حماس
08-02-2003, 11:20 AM
2003/02/08
عبد الباري عطوان
الكويت خصصت ثلثي مساحتها تقريبا كقاعدة انطلاق للعدوان الامريكي المقبل علي العراق، واعلنت هذه المنطقة المحاذية للعراق منطقة عسكرية مغلقة، يُمنع المواطنون الكويتيون من دخولها اعتبارا من يوم الجمعة المقبل الا بعد الحصول علي تصريح من الجهات الامنية المختصة.
لا احد يعرف ما يجري في هذه المنطقة من استعدادات عسكرية امريكية، ولكن هناك معلومات تتسرب عن بناء مدرجات للطيران الحربي، وثكنات للجيش، وتحصينات للدبابات والمعدات العسكرية الثقيلة.
وزير الدفاع الكويتي صرح مؤخرا بان عدد القوات الامريكية في الكويت سيصل الي حوالي مئة وعشرين الف جندي مع حلول منتصف الشهر الحالي، وربما يرتفع الرقم الي ما هو اكثر من ذلك.
ندرك جيدا ان هناك قواعد امريكية اخري في منطقة الخليج، مثل قاعدة العيديد الجوية في قطر، والقواعد البحرية الامريكية في البحرين، وقاعدة الخرج في المملكة العربية السعودية، وان هذه القواعد، باستثناء قاعدة الخرج حتي الان، ستكون منطلقا لغارات جوية امريكية ضد العراق، جنبا الي جنب مع ست حاملات طائرات امريكية وواحدة بريطانية تتواجد حاليا في مياه الخليج. ولكن دور هذه القواعد علي خطورته يظل متواضعا بالمقارنة مع الدور الكويتي.
فالكويت ستكون القاعدة التي ستنطلق منها القوات الامريكية لاحتلال جنوب العراق بالتوازي مع قوات امريكية ستنطلق من تركيا في الشمال، اي ان الدور الكويتي سيكون حاسما بكل المقاييس، بحسب ضخامة عدد القوات والوضع الخاص والحرج للكويت.
ما نريد ان نقوله ان المسؤولين الكويتيين وقعوا الي جانب دول عربية اخري علي قرارات قمة بيروت العربية التي رفضت اي مشاركة عربية في عدوان علي اي دولة عربية من قبل اطراف خارجية، واكدت علي حتمية التصدي لهذا العدوان.
مضافا الي ذلك ان الكويت عندما تعرضت لاحتلال القوات العراقية في صيف عام تسعين عابت علي بعض الدول العربية، والشعب الفلسطيني بالذات، عدم الوقوف الي جانبها ومساندة قضيتها. وقالت بالحرف الواحد، كيف يؤيد الفلسطينيون الواقعون تحت الاحتلال احتلالا لبلد عربي آخر، ويقفون الي جانب المعتدي والمحتل؟
الان نحن نطرح السؤال الكويتي نفسه، ولكن علي المسؤولين الكويتيين، وهو كيف يقبلون وهم الذين عانوا من الاحتلال العراقي ان تكون الكويت القاعدة الرئيسية لانطلاق احتلال امريكي لبلد عربي شقيق، خاصة ان هذا الاحتلال يتم من اجل خدمة المصالح الوطنية الامريكية؟
لا نعرف ما هي تبريرات المسؤولين الكويتيين لمثل هذا الدور، وكل ما نسمعه من بعض الصحف ومحطات التلفزة الكويتية هو تكرار الحديث عن دكتاتورية النظام العراقي وسجله السيئ في مجالات حقوق الانسان. وهو النظام نفسه الذي كان موضع اعجاب الكويتيين، والكتاب والمبدعين من بينهم علي وجه الخصوص قبل احتلال بلادهم.
الدول العربية، والخليجية منها بالذات، ترتكب جرما تاريخيا بمساندة العدوان الامريكي علي العراق، وهي تتحمل مسؤولية كل نقطة دم عراقية تسفك في هذا العدوان، لان العراق بلد شقيق وما كان يستهدف بهذه الطريقة العدوانية الوحشية لولا مواقفه الرجولية والبطولية في مواجهة الهيمنة الامريكية ـ الاسرائيلية علي المنطقة، وكولن باول وزير الخارجية الامريكي اكد هذه الحقيقة بالامس عندما قال ان العراق يشكل عقبة في وجه اعادة رسم خريطة المنطقة وفق المصالح الامريكية
عبد الباري عطوان
الكويت خصصت ثلثي مساحتها تقريبا كقاعدة انطلاق للعدوان الامريكي المقبل علي العراق، واعلنت هذه المنطقة المحاذية للعراق منطقة عسكرية مغلقة، يُمنع المواطنون الكويتيون من دخولها اعتبارا من يوم الجمعة المقبل الا بعد الحصول علي تصريح من الجهات الامنية المختصة.
