sendebad
01-09-2002, 08:16 AM
الجزء الأول -------->
النص الكامل للقاء الصحفي مع أسامة بن لادن الذي أجراه تيسير علوني ولم تنشره قناة "الجزيرة"
وقد أجري اللقاء في 21 أكتوبر/تشرين الأول 2001
تيسير علوني: سؤال يتردد على ألسنة الكثير من الناس في مختلف أنحاء العالم، وتدعي الولايات المتحدة بأن لديها دلائل مقنعة على تورطك في أحداث نيويورك وواشنطن، فما ردكم على هذه الادعاءات؟
الشيخ أسامة بن لادن
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وأما وصفها لهذه الأعمال بالإرهاب، فهو وصف باطل، فهؤلاء الشباب الذين فتح الله عليهم ونقلوا المعركة إلى قلب أمريكا، ودمروا أبرز معالمها، معالمها الاقتصادية، ومعالمها العسكرية، ذلك بفضل الله سبحانه وتعالى، كانوا يقومون بذلك - مما فهمنا وهو ما حافظنا عليه من قبل - هو دفاعا عن النفس. دفاعا عن إخواننا وأبنائنا في فلسطين وتحريرا لمقدساتنا، فإن كان التحريض على ذلك إرهابا، وإن كان قتل الذين يقتلون أبناءنا إرهابا، فليشهد التاريخ أننا إرهابيون
تيسير علوني: طيب يا شيخ، المراقب لتصريحاتكم ولبياناتكم قد يربط بين القسم الذي أدليتم به مؤخرا، قلتم حرفيا: "أقسم بالله العظيم الذي رفع السماء بغير عمد، لن تهنأ أمريكا بالأمن ما لم نعشه واقعا في فلسطين" فمن السهل على أي متابع للأحداث أن يربط بين ما حصل من اعتداءات إرهابية في نيويورك وواشنطن وقسمكم هذا، فما رأيكم في هذا الاستنتاج؟
الشيخ أسامة بن لادن: الربط سهل، من حيث أننا حرضنا على ذلك فنحن حرضنا منذ سنين وأصدرنا بيانات وأصدرنا فتاوى في هذا الباب، وغير ذلك أيضا من التحريض المستمر في لقاءات كثيرة ونشر في الإعلام، فإن قصدوا أو قصدتم أن هناك صلة نتيجة التحريض فهذا صحيح، فنحن نحرض والتحريض متعيّن اليوم، وقد كلف الله سبحانه وتعالى به خير البشر - محمدا صلى الله عليه وسلم وقال سبحانه: }فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ تُكَلَّفُ إِلاَّ نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللّهُ أَن يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَاللّهُ أَشَدُّ بَأْساً وَأَشَدُّ تَنكِيلاً ...{. فكف بأس الكفار سبيله القتال والتحرير، فهذا الربط صحيح أننا حرضنا على قتال أمريكان واليهود، فهذا صحيح
تيسير علوني: شيخ أسامة بن لادن! تنظيم القاعدة يواجه الآن دولة تتسيد العالم عسكريا وسياسيا وتكنولوجيا، بأي منطق يمكن لتنظيم القاعدة، التي لم تصل بالتأكيد إمكاناته المادية إلى الإمكانات التي تملكها الولايات المتحدة، بأي منطق يمكن لتنظيم مثل القاعدة هزيمة أمريكا عسكريا؟
الشيخ أسامة بن لادن: الحمد لله، أقول أن المعركة ليست بين تنظيم القاعدة والصليبية العالمية، المعركة بين الإسلام بين أهل الإسلام والصليبية العالمية، وهذا التنظيم، بفضل الله سبحانه وتعالى كان مع إخواننا المجاهدين الأفغان، وكان الناس يقولون مثل هذا الكلام وأشد منه، كيف لكم أن تهزموا الاتحاد السوفيتي؟ والاتحاد السوفيتي في ذلك الوقت كان قوة عظيمة جدا ترعب العالم بأسره وحلف الناتو (حلف شمال الأطلسي) يرتعد خوفا من الاتحاد السوفيتي. فأين تلك القوة التي مُنَّ بها علينا وعلى إخوننا المجاهدين وأصبح الاتحاد السوفيتي بفضل الله أثرا بعد عين، لم يعد هناك الاتحاد السوفيتي، تقسم إلى دويلات كثيرة وبقيت روسيا، فالذي مدنا بمدد من عنده سبحانه وتعالى، وثبتنا سبحانه وتعالى إلى أن انهزم الاتحاد السوفيتي هو قادر سبحانه وتعالى أن يمدنا مرة أخرى بمدد من عنده لهزيمة أمريكا على نفس الأرض بفضل الله سبحانه وتعالى ومع نفس الأقوام فذلك فضل الله سبحانه وتعالى، فنحن نعتقد أن هزيمة أمريكا هو أمر ممكن بإذن الله سبحانه وتعالى، وهو أيسر علينا بإذنه سبحانه وتعالى من هزيمة الاتحاد السوفيتي سابقا
تيسير علوني: كيف تفسرون ذلك؟ لماذا هو أيسر؟
الشيخ أسامة بن لادن: جربنا من إخواننا الذين خاضوا قتالا مع الأمريكان على سبيل المثال في الصومال، لم نجد هناك قوة تذكر، هناك هالة ضخمة جدا على أمريكا والولايات المتحدة، بها ترعب الناس قبل أم يخوضوا قتالا، فجرب إخواننا الذين كانوا هنا في أفغانستان وفتح الله عليهم مع بعض المجاهدين في الصومال، فخرجت أمريكا تجر أذيال الخيبة والهزيمة والخسران، لا تلوي على شيء، خرجت بأسرع مما كان يتصور ونست كل ذلك الضجيج الإعلامي الضخم عن النظام العالمي الجديد، وعن أنها هي سيدة ذلك النظام، وأنها تفعل ما تريد، نفت كل هذه الترهات ولمت جيشها انسحبت مهزومة بفضله سبحانه وتعالى. فجربنا القتال ضد الروس من 79 إلى 89 عشر سنوات بفضل الله سبحانه وتعالى، ثم واصلنا ضد الشيوعيين في أفغانستان واليوم نحن في نهاية الأسبوع الثاني، شتان شتان بين المعركتين، وبين هذه الفئة وتلك، فنرجو الله سبحانه وتعالى أن يمدنا بمدد من عنده وأن يكسر أنف أمريكا راغمة أنه ولي ذلك والقادر عليه
تيسير علوني: طيب يا شيخ على ذكر الأرض تحديدا، قلتم "نهزم على هذه الأرض" ألا ترون أن وجود تنظيم القاعدة على أفغانستان يكلف الشعب الأفغاني ثمنا باهضا؟
الشيخ أسامة بن لادن: يعني، هذه النظرة جزئية، ونظرة غير مكتملة، من زاوية واحدة، عندما جئنا إلى أفغانستان وجئنا لنصرة المجاهدين عندما دخل الروس في عام 1399 للهجرة الموافق 79 ميلادي، الحكومة السعودية طلبت رسميا منا بأن لا ندخل إلى أفغانستان، لأن دخولي إلى أفغانستان نظرا لقرب الأسرة من النظام السعودي هناك، كانت الرسالة بالأمر أن أسامة لا يدخل إلى أفغانستان ويبقى عند المهاجرين في بشاور لأن الروس لو مسكوا أو أسروا أسامة، فهذا سيكون دليل علينا أننا نحن ندعم المجاهدين ضد الاتحاد السوفيتي، ويومها العالم كله يرجف من الاتحاد السوفيتي، فلم أبال بهذا المنع، وفي ذلك ضرر عليهم من وجهة نظرهم هم. فلما جئنا إلى الأفغان في المرة الأولى تحملنا ما تحملنا رغبة في إحياء النفس المسلمة، وحفظ الأطفال وإضرار المسلم هنا ونصرة للدين، فهذا واجب على المسلمين جميعا، لا نقول أنه واجب فقط على الأفغان، وإذا قمت أو قام أخواني الذين جاءوا للجهاد بهذا الواجب لنصرة إخواننا في فلسطين، فلا يعني أن أسامة فقط يتحمل هو لوحده، واجب على الجميع وعلى الأمة بأسرها أن تتحمله في سبيل