حفيد حمزة
09-05-2003, 07:51 AM
لم أرى عبدالباري عطوان يقول أشياء لصالح أمريكا ومع ذلك يقولون عنه عميل أمريكا!!
لم أرى عطوان يجاهر بالاعتراف بدولة اسرائيل ومع ذلك وصفوه بعميل اسرائيلي
عموما
هذا الموضوع قد يهم مصطفى بخيت:
عبدالباري عطـوان: جـذور الانهـيار العـربي
حتي نفهم اسباب الانهيار العربي، والهزائم المتواصلة التي يفرخها، نسرد هاتين الواقعتين كما وردتا عبر وكالات الانباء العالمية: الواقعة الاولي: طيار في شركة اليطاليا كان يقود طائرته بين روما وتل ابيب، وكعادة الطيارين، في مخاطبة الركاب قبيل الهبوط، هنأ المسافرين بسلامة الوصول وقال لهم اهلا وسهلا بكم في فلسطين.
الركاب، ومعظمهم من الاسرائيليين واليهود اعترضوا علي هذا الاعلان، واعتبروه مسيئا لانه تزامن مع احتفالات الدولة العبرية بذكري تأسيسها من وجهة نظرهم، واغتصابها لفلسطين من وجهة نظرنا.
الواقعة الثانية: الرئيس المصري حسني مبارك الذي كان طيارا وقائدا لسلاح الطيران في مصر اثناء حرب العاشر من رمضان (اكتوبر) عام 1973، بعث يوم امس الاول ببرقية تهنئة الي نظيره الاسرائيلي موشي كاتساف، بمناسبة احتفال اسرائيل بذكري قيامها ، وذلك للمرة الاولي منذ عدة سنوات حسب اقوال ناطق رسمي اسرائيلي.
الطيار الاول لا ينتمي الي حركة حماس، ولا نعتقد انه يعتنق الافكار القومية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وانما هو ايطالي المولد، يشعر بالغثيان والقرف من الابتزاز الصهيوني للرأي العام الغربي، ويتابع، مثل الملايين غيره، المجازر التي يرتكبها جيش شارون واحفاد ضحايا الهولوكوست ضد الشعب الفلسطيني الاعزل وبصورة شبه يومية.
الطيار الثاني، هو رئيس اكبر واهم دولة عربية، خاضت خمس حروب ضد الدولة العبرية، وقدمت مئات الآلاف من الشهداء، ولم يتردد لحظة في بعث برقية تهنئة لرئيس هذه الدولة في ذكري تأسيسها في قلب الامة العربية.
نفهم ان اتفاقات كامب ديفيد تحتم علي الرئيس المصري فتح سفارة اسرائيلية في قلب قاهرة المعز، وتوفير كل الحماية الامنية لها، دون ان نفهم، عدم اغلاق هذه السفارة احتجاجا علي الممارسات الاسرائيلية الوحشية ضد الفلسطينيين، وخرق كل المعاهدات والاتفاقات باعادة احتلال الضفة ومعظم القطاع، ولكن ما يستعصي علي الفهم ان يهنئ الرئيس المصري الدولة العبرية، وفي هذا الوقت بالذات، بذكري تأسيسها من خلال الارهاب، ومصادرة حقوق شعب عربي في ارضه ووطنه، والقذف بمئات الآلاف من ابنائه الي مخيمات اللجوء خارج الحدود.
فاذا كان الرئيس مبارك امتنع لعدة سنوات عن ارسال رسائل التهنئة هذه الي رئيس الدولة العبرية، فما الذي تغير للافضل حتي يستأنف هذه العادة غير الحميدة؟
ما نعرفه ان الوضع في الاراضي المحتلة في السنوات السابقة كان افضل كثيرا من الوضع الراهن، فالضفة والقطاع كانا تحت نفوذ السلطة الوطنية، وكانت طائرة الرئيس عرفات، صديق الرئيس مبارك الحميم، تتنقل كالنحلة بين مطارات العالم، اما الآن فالرئيس عرفات محاصر في مكتبه لا يستطيع مغادرته، والدبابات الاسرائيلية تحتل كل الضفة ومعظم القطاع، وفقد الشعب الفلسطيني اكثر من اربعة آلاف شهيد سقطوا برصاص الجيش الاسرائيلي، كان آخرهم خمسة عشر شهيدا سقطوا اثناء اقتحام هذه الدبابات لحي الشجاعية في قطاع غزة.
تهنئة الرئيس الاسرائيلي بذكري اغتصاب فلسطين تشكل في رأينا، اهانة لكل شهداء مصر، الذين سقطوا في حروب الشرف والكرامة ضد هذا الكيان العنصري واهدافه الاستعمارية الاستيطانية في اهانة العرب واذلالهم.