لا احد يعرف ما يجري في هذه المنطقة من استعدادات عسكرية امريكية، ولكن هناك معلومات تتسرب عن بناء مدرجات للطيران الحربي، وثكنات للجيش، وتحصينات للدبابات والمعدات العسكرية الثقيلة.
وزير الدفاع الكويتي صرح مؤخرا بان عدد القوات الامريكية في الكويت سيصل الي حوالي مئة وعشرين الف جندي مع حلول منتصف الشهر الحالي، وربما يرتفع الرقم الي ما هو اكثر من ذلك.
ندرك جيدا ان هناك قواعد امريكية اخري في منطقة الخليج، مثل قاعدة العيديد الجوية في قطر، والقواعد البحرية الامريكية في البحرين، وقاعدة الخرج في المملكة العربية السعودية، وان هذه القواعد، باستثناء قاعدة الخرج حتي الان، ستكون منطلقا لغارات جوية امريكية ضد العراق، جنبا الي جنب مع ست حاملات طائرات امريكية وواحدة بريطانية تتواجد حاليا في مياه الخليج. ولكن دور هذه القواعد علي خطورته يظل متواضعا بالمقارنة مع الدور الكويتي.
فالكويت ستكون القاعدة التي ستنطلق منها القوات الامريكية لاحتلال جنوب العراق بالتوازي مع قوات امريكية ستنطلق من تركيا في الشمال، اي ان الدور الكويتي سيكون حاسما بكل المقاييس، بحسب ضخامة عدد القوات والوضع الخاص والحرج للكويت.
ما نريد ان نقوله ان المسؤولين الكويتيين وقعوا الي جانب دول عربية اخري علي قرارات قمة بيروت العربية التي رفضت اي مشاركة عربية في عدوان علي اي دولة عربية من قبل اطراف خارجية، واكدت علي حتمية التصدي لهذا العدوان.
مضافا الي ذلك ان الكويت عندما تعرضت لاحتلال القوات العراقية في صيف عام تسعين عابت علي بعض الدول العربية، والشعب الفلسطيني بالذات، عدم الوقوف الي جانبها ومساندة قضيتها. وقالت بالحرف الواحد، كيف يؤيد الفلسطينيون الواقعون تحت الاحتلال احتلالا لبلد عربي آخر، ويقفون الي جانب المعتدي والمحتل؟
الان نحن نطرح السؤال الكويتي نفسه، ولكن علي المسؤولين الكويتيين، وهو كيف يقبلون وهم الذين عانوا من الاحتلال العراقي ان تكون الكويت القاعدة الرئيسية لانطلاق احتلال امريكي لبلد عربي شقيق، خاصة ان هذا الاحتلال يتم من اجل خدمة المصالح الوطنية الامريكية؟
لا نعرف ما هي تبريرات المسؤولين الكويتيين لمثل هذا الدور، وكل ما نسمعه من بعض الصحف ومحطات التلفزة الكويتية هو تكرار الحديث عن دكتاتورية النظام العراقي وسجله السيئ في مجالات حقوق الانسان. وهو النظام نفسه الذي كان موضع اعجاب الكويتيين، والكتاب والمبدعين من بينهم علي وجه الخصوص قبل احتلال بلادهم.
الدول العربية، والخليجية منها بالذات، ترتكب جرما تاريخيا بمساندة العدوان الامريكي علي العراق، وهي تتحمل مسؤولية كل نقطة دم عراقية تسفك في هذا العدوان، لان العراق بلد شقيق وما كان يستهدف بهذه الطريقة العدوانية الوحشية لولا مواقفه الرجولية والبطولية في مواجهة الهيمنة الامريكية ـ الاسرائيلية علي المنطقة، وكولن باول وزير الخارجية الامريكي اكد هذه الحقيقة بالامس عندما قال ان العراق يشكل عقبة في وجه اعادة رسم خريطة المنطقة وفق المصالح الامريكية