ابو الامير
25-03-2003, 05:46 AM
حملت صحيفة «معاريف» العبرية أمس على نهج حكومة ارييل شارون التصعيدي، وحذرت الصهاينة من ان اقتصاد الدولة العبرية سينهار ما لم تتجه حكومتهم للحل السلمي، ما يؤدي لوقف المواجهات.
وقالت الصحيفة في تقرير كتبه نير بارغام:هل ثمة احد هنا يتوقع فعلا انه في حين نقوم بتخريب الكيان الفلسطيني، وفي حين يصل الجوع والفاقة في السلطة «الفلسطينية» الى مستويات متدنية قياسية جديدة، وفي حين ان كل مدينة فلسطينية هي صورة للدمار وموجات من الحجارة والفقر فقط، سنعيش هنا مع نفس حلمنا القديم المعروف الساذج، بمستعمرة غريبة ملونة ملأى بالاستثمارات والازدهار؟ السطر الاخير هو ان في هذا العالم نوعا معينا من العدل: في نفس المدى، والباب قرب الباب لن يكون شعبان متحاربان، احدهما يختنق ويحتضر والثاني يعيش بابتهاج غربي مترف (باستثناء كوريا). نحن ندفع من الاقتصاد ثمن الاحتلال والانتفاضة، ولن يجدي الف بيبي (نتانياهو) والف شطريت والف فرانكل، والف خطة طوارئ.
من المستحيل فصل الاقتصاد عن الواقع ان الاقتصاد مثل اي واحد منا بالضبط يتنفس ويعيش في هذا المدى من الحرب المرعبة بين شعبين وللحروب دائما ثمن اقتصادي. الفلسطينيون يدفعونه بصورة باهظة، ونحن ايضا سندفعه: بحيث سينخفض مستوى المعيشة اكثر فأكثر، وتنسحق الاجور ويجوع بعضنا. ببساطة لا يمكن ان يكون الامر غير ذلك، لا توجد اية وصفة لاخراج الاقتصاد الاسرائيلي من المدى الذي يعيش فيه، لدى الساحر الذي عيناه، ساحر الاقتصاد الرأسمالي العاري. فأية بشرى يأتينا بها؟ تقليصات وتقليصات والمزيد من التقليصات.
وطيلة الوقت يغذون وعينا الذاهل بقصص خيالية واذا قلصنا هذه المرة فقط ازدهار التسعينيات. لن يحدث ذلك. افيقوا من فضلكم. لقد حان الوقت لادراك ذلك على اعمق المستويات: الانتفاضة والاحتلال يخربان الاقتصاد من اساسه، رويدا رويدا، خطوة بعد خطوة. ان رسالة الفلسطينيين شديدة الوضوح. لن تنتعشوا في حين تنهار حياتنا. وربما كان هذا هو الانجاز الوحيد الذي حققته هذه الانتفاضة للفلسطينيين ـ لكنه انجاز في غاية الأهمية. هم يعلموننا ان الجميع يعانون في الحرب.
اذا ما اردتم مواصلة تجاهل هذه الحقيقة، فواصلوا ثقتكم بشارون وبيبي وشطريت، وسائر صناع الاكاذيب المنهجيين هؤلاء. سنلتقي بعد سنة او سنتين ـ حين يدرك الجميع انه بدون تسوية لا يوجد اقتصاد عصري، ربما سيكون ذلك الموعد متأخرا كثيرا بالنسبة للكثيرين منا، الذين ستتداعى حياتهم الاقتصادية حتى ذلك الحين، لكنكم تعرفون ما يقوله كبار السن: المتأخر افضل من لا شيء.
نداء القدس
وقالت الصحيفة في تقرير كتبه نير بارغام:هل ثمة احد هنا يتوقع فعلا انه في حين نقوم بتخريب الكيان الفلسطيني، وفي حين يصل الجوع والفاقة في السلطة «الفلسطينية» الى مستويات متدنية قياسية جديدة، وفي حين ان كل مدينة فلسطينية هي صورة للدمار وموجات من الحجارة والفقر فقط، سنعيش هنا مع نفس حلمنا القديم المعروف الساذج، بمستعمرة غريبة ملونة ملأى بالاستثمارات والازدهار؟ السطر الاخير هو ان في هذا العالم نوعا معينا من العدل: في نفس المدى، والباب قرب الباب لن يكون شعبان متحاربان، احدهما يختنق ويحتضر والثاني يعيش بابتهاج غربي مترف (باستثناء كوريا). نحن ندفع من الاقتصاد ثمن الاحتلال والانتفاضة، ولن يجدي الف بيبي (نتانياهو) والف شطريت والف فرانكل، والف خطة طوارئ.
من المستحيل فصل الاقتصاد عن الواقع ان الاقتصاد مثل اي واحد منا بالضبط يتنفس ويعيش في هذا المدى من الحرب المرعبة بين شعبين وللحروب دائما ثمن اقتصادي. الفلسطينيون يدفعونه بصورة باهظة، ونحن ايضا سندفعه: بحيث سينخفض مستوى المعيشة اكثر فأكثر، وتنسحق الاجور ويجوع بعضنا. ببساطة لا يمكن ان يكون الامر غير ذلك، لا توجد اية وصفة لاخراج الاقتصاد الاسرائيلي من المدى الذي يعيش فيه، لدى الساحر الذي عيناه، ساحر الاقتصاد الرأسمالي العاري. فأية بشرى يأتينا بها؟ تقليصات وتقليصات والمزيد من التقليصات.
وطيلة الوقت يغذون وعينا الذاهل بقصص خيالية واذا قلصنا هذه المرة فقط ازدهار التسعينيات. لن يحدث ذلك. افيقوا من فضلكم. لقد حان الوقت لادراك ذلك على اعمق المستويات: الانتفاضة والاحتلال يخربان الاقتصاد من اساسه، رويدا رويدا، خطوة بعد خطوة. ان رسالة الفلسطينيين شديدة الوضوح. لن تنتعشوا في حين تنهار حياتنا. وربما كان هذا هو الانجاز الوحيد الذي حققته هذه الانتفاضة للفلسطينيين ـ لكنه انجاز في غاية الأهمية. هم يعلموننا ان الجميع يعانون في الحرب.
اذا ما اردتم مواصلة تجاهل هذه الحقيقة، فواصلوا ثقتكم بشارون وبيبي وشطريت، وسائر صناع الاكاذيب المنهجيين هؤلاء. سنلتقي بعد سنة او سنتين ـ حين يدرك الجميع انه بدون تسوية لا يوجد اقتصاد عصري، ربما سيكون ذلك الموعد متأخرا كثيرا بالنسبة للكثيرين منا، الذين ستتداعى حياتهم الاقتصادية حتى ذلك الحين، لكنكم تعرفون ما يقوله كبار السن: المتأخر افضل من لا شيء.
نداء القدس