الله، والجهاد متعيّن اليوم علينا وعلى الأفغان وعلى غيرهم، فصحيح أنهم يتحملون ولكن هذا واجب شرعي، فينبغي عليهم وعلى الآخرين التحمل هذا في سبيله. وإضافة إلى ذلك أن الذي يخف هذا الضرب على الأفغان بسببنا فقط، رغم أن السبب ليس شخصي، فأمريكا لم تأخذ أموالي ابتداء ولا آذتني بشيء وإنما نظرا لتحريضنا ضد اليهود وأمريكان دفاعا عن أمة الإسلام جاء هذا الكلام منهم. لكن معلوما أن أمريكا ضد قيام أي دولة إسلامية، وقد صرح أمير المؤمنين في أكثر من مناسبة، وصرح كثير من كبار الطلبة، أنهم مقصودون لدينهم، لا لمجرد وجود أسامة بن لادن، وكما قال جاء البريطانيون وهجموا على أفغانستان قبل أن يوجد أسامة بن لادن ثم جاء الروس قبل أم نجيء والآن جاء الأمريكان فنرجو الله أن يهزمهم كما هزم حلفائهم من قبل
تيسير علوني: عودة إلى ما حصل من "اعتداءات" في نيويورك وواشنطن، ما هو تقيمكم لما حصل؟ أثره على أمريكا وأثره على العالم الإسلامي؟ السؤال من شقين لو سمحتم
الشيخ أسامة بن لادن: أقول، الأحداث التي حصلت يوم الثلاثاء في الحادي عشر سبتمبر على في نيويورك وواشنطن، هذا حدث عظيم جدا بجميع المقاييس، وتداعياته إلى اللحظة لم تنته وما زالت مستمرة، ولأن كان سقوط الأبراج وعلى رأسها التوأم، هو حدث ضخم جدا إلا أن ما تبعه من أحداث، سنتحدث عن التداعيات الاقتصادية، فهي مازالت مستمرة، فحسب اعترافاتهم هم أن نسبة الخسارة في سوق والستريت بلغت 16%، وقالوا هذا الرقم قياسي لم يحصل من قبل قط، منذ أن فتحت السوق قبل أكثر 230 سنة، ما حصل هذا الانهيار الضخم، رأس المال المتـداول في هـذه السوق يبلغ أربعة تريليـون دولار، فإذا ضربنا ستة عشر في المائة في أربعة تريليون دولار حتى نعلم حجم الخسارة التي أصابت أسهمهم يبلغ 640 مليار دولار خسارتهم بفضل الله سبحانه وتعالى، وهذا الرقم يساوي ميزانية السودان مثلا لمدة 640 عام. هذا خسروه بفضل الله نتيجة ضربة من توفيق الله تمت في ساعة. الدخل القومي الأمريكي اليومي هو 20 مليار وهم في الأسبوع الأول ما اشتغلوا شيئا قط نتيجة الصدمة النفسية، هم إلى اليوم هذا هناك ما يذهبون إلى العمل من هول الصدمة. فلو ضربت 20 مليار في أسبوع تصل إلى 140 مليار، وهي أكثر من ذلك، وتضيفها إلى 640 (مليار) - نكون وصلنا كام؟ انتقضنا على 800 (مليار) تقريبا، خسارة المباني والعمائر - قلنا أكثر من 30 (مليار) ثم سرحوا إلى اليوم هذا، أو قبل يومين، من شركات الطياران أكثر من 170.000 موظف - أعطوهم فصل شغل - تسريح من أعمالهم سواء شركات الطياران الناقلة أو المصنِـعة. فذكرت تحليلات ودراسات أمريكية أن 70 % من الشعب الأمريكي إلى اليوم يعانون من الاكتئاب ومن الاضطرابات النفسية بعد حادثي البرجين وضرب وزارة الدفاع - البنتاجون بفضل الله سبحانه وتعالى. شركة واحدة من شركات الفنادق المشهورة الأمريكية - إنتركونتيننتال فصلت عشرين ألف موظف بفضل الله سبحانه وتعالى. والتداعيات لا يستطيع أحد أن يحدد قيمة هذه الأموال من ضخامتها وكثرتها وتشعباتها وهي في ازدياد بفضل الله سبحانه وتعالى. فالشاهد، المبلغ يصل على أقل تقدير