PDA

View Full Version : الحُــــــــــــــــــب .. هل تبحث عنه ؟ أدخل لتلقى (حبيبك) المنتظر!


دوامة القدر
07-09-2002, 01:52 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

أيها الأفاضل .. أيها المسلمون .. القائمون العابدون .. الصائمون الداعون لله قياماً وقعودا .. يا أمة المليار مسلم .. يا أمة المليار مسلم .. يا أمة المليار مسلم ..

ما دعاني لأكتب هذا العنوان المستقل إلا حزني ورثائي لأمتي .. لأمة الإسلام ..والتي لم يعد لها عنوان ، وضاع أمجادها وأبناؤها بين أفكار الغرب الدخيلة وألاعيبهم المتدنية ..

يا أمة الإســــــــــــــــــــــــــــــلام ........

ألم تسمعوا ما يدعى بـ : ( الحب في الله ) و ( البغض في الله ) ؟؟

ألم تسمعوا بهذا أيها الكرام .. فأين نحن من هذا ؟ إن لم تكن المحبة في الدين .. فبئس هي .. وبئس من يتبعها .. هداكم الله وإيانا ..

والإسلام حمى الإنسانية من الانحراف والانجراف إلى ملذاتهم وملاهيهم .. فأي حب هذا إن لم يصحبه المحبة في دين الله .. وأي بغض إن لم يصحبه البغض لمن بغض دين الله .. لماذا تركنا تعاليم الإسلام؟ فنحن لم نصعد في الحق إلا بفضل الله .. فأين أنتم من هذا ؟؟ أين ؟؟ أين ؟؟ واااا حسرتاااااااه .. وا حسرتاااااه !

ثبت أنه صلى الله عليه وسلم أمرنا بأن تكون المحبة لله، وذلك في قوله صلى الله عليه وسلم: "ثلاثٌ من كُنّ فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أنُ يقذف في النار".

فانظر إلى قوله صلى الله عليه وسلم: "وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله" أي لأجل الله، ولأجل صلاحه، واستقامته فإذا كان كذلك فإنه يجد حلاوة الإيمان.

وكل ما هو خارج عن هذا فهو مبغوض .. وصاحبه محاسب على كل صغيرة وكبيرة .. """ ما لم يتب ويستغفر """ ...

ما هذا .. ما بالنا .. ما بالنا .. ما بالنا .. لماذا تغيرت أحوال المسلمين ؟؟ ولماذا انقلبت المفاهيم ؟؟ أين نحن مما كان عليه النبي وأصحابه ؟؟ أين نحن من كل هذا ؟؟

المحبة في الله تعالى باقية ومستمرة وخالدة في الدار والآخرة، أما المترفون فمودة بينهم في الحياة الدنيا فقط لا في الآخرة..فيا أخوة الإسلام اختاروا لأنفسكم أي الطريقين شئتم وأنا واثقة كل الثقة أنكم لن تختاروا لأنفسكم طريقا تعلمون أن فيه المتاعب والمشاق في الدنيا والآخرة، والعاقل الذكي لايختار إلا الطريق السليم والأحسن فتكون أنت أحببت المحبة لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وسلم.

فمتى سنفيق من غفلتنا ؟؟ متى ؟؟ سؤال يتردد صداه في كل مكان .. وينضمر في صمتٍ عميقٍ لا حدود له !!

فإن أمد الدنيا قريب والحساب يوم القيامة عسير ، وعليكم أن تتوبوا الى الله تعالى من هذا العمل وأن تصححوا أعمالكم ونواياكم .. فيا اخوة الدين البدار البدار والتوبة التوبة وان لــــــــم تتوبوا خوفا من الجبار وعقابه ورجاء في ثوابه فلا اقل من أن تستيقظوا وتتوبوا غيـــــــــــرة على واقع أمتكم ونخــــــــــوة لإخوانكم !

