زهرة الكركديه
17-12-2002, 10:41 PM
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
http://www.unich.it/cetida/da15.gif
فى ثالث ايام العيد....
فى ثالث ايام العيد قامت صديقتى بدعوتى لحضور احتفال بسيط لدى إحدى معارفها من نساء الفريج......لم اكن استسيغ هذه الفكرة كثيرا لكن إلحاح زميلتى وصديقة عمري جعلنى أقبل بهذه الدعوة والتى كان من المرجح ان تحضرها كثير من النساء....
قطعنا المسافة مشيا..كانت صديقتى تحدثنى عن قريبتها هذه وكأنها تصف افعى شريرة ..لا تصف مخلوقا من لحم ودم..قلت لها مهلا عزيزتى...ما دمت تحملين كل هذه المشاعر لها لماذا تقبلين دعوتها وترجين قربها وتأكلين من طعامها ...أنت بذلك تنافقينها....
ولان صديقتى تعرف صراحتى وشدتى قالت لى ..يا عزيزتى..دعينا نرى ماذا يمكن ان تفعل اليوم وهى تقابلك......!!
استوقفتنى هذه الجملة كثيرا ووضعت على رأسى علامة استفهام ضخمة تلحقها علامة تعجب تائهة.....!
قلت لها...متسائلة..ماذا تقصدين ..( بقولك حين تقابلنى )
نظرت صديقتى الى وكأنها تشفق على من أمر جلل....ثم قالت وهى تهز راسها وتشدنى من يدى..تعالى..ستعرفين هناك كل شىء...!
[COLOR=firebrick]فتح لنا الباب....وقبل ان ألج داخله كانت رائحة العود تفوح وتسبق اصوات المدعوات الينا ...وكأنها تجر فى أذيالها روائح افخم انواع العطور والملطفات...وبهت حين استقبلتنا صاحبة الضيافة..بدت لى إمرأة غريبة.. مزدانة بالجواهر والحلى وترتدى ثوبا لا اعتقد ان فتاة فى ليلة عرسها قد ارتدت ما يوازيه...وجملت وجهها بمكياج فائق الدقة والروعة...لكنها فوق كل هذا وذاك ....فهى لم تكن تتمتع بجمال واضح....لان الجمال لا ينبع من وراء ( الميك اب ) وطبقاته بل هو روح حية تتدفق فتتلمس طراوتها وتتذوق حلاوة حقيقتها بتلقائية
جلسنا فى بهو واسع..كانت تتوسطه طاولة عليها كل ما لذ وطاب...شىء ما جعلنى اشعر بعدم الرضا..بالخوف وبالتوتر.وعدم الإطمئنان..أخذت اراقب النساء...يتحاورن ويتحدثن فى الموضوة...والماكياج والسفر والسياحة ويتحدثن عن فلانة وعن علانة حتى السياسة تحدثن بها..مع ان معظمهن لا يفقهن شيئا مما يقلن ولا أدري ما يمكن ان اطلق على هذه النوعية من النساء....!!
بقينا ساعة ...على هذا الوضع ( المزري ) بالنسبة لى..وخزت صديقتى بكوعى فانتبهت لى..قالت ماذا هناك ؟
قلت لها هامسة اريد الرحيل....لا ادري ما حدث لتفاجانى قائلة..ليس الان...اصبري قليلا ثم التهت عنى بغيري وتركتنى أتخبط فى نظراتهن واتوه بين حديثهن التافه البارد الغير مجدى..... فى لحظة رفعت عينى فتلاقت بصاحبة الضيافة.....كانت تضحك بغرابة والاخريات يشاركنها الضحك السمج الممزق ..الباهت... ( لا ادري فى هذه اللحظة بالذات لماذا تذكرت قصة سنو وايت وعمتها الشريرة ) كنت لا أضحك لا أرغب حتى بالابتسام كنت اشعر بالشمئزاز وبالدوار....وبرغبة ملحة للقىء...
استاذنت بالخروج للحمام اردت ان اغسل وجهى..أن أخذ نفسا نظيفا..بعيدا عن جوهن المشحون بالمنغصات...
لكنى توقفت حين رايتها..فتاة..صغيرة جميلة لطيفة تراها كانك تنظر الى وجه ملاك على الارض..لكنها كانت بائسة كانت نظراتها مشبعة بمعانى الحرمان والضياع ..
لماذا تقفين هنا يا صغيرتى..؟ سألتها....
فلم تجب....بهرنى جمالها الهادىء بحيث لم انتبه لتلك الرضوض وتلك الكدمات المخلفة على وجهها ويديها وساقيها..اردت الاقتراب منها لكنها فزعت منى وهربت...لحقتها فرايتها تتوه فى ركضتها ..ثم حدث مالم ارغب به ان يحدث وانا ارى ساقها تعلق بخرطوم ماء كان على الارض..ثم تسقط محدثتا صوتا ...صرخت...ثم وقفت..!