ندرك جيدا ان هناك متغيرات جديدة فرضت نفسها بعد احتلال العراق امريكيا، ولكن ما لا نقبله هو المبالغة في الاستسلام، ومحاولة استرضاء الدولة العبرية وقادتها بمثل هذه الوسائل الساذجة والمهينة معا.
الرئيس مبارك ليس مضطرا لتوجيه مثل هذه الرسالة، لأنها ستفسر علي انها علامة ضعف، ومؤشر لارتباك قيادة اكبر دولة عربية، الأمر الذي لن يخدم خطط الحكومة المصرية وتحريك عملية السلام واعادة المفاوضات علي اساس خريطة الطريق .
مسلسل المصائب يتواصل فوق رؤوسنا، فها هو الرئيس مبارك يهنئ بقيام دولة اسرائيل، وها هو السيد ماهر الأسد شقيق الرئيس السوري يلتقي مبعوثين اسرائيليين سرا في دمشق عارضا مرونة غير مألوفة، واستعدادا جديا لمفاوضات حول هضبة الجولان تقود الي معاهدة سلام. ولن يكون مفاجئا اذا ما كان اول قرار تتخذه الحكومة العراقية الجديدة هو فتح سفارة لها في تل ابيب.
في الماضي كان قادة دول العالم الثالث يتطهرون من ماركسيتهم ويدخلون الجنة الرأسمالية الامريكية عبر البوابة الاسرائيلية. فلا بد من التعريج علي تل ابيب قبل الطيران الي واشنطن، والا فان الوصول الي المساعدات المالية، والقروض ورضاء البنك الدولي من الصعوبة بمكان.
الآن نحن امام ظاهرة عربية خطيرة ملفتة للنظر، خلاصتها ان أي نظام عربي يريد الحفاظ علي بقائه في السلطة، بعد زلزال العراق وربما قبله، عليه ان يذهب الي شارون، ويتمسح به ويمد له يد المصافحة والاستسلام.
اما التنازل للشعوب، والتجاوب مع مطالبها في الديمقراطية والحريات والشفافية والمحاسبة والقضاء المستقل فهذه من المحرمات بل والمستحيلات.
نقلا عن صحيفة القدس العربي اللندنـية
هل أخطأ الرجل في ما قال؟
ولماذا يسمى عبدالباري دولار؟
وأعطيني كاتب واحد كتب في حق الحكام من عدا الكل بيكت في صدام؟
لم أرى عطوان يجاهر بالاعتراف بدولة اسرائيل ومع ذلك وصفوه بعميل اسرائيلي
عموما
هذا الموضوع قد يهم مصطفى بخيت:
عبدالباري عطـوان: جـذور الانهـيار العـربي
حتي نفهم اسباب الانهيار العربي، والهزائم المتواصلة التي يفرخها، نسرد هاتين الواقعتين كما وردتا عبر وكالات الانباء العالمية: الواقعة الاولي: طيار في شركة اليطاليا كان يقود طائرته بين روما وتل ابيب، وكعادة الطيارين، في مخاطبة الركاب قبيل الهبوط، هنأ المسافرين بسلامة الوصول وقال لهم اهلا وسهلا بكم في فلسطين.
الركاب، ومعظمهم من الاسرائيليين واليهود اعترضوا علي هذا الاعلان، واعتبروه مسيئا لانه تزامن مع احتفالات الدولة العبرية بذكري تأسيسها من وجهة نظرهم، واغتصابها لفلسطين من وجهة نظرنا.
الواقعة الثانية: الرئيس المصري حسني مبارك الذي كان طيارا وقائدا لسلاح الطيران في مصر اثناء حرب العاشر من رمضان (اكتوبر) عام 1973، بعث يوم امس الاول ببرقية تهنئة الي نظيره الاسرائيلي موشي كاتساف، بمناسبة احتفال اسرائيل بذكري قيامها ، وذلك للمرة الاولي منذ عدة سنوات حسب اقوال ناطق رسمي اسرائيلي.
الطيار الاول لا ينتمي الي حركة حماس، ولا نعتقد انه يعتنق الافكار القومية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وانما هو ايطالي المولد، يشعر بالغثيان والقرف من الابتزاز الصهيوني للرأي العام الغربي، ويتابع، مثل الملايين غيره، المجازر التي يرتكبها جيش شارون واحفاد ضحايا الهولوكوست ضد الشعب الفلسطيني الاعزل وبصورة شبه يومية.
الطيار الثاني، هو رئيس اكبر واهم دولة عربية، خاضت خمس حروب ضد الدولة العبرية، وقدمت مئات الآلاف من الشهداء، ولم يتردد لحظة في بعث برقية تهنئة لرئيس هذه الدولة في ذكري تأسيسها في قلب الامة العربية.