إلى أكثر من تريليون دولار بفضل الله سبحانه وتعالى، في هذه الضربات الموفقة المباركة نرجو الله سبحانه وتعالى أن يتقبل الأخوة في الشهداء وأن يرزقهم الفردوس الأعلى. ولكن أقول حدثت هناك تداعيات أخرى خطيرة جدا، أعظم وأكبر وأخطر من سقوط الأبراج، وهو هذه الحضارة الغربية التي تتزعمها أمريكا، تحطمت قيمها وتحطمت تلك الأبراج المعنوية الهائلة التي تتحدث عن الحرية وعن حقوق الإنسان وعن الإنسانية أصبحت هباء منثورا. وظهر ذلك جلياً، عندما تدخلت الحكومة الأمريكية ومنعت وكالات الإعلام من نقل كلمات لنا لا تتجاوز بضع دقائق، لأنهم شعروا بأن الحقيقة بدأت تظهر للشعب الأمريكي، وأننا على الحقيقة لسنا إرهابيين بالمعنى الذي يريدونه، ولكن لأننا يُعتدى علينا في فلسطين وفي العراق وفي لبنان وفي السودان وفي الصومال وفي كشمير وفي الفليبين وفي كل مكان، وأن هذا رد فعل من شباب الأمة على اعتداءات الحكومة البريطانية (ربما - فلتة لسان ويقصد الأمريكية)، لذلك صرحوا بهذا التصريح وأمروا بهذا الأمر ونسوا كل ما ذكروا عن الرأي والرأي الآخر وهذه الأمور. فأقول إن الحرية والحريات في أمريكا وحقوق الإنسان قُدمت إلى المقصلة إلى غير رجعة إلا أن تستدرك سريعا، فالحكومة ستُدخل الشعب الأمريكي والغرب عموما سيدخل في حياة خانقة، في جحيم لا يحتمل بسبب أن قيادات الحكومات هناك هم على صلة وثيقة، وتحت النفوذ واللوبي الصهيوني يخدمون مصالح "إسرائيل" التي تقتل أبناءنا وأطفالنا بغير حق من أجل أن يبقوا هم على سدة الحكم
********************************
السندباد
النص الكامل للقاء الصحفي مع أسامة بن لادن الذي أجراه تيسير علوني ولم تنشره قناة "الجزيرة"
وقد أجري اللقاء في 21 أكتوبر/تشرين الأول 2001
تيسير علوني: سؤال يتردد على ألسنة الكثير من الناس في مختلف أنحاء العالم، وتدعي الولايات المتحدة بأن لديها دلائل مقنعة على تورطك في أحداث نيويورك وواشنطن، فما ردكم على هذه الادعاءات؟
الشيخ أسامة بن لادن
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وأما وصفها لهذه الأعمال بالإرهاب، فهو وصف باطل، فهؤلاء الشباب الذين فتح الله عليهم ونقلوا المعركة إلى قلب أمريكا، ودمروا أبرز معالمها، معالمها الاقتصادية، ومعالمها العسكرية، ذلك بفضل الله سبحانه وتعالى، كانوا يقومون بذلك - مما فهمنا وهو ما حافظنا عليه من قبل - هو دفاعا عن النفس. دفاعا عن إخواننا وأبنائنا في فلسطين وتحريرا لمقدساتنا، فإن كان التحريض على ذلك إرهابا، وإن كان قتل الذين يقتلون أبناءنا إرهابا، فليشهد التاريخ أننا إرهابيون
تيسير علوني: طيب يا شيخ، المراقب لتصريحاتكم ولبياناتكم قد يربط بين القسم الذي أدليتم به مؤخرا، قلتم حرفيا: "أقسم بالله العظيم الذي رفع السماء بغير عمد، لن تهنأ أمريكا بالأمن ما لم نعشه واقعا في فلسطين" فمن السهل على أي متابع للأحداث أن يربط بين ما حصل من اعتداءات إرهابية في نيويورك وواشنطن وقسمكم هذا، فما رأيكم في هذا الاستنتاج؟
