PDA

View Full Version : طارق عزيز :هل كان الجاسوس الخفي الذي أسهم في سقوط النظام؟


mustafa Bekhit
04-05-2003, 04:37 AM
كتبت : عزة سامي

عندما سئل بوش عن مصير صدام حسين وعما إذا كان حيا يرزق أم أنه قد قتل؟‏!,‏ أكد الرئيس الأمريكي أنه يعتقد أنه ما أن يكون قد لقي مصرعه أو أصيب إصابات بالغة في عملية القصف الجوي الذي قام به الطيران الأمريكي في العشرين من مارس الماضي‏,‏ غير أن الرئيس الأمريكي لم يكتف بهذا التصريح إنما وجه تحية إلي الروح الشجاعة التي تعاونت مع وكالة المخابرات الأمريكية ومكنتها من تحديد مكان صدام حسين وقصفه بالقنابل‏.‏ وعندما سئل مرة أخري عما إذا كان هذا الجاسوس العراقي حيا أم أنه قد قتل‏,‏ أشار بوش إلي أنه مازال علي قيد الحياة ولنحمد الرب علي هذا‏.‏لعل هذا التصريح هو الذي دفع بالعديد من المحللين السياسيين إلي الاعتقاد بأن هذا الجاسوس الأمريكي ليس سوي طارق عزيز وزير الخارجية الأسبق ونائب رئيس الوزراء العراقي إلا أن هذ الاعتقاد لم يكن ليأخذ هذا القدر من الأهمية لولا الأنباء التي أذيعت منذ أيام حول تسليم المسئول العراقي نفسه لقوات التحالف‏.‏
علي أي حال فإن ثقة الرئيس السابق صدام حسين في ولاء طارق عزيز لم تكن بمنأي عن الشبهات ولعل هذا هو ما جعل رجال المخابرات العراقيين يضعون عائلته تحت التحفظ بعد فترة قصيرة من بدايات الحرب علي العراق كإجراء وقائي ضد أي محاولة من جانبه للاستسلام إلي قوات التحالف وهو ما يعتقد انه السبب الرئيسي الذي منع طارق عزيز من القيام بمثل هذه المحاولة خوفا علي مصير أسرته بصفة عامة وابنه الأكبر بصفة خاصة من احتمالات عملية انتقامية من بقايا رموز النظام البعثي الذي وان كان قد انهار إلا أن رجاله مازالوا موجودين في مكان ما بالعراق‏.‏

ويقول مسئول سابق بوكالة المخابرات الأمريكية وخبير في الشأن العراقي ان المعلومات التي مكنت قوات التحالف في بداية الحرب من قصف مخبأ يقال إن صدام حسين كان موجودا به لم يكن من الممكن أن تصل إلينا إلا عن طريق مسئول كبير في حجم ومكانة شخص مثل طارق عزيز شديد الصلة بدائرة صدام حسين‏.‏ غير أن هذه المعلومات وإن كانت تلقي بظلال الشك حول ولاء طارق عزيز للنظام إلا أنها في نفس الوقت تشوبها الكثير من التناقضات‏:‏ فإن كان صدام حسين يشك في ولاء طارق عزيز ـ كما تقول الصنداي تليجراف ـ لدرجة جعلته يضع افراد عائلته تحت التحفظ منذ اللحظات الأولي من إعلان الحرب فقد كان من الأولي أن يستبعده تماما من أي اجتماعات ويحجب عنه أي معلومات تتعلق بمكان وجوده أو حتي يلقي به في السجن خاصة أنة كان قد فقد ثقته به بعد حرب الخليج الثانية التي أكسبته شعبية واسعة بين العراقيين من خلال عمله كوزير للخارجية‏.‏
ويرجع البعض أسباب إبقاء صدام حسين عليه‏,‏ رغم توجسه منه‏,‏ إلي خبرته الواسعة في مجال الشئون الخارجية والتي جعلته قادرا علي التعامل مع دول مثل فرنسا وألمانيا والابقاء علي العلاقات التجارية معها خلال فترة العقوبات إلا أن هذا لا يمنع أن الرئيس العراقي السابق لم يتردد في إلقاء القبض علي ابن طارق العزيز الأكبر عندما فشل هذا الأخير في إقناع الأمم المتحدة في إلغاء العقوبات عن العراق التي فرضت عليها بعد الغزو علي الكويت‏..‏

الغريب حقا أن خبر هروب طارق عزيز واستسلامه للتحالف‏.‏ كان قد سبق الإعلان عنه بعد أيام قليلة من الحرب علي العراق إلا أن هذا الأخير سارع بالظهور علي شاشة التليفزيون لنفي الخبر وتأكيد أنه يفضل الموت علي الهروب والخيانة‏..‏ فهل حقا كان صادقا أم أنه اضطر للبقاء لاستكمال مهمته التخابرية بعد أن ثبت أن الهجوم الأول لم يسفر عن مقتل صدام أو حتي إصابته بإصابات خطيرة‏..‏
وسواء كان طارق عزيز هو حقا الجاسوس الذي أسهم في اسقاط النظام البعثي أو هو الذي عقد مع الولايات المتحدة اتفاقية مكنت صدام من الهروب خارج البلاد في مقابل دخول قوات التحالف بغداد دون مقاومة تذكر‏,‏ فإن خبر تسليم نفسه قد أثار مشاعر عديدة متناقضة ورد فعل إعلامي واسع النطاق بل أن البعض لا يستبعد أن يكون طارق عزيز هو مفتاح اللغز لحقيقة ما حدث في الليلة التي سبقت سقوط بغداد بهذه الطريقة الدراماتيكية وما صاحبها من تعتيم إعلامي بعد ضرب فندق فلسطين ومكتبي الجزيرة وقناة أبو ظبي‏.‏

وحتي تكشف الأيام حقيقة ما حدث أو يكتب طارق عزيز مذكراته التي من المؤكد أنها ستدر عليه أموالا باهظة‏,‏ سيظل وزير الخارجية العراقية الأسبق لغزا غاضا مثله مثل كل ما شهدته المنطقة العربية من أحداث خلال الأعوم الماضية بدء من غزو الكويت وانتهاء بعملية تحرير العراق وما خفي كان أعظم‏!!‏