PDA

View Full Version : الانظمة العربية وتخلف 50 سنه للكاتب سلامه في صحيفة "الاهرام"


mustafa Bekhit
10-05-2003, 05:52 AM
الكاتب الكبير الأستاذ / سلامة احمد سلامة

الكاتب في صحيفة "الاهرام" الحكومية المصرية

كانت الاطاحة بنظام صدام حسين في العراق قبل شهر بمثابة الانقلاب الاكبر في الشرق الاوسط منذ نصف قرن، الامر الذي يضع الانظمة العربية امام ضغوطات وتحديات عديدة قد تتطلب بالنسبة الى بعضها تغييرات جذرية.
وانتقلت الولايات المتحدة الى ممارسة ضغوط على نظام الرئيس السوري بشار الاسد، ولكن ايضا على حلفائها التقليديين كالسعودية ومصر.
وعزز سقوط صدام حسين بعد دخول القوات الاميركية الى بغداد في 9 نيسان/ابريل اتجاه ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش الى تهميش رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات ووضع حد لنشاط المجموعات الفلسطينية المسلحة.
وتسعى الادارة الاميركية الى الافادة من "المعطى الجديد" في المنطقة واعطاء دفع لحل النزاع الفلسطيني الاسرائيلي. وقد تم في هذا الاطار نشر مضمون "خريطة الطريق" التي وضعتها اللجنة الرباعية (الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة وروسيا) وتنص على خطة سلام للنزاع.
كما طلبت الولايات المتحدة من سوريا وقف دعمها لحزب الله الشيعي اللبناني، واغلاق مكاتب المنظمات الفلسطينية المتشددة المعادية لاسرائيل في دمشق.
ويرى المحللون ان هذا العهد الجديد من "السيطرة الامبريالية الاميركية" لا يبشر بالخير بالنسبة الى العرب، ولن يعود بالفائدة الا على اسرائيل.
كما يمكن ان تنتج عنه زيادة القمع الذي تمارسه بعض الانظمة كمصر والاردن، بدلا من تسريع العملية الديموقراطية فيها.
ويقول انطوان بصبوص مدير "المرصد العربي" في باريس ان "هذا الامر يزعزع النظام الذي ارسي بعد الحرب العالمية الثانية".
ويتوقع بصبوص ان يعمد الاسد الى التخلي عن جزء كبير من النفوذ الاقليمي مقابل الحفاظ على السلطة في الداخل.
ويرى سلامة احمد سلامة الكاتب في صحيفة "الاهرام" الحكومية المصرية ان واشنطن ستستغل تفوقها العسكري والسياسي من اجل اخضاع العرب، عبر انتزاع تنازلات منهم تتعلق بالنزاع الفلسطيني الاسرائيلي والنفط وقضايا استراتيجية اخرى.
ويقول ان سقوط نظام صدام حسين "ادى بطريقة من الطرق الى اعادة العالم العربي خمسين سنة الى الوراء، اذ انه فقد جزءا كبيرا من استقلاليته"، مشيرا الى ان الامر لن يؤدي الى احلال الديموقراطية في العالم العربي، وفق ما يبشر المحافظون الجدد في واشنطن.


ويضيف "في مصر مثلا، لا ارى اي تغيير. لا بل ان النظام يعزز قبضته على الحركات التحررية".


ويؤكد مدير برنامج الابحاث في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن يزيد صايغ انه تم تسجيل مزيد من القمع اخيرا في بعض الدول العربية، ولا يبدو متفائلا بالنسبة الى المسألة الفلسطينية.


ويقول ان ادارة بوش "لن تقوم بالجهود اللازمة على الجبهة الاسرائيلية الفلسطينية" لان الخليج هو الاولوية بالنسبة اليها ولانها تخشى فقدان دعم الرأي العام الاميركي.
ويضيف ان بوش وفريقه "سيضطران" في حال اصرارهما على حل النزاع الاسرائيلي الفلسطيني الى "مواجهة (رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل) شارون" الذي يمكن ان يؤلب عليهما جزءا كبيرا من الناخبين.
وفي السعودية، تجد السلطات نفسها موزعة بين تهدئة الرأي العام السعودي المعادي لواشنطن من جهة، وغضب الولايات المتحدة من جهة ثانية. ويسيطر التوتر على العلاقات الاميركية السعودية منذ اعتداءات ايلول/سبتمبر 2001 التي كان معظم منفذيها من السعوديين.
ويرى بصبوص ان النظام السعودي الوهابي يفترض ان يتجاوب بشكل اكبر مع الاصلاحات التي تطالب بها الاقلية الشيعية التي قد تصعد من مطالبتها بعدما بدأ يتنعم شيعة العراق من جهتهم بالحرية.

مصدر الخبر : ميد ايست