تفاجأت بالنساء يقفن حولى وينظرن....كنت مستغربة من الامر....متفاجاة مما حدث...فجأة سمعت صراخ سيدة المنزل وهى تقول
الم أطلب منك عدم الخروج.....ولا أعرف من اين أتت بسوط والهبت جسد الفتاة به ضربا دون أدنى رحمة او رادع من ضمير..الجمنى ما رأيت ..فهل يعقل انى ارى هذا أمام عينى..لا بد أنى فى حلم لا بل فى كابوس...
توقفى صرخت بها....ماذا تفعلين لكنها لم تابه بي ولا بغيري....نظرت لصديقتى ..نظرت للنساء...فلم ارى ردة فعل مجدية وكأن نظراتهن تقول لى ..ابتعدى لا دخل لك فى ما يحدث......ربما فى تلك اللحظة كانا حاجبى سيطيران من وجهى.....وأنين وصراخ الطفلة يشق فضاء البيت..... ويخرق طبلة اذنى....ولم أكن لاسمع اكثر من دقات قلبى العنيفة يمتزج بصراخ الطفلة المرعب.....
قفزت فى لحظة اشبه بلمح البصر....كيف وصل السوط من يدها إلى يدى لا ادري ولا اعلم.....؟
صرخت بهذه ( الغولة ) يا عديمة الشفقة لا رحمك الله ونزلت جلدا بها حتى خارت قواها وهى تئن وتتوجع وتترجى وفى كل ضربة كنت اقول ذوقى ما تفعلين اشربي من نفس الكاس الذى تجرعيه لهذه المسكينة....
تهاوت سقطت ولم تاتى بحركة....وبعد كل هذا رميت السوط على جسدها الملفوف بالثوب .....
الثوب الذى تمزقت بعض أطرافه...وخطفت الطفلة من على الارض وحملتها بين ذراعى..كأنى أحمل جثة لا حراك فيها....
نظرت الى النساء الفاغرات أفواههن ..قلت لهن وأنفاسى تكاد تخنقنى وقد اغرورقت عيناى بالدموع....لا بارك الله فى كل شيطان أخرس..
ثم تقدمت من ( عديمة الشفقة ) وقلت لها بالحرف الواحد...
لو كان والدها رجلا فليقابلنى..!!
...ثم تركتهن فى بلادتهن وخرجت احمل بين يدى جسدا بريئا دنس بالظلم...وقيد بعدم المروءة...... أودت بروحه ...زوجة اب لم تعرف للرحمة دربا ولا سبيلا
http://www.unich.it/cetida/da15.gif
فى ثالث ايام العيد....
فى ثالث ايام العيد قامت صديقتى بدعوتى لحضور احتفال بسيط لدى إحدى معارفها من نساء الفريج......لم اكن استسيغ هذه الفكرة كثيرا لكن إلحاح زميلتى وصديقة عمري جعلنى أقبل بهذه الدعوة والتى كان من المرجح ان تحضرها كثير من النساء....
قطعنا المسافة مشيا..كانت صديقتى تحدثنى عن قريبتها هذه وكأنها تصف افعى شريرة ..لا تصف مخلوقا من لحم ودم..قلت لها مهلا عزيزتى...ما دمت تحملين كل هذه المشاعر لها لماذا تقبلين دعوتها وترجين قربها وتأكلين من طعامها ...أنت بذلك تنافقينها....
ولان صديقتى تعرف صراحتى وشدتى قالت لى ..يا عزيزتى..دعينا نرى ماذا يمكن ان تفعل اليوم وهى تقابلك......!!
استوقفتنى هذه الجملة كثيرا ووضعت على رأسى علامة استفهام ضخمة تلحقها علامة تعجب تائهة.....!
قلت لها...متسائلة..ماذا تقصدين ..( بقولك حين تقابلنى )
نظرت صديقتى الى وكأنها تشفق على من أمر جلل....ثم قالت وهى تهز راسها وتشدنى من يدى..تعالى..ستعرفين هناك كل شىء...!
[COLOR=firebrick]فتح لنا الباب....وقبل ان ألج داخله كانت رائحة العود تفوح وتسبق اصوات المدعوات الينا ...وكأنها تجر فى أذيالها روائح افخم انواع العطور والملطفات...وبهت حين استقبلتنا صاحبة الضيافة..بدت لى إمرأة غريبة.. مزدانة بالجواهر والحلى وترتدى ثوبا لا اعتقد ان فتاة فى ليلة عرسها قد ارتدت ما يوازيه...وجملت وجهها بمكياج فائق الدقة والروعة...لكنها فوق كل هذا وذاك ....فهى لم تكن تتمتع بجمال واضح....لان الجمال لا ينبع من وراء ( الميك اب ) وطبقاته بل هو روح حية تتدفق فتتلمس طراوتها وتتذوق حلاوة حقيقتها بتلقائية
جلسنا فى بهو واسع..كانت تتوسطه طاولة عليها كل ما لذ وطاب...شىء ما جعلنى اشعر بعدم الرضا..بالخوف وبالتوتر.وعدم الإطمئنان..أخذت اراقب النساء...يتحاورن ويتحدثن فى الموضوة...والماكياج والسفر والسياحة ويتحدثن عن فلانة وعن علانة حتى السياسة تحدثن بها..مع ان معظمهن لا يفقهن شيئا مما يقلن ولا أدري ما يمكن ان اطلق على هذه النوعية من النساء....!!
