PDA

View Full Version : الحرب علي العراق ستكون فاشلة ونتائجها غير مضمونة


عطارد
16-02-2003, 12:04 PM
أبوظبي ـ القدس العربي ـ من جمال المجايدة:
أكد الدكتور مارك سولتر، استاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة في محاضرة ألقاها في مركز زايد للتنسيق والمتابعة الجمعة أن الحرب التي تقودها الولايات المتحدة علي الإرهاب لا تهدف إلي ضمان الأمن الأمريكي ولكن من أجل توسيع المصالح الأمريكية وتبرير هيمنتها علي العالم لافتاً إلي أن هذه الحرب تقدم صورة مبهمة لعدو تهاجمه أمريكا، وبأنها ستظل تقدم مجموعات لا حدود لها من الأعداء.
وقال إنه بالإمكان أن يخف الدعم العالمي الذي تتلقاه أمريكا الآن في حربها علي العراق شيئاً فشيئا مع البدء في هذه الحرب، وذلك مثلما حدث مع الأمريكيين أثناء حربهم في فيتنام، متوقعاً أن تكون الحرب ضد العراق حرباً فاشلةً وأن تكون نتائجها غير مضمونة متسائلاً عما إذا كانت هذه الحرب ستحقق أمناً أكثر للمنطقة وبشكل يزول معه الخطر. ورأي أن الحرب ضد العراق هي من تداعيات 11 سبتمبر وليست نتيجة لسياسة العقوبات المفروضة علي النظام في بغداد، مؤكداً أن ما يسعي إليه الأمريكيون والبريطانيون هو إيجاد مبررات توصلهم بشكل سريع إلي شن حربهم ضد العراق.
وأعرب عن اعتقاده بأن أحداث 11 سبتمبر جاءت نتيجة لتداعيات السياسة الخارجية الأمريكية الأمر الذي يحتم إعادة النظر في هذه السياسة، مضيفاً أنه إذا كانت أفغانستان هي الهدف الأول بالنسبة لأمريكا والعراق الهدف الثاني بسبب تصرفاته السابقة فإن الأمر غير واضح بالنسبة للهدف القادم الذي ستضربه الولايات المتحدة الأمريكية.
وأكد أن ما استفادته إسرائيل من أحداث 11 سبتمبر هو الترويج لسياسة الشعور بالخطر، الأمر الذي لم تفعله السلطة الوطنية الفلسطينية، ومضيفاً أن رئيس الحكومة الإسرائيلية آرييل شارون استغل هذه السياسة ورؤية بوش القائلة بتقسيم العالم ضمن ثنائية الخير والشر في توغلاته في جنين وتبرير ما تقوم به السلطات الإسرائيلية في الضفة الغربية.
وأوضح أن إسرائيل تزعم وفق هذا النهج، أنها لا تقوم بإعادة احتلال الأراضي الفلسطينية وأن ما يحدث لا يمثل عدواناً علي استقلال فلسطين، منبهاً إلي أن عملية الجيش الإسرائيلي لا يتوافق مع حياة الدولة الفلسطينية.
وأضاف أنه إذا ما تم غزو العراق، فإن إسرائيل ستستمر في تطبيق السياسة نفسها في مدن فلسطينية أخري مشيراً في الوقت نفسه إلي المفاوضات السرية التي جرت بين الفلسطينيين والإسرائيليين والتي من شأنها أن تشكل علي حد تعبيره ورقة ضغط علي شارون.
وفيما يتعلق بأحقية العرب في امتلاك أسلحة الدمار الشامل علي غرار إسرائيل، رأي أنه من حق أية دولة وفق القانون الدولي أن تدافع عن نفسها. واستبعد أن يكون عامل امتلاك هذه الأسلحة من قبل العراق أمراً باعثاً علي الأمن في المنطقة، ومعرباً عن اعتقـده بأن صدام حسين غير مسؤول عن الاستخدام السابق لأسلحة الدمار الشامل.
ولفت إلي أنه لا أحد يستطيع منافسة أمريكا علي اعتبار أنها القوة العظمي الوحيد في العالم التي تحشد قواتها في كل مكان في العالم، مؤكداً أن أحداث 11 سبتمبر هي التي أعطت أمريكا الحافز لفرض هيمنتها علي العالم ومضيفاً أنه لا أحد يستطيع أن يوازن هذه القوة في الوقت الحالي رغم التحالفات الموجودة.