وكما قال أمير المؤمنين: (إن ايديكم سبقتكم إلى النار، فإن تبتم وعلم الله منكم صدق النية تاب عليكم وجررتم ايديكم إلى الجنة، فإن لم تتوبوا ولم تفعلوا عمّا انتم عليه جرتكم ايديكم إلى النار).

إن باب التوبة مفتوح .. كل يوم .. وكل ليلة ينزل الله إلى السماء الدنيا فيدعو : " هل من تائب لأتوب عنه؟؟ هل من مستغفر لأغفر له ؟؟ " دون ملل أو كلل .. فأين نحن من هذا .. أين نحن هداكم الله وإيانا ..

القرآن الكريم يقول: (وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون)

فالتوبة تكون من الكبائر، والتوبة تكون من الصغائر، والتوبة تكون من الشبهات أو المكروهات، حتى خلاف الأولى، حتى الغفلات، أي التوبة العامة من الذنوب، وتوبة الخاصة من الغفلات، حينما يشعر بأنه قد غفل عن ربه، وإن كان الوقت الذي غفل فيه، كان يمكن أن يسبح الله فيه، ويذكره، ويعمل خيراً، ولكنه قضاه في غفلة، فيعتبر هذا أمراً يستحق التوبة.

ومن أجل هذا جاء في الحديث الصحيح أن النبي -عليه الصلاة والسلام- قال: "يا أيها الناس توبوا إلى الله، فإني أتوب إليه في اليوم مائة مرة"... فهذا يدلنا على أن التوبة مطلوبة من كل إنسان وعلى الدوام.

إن حال الأمة لحزين .. حزين .. حزين !!! إنه لأمر يرثى له .. فمتى سنفيق من غفلتنا هذه ؟ متى ؟

أسأل الله الهداية للجميع ،،

نور بوظبي
07-09-2002, 05:29 PM
أختي الحبيبة دوامة القدر

جزاك الله خير و بارك الله فيك


ما اجمل تلك الدعوة .. نعم نحب لله و نبغض لله ..


اسال الله ان ينير قلبك بالقرآن و ان يعمره بالايمان


حبي لــــ:)ــك

fahad11
07-09-2002, 06:42 PM
رد مقتبس من نور بوظبي
أختي دوامة القدر

جزاك الله خير و بارك الله فيك


ما اجمل تلك الدعوة .. نعم نحب لله و نبغض لله ..


اسال الله ان ينير قلبك بالقرآن و ان يعمره بالايمان

دوامة القدر
09-09-2002, 03:41 AM
أختي الحبيبة ... نــــــــ بوظبي ـــــــور ..

جزاك الله ألف خير أيتها الغالية .. واعذريني إذ أنه لم تُتِح لي الفرصة لأعبر عن تقديري واهتمامي بمواضيعك المفيدة والهادفة .. بوركتِ أختاه .. بوركتِ أخت الصحوة .. فنحن من المتابعين لكِ دوماً .. بالعين والقلب قبل أن نكتب إعجابنا بالقلم !

الفاضل fahad11 ...

بارك الله فيك .. جزاك الله خيراً .. أسأل الله أن يثبتك على دين الحق .

والسلام عليكم

جـاسر
09-09-2002, 09:45 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

أختي بالله دوامة القدر ، جزاك الله خير الجزاء وأثابك على ما قدمت ، وكأني استخلص موضوعين بهذا الموضوع ، " حب الله " + " التوبة " جعله الله في ميزان حسناتك ان شاء الله .

"المحبة بالله "

قال الله تعالى " قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم "
وقال تعالى " يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذله على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومه لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم "

وعن أبى هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " الله تعالى قال من عادي لي وليا فقد آذنته بالحرب ، وما تقرب إلى عبدي بشيء احب إلى مما افترضته عليه وما يزال عبدي يتقرب إلى بالنوافل حتى احبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها وان سألني أعطيته ولئن استعاذني لأعيذنه "

وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال " إذا احب الله تعالى العبد نادى جبريل ان الله تعالى يحب فلانا فاحبه فيحبه جبريل فينادي في أهل السماء ان الله يحب فلانا فأحبوه فيحبه أهل السماء ثم يوضع له القبول في الأرض .

