستهزاء (المرغوبة أحياناً في مثل هذه المواقف) ممزوجة بكثير الكبرياء والحقد المركز الموجه للعدو الذي استهدفه في أحاديثه بصورة مباشرة ، ولم يخفي في كثير من الأحيان خطابه لمن دعمه ووقف وراءه ... هذه المفرادت التي جاءت من قاموس الصحّاف جعلت المحللين العرب منهم والعجم على السواء لاسيما المترجمين بدل تتبع آخر أخبار الحرب يقلبون في صفحات القاموس الصحّاح والمحيط علّهم يجدون إجابة شافية للمعنى الحقيقي لمفردات قاموس الصحّاف ، فكانت الكلمة الأكثر شهرة وذاعت بين الكثيرين وهو يرددها يومياً "علوج الأمريكان" محل تندر الكثير هذه الأيام وصارت لقباً ووساماً يعلق على ظهر كل أمريكي من هذه "العلوج" يلقى حتفه في العراق، وأكيد فإن المأساة تولّد كوميديا سوداء ، وللصحّاف طريقته الفريدة في نطقها والوقت الذي يذكرها فيه وبدى الصحاف محاوراً محترفاً يجيد ذكر المواقف بطريقة لاتخلو من رسائل موجهة طبعاً للعدو مباشرة وغير مقصود بها لارأي عام ولاغيره ، وخصمه أثاره بطريقة أو بأخرى تبختر الصحّاف بين قناة وأخرى وفندق وآخر، و لاريب هذه الطريقة المثلى برأيي للرد على هيوليود الغرب وافتراءاته المتعددة التي سئم منها الغرب قبل العرب ، حتى نادي شيراك بنفسه لإنشاء قناة CNN فرنسية في إشارة واضحة لملل الجميع من كذب وافتراءات الآلة الإعلامية الأمريكية والبريطانية الموالية للحكومة ...
بالطبع هذا التبختر للصحّاف ومايقوله شيراك ولاءات متظاهري الشعب العربي لم ترض كتاب ال .C.I.A من العرب والأمريكان (كما أسماهم الشاعر العراقي وأعجبني هذا الاسم) فمافتئوا يحاولون بقدر مااستطاعوا أن يشدونا إلى الخلف بكتاباتهم المملة السمجة التي مُلئت حقداً وكرهاً وهي تذكرنا بعهد الطابور الخامس.. هؤلاء الكتاب أعطوا لنفسهم الحق ومنهم ليسوا عراقيين التحدث باسم الشعب العراقي مؤيدين حملة (عصابات نيويورك) باسم الحرية الحمراء المضرجة بالدماء .. هذيان هؤلاء الذين وصفوا أنفسهم بحكماء الزمان وعقلاء الدهر بتتبعهم لكل حرف وكل كلمة يقولها أسيادهم صارت مقرفة أكثر مما يعبرون عن قرفهم هم من مفردات الصحّاف العربية الفصيحة التي تأتي على عقولهم الثملة كوقع الصخر فتسبب لهم وجعاً في رأسهم وتزيدهم تدويخاً متعجبين منها.