الشيخ أسامة بن لادن: الربط سهل، من حيث أننا حرضنا على ذلك فنحن حرضنا منذ سنين وأصدرنا بيانات وأصدرنا فتاوى في هذا الباب، وغير ذلك أيضا من التحريض المستمر في لقاءات كثيرة ونشر في الإعلام، فإن قصدوا أو قصدتم أن هناك صلة نتيجة التحريض فهذا صحيح، فنحن نحرض والتحريض متعيّن اليوم، وقد كلف الله سبحانه وتعالى به خير البشر - محمدا صلى الله عليه وسلم وقال سبحانه: }فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ تُكَلَّفُ إِلاَّ نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللّهُ أَن يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَاللّهُ أَشَدُّ بَأْساً وَأَشَدُّ تَنكِيلاً ...{. فكف بأس الكفار سبيله القتال والتحرير، فهذا الربط صحيح أننا حرضنا على قتال أمريكان واليهود، فهذا صحيح
تيسير علوني: شيخ أسامة بن لادن! تنظيم القاعدة يواجه الآن دولة تتسيد العالم عسكريا وسياسيا وتكنولوجيا، بأي منطق يمكن لتنظيم القاعدة، التي لم تصل بالتأكيد إمكاناته المادية إلى الإمكانات التي تملكها الولايات المتحدة، بأي منطق يمكن لتنظيم مثل القاعدة هزيمة أمريكا عسكريا؟
الشيخ أسامة بن لادن: الحمد لله، أقول أن المعركة ليست بين تنظيم القاعدة والصليبية العالمية، المعركة بين الإسلام بين أهل الإسلام والصليبية العالمية، وهذا التنظيم، بفضل الله سبحانه وتعالى كان مع إخواننا المجاهدين الأفغان، وكان الناس يقولون مثل هذا الكلام وأشد منه، كيف لكم أن تهزموا الاتحاد السوفيتي؟ والاتحاد السوفيتي في ذلك الوقت كان قوة عظيمة جدا ترعب العالم بأسره وحلف الناتو (حلف شمال الأطلسي) يرتعد خوفا من الاتحاد السوفيتي. فأين تلك القوة التي مُنَّ بها علينا وعلى إخوننا المجاهدين وأصبح الاتحاد السوفيتي بفضل الله أثرا بعد عين، لم يعد هناك الاتحاد السوفيتي، تقسم إلى دويلات كثيرة وبقيت روسيا، فالذي مدنا بمدد من عنده سبحانه وتعالى، وثبتنا سبحانه وتعالى إلى أن انهزم الاتحاد السوفيتي هو قادر سبحانه وتعالى أن يمدنا مرة أخرى بمدد من عنده لهزيمة أمريكا على نفس الأرض بفضل الله سبحانه وتعالى ومع نفس الأقوام فذلك فضل الله سبحانه وتعالى، فنحن نعتقد أن هزيمة أمريكا هو أمر ممكن بإذن الله سبحانه وتعالى، وهو أيسر علينا بإذنه سبحانه وتعالى من هزيمة الاتحاد السوفيتي سابقا
تيسير علوني: كيف تفسرون ذلك؟ لماذا هو أيسر؟
الشيخ أسامة بن لادن: جربنا من إخواننا الذين خاضوا قتالا مع الأمريكان على سبيل المثال في الصومال، لم نجد هناك قوة تذكر، هناك هالة ضخمة جدا على أمريكا والولايات المتحدة، بها ترعب الناس قبل أم يخوضوا قتالا، فجرب إخواننا الذين كانوا هنا في أفغانستان وفتح الله عليهم مع بعض المجاهدين في الصومال، فخرجت أمريكا تجر أذيال الخيبة والهزيمة والخسران، لا تلوي على شيء، خرجت بأسرع مما كان يتصور ونست كل ذلك الضجيج الإعلامي الضخم عن النظام العالمي الجديد، وعن أنها هي سيدة ذلك النظام، وأنها تفعل ما تريد، نفت كل هذه الترهات ولمت جيشها انسحبت مهزومة بفضله سبحانه وتعالى. فجربنا القتال ضد الروس من 79 إلى 89 عشر سنوات بفضل الله سبحانه وتعالى، ثم واصلنا ضد الشيوعيين في أفغانستان واليوم نحن في نهاية الأسبوع الثاني، شتان شتان بين المعركتين، وبين هذه الفئة وتلك، فنرجو الله سبحانه وتعالى أن يمدنا بمدد من عنده وأن يكسر أنف أمريكا راغمة أنه ولي ذلك والقادر عليه