وفي رواية أخرى : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا احب عبدا دعا جبريل فقال اني احب فلانا فاحبه فيحبه جبريل ثم ينادي في السماء فيقول : ان الله يحب فلانا فأحبوه فيحبه أهل السماء ثم يوضع له القبول في الأرض ، وإذا ابغض عبدا دعا جبريل فيقول : اني ابغض فلانا فابغضه فيبغضه جبريل ثم ينادي في أهل السماء ان الله ابغض فلانا فابغضوه ثم توضع له البغضاء في الأرض .

عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل الا ظله ، أمام عادل وشاب نشأ في عبادة الله عز وجل ، ورجل قلبه معلق بالمساجد ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه ، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال اني أخاف الله ، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ، ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه "

وعنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ان الله تعالى يقول يوم القيامة : أين المتحابون بجلالي اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي "

وعنه قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا ، او لا أدلكم على شيء اذ فعلتموه تحاببتم ؟ أفشوا السلام بينكم "

وعن ابي كريمة المقداد بن معد يكرب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " اذا احب الرجل أخاه فليخبره انه يحبه "

أما العصارة المترفون ...

تذكر يا عبد الله ان الذنوب هي سبب هلاك العبد وخسارته ، فعواقبها في الدنيا " قلق ، حيرة ، ضنك ، اضطراب ، ضيق ، عذاب ، وسخط من الله وعقابه "

وعـواقبها في الآخرة لا تخفى على كل مسلم عاقل ، قال تعالى : " كلا ان كتاب الفجار لفي سجين "

قال أبو عبيده والاخفش أي : لفي حبس وضيق شديد .

وقال تعالى " ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا ونحشرة يوم القيامة أعمى "

ان الذنوب سبب للنكد وضيق العيش في الدنيا والآخرة ، لذلك كانت التوبة سبيلا قويما لتفريج الهموم وطمأنة النفس وراحة البال في الدنيا والنجاة يوم الحساب .

وحقيقة التوبة هي الرجوع إلى الله عز وجل والإنابة إليه والانكسار بين يديه والذل له والاعتراف بتقصير النفس وتفريطها في حقوقه وطاعته .

ولكي تصح التوبة فلا بد من شروط :

قال النووي رحمه الله : قال العلماء : التوبة واجبة من كل ذنب فإن كانت المعصية بين العبد وبين الله تعالى لا تتعلق بحق آدمي ، فلها ثلاث شروط :
1. ان يقلع عن المعصية.
2. ان يندم على فعلها .
3. ان يعزم ان لا يعود إليها أبدا ، فان فقد أحد الثلاثة لم تصح توبته .

وان كانت المعصية تتعلق بآدمي فشروطها أربعة :
( ان يبرأ من حق صاحبها ، فإن كانت مالا أو نحوه رده إليه ، وان كانت حد قذف ونحوه مكنه منه او طلب عفوه ، وان كانت غيبة استحله منها ، ويجب ان يتوب من جميع الذنوب ).

وإياك اخي الكريم ان يغرك التسويف والتمني عن المبادرة إلى التوبة فإنها واجبة على الفور لا يجوز تأخيرها لقول الله جل وعلا " يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا "

فمهما كانت ذنوبك ومهما بلغت خطاياك فلا تيأس من رحمه الله تعالى ، فانه جواد كريم حيي يستحي ان يرد عبده إذا سأله ، كيف وهو القائل سبحانه : " قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم ، وانيبوا إلى ربكم واسلموا له من قبل ان يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون ، واتبعوا احسن ما انزل إليكم من ربكم من قبل ان يأتيكم العذاب بغتة وانتم لا تشعرون "

عن ابي موسى عبد الله بن قيس الاشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ان الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها "

فبادر يا عبد الله ما دام الله قد بسط إليك يده وتب وارجع إليه فانه يحب التوابين و يحب المتطهرين ، والهج بالرجوع الصادق والتوبة النصوح قبل فوات الأوان .