بقينا ساعة ...على هذا الوضع ( المزري ) بالنسبة لى..وخزت صديقتى بكوعى فانتبهت لى..قالت ماذا هناك ؟
قلت لها هامسة اريد الرحيل....لا ادري ما حدث لتفاجانى قائلة..ليس الان...اصبري قليلا ثم التهت عنى بغيري وتركتنى أتخبط فى نظراتهن واتوه بين حديثهن التافه البارد الغير مجدى..... فى لحظة رفعت عينى فتلاقت بصاحبة الضيافة.....كانت تضحك بغرابة والاخريات يشاركنها الضحك السمج الممزق ..الباهت... ( لا ادري فى هذه اللحظة بالذات لماذا تذكرت قصة سنو وايت وعمتها الشريرة ) كنت لا أضحك لا أرغب حتى بالابتسام كنت اشعر بالشمئزاز وبالدوار....وبرغبة ملحة للقىء...
استاذنت بالخروج للحمام اردت ان اغسل وجهى..أن أخذ نفسا نظيفا..بعيدا عن جوهن المشحون بالمنغصات...
لكنى توقفت حين رايتها..فتاة..صغيرة جميلة لطيفة تراها كانك تنظر الى وجه ملاك على الارض..لكنها كانت بائسة كانت نظراتها مشبعة بمعانى الحرمان والضياع ..
لماذا تقفين هنا يا صغيرتى..؟ سألتها....
فلم تجب....بهرنى جمالها الهادىء بحيث لم انتبه لتلك الرضوض وتلك الكدمات المخلفة على وجهها ويديها وساقيها..اردت الاقتراب منها لكنها فزعت منى وهربت...لحقتها فرايتها تتوه فى ركضتها ..ثم حدث مالم ارغب به ان يحدث وانا ارى ساقها تعلق بخرطوم ماء كان على الارض..ثم تسقط محدثتا صوتا ...صرخت...ثم وقفت..!
تفاجأت بالنساء يقفن حولى وينظرن....كنت مستغربة من الامر....متفاجاة مما حدث...فجأة سمعت صراخ سيدة المنزل وهى تقول
الم أطلب منك عدم الخروج.....ولا أعرف من اين أتت بسوط والهبت جسد الفتاة به ضربا دون أدنى رحمة او رادع من ضمير..الجمنى ما رأيت ..فهل يعقل انى ارى هذا أمام عينى..لا بد أنى فى حلم لا بل فى كابوس...
توقفى صرخت بها....ماذا تفعلين لكنها لم تابه بي ولا بغيري....نظرت لصديقتى ..نظرت للنساء...فلم ارى ردة فعل مجدية وكأن نظراتهن تقول لى ..ابتعدى لا دخل لك فى ما يحدث......ربما فى تلك اللحظة كانا حاجبى سيطيران من وجهى.....وأنين وصراخ الطفلة يشق فضاء البيت..... ويخرق طبلة اذنى....ولم أكن لاسمع اكثر من دقات قلبى العنيفة يمتزج بصراخ الطفلة المرعب.....
قفزت فى لحظة اشبه بلمح البصر....كيف وصل السوط من يدها إلى يدى لا ادري ولا اعلم.....؟
صرخت بهذه ( الغولة ) يا عديمة الشفقة لا رحمك الله ونزلت جلدا بها حتى خارت قواها وهى تئن وتتوجع وتترجى وفى كل ضربة كنت اقول ذوقى ما تفعلين اشربي من نفس الكاس الذى تجرعيه لهذه المسكينة....
تهاوت سقطت ولم تاتى بحركة....وبعد كل هذا رميت السوط على جسدها الملفوف بالثوب .....
الثوب الذى تمزقت بعض أطرافه...وخطفت الطفلة من على الارض وحملتها بين ذراعى..كأنى أحمل جثة لا حراك فيها....
نظرت الى النساء الفاغرات أفواههن ..قلت لهن وأنفاسى تكاد تخنقنى وقد اغرورقت عيناى بالدموع....لا بارك الله فى كل شيطان أخرس..
ثم تقدمت من ( عديمة الشفقة ) وقلت لها بالحرف الواحد...
لو كان والدها رجلا فليقابلنى..!!
...ثم تركتهن فى بلادتهن وخرجت احمل بين يدى جسدا بريئا دنس بالظلم...وقيد بعدم المروءة...... أودت بروحه ...زوجة اب لم تعرف للرحمة دربا ولا سبيلا