تيسير علوني: طيب يا شيخ على ذكر الأرض تحديدا، قلتم "نهزم على هذه الأرض" ألا ترون أن وجود تنظيم القاعدة على أفغانستان يكلف الشعب الأفغاني ثمنا باهضا؟
الشيخ أسامة بن لادن: يعني، هذه النظرة جزئية، ونظرة غير مكتملة، من زاوية واحدة، عندما جئنا إلى أفغانستان وجئنا لنصرة المجاهدين عندما دخل الروس في عام 1399 للهجرة الموافق 79 ميلادي، الحكومة السعودية طلبت رسميا منا بأن لا ندخل إلى أفغانستان، لأن دخولي إلى أفغانستان نظرا لقرب الأسرة من النظام السعودي هناك، كانت الرسالة بالأمر أن أسامة لا يدخل إلى أفغانستان ويبقى عند المهاجرين في بشاور لأن الروس لو مسكوا أو أسروا أسامة، فهذا سيكون دليل علينا أننا نحن ندعم المجاهدين ضد الاتحاد السوفيتي، ويومها العالم كله يرجف من الاتحاد السوفيتي، فلم أبال بهذا المنع، وفي ذلك ضرر عليهم من وجهة نظرهم هم. فلما جئنا إلى الأفغان في المرة الأولى تحملنا ما تحملنا رغبة في إحياء النفس المسلمة، وحفظ الأطفال وإضرار المسلم هنا ونصرة للدين، فهذا واجب على المسلمين جميعا، لا نقول أنه واجب فقط على الأفغان، وإذا قمت أو قام أخواني الذين جاءوا للجهاد بهذا الواجب لنصرة إخواننا في فلسطين، فلا يعني أن أسامة فقط يتحمل هو لوحده، واجب على الجميع وعلى الأمة بأسرها أن تتحمله في سبيل الله، والجهاد متعيّن اليوم علينا وعلى الأفغان وعلى غيرهم، فصحيح أنهم يتحملون ولكن هذا واجب شرعي، فينبغي عليهم وعلى الآخرين التحمل هذا في سبيله. وإضافة إلى ذلك أن الذي يخف هذا الضرب على الأفغان بسببنا فقط، رغم أن السبب ليس شخصي، فأمريكا لم تأخذ أموالي ابتداء ولا آذتني بشيء وإنما نظرا لتحريضنا ضد اليهود وأمريكان دفاعا عن أمة الإسلام جاء هذا الكلام منهم. لكن معلوما أن أمريكا ضد قيام أي دولة إسلامية، وقد صرح أمير المؤمنين في أكثر من مناسبة، وصرح كثير من كبار الطلبة، أنهم مقصودون لدينهم، لا لمجرد وجود أسامة بن لادن، وكما قال جاء البريطانيون وهجموا على أفغانستان قبل أن يوجد أسامة بن لادن ثم جاء الروس قبل أم نجيء والآن جاء الأمريكان فنرجو الله أن يهزمهم كما هزم حلفائهم من قبل
تيسير علوني: عودة إلى ما حصل من "اعتداءات" في نيويورك وواشنطن، ما هو تقيمكم لما حصل؟ أثره على أمريكا وأثره على العالم الإسلامي؟ السؤال من شقين لو سمحتم
الشيخ أسامة بن لادن: أقول، الأحداث التي حصلت يوم الثلاثاء في الحادي عشر سبتمبر على في نيويورك وواشنطن، هذا حدث عظيم جدا بجميع المقاييس، وتداعياته إلى اللحظة لم تنته وما زالت مستمرة، ولأن كان سقوط الأبراج وعلى رأسها التوأم، هو حدث ضخم جدا إلا أن ما تبعه من أحداث، سنتحدث عن التداعيات الاقتصادية، فهي مازالت مستمرة، فحسب اعترافاتهم هم أن نسبة الخسارة في سوق والستريت بلغت 16%، وقالوا هذا الرقم قياسي لم يحصل من قبل قط، منذ أن فتحت السوق قبل أكثر 230 سنة، ما حصل هذا الانهيار الضخم، رأس