فالبدار البدار اخي الكريم إلى رضوان الله الكريم ، فشمر عن ساعد الجلد وجدد النية والعزم واقبل على ربك تائبا آيبا فان التوبة حلية الأنبياء والمرسلين : قال موسى " سبحانك تبت إليك وانا أول المؤمنين "
وقال تعالى عن صالح عليه السلام " فاستغفروه ثم توبوا إليه ان ربي قريب مجيب "
وقال تعالى عن هود عليه السلام " ويا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدرارا ويزدكم قوة إلى قوتكم ولا تتولوا مجرمين "
وقال إبراهيم عليه السلام " ربنا اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب "

فاقبل اخي الكريم على الله فلست بأفضل من أنبياء الله ورسله ، وهم كما علمت سباقون إلى التوبة لهاجون بالاستغفار والإنابة .

وأسوق اليكم فضل التوبة :

ان فضل التوبة عند الله عظيم وان ثوابها جزيل كريم ، فهي تجب ما قبلها من الخطايا والسيئات وترفع لصاحبها الدرجات وتكون سببا لحصول رضي الله ومحبته .

قال تعالى : " ان الله يحب التوابين ويحب المتطهرين "

وعن ابي نجيد عمران بن الحصين الخزاعي رضي الله عنهما ان امرأة من جهينة أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي حبلى من الزنى ، فقالت يا رسول الله أصبت حدا فأقمه على ، فدعا نبي الله صلى الله عليه وسلم وليها فقال : " احسن إليها فإذا وضعت فأتني " ففعل فأمر بها النبي صلى الله عليه وسلم ، فشدت عليها ثيابها ، ثم أمر بها فرجمت ، ثم صلى عليها ، فقال له عمر : أتصلى عليها يا رسول الله وقد زنت ؟ قال " لقد تابت توبة لو قسمت بين سبعين من أهل المدينة لوسعتهم ، وهل وجدت افضل من ان جادت بنفسها لله عز وجل ؟! "

ففي هذا الحديث دلالة على عظم قدر التوبة عند الله جل وعلا ، ولو لا ذلك لما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على تلك المرأة ولما اخبر ان توبتها تسع سبعين من أهل المدينة .

فتفكر فيما أسرفت على نفسك من الذنوب والخطايا ، وتذكر ما جنته يدك ، ورجلك ، وسمعك ، وبصرك من السيئات والآثام ، واحدث لذلك توبة نصوحا ، وحاسب نفسك اليوم فانه أهون عليك من ان تحاسب نفسك غدا قال تعالى : " يا آيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد "

قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : حاسبوا أنفسكم قبل ان تحاسبوا وزنوها قبل ان توزنوا ، فانه أهون عليكم في الحساب غدا ان تحاسبوا أنفسكم اليوم ، وتزينوا للعرض الأكبر ، يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية "

إليك أخي ثمار التوبة :

وثمار التوبة يتذوق حلاوتها كل من عرف حقيقة التوبة وتعبد الله بها ، فهي سبب كل خير وفلاح وسبب طمأنينة النفس واستكانة الروح وطرب القلب ونشوته وفرحته فان الله جل وعلا يحب التائب ويفرح بتوبته ، ويورثه في قلبه حلاوة وسعادة وفرحا ومن أهم ثمار التوبة :