نفهم ان اتفاقات كامب ديفيد تحتم علي الرئيس المصري فتح سفارة اسرائيلية في قلب قاهرة المعز، وتوفير كل الحماية الامنية لها، دون ان نفهم، عدم اغلاق هذه السفارة احتجاجا علي الممارسات الاسرائيلية الوحشية ضد الفلسطينيين، وخرق كل المعاهدات والاتفاقات باعادة احتلال الضفة ومعظم القطاع، ولكن ما يستعصي علي الفهم ان يهنئ الرئيس المصري الدولة العبرية، وفي هذا الوقت بالذات، بذكري تأسيسها من خلال الارهاب، ومصادرة حقوق شعب عربي في ارضه ووطنه، والقذف بمئات الآلاف من ابنائه الي مخيمات اللجوء خارج الحدود.
فاذا كان الرئيس مبارك امتنع لعدة سنوات عن ارسال رسائل التهنئة هذه الي رئيس الدولة العبرية، فما الذي تغير للافضل حتي يستأنف هذه العادة غير الحميدة؟
ما نعرفه ان الوضع في الاراضي المحتلة في السنوات السابقة كان افضل كثيرا من الوضع الراهن، فالضفة والقطاع كانا تحت نفوذ السلطة الوطنية، وكانت طائرة الرئيس عرفات، صديق الرئيس مبارك الحميم، تتنقل كالنحلة بين مطارات العالم، اما الآن فالرئيس عرفات محاصر في مكتبه لا يستطيع مغادرته، والدبابات الاسرائيلية تحتل كل الضفة ومعظم القطاع، وفقد الشعب الفلسطيني اكثر من اربعة آلاف شهيد سقطوا برصاص الجيش الاسرائيلي، كان آخرهم خمسة عشر شهيدا سقطوا اثناء اقتحام هذه الدبابات لحي الشجاعية في قطاع غزة.
تهنئة الرئيس الاسرائيلي بذكري اغتصاب فلسطين تشكل في رأينا، اهانة لكل شهداء مصر، الذين سقطوا في حروب الشرف والكرامة ضد هذا الكيان العنصري واهدافه الاستعمارية الاستيطانية في اهانة العرب واذلالهم.
ندرك جيدا ان هناك متغيرات جديدة فرضت نفسها بعد احتلال العراق امريكيا، ولكن ما لا نقبله هو المبالغة في الاستسلام، ومحاولة استرضاء الدولة العبرية وقادتها بمثل هذه الوسائل الساذجة والمهينة معا.
الرئيس مبارك ليس مضطرا لتوجيه مثل هذه الرسالة، لأنها ستفسر علي انها علامة ضعف، ومؤشر لارتباك قيادة اكبر دولة عربية، الأمر الذي لن يخدم خطط الحكومة المصرية وتحريك عملية السلام واعادة المفاوضات علي اساس خريطة الطريق .
مسلسل المصائب يتواصل فوق رؤوسنا، فها هو الرئيس مبارك يهنئ بقيام دولة اسرائيل، وها هو السيد ماهر الأسد شقيق الرئيس السوري يلتقي مبعوثين اسرائيليين سرا في دمشق عارضا مرونة غير مألوفة، واستعدادا جديا لمفاوضات حول هضبة الجولان تقود الي معاهدة سلام. ولن يكون مفاجئا اذا ما كان اول قرار تتخذه الحكومة العراقية الجديدة هو فتح سفارة لها في تل ابيب.
في الماضي كان قادة دول العالم الثالث يتطهرون من ماركسيتهم ويدخلون الجنة الرأسمالية الامريكية عبر البوابة الاسرائيلية. فلا بد من التعريج علي تل ابيب قبل الطيران الي واشنطن، والا فان الوصول الي المساعدات المالية، والقروض ورضاء البنك الدولي من الصعوبة بمكان.
الآن نحن امام ظاهرة عربية خطيرة ملفتة للنظر، خلاصتها ان أي نظام عربي يريد الحفاظ علي بقائه في السلطة، بعد زلزال العراق وربما قبله، عليه ان يذهب الي شارون، ويتمسح به ويمد له يد المصافحة والاستسلام.
اما التنازل للشعوب، والتجاوب مع مطالبها في الديمقراطية والحريات والشفافية والمحاسبة والقضاء المستقل فهذه من المحرمات بل والمستحيلات.
نقلا عن صحيفة القدس العربي اللندنـية
هل أخطأ الرجل في ما قال؟
ولماذا يسمى عبدالباري دولار؟
وأعطيني كاتب واحد كتب في حق الحكام من عدا الكل بيكت في صدام؟