المال المتـداول في هـذه السوق يبلغ أربعة تريليـون دولار، فإذا ضربنا ستة عشر في المائة في أربعة تريليون دولار حتى نعلم حجم الخسارة التي أصابت أسهمهم يبلغ 640 مليار دولار خسارتهم بفضل الله سبحانه وتعالى، وهذا الرقم يساوي ميزانية السودان مثلا لمدة 640 عام. هذا خسروه بفضل الله نتيجة ضربة من توفيق الله تمت في ساعة. الدخل القومي الأمريكي اليومي هو 20 مليار وهم في الأسبوع الأول ما اشتغلوا شيئا قط نتيجة الصدمة النفسية، هم إلى اليوم هذا هناك ما يذهبون إلى العمل من هول الصدمة. فلو ضربت 20 مليار في أسبوع تصل إلى 140 مليار، وهي أكثر من ذلك، وتضيفها إلى 640 (مليار) - نكون وصلنا كام؟ انتقضنا على 800 (مليار) تقريبا، خسارة المباني والعمائر - قلنا أكثر من 30 (مليار) ثم سرحوا إلى اليوم هذا، أو قبل يومين، من شركات الطياران أكثر من 170.000 موظف - أعطوهم فصل شغل - تسريح من أعمالهم سواء شركات الطياران الناقلة أو المصنِـعة. فذكرت تحليلات ودراسات أمريكية أن 70 % من الشعب الأمريكي إلى اليوم يعانون من الاكتئاب ومن الاضطرابات النفسية بعد حادثي البرجين وضرب وزارة الدفاع - البنتاجون بفضل الله سبحانه وتعالى. شركة واحدة من شركات الفنادق المشهورة الأمريكية - إنتركونتيننتال فصلت عشرين ألف موظف بفضل الله سبحانه وتعالى. والتداعيات لا يستطيع أحد أن يحدد قيمة هذه الأموال من ضخامتها وكثرتها وتشعباتها وهي في ازدياد بفضل الله سبحانه وتعالى. فالشاهد، المبلغ يصل على أقل تقدير إلى أكثر من تريليون دولار بفضل الله سبحانه وتعالى، في هذه الضربات الموفقة المباركة نرجو الله سبحانه وتعالى أن يتقبل الأخوة في الشهداء وأن يرزقهم الفردوس الأعلى. ولكن أقول حدثت هناك تداعيات أخرى خطيرة جدا، أعظم وأكبر وأخطر من سقوط الأبراج، وهو هذه الحضارة الغربية التي تتزعمها أمريكا، تحطمت قيمها وتحطمت تلك الأبراج المعنوية الهائلة التي تتحدث عن الحرية وعن حقوق الإنسان وعن الإنسانية أصبحت هباء منثورا. وظهر ذلك جلياً، عندما تدخلت الحكومة الأمريكية ومنعت وكالات الإعلام من نقل كلمات لنا لا تتجاوز بضع دقائق، لأنهم شعروا بأن الحقيقة بدأت تظهر للشعب الأمريكي، وأننا على الحقيقة لسنا إرهابيين بالمعنى الذي يريدونه، ولكن لأننا يُعتدى علينا في فلسطين وفي العراق وفي لبنان وفي السودان وفي الصومال وفي كشمير وفي الفليبين وفي كل مكان، وأن هذا رد فعل من شباب الأمة على اعتداءات الحكومة البريطانية (ربما - فلتة لسان ويقصد الأمريكية)، لذلك صرحوا بهذا التصريح وأمروا بهذا الأمر ونسوا كل ما ذكروا عن الرأي والرأي الآخر وهذه الأمور. فأقول إن الحرية والحريات في أمريكا وحقوق الإنسان قُدمت إلى المقصلة إلى غير رجعة إلا أن تستدرك سريعا، فالحكومة ستُدخل الشعب الأمريكي والغرب عموما سيدخل في حياة خانقة، في جحيم لا يحتمل بسبب أن قيادات الحكومات هناك هم على صلة وثيقة، وتحت النفوذ واللوبي الصهيوني يخدمون مصالح "إسرائيل" التي تقتل أبناءنا وأطفالنا بغير حق من أجل أن يبقوا هم على سدة الحكم
********************************
السندباد