هؤلاء الكتاب الذي يظهرون لنا مثل النباتات الشيطانية من كل حدب وصوب يسفهون رأي الشعوب ويحبطون من عزم الأمة ويصفون المواطن العربي والمسلم الذي عبر عن رأيه في هذه الحرب الغادرة بكل مصداقية بأنه إما مجنون أو عاطفي يتحرك بواعز من العاطفة دون العقل وهذا أفضل ماوصفوه به لأنني لو ذكرت باقي الصفات التي حطت من قيمة هذا المواطن فقط لأنه تظاهر ضد الحرب لما احتمل مقام المقال لذكرها ، لذلك وددت التوجه بتساؤل لهم ، لماذا أي من هؤلاء الكتاب ماركة (تنابلة السلطان) لم يثر ولو بتلميح إلى ماقاله بوش الصغير في خطابه للأمة (التي بالتأكيد هم منها) عندما كشفه الألماني شرودر واعترض عليه لأنه يتحدث باسم الإله وقوله (أي بوش) أنه ينطلق بهذه الحملة (بتكليف إلهي) في إشارة واضحة لمضامين (هي ليست خافية) بأن الحملة صليبية مقنعة بقناع الحرية ونزع صدّام ، مع أن بدايتها كانت نزع أسلحة الدمار الشامل ... ثم لماذا لم يشر أيضاً أياً من هؤلاء إلى أي من مجازر أم القنابل والتوماهوك والكروز وبعض القنابل غير معروفة الاسم (مجرد تجارب) والتي يسقط يومياً شهداؤها في بغداد والبصرة والناصرية وكربلاء والنجف وغيرها؟ إن ماأقرأه لهم هو لوم ولوم ثم اللوم لدرجة فاتت العتاب ووصلت إلى حد الشتيمة في كرامة هذا المواطن العربي الذي خرج يتظاهر ويعبر عن شعوره في ميادين وشوارع بلده عارفاً أن هذا أقل مايقدمه.. ولكن أطمئنهم ، فمن خرج ماهم إلا قلّة قليلة لم تتعد آلافاً من عدة ملايين، هؤلاء من اعترضتم عليهم لايمثلون حتى خمس عدد شعوبهم الأصلية والبقية الباقية أطمئن هؤلاء الفقهاء السياسيين وكتاب ال .C.I.A بأن مايريدونه حاصل وزيادة، فالعربي مازال غــــارقاً في ملذاته وشهواته وتسوّقـه وينتقى بعنــاية القـنــاة الأكثر(روشنة) ليتفرج على الأخبار وأحياناً حتى الأغاني والمسلسلات و(الأرجيلة بأجدعها كرسي شغالة) ، وأقول لهؤلاء الذين يحبون أن يرقصوا رقصة الموت على جثت الشهداء من الأطفال والنساء والمسننين ياترى إن كان صدّام يجب أن يزاح لأنه دكتاتور بهذه الطريقة ودفعنا فاتورته الغالية كل هذه الأعداد (والحبل على الجرار) من الشهداء ، فكم حاكم عربي يجب أن (ينشال) بهذه الطريقة؟ وكم ثمن هؤلاء الحكام من الشهداء؟؟ بل ومن هي القائمة برأيكم؟ وليس الحكام العرب فقط بل جل حكام العالم؟
ولن يجيبوا على السؤال لأنهم لن يكتبوا إلا إذا توجهت له أمريكا فيبدأون في التطبيل لها والشد من معنويات المواطن المتحمس لنصرة الله..
أقول لكم ياأصحاب أقلام السوء ، يامن لاتساوون عند زعيمتكم أمريكا حتى درهماً أو سنتاً واحداً اتركوا المواطن العربي وشأنه رحمكم الله ، واحترموا مشاعره المقدسة ، وكفاكم شدّاً في جلبابه المقطع الذي مزقته الأيام يأساً وهو يرى كابوساً كبيراً يجتم فوق أرض قريبة منه ، إنه لم يطلب منكم شيئاً إلا أن تحترموا مشاعره الجياشة ليس إلا ، و لكل عراقي معارض وحتى غير معارض يسب ويلعن في سلسبيل هذا المواطن تحت حجة من أعطاه الحق أن يتكلم باسم العراق نقول له إسأل نفسك أنت أولاً من أعطاك الحق أن تأتي له بالعدو قرب داره ومن أعطاك الحق أن تتكلم يوماً باسم الفلسطيني والقدس فستجد الاجابة عندك ، احترموا المواطن العربي الذي عبر بشجاعة عن رأيه وكفوا عنه أيديكم وأقلامكم الخبيثة وألسنتكم الأفعوية التي تقطر سمّاً أسوداً لايقل عن السواد الذي يسببه غبار قنابل طائرات وجحافل عصابات نيويرك وواشنطن... واتقوا الله في نفسكم واعلموا أن مصير المنافقين الدرك الأسفل من النار

--------------------------
تعليقاً عن هذا المقال
من كان يكره صدام فإن صدام قد انتهى ومن كان يكره أمريكا فإن أمريكا موجودة ولم تزول
فاحسبوها وستعرفون من هو العدو الحقيقي لنا