ومع ذلك، رأي أن الولايات المتحدة لا تستطيع العمل منفردة تجاه اهتماماتها الخارجية، مشيراً إلي وجود اختلاف بين الفهم الأوروبي لمعني النظام العالمي الجديد والفهم الأمريكي لهذا النظام، وبالتالي فإن حلفاءها قد يحدون من سياستها في هذا الصدد. ونفي في السياق نفسه أن يكون عامل الدين وراء القوة الأمريكية كون الولايات المتحدة تنظر إلي مصالحها القومية وليس الي مصالحها الدينية. وتناول المحاضر الأزمة الناشئة بين الولايات المتحدة الأمريكية وكوريا الشمالية قائلاً إن ما تسعي إليه الإدارة الأمريكية هو البحث عن حل دبلوماسي لهذه الأزمة موضحاً أن أمريكا التي تتمتع بحرية الحركة في منطقة الشرق الأوسط لا تستطيع ذلك في كوريا حيث توجد الصين.
وأضاف أنه إذا ما أتيحت المناورات لكوريا الشمالية، فإن ذلك سيكون إيذاناً لحرب شاملة بحكم قرب الصين للمنطقة والتي لن تدخرا جهداً في حمايتها. وتوقع المحاضر أن تستمر الحرب الدائرة في السودان بين الشمال وبين عناصر حركة التمرد في الجنوب كما حدث في أفغانستان والبوسنة والشرق الأوسط مستنداً في ذلك إلي رؤية هنتغنتون القائمة علي الصراع بين الحضارات.
ومن جهة أخري، أوضح أن تطبيق أمريكا للإجراءات الأمنية المتشددة ضد العرب والمسلمين لا يتعلق بعقيدتهم وإنما لكونهم ينحدرون من بلدان تمثل نوعاً من الخطورة بالنسبة لأمريكا، وهو الأمر الذي حاول الرئيس الأمريكي جورج بوش شرحه من خلال التأكيد علي أن الإسلام دين سلام للكثير من البشر. وأكد أن وضع المصلحة الوطنية في الاعتبار هو الذي جعل التحالف الذي تقوده أمريكا ضد الإرهاب يردد تأكيداته بأن هذه الحرب ليست ضد الإسلام، لافتاً إلي أنه ليس من المصلحة الوطنية لأمريكا أن تستعدي كل المجتمع الإسلامي الذي يضم مليار مسلم وعدداً كبيراً من الدول الهامة.
وفي تناوله لسياسة اقتصاد الخطر التي تقوم عليها السياسة الخارجية الأمريكية، أوضح أن إدارة بوش قد قبلت منطق صامويل هنتنجتون بشأن صدام الحضارات الذي رسم معالم الخيال الأمريكي الدولي كخطوط عريضة لسياستها الخارجية، وهي تعمل علي منع تحالف الأطراف الباقية ضد الغرب، لافتاً إلي أن هذه الإدارة تعبَّئ دعوتها للقيم الأمريكية لتؤكَّد دورها القيادي للعالم، خاصة وأنها تمثل الطرف المفتوح لسياسة صدام الحضارات التي حشدت جهود الحرب علي الإرهاب.
وأكد أن الولايات المتحدة التي تتبني دور المخلَّص الذي يجلب الليبرالية للعالم تدعم صورتها بتشبيه نفسها بالقائد الصليبي لجبهة الحضارة، الذي لا يحارب برابرة الإسلام ولكنه يحارب برابرة الإرهاب.
ورأي المحاضر أن عبارة البرابرة والبربرية التي تعني عند هنتنغتون الأعداء الطبيعيين للحضارة، قد تبنتها إدارة بوش حينما وصفت إيران والعراق وكوريا الشمالية بأنها محور الشر مشيراً إلي أن هذه الإدارة تقر بأن الحرب علي الإرهاب هي صراع بين الحضارات، موضحاً أنه برغم التحذيرات ضد مخاطر الغطرسة والاستعلاء فإنها تواصل وضع تعريف للحرب علي الإرهاب في كلمات أخلاقية.
وأضاف أنه وفق الطرح الأمريكي فإن الإرهابيين يمثلون تهديداً للحضارة ككيان أو كمجتمع، ولا يستهدفون مجتمعاً أو حضارة بعينها وأنه بانضمام أية دولة للحرب الأمريكية علي الإرهاب، فإنها تثبت بذلك أنها دولة متحضرة ، أما عدم الانضمام لأمريكا فيمثل علامة من علامات البربرية، ويضع الدولة في موقف المستهدف بحرب أمريكية في المستقبل.
واستشهد المحاضر في هذا السياق بما جاء علي لسان بوش في أواخر الأسبوع الأول للهجوم علي مركز التجارة العالمي حينما كرر وصفه للإرهابيين بالبرابرة وللتحالف المتزايد الذي تقوده أمريكا بالعالم المتحضر ، و الموقف الذي شاركه فيه وزير الخارجية كولن باول بالقول إنني أعتقد أن كل دولة متحضرة في العالم تُقِرُّ بأن ذلك لم يكن فقط اعتداءً علي أمريكا بل كان عدواناً علي الحضارة

هذا حسب وجهة نظره