1. رضى الله تبارك وتعالى :
أخي الكريم لو لم يكن للتوبة من ثمار إلا إنها طريق محبة الله ورضاه لكفى بذلك عزا وشرفا ، قال تعالى : " ان الله يحب التوابين ويحب المتطهرين " ، وإذا احبك الله فلا خوف عليك ولا حزن ، قال تعالى في الحديث القدسي : " فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها ، وان سألني أعطيته ولئن استعاذني لاعذينه " فالتائب إلى الله محبوب عند الله مؤيد بعونه مصان محفوظ من كل سوء وبليه ، تتنزل عليه الرحمات وتتغشاه البركات وتستجاب له الدعوات ، إذا اخذ اخذ بنور الله ، وإذا بطش بطش بنور الله وإذا مشى مشى بنور الله لأنه لبى نداء الله واستجاب لأمره : " يا آيها الذين آمنوا توبوا الى الله توبة نصوحا عسى ربكم ان يكفر عنكم سيئاتكم ويدخلكم جنات تجرى من تحتها الأنهار يوم لا يخزي الله النبي والذين آمنوا معه نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم "

فالعاقل من يطمع في رحمة الله ورضوانه ، ويقدم بين يدي طمعه التوبة والانكسار والرجوع عن المعاصي والخطايا والإقلاع والندم على ما فات من التفريط في الطاعات والقربات .

ومما يدل على ان التوبة من اجل القربات واحبها الى الله واوجبها لرضاه وفرحه ما رواه ابو حمزة انس بن مالك الانصاري خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لله أشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته ، بأرض فلاه ، فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه فأيس منها ، فأتى شجرة فاضطجح في ظلها ، وقد أيس من راحلته ، فبينما هو كذلك إذا هو بها ، قائمة عنده ، فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح : " اللهم أنت عبدي وأنا ربك اخطأ من شدة الفرح "

2. طمأنينة النفس :

أخي الكريم اعلم ان ضرر المعاصي على الأرواح والنفوس اخطر من ضرر الأمراض على الأجساد .

ولذلك كانت التوبة طمأنينة للنفس وسعادة للقلب ، قال الحسن البصري رحمه الله : الحسنة نور في القلب وقوة في البدن والسيئة ظلمة في القلب ووهن في البدن ، فالتوبة دواء لأمراض النفس والبدن تقتضي الصبر ومطالعة الثواب من عند الله ، فهي دواء يصقل القلوب ويجلي عنها أسباب الضيق والضنك وهو الران قال تعالى : " بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون " والقلوب إذا أزيل عنها الران أصبحت خفيفة مرحة لا تعرف اليأس ولا يصيبها النكد ، وما أصاب عبد هم ولا غم ولا اكتئاب إلا بسبب الذنوب .

3. اجتناب سخط الله عز وجل :

ان التوبة وقاية من عذاب الله وعقابه ، لان الذنوب موجبة للسخط والنكال والتوبة ما حية للذنوب ناسخة لها لذلك قال تعالى عن يونس عليه السلام : " فلولا ان كان من المسبحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون " وانما كان تسبيح يونس : " لا اله إلا أنت سبحانك اني كنت من الظالمين "

فتفكر وفقك الله في ان الذنوب تنقضي لذاتها وتبقى تبعاتها وان التوبة هي فصل ما بين العبد وبين العقاب ، فعن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ان الله يغار وان المؤمن يغار ، وغيره الله ان يأتي المؤمن ما حرم عليه "

أخي الكريم :

اقبل على الله إقبال القلق الفزع واسأله سؤال الخائف المضطر وكن موقنا بقبول توبتك عنده ، فانه سبحانه جواد كريم ، واعلم بان كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون ، فعن ابي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله تعالى بكم ، ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله تعالى ، فيغفر لهم "

" لا اله إلا أنت سبحانك اني كنت من الظالمين ... اللهم نسألك توبة نصوح نذوق بها برد اليقين وطعم الإخلاص ولذة الرضا وانس القبول يا ارحم الراحمين "

ولا تنسونا من الدعاء
أخوكم بالله " جاسر "

دوامة القدر
14-09-2002, 09:22 AM
دموع فرح .. جزاك الله ألف خير وأثابك