ابو الامير
02-05-2003, 12:39 AM
حين يصبح الجسد شهباً تضيء عتمة الليل، يخرج من سر الأرض حديث الشهداء الأخير.
يرف طير محمل بوصايا الراحلين صوب الحياة وفي عيونهم ذاكرة الغربة.. ذاكرة الوطن الممتد من أول الطلقات وصعود النداء المحمل بعطر الصلاة وافتراش المدى لأعاصير المقاتلين القادمين من عصر الفرسان الذين لم يترجلوا.
حين يصبح الجسد شهباً تغطي مساحة الوطن.. يصبح الكلام بلا معنى.. وتغدو المفردات إنشاء يصفف الكلام.
أي روح تلك.. أي شموخ ذاك.. حين يسير الورد إلى لحظة الشهادة.. أي عظمة أسطورية تتجسد في لحظة واحدة.. في ثانية واليد لا ترتعش والعينان تشخصان صوب الأقصى.. صوب جنين.. صوب نابلس وغزة..
هم الحياة في ثواني الوداع الأخيرة.. هم البلاد عالية الانتماء وخفاقة الراية حين تهيمن الحُلكة وتزوَّر الأسماء وتضيع الاتجاهات، وتمشي وراء الاستشهاديين خناجر في الظلام لتطعن شوق الشهادة ورائحة الأرض في أجسادهم.
ماذا لو يظهر الشهداء هذا المساء!
ما الذي سيقولونه وهم ينظرون من عليائهم إلى كل هذا السقوط.. في المشهد العربي المدمى، حيث تحاكم دماؤهم وتعتقل أمنياتهم وترسل البراءات من دمهم إلى البيت الأبيض، وقد غابت التخوم ما بين الوطن والعدو، وما بين الانتماء والتخاذل، وما بين الاتجاه نحو المعركة والفرار منها.
ماذا سيقول الشهداء النائمون في عيون أطفال مخيم جنين؟.
ماذا سيقولون لحفنة من المتهافتين على أقدام أميركا، والمتدافعين بمعاول صهيونية كي ينبشوا مقابر الشهداء لنيل صك البراءة من فلسطين.
حين يصبح الجسد شهباً تسقط الأسوار..
تسقط المتاريس.. والدم الطاهر ينبت على ضفاف الينابيع وعلى أسطحة المنازل وفي حديث أم لطفلها عن أب سيعود لأنه لم يرحل إلا صوب الوطن.. الأرض المباركة..
هم الشهداء..
العائدون إلينا كل يوم ولم تنحن لهم قامة
/-----------/نداء القدس/
يرف طير محمل بوصايا الراحلين صوب الحياة وفي عيونهم ذاكرة الغربة.. ذاكرة الوطن الممتد من أول الطلقات وصعود النداء المحمل بعطر الصلاة وافتراش المدى لأعاصير المقاتلين القادمين من عصر الفرسان الذين لم يترجلوا.
حين يصبح الجسد شهباً تغطي مساحة الوطن.. يصبح الكلام بلا معنى.. وتغدو المفردات إنشاء يصفف الكلام.
أي روح تلك.. أي شموخ ذاك.. حين يسير الورد إلى لحظة الشهادة.. أي عظمة أسطورية تتجسد في لحظة واحدة.. في ثانية واليد لا ترتعش والعينان تشخصان صوب الأقصى.. صوب جنين.. صوب نابلس وغزة..
هم الحياة في ثواني الوداع الأخيرة.. هم البلاد عالية الانتماء وخفاقة الراية حين تهيمن الحُلكة وتزوَّر الأسماء وتضيع الاتجاهات، وتمشي وراء الاستشهاديين خناجر في الظلام لتطعن شوق الشهادة ورائحة الأرض في أجسادهم.
ماذا لو يظهر الشهداء هذا المساء!
ما الذي سيقولونه وهم ينظرون من عليائهم إلى كل هذا السقوط.. في المشهد العربي المدمى، حيث تحاكم دماؤهم وتعتقل أمنياتهم وترسل البراءات من دمهم إلى البيت الأبيض، وقد غابت التخوم ما بين الوطن والعدو، وما بين الانتماء والتخاذل، وما بين الاتجاه نحو المعركة والفرار منها.
ماذا سيقول الشهداء النائمون في عيون أطفال مخيم جنين؟.
ماذا سيقولون لحفنة من المتهافتين على أقدام أميركا، والمتدافعين بمعاول صهيونية كي ينبشوا مقابر الشهداء لنيل صك البراءة من فلسطين.
حين يصبح الجسد شهباً تسقط الأسوار..
تسقط المتاريس.. والدم الطاهر ينبت على ضفاف الينابيع وعلى أسطحة المنازل وفي حديث أم لطفلها عن أب سيعود لأنه لم يرحل إلا صوب الوطن.. الأرض المباركة..
هم الشهداء..
العائدون إلينا كل يوم ولم تنحن لهم قامة
/-----------